عدد المشاهدات:
الكرامة المعنويَّة فلا يعرفها إلا الخواص من عباد الله تعالى، والعامة لا تعرف ذلك، وهى أن يحفظ عليه أدب الشريعة، وأن يوفّق لإتيان مكارم الأخلاق، واجتناب سفاسفها، والمحافظة على أداء الواجبات مطلقاً فى أوقاتها، والمسارعة إلى الخيرات، وإزالة الغلِّ للناس من صدره والحسد والحقد، وطهارة القلب من الصفات المذمومة، وتحليته بالمراقبة مع الأنفاس، ومراعاة حقوق الله تعالى فى نفسه وفى الأشياء، وتفقد آثار ربه فى قلبه ومراعاة أنفاسه فى دخولها وخروجها، فيتلقاها بالأدب ويخرجها وعليها خلعة الحضور ... فهذه كلها عندنا هى كرامات الأولياء المعنويَّة التى لا يدخلها مكرٌ ولا استدراج، فإن ذلك كله دليل على الوفاء بالعهد، وصحة القصد، والرضا بالقضاء فى الموجود، ولا يشاركك فى هذه الكرامات إلا الملائكة المقربون، وأهل الله المصطفون الأخيار.
من كتاب مراقى الصالحين
لفضيلة العارف بالله
الشيخ فوزى محمد أبوزيد