عدد المشاهدات:
إخوانى وأحبابى بارك الله عزوجل فيكم أجمعين:
حبيب الله ورسوله وصفى الله ونبيه ظهر فى الدنيا فى زمان عمت فيه الظلمات وانتشرت فيه الجهالات وطمَّ فيه الفساد فى كل الأنحاء والجهات، فاستطاع بهمته العالية وروحه الراقية وأخلاقه السامية أن يغير حال العالم كله فى أوقات قصيرة نعلمها جميعاً وقرأناها وسمعناها فى كتب السيرة!
وأسرار هذا التتغيير أعجزت فطاحل العلماء وكبار المؤرخين والفلاسفة والاجتماعيين ... فى كيف حدث هذا الزلزال الربانى العنيف الذى غيَّر الكون كله فى هذا الوقت اليسير؟!
ولم يكن هذا الحدث فلتة فى الزمان لا يتكرر ولا يحدث مرة أخرى، لكن جعله الله عزوجل ممكناً لأى ثلة مباركة يتعلقوا بهذه الذات الشريفة ويتخلقوا بأخلاقها ويتأسوا بفعالها ويقتدوا بهديها وتكون لهم أرواح عالية وهمم راقية، لا يريدون الدنيا الدنية ولا الشهوات الخفية أو الجلية بل تكون كل همتهم إرضاء ذات الله عزوجل فى كل حال وفى كل نفَس وفى كل عمل.
لو وجدت هذه الثلة فى كل زمان ومكان فإن الله عزوجل يصنع لهم ويفعل بهم كما فعل مع النبى العدنان صلى الله عليه وسلم:
(مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ)
[29 الفتح]
فى أى زمان وفى أى مكان، لم يخصص حضرة الرحمن فى القرآن عن هذه الثلة زمان أو مكان: (وَالَّذِينَ مَعَهُ )أين كانوا وكيف كانوا، فى أى أرض من أرض الله كانوا وفى أى زمان من أزمنة الدنيا بانوا جعل الله عزوجل على أيديهم هذا الإنعام وهذا الإكرام، بل زاد الله عزوجل وجعل هذا الأمر وعداً على ذاته:
(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ )ومنكم أى من الأمة فى أى زمان، ما هو الوعد؟ [55 النور]
) لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ )وعد لا يتخلف لأن الله عزوجل لا يخلف الميعاد، يخلف الوعيد لرحمته وحنانته وعطفه وشفقته، لكنه لا يخلف الوعد، إذا وعد وفَّى، وإذا أوعد يخلف لحنانته ومغفرته وعفوه ورأفته وهذا من عظيم صفات العظيم عزوجل.
هذه الثلة المباركة جعل الله عزوجل مسرحها هذا الكون، والقائمين بالأدوار فيها ينفذون مسرحية:
(مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ)
[29 الفتح]
منهم من يمثل دور الصِدّيق ومنهم من يمثل دور الفاروق ومنهم من يقوم بدور ذى النورين ومنهم من يقوم بدور باب مدينة العلم ومنهم من يقوم بدور سعد بن أبى وقاص ومنهم من يقوم بدور مصعب بن الزبير.
الثلة المباركة لا يخلو منها زمان ولا مكان، والمسرحية فصولها لا تنتهى إلى أن يرث الله عزوجل الأرض ومن عليها، كم عدد الممثلين فى هذه المسرحية؟
مثل العدد الذى وضعه المخرج فى الأولية:
(مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ)
كم كان عدد أفراد المسرحية الذين كانوا معه؟
كان عددهم مائة وأربعة وعشرون ألفاً، كل واحد له دور:
(وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ )[164 الصافات]
فكل واحد له دور متقن، هذا الدور لأنهم أخلصوا وصدقوا تسمت الأدوار بأسمائهم، وإن كانت تسطع الأضواء على من يقومون بأداء أدوارهم وتنفح الأسرار قلوب من يقومون كهيئاتهم إلى أن يرث الله عزوجل الأرض ومن عليها.
فالدور الأول ثابت للحبيب صلى الله عليه وسلم، والدور الثانى نسميه الصدّيق والدور الثالث نسميه الفاروق ... وهكذا، فالأدوار لا تنتهى من الكون إلى يوم القرار، إذا نزل الستار وانتهت مسرحية النبى المختار فى هذه الدار كان هذا بداية نهاية العالم وعلامة القيامة التى أنبأنا بها الواحد القهار عزوجل.
إذا انتهى العقد على من يؤدى دوراً فوراً يكون قد تم تجديد العقد أو عقد جديد لمن يؤدى هذا الدور من العبيد، هل توجد مسرحية تتم فى ليلة مع نقص ممثل؟!
لا، فلابد أن يكون كل الفريق جاهز وتكون جميع الأدوار موجود من يؤديها، ولابد أن يحسن الأداء، والمخرج أشرف عليه، وصادف التقرير الذى يؤديه عنه أنه صالح لأداء هذا الدور.
منفول من كتاب نسمات القرب
لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد
---------------------------------
حمل الكتاب مجانا
حبيب الله ورسوله وصفى الله ونبيه ظهر فى الدنيا فى زمان عمت فيه الظلمات وانتشرت فيه الجهالات وطمَّ فيه الفساد فى كل الأنحاء والجهات، فاستطاع بهمته العالية وروحه الراقية وأخلاقه السامية أن يغير حال العالم كله فى أوقات قصيرة نعلمها جميعاً وقرأناها وسمعناها فى كتب السيرة!
وأسرار هذا التتغيير أعجزت فطاحل العلماء وكبار المؤرخين والفلاسفة والاجتماعيين ... فى كيف حدث هذا الزلزال الربانى العنيف الذى غيَّر الكون كله فى هذا الوقت اليسير؟!
ولم يكن هذا الحدث فلتة فى الزمان لا يتكرر ولا يحدث مرة أخرى، لكن جعله الله عزوجل ممكناً لأى ثلة مباركة يتعلقوا بهذه الذات الشريفة ويتخلقوا بأخلاقها ويتأسوا بفعالها ويقتدوا بهديها وتكون لهم أرواح عالية وهمم راقية، لا يريدون الدنيا الدنية ولا الشهوات الخفية أو الجلية بل تكون كل همتهم إرضاء ذات الله عزوجل فى كل حال وفى كل نفَس وفى كل عمل.
لو وجدت هذه الثلة فى كل زمان ومكان فإن الله عزوجل يصنع لهم ويفعل بهم كما فعل مع النبى العدنان صلى الله عليه وسلم:
(مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ)
[29 الفتح]
فى أى زمان وفى أى مكان، لم يخصص حضرة الرحمن فى القرآن عن هذه الثلة زمان أو مكان: (وَالَّذِينَ مَعَهُ )أين كانوا وكيف كانوا، فى أى أرض من أرض الله كانوا وفى أى زمان من أزمنة الدنيا بانوا جعل الله عزوجل على أيديهم هذا الإنعام وهذا الإكرام، بل زاد الله عزوجل وجعل هذا الأمر وعداً على ذاته:
(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ )ومنكم أى من الأمة فى أى زمان، ما هو الوعد؟ [55 النور]
) لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ )وعد لا يتخلف لأن الله عزوجل لا يخلف الميعاد، يخلف الوعيد لرحمته وحنانته وعطفه وشفقته، لكنه لا يخلف الوعد، إذا وعد وفَّى، وإذا أوعد يخلف لحنانته ومغفرته وعفوه ورأفته وهذا من عظيم صفات العظيم عزوجل.
هذه الثلة المباركة جعل الله عزوجل مسرحها هذا الكون، والقائمين بالأدوار فيها ينفذون مسرحية:
(مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ)
[29 الفتح]
منهم من يمثل دور الصِدّيق ومنهم من يمثل دور الفاروق ومنهم من يقوم بدور ذى النورين ومنهم من يقوم بدور باب مدينة العلم ومنهم من يقوم بدور سعد بن أبى وقاص ومنهم من يقوم بدور مصعب بن الزبير.
الثلة المباركة لا يخلو منها زمان ولا مكان، والمسرحية فصولها لا تنتهى إلى أن يرث الله عزوجل الأرض ومن عليها، كم عدد الممثلين فى هذه المسرحية؟
مثل العدد الذى وضعه المخرج فى الأولية:
(مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ)
كم كان عدد أفراد المسرحية الذين كانوا معه؟
كان عددهم مائة وأربعة وعشرون ألفاً، كل واحد له دور:
(وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ )[164 الصافات]
فكل واحد له دور متقن، هذا الدور لأنهم أخلصوا وصدقوا تسمت الأدوار بأسمائهم، وإن كانت تسطع الأضواء على من يقومون بأداء أدوارهم وتنفح الأسرار قلوب من يقومون كهيئاتهم إلى أن يرث الله عزوجل الأرض ومن عليها.
فالدور الأول ثابت للحبيب صلى الله عليه وسلم، والدور الثانى نسميه الصدّيق والدور الثالث نسميه الفاروق ... وهكذا، فالأدوار لا تنتهى من الكون إلى يوم القرار، إذا نزل الستار وانتهت مسرحية النبى المختار فى هذه الدار كان هذا بداية نهاية العالم وعلامة القيامة التى أنبأنا بها الواحد القهار عزوجل.
إذا انتهى العقد على من يؤدى دوراً فوراً يكون قد تم تجديد العقد أو عقد جديد لمن يؤدى هذا الدور من العبيد، هل توجد مسرحية تتم فى ليلة مع نقص ممثل؟!
لا، فلابد أن يكون كل الفريق جاهز وتكون جميع الأدوار موجود من يؤديها، ولابد أن يحسن الأداء، والمخرج أشرف عليه، وصادف التقرير الذى يؤديه عنه أنه صالح لأداء هذا الدور.
منفول من كتاب نسمات القرب
لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد
---------------------------------
حمل الكتاب مجانا