عدد المشاهدات:
وصية
يا بني لا تجهل من أنت، وما لا يجب عليك، ولا ما يجب لك. لعلك يا بني تظن أنك بما تجده من عواطف أمك وأبيك ومن حرصهما على سرورك وخيرك، ومن بذل نفائس أموالهما فيما فيه راحة بدنك وزيادة صحتك، أن ذلك واجب عليهما أو حق لازم عليهما لك، فتجهل قدرك وتنسى قدر النعمة عليك من ربك، فتقوم مطالبا بحقوق توهمتها لم يوجبها الشرع ولم يستحسنها العقل، فتكلف والدتك بخدمتك أو تغضب عليها إن تهاونت بشأنك أو تأبى أن تلبس أو تأكل ما قدم لك أو تستقل ما أكرماك به، فتكون كالفراش الذي يطوف حول النار لا يرضى بضوئها وحرارتها حتى يسقط في لهيبها.
أسرع بأن تعلم منزلتك وأنب إلى ربك تائبا والى والديك متذللا متملقا. لم يبذلا لك ما بذلا من المال والنفس لواجب عليهما، بل لأنك شجرتهما ومرآة حقيقتهما. فإن نظرت بنظر الابن للوالدين نظر تعظيم وإطاعة لأمرهما وحب لهما ورغبة في نيل رضاهما من الله عليك بأن جعل عاطفتهما عليك في مزيد، وجعلك لهما ظهيرا ونصيرا بعد كبرك، فتكون لهما والدا شفيقا ويكونا لك كوالدين رحيمين، وتكون قد قمت بالواجب عليك لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وللوالدين.
إذا من الله عليك بأن جعلك غنيا عن شرار خلقه عالما، فكن رجلا خارج المنزل، فإذا دخلت على والديك فكن طفلا كما كنت أولا، عبدا كما كنت سابقا تملك ولا تملك، واجعلهما يدبران لك شأن داخليتك وإن اخطئا، وحسن شأن خارجيتك، فإنك لا تدري متى يأتيهما الموت.
لعلك يا أخي إذا تزوجت صارت زوجتك أحب إليك من أبيك وأمك وإخواتك، وهي إنما رضيت بك لأنك قوي سوي غني، ولو ذهبت صفة من تلك الصفات ذهبت معها وكانت حربا على زوجها. فاصحب زوجتك على حذر منها، وكن عبد الله مطيعا لوالديك.
يا بني: بعض الظالمين الضالين الذين حرموا الكمالات الإنسانية يتهاون بشأن والديه ويعتني بشأن زوجته- أعوذ بالله أن أكون منهم أو تكون منهم- فإنهم عبيد لشهواتهم، وعباد الدراهم والدنانير أقرب للبهيمة منهم إلى الإنسانية. أنظر إلى والديك تراك غصن شجرتهما وصورة حقيقتهما وخلاصة حياتهما فلا تعبد يا بني شهوتك وتكفر بربك سبحانه وتعق والديك، واجعل والديك في أعلى المراتب من قلبك، وقم لزوجتك بما فرض الله تعالى عليك وبما سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا تنس الفضل بينك وبينها، ولا تجعلها سببا في عقوق والديك وقطيعة رحمك، فإن الإنسان لا يدري لعله يجمع المال ويحرم من أرحامه ثم تحوزه الزوجة وتنفقه على زوج أجنبي.
أحب يا بني زوجة أبيك وإن كانت كدرا لوالدتك بر بوالدك إلا أن توفيت والدتك فاجعلها في منزلتها وأحب اخوتك منها كحبك لاخوتك، واجعلهم لك أنصارا وأعوانا وكنوزا وجمالا لتكون كثيرا بهم.
اجتهد يا بني إن كان ورثك والدك مجدا وشرفا أن تحافظ على ميراث والدك وأن تجتهد في أن تزيده وتنميه ليحيا والدك. واعلم يا بني أن بعض أهل الغواية الأنذال المفسدين الذين هم مرض في جسم الأسر يتمنى الخبيث منهم أن يموت والده ليرث ماله، فإذا مات والده قام ببذل المال في شهواته وحظوظه حتى إذا لم يبق في يده ما يستعين به ندم- ولات حين مندم- فتمنى إن والده عاش لـه بعد أن أحوجته الضرورة إلى خدمة من كان خادما عنده أو ارتكب ما به يحشر إلى السجون.
والى هنا أقول لك : أيها الولد البار: اجتهد في صحبة العلماء العاملين، وداوم على مجالسة الأتقياء الصالحين، وتعمل منهم وتشبه بهم، والله يتولاني وإياك.. إنه ولي المؤمنين.
يا بني لا تجهل من أنت، وما لا يجب عليك، ولا ما يجب لك. لعلك يا بني تظن أنك بما تجده من عواطف أمك وأبيك ومن حرصهما على سرورك وخيرك، ومن بذل نفائس أموالهما فيما فيه راحة بدنك وزيادة صحتك، أن ذلك واجب عليهما أو حق لازم عليهما لك، فتجهل قدرك وتنسى قدر النعمة عليك من ربك، فتقوم مطالبا بحقوق توهمتها لم يوجبها الشرع ولم يستحسنها العقل، فتكلف والدتك بخدمتك أو تغضب عليها إن تهاونت بشأنك أو تأبى أن تلبس أو تأكل ما قدم لك أو تستقل ما أكرماك به، فتكون كالفراش الذي يطوف حول النار لا يرضى بضوئها وحرارتها حتى يسقط في لهيبها.
أسرع بأن تعلم منزلتك وأنب إلى ربك تائبا والى والديك متذللا متملقا. لم يبذلا لك ما بذلا من المال والنفس لواجب عليهما، بل لأنك شجرتهما ومرآة حقيقتهما. فإن نظرت بنظر الابن للوالدين نظر تعظيم وإطاعة لأمرهما وحب لهما ورغبة في نيل رضاهما من الله عليك بأن جعل عاطفتهما عليك في مزيد، وجعلك لهما ظهيرا ونصيرا بعد كبرك، فتكون لهما والدا شفيقا ويكونا لك كوالدين رحيمين، وتكون قد قمت بالواجب عليك لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وللوالدين.
إذا من الله عليك بأن جعلك غنيا عن شرار خلقه عالما، فكن رجلا خارج المنزل، فإذا دخلت على والديك فكن طفلا كما كنت أولا، عبدا كما كنت سابقا تملك ولا تملك، واجعلهما يدبران لك شأن داخليتك وإن اخطئا، وحسن شأن خارجيتك، فإنك لا تدري متى يأتيهما الموت.
لعلك يا أخي إذا تزوجت صارت زوجتك أحب إليك من أبيك وأمك وإخواتك، وهي إنما رضيت بك لأنك قوي سوي غني، ولو ذهبت صفة من تلك الصفات ذهبت معها وكانت حربا على زوجها. فاصحب زوجتك على حذر منها، وكن عبد الله مطيعا لوالديك.
يا بني: بعض الظالمين الضالين الذين حرموا الكمالات الإنسانية يتهاون بشأن والديه ويعتني بشأن زوجته- أعوذ بالله أن أكون منهم أو تكون منهم- فإنهم عبيد لشهواتهم، وعباد الدراهم والدنانير أقرب للبهيمة منهم إلى الإنسانية. أنظر إلى والديك تراك غصن شجرتهما وصورة حقيقتهما وخلاصة حياتهما فلا تعبد يا بني شهوتك وتكفر بربك سبحانه وتعق والديك، واجعل والديك في أعلى المراتب من قلبك، وقم لزوجتك بما فرض الله تعالى عليك وبما سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا تنس الفضل بينك وبينها، ولا تجعلها سببا في عقوق والديك وقطيعة رحمك، فإن الإنسان لا يدري لعله يجمع المال ويحرم من أرحامه ثم تحوزه الزوجة وتنفقه على زوج أجنبي.
أحب يا بني زوجة أبيك وإن كانت كدرا لوالدتك بر بوالدك إلا أن توفيت والدتك فاجعلها في منزلتها وأحب اخوتك منها كحبك لاخوتك، واجعلهم لك أنصارا وأعوانا وكنوزا وجمالا لتكون كثيرا بهم.
اجتهد يا بني إن كان ورثك والدك مجدا وشرفا أن تحافظ على ميراث والدك وأن تجتهد في أن تزيده وتنميه ليحيا والدك. واعلم يا بني أن بعض أهل الغواية الأنذال المفسدين الذين هم مرض في جسم الأسر يتمنى الخبيث منهم أن يموت والده ليرث ماله، فإذا مات والده قام ببذل المال في شهواته وحظوظه حتى إذا لم يبق في يده ما يستعين به ندم- ولات حين مندم- فتمنى إن والده عاش لـه بعد أن أحوجته الضرورة إلى خدمة من كان خادما عنده أو ارتكب ما به يحشر إلى السجون.
والى هنا أقول لك : أيها الولد البار: اجتهد في صحبة العلماء العاملين، وداوم على مجالسة الأتقياء الصالحين، وتعمل منهم وتشبه بهم، والله يتولاني وإياك.. إنه ولي المؤمنين.