آخر الأخبار
موضوعات

الأحد، 14 أغسطس 2016

- تفسير أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

عدد المشاهدات:
الاستعاذة : لفظها ] أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم [ ومعناها لغة الالتجاء إلى الله تعالى والاستجارة به عند الإضرار والعجز عن دفع ما لا قبل للعبد به وعن نيل , ما لا بدله منه , وهى حقيقة طهرة النفس من شوب الشرك لأن الإنسان مهما نسى حقيقته التى هى العدم , بدءه الذى هو الماء المهين الخارج من مجرى البول مرتين وغرته نعمة الله تعالى عليه من العافية والجاه والمال والأولاد ونفوذ الكلمة وما حصله من الفنون والصناعات , أصابته البلايا من حيث لا يحتسب , وتفرق قلبه فى أدوية الهموم , وحرم التنعيم بما آتاه الله فإن دام على ذلك وفارق الحياة الدنيا مات على شعبة من شعب الكفر أو النفاق كما قال سبحانه ] الْيَوْمَ نَنسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا [.
فإذا سبقت للمؤمن الحسنى تحقق عجزه بنفسه عن دفع الشر وجلب الخير , فاسعاذ بالله متحققا بأنه سبحانه هو الذى يمنح الخير بقدرته لمن يشاء ويعطى التوفيق بحكمته ويحفظ العبد برحمته من الوقوع فى المعاصى والمخالفات والبليات فقال أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم معتقداً أن الله تعالى يسمع دعاءه ويعلم ما فى نفسه من الإخلاص ثم قال من الشيطان الرجيم يعنى من كل ضار مفسد أو عدوّ قاهر أو من شياطين الإنس أو من شياطين الجن الذين يوسوسون فى الصدور أسرع الله إليه بخفى لطفه فأعاذه وأجاره ومكن له فى الأرض وبدله أمناً بعد الخوف وهداه صراطه المستقيم , لأن الاستعاذة كمال التجرد من الحول والقوة والتبرئة من الثقة بغير الله وبالتحقيق بتلك المعانى كمال التوحيد .
ومن استعاذ بالله عند كل عمل من أعماله التى أجلها قراءة القرآن مستحضراً تلك المعانى أعاذه الله حقاً وتولاه وولاه قال تعالى : ] فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ [ لأنه تحقق بما يحبه الله , ومن لم يستعذ بالله فهو عبد مغرور وكله الله إلى نفسه فتخبط فى النوائب وتلظى فى سعير الهموم , وسلط الله عليه نفسه وعلمه وأولاده , فكانوا عذاباً له فى الدنيا , ولعذاب الآخرة أشد وأبقى .
وإنا لنرى أهل هذا الزمان تركوا الاستعاذة بالله فضرب الله بعضهم ببعض ومكن منهم من كانوا أذلاء . والواجب علينا أن نتدارك الأمر بالالتجاء إلى الله والعمل بوصايا رسول الله e والله لا يضيع أجر من أحسن عملا .
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:




شارك فى نشر الخير