آخر الأخبار
موضوعات

الأحد، 16 أكتوبر 2016

- من معانى التوحيد

عدد المشاهدات:
ليس التوحيد هو توحيد الإنسان لله فقط، فالله واحد أحد فرد صمد رغمًا عن الجميع ولكن الإنسان يوحد نفسه فى طلب الله ورسوله، حتى لا يكون مشتت الهم والفكر فى المطامع والأهواء والحظوظ والشهوات ويكون كل جزء منه فى مكان بعيد عن الآخر وغير قادر على توحيد نفسه فى طلبه الله ورسوله يقول الإمام أبو العزائم:
ما وحد الواحد المعبود من أحد      حتى ينادى طين المبتدى غيبي
حتى يصير هذا الطين فى معانيه من عالم الغيب، يتجانس مع الروح ويرقى إلى مقامات عالية، ويستوى فى مراتب سامية، فيصبح متحدًا مع الروح فى طلب الله ورسوله حتى تكون الروح والجسم شيئا واحدا فى ذات الإنسان المؤمن، لأنه فى جهاد طويل إلى الأبد مع قوى الشر المحيطة به وبذلك يصير الجسم براقاً للروح يحملها إلى مقامات أرفع مما كانت فيه من قبل نزولها إلى هذا الجسد.
ولقد كانت الروح لها مقام معلوم فى الملأ الأعلى قبل نزولها إلى الجسم، أما الآن فهى فى مزيد من العلم والهدى وفى ارتقاء وعلو دائمين إلى ما لا نهاية لأن المطلوب هو الله تعالى وليس له غاية ولا نهاية، فكلما وصلت إلى مقام من مقامات الله عز شأنه تراءت لها مقامات أكمل وأبهج فاشتاقت إليها وفرت نحوها هائمة، منجذبة إلى هذا الجمال البهى، وإلى ذلك الكمال العلى. والتوحيد فى هذه المشاهد هو تفريد الله تبارك وتعالى بالحب، وخلوص السر من الالتفات إلى ما سواه ومن سواه عز شأنه، والقرار إليه تعالى من الدنيا ومتعها ومن الجنة ونعيمها حتى من النفس التى يعيش بها فى هذه الدنيا، ليحيى بالله حياة الأبد، ويسعد به سبحانه وتعالى سعادة الأنس والرضا فى منازل فوق الجنات بل وفوق العرش العظيم، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
بريد الى القلوب
لفضيلة العارف بالله 
الشيخ محمد على سلامة 
مدير اوقاف بورسعيد سابقا
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:




شارك فى نشر الخير