آخر الأخبار
موضوعات

السبت، 27 أغسطس 2016

- محبة الله

عدد المشاهدات:
نفى الله محبته لكل كفار أثيم ، وبهذه الآية يثبت عندنا أن الله يحب ولا يحب ، وقد أنكر بعض من لا رسوخ لهم فى العلم محبة الله للعبد وتأولها بأنها إغداق النعم عليه التى تكون فى الآخرة ، فإن إغداق نعم الدنيا يسمونها رحمة ، وقد جراهم على هذا تعريفهم المحبة أنها لا تكون إلا بسبب قائم كالأبوة والبنوة والزوجية والمنفعة ، وما أشبه ذلك ، وقال بعض من لهم علم : المحبة لا تكون إلا بمشاكله ، وليس بيننا وبين الله تعالى مشاكله تنزه وتعالى ، فلا ينبغى أن تؤول محبة الله تعالى بمحبتنا ، بل يجب أن نفهمها فهما غير ذلك.

وعندى أن المحبة جلت عن أن تعرف بحد أو رسم ، والمحبة هى الإرادة ، فإذا تعلقت إرادة الله تعالى برحمة عبد وفقه لما ينال به السعادة فى الدنيا والآخرة ، وإذا تعلقت إرادته بمحبة عبد أقامه سبحانه فى مقام العلم به ، ومشاهدة أسراره العلية من مشاهد التوحيد ، ومن مقامات التنزيه والتفريد ، وهذه تسمى محبة ، وكل المخالفين لنا يسلمون بها ، فكان الأولى لهم أن يقولوا أن الله يحب حقا ومحبته أرادته ، كما قالوا أن الله رحيم والرحمة عاطفة فى القلب تميل به إلى نفع المرحوم ، فهل الله له قلب ؟ ولم يقل أحدهم أن الرحمة مؤولة بل سلموا هذا الاسم تسليما ، فمن يسلم باسم لله هو بالنسبة لنا رقة فى القلب تقتضي العطف على الآخر ، ولم يعارض فى تسمية الله بهذا الاسم ، فليس له أن يعارض فى تسمية الله بأنه محب ، وإنما خالفنا فى هذا الموضوع من حرم ذوق المحبة.

وإليك بيانا كنت أكره أن أسطره على الورق فسلمه أن شئت وأقبله ، أو رده إلى أهله ، وذلك أن رسول الله eقال : "تخلقوا بأخلاق الله تعالى" وأخلاقه سبحانه هى صفاته العلية ، وقد أمرنا eبالتخلق بها ، فالله عليم ونحن نتخلق بالعلم ، وهو صفته ، والله كريم ورءوف وحليم وصبور إلى آخر الأسماء ، ومتى جمل الله العبد بخلق من أخلاقه أو أكثر أحب أخلاقه سبحانه فى العبد ، والظرف تابع للمظروف وإنما أحب صفاته العلية لاستجلائها فى هيكل الإنسان.

وعلى ذلك فلا اعتراض على من فهم لفظ المحبة بمعناها الحقيقى ، وقد قدمت لك أن المحبة أجل من أن تعرف بحد أو برسم لأنها سر بين الحبيب والمحبوب ، ولا يعلم الله إلا الله 

هناك تعليقان (2):




شارك فى نشر الخير