عدد المشاهدات:
قوله عزَّ
وجلَّ: ﴿وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى﴾.[7، الضحى].
أي حائراً ومتحيراً من توالى المشاهدات وكثرة
التنزلات، وذلك عند تأملاته صلى الله
عليه وسلم في عجائب قدرة الله وبدائع صنع الله،
بل في مواجهة أسماء الله وصفاته سبحانه وتعالى
وهى تتلطف له صلى الله عليه وسلم
وتترفق به وترعاه وتؤنسه في غار حراء في وحدته عليه
الصلاة والسلام.
ومعنى ضالا في الآية الشريفة محبا مستهاما، لأن
الحب إذا قوى واشتد جعل صاحبه يضل في حبه، أي يتجاوز المدى في هذا الحب، فيتنكر
لكل شيء ما عدا محبوبه، وينكر كل شيء إلا حبيبه، ويفنى في حبيبه فلا يحس بشيء غيره
وقد قال الله سبحانه حاكيا ما قاله أبناء سيدنا يعقوب عليه السلام له عندما رأوه لا يسلو يوسف عليه السلام: ﴿إِنَّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ
الْقَدِيمِ﴾.[95
الضحى].
يعنى أنت مازلت هائماً في حبك القديم ليوسف، لا
تكاد تنساه فما تزال تذكر يوسف من شدة حبك له، حتى تكون حرضا ً أو تكون من الهالكين.
فهذا الضلال ضلال مخصوص، وهو نيران الحب
المستعرة في الأحشاء ولهيب العشق المتأجج في القلوب، رزقنا الله شميم عبير هذا
الحب حتى نذوق لذة حب الله ورسوله، ولذة القرب من الله ورسوله إنه مجيب الدعاء..
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى الله وصحبه وسلم.
فضيلة العارف بالله
الشيخ محمد على سلامة