عدد المشاهدات:
الجنة الآجلة ثمان درجات ومفاتيحها جوارحك المجترحة: القلب وجنوده، ولما كان آدم هو المخلوق الذى تجلى فيه الحق لخلقه كما ورد، أدخله فى الجنة التى فيها مسرات الحس ونعيم الجسم، وغذاء الروح من الحكمة، ومحبة الله تعالى، ليشتاق إليها بعد رده-وتلك الجنة هى طبقة من الفردوس-بدليل قوله تعالى: (عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) سورة التين آية 5، ومعلوم أن الجنة لا تقع فيها المعصية، فقدر الله المعصية على آدم فى الجنة ليرده عنها عدلاً، بعد أن أدخله فضلاً، وليعلمه أنه أخرجه منها بذنب فكيف يدخل فيها من عصاه فى الدنيا؟! وليشجع خلقه على التوبة عند وقوع المعصية.
وقد بينت لك أن الله غرس الإنسان بيده فى جنة عدنه، فالإِنسان شجرة ربه، وهو السدرة التى رأسها مغروس فى العرش وأطرافها مدلاه على الجنة، وتلك الشجرة التى هى صورة الحق لها ثمر هو جمالها الذى يجب أن يحفظ لزارعها سبحانه، فإذا تجاوز الإنسان حد العبودية وتناول ما هو خاص بربه، عصى وغوى لحكمة بينت لك بعضها، فرد إلى الأرض ليرتقى إلى مقامات القرب وليتجمل بجمال الخلافة، فيكون مرآة لظهور معانى صفات ربه، وحقيقة هى مظهر لظهور صفات نفسه وهى العبودية، واسمع وسلم إن لم تذق، فإن من حرم التسليم والذوق حرم الخير كله.
أودع الله أمانته فى آدم فنسى آدم ونسب لنفسه ما ليس له فكان ما كان من ظهور سوءته ومن شدة وجله، والله غالب على أمره، قال سبحانه: (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) سورةالأنبياء آية 35 وإن ما أكل آدم ما فيه من أمانة باريه، منحنا الله الذوق، وجملنا بالشوق، وحفظنا من الإنكار، إنه مجيب الدعاء.
من المضنون فى القرآن:
القرآن المجيد مورد آل العزائم الروى، وروضهم الجنى وحوضهم المورود، وكوثرهم المشهود، وميزان أحوالهم، ومرجع مقاماتهم، يسألونه قبل العلم، فإن أذن سارعوا، وإن منع تركوا واستغفروا، فهو الإمام الناطق وإن صمت، لأنهم يسمعونه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فتسمعه آذان قلوبهم حضوراً ووجوداً، وإن كان التالى له إنساناً آخر.
وقفت بهم همتهم العلية على القرآن فأحلو حلاله وحرموا حرامه، لو أمرهم بقتل أنفسهم لقتلوها، أو مفارقة أموالهم وأولادهم لفارقوها فرحين بالسمع والطاعة، تجلت لهم حقائق القرآن جلية، وانبلجت لهم أنواره العلية ظاهرة، فلم تبق بهم همة إلا فى القرآن، ولا رغبة إلا فيه.
أحبوا القرآن حبا ينبئ عن كمال حبهم للمتكلم سبحانه، كاشفهم الله بمراده فى كلامه، وبحكمته فى أحكامه، فكان سبحانه وتعالى أقرب إليهم من أنفسهم، وتجلى لهم سبحانه فى كلامه العزيز حتى كان الرجل منهم إذا سئل لم تعمل هذا؟ يقول: أمرنى القرآن، ولم تترك هذا؟ يقول: نهانى القرآن، وإذا طلب منه أمر يقول: مه حتى أستشير القرآن، فيقرأ القرآن المرة والمرتين، حتى تتضح له حقيقة حاله، وسر قصده، فيسارع إلى التنفيذ أو إلى الترك.
فالقرآن طهور الحب، وحلل القرب، ولا يوفق للعمل بالقرآن إلا من جذبته العناية، واقتطعته المشيئة، واختطفته محبة الله السابقة له.
واعلم أنه لا يجد فهم القرآن عبد فيه أدنى بدعة، أو مصر على ذنب، أو فى قلبه كبر، أو مقارف لهوى قد استكن فى قلبه، أو محب للدنيا، أو عبد غير متحقق بالإيمان، ولا مَن هو واقف عند مبناه غافل عن معناه، ولا ناظر إلى قول مفسر ساكن إلى علمه الظاهر، ولا راجع إلى معقوله. فهؤلاء كلهم محجوبون بعقولهم، مردودون إلى ما يقرر فى علومهم،موقوفون مع ما تقرر فى عقولهم.
أما العبد الذى يجد حلاوة القرآن، ويكاشف بمشاهدته فهو من قرأ ملقياً السمع بين يدى سميعه، مصغياً إلى سر كلامه، شهيد القلب لمعانى صفات شهيده، ناظراً إلى قدرته، تاركاً لمعقوله، متبرئاً من حوله وقوته، معظماً للمتكلم، واقفاً على حدوده، مفتقراً إلى الفهم بحالٍ مستقيم، وقلب سليمٍ، وصفاء يقينٍ، وقوة علم وتمكين، سمع فصل الخطاب، وشهد علم غيب الجواب.
قبس من المضنون فى القرآن:
رتل القرآن فى الاتحاد، واتل كتاب ربك فى الاصطناع وأصغ بأذن روحك لقراءة القرآن من مُنزله، ثم اتبع قرآنه ترتيلاً ولا تعجل، فإنك فى مقام بقاء بعد فناء، فالترتيل للقرآن شهود معانى صفات المتكلم فى كلامه، وانبلاج أنوار حقائق الغيب المصون من الأسماء والصفات، والغيب المضنون من مجلى الذات. وإنما يرتل القرآن ويتلو الكتاب ويقرأ القرآن السامع له من المتكلم سبحانه.
فالقرآن: إشارة إلى الكمال الذاتى، وسورة الإخلاص ثلث القرآن، وآية الكرسى ربع القرآن، لبيانها للغيب المصون. والكتاب المرتل: أحكام وحكم. والذكر: أخبار وعبر. والنور تبيان للوصول والفرقان. بيان للحجة، واتضاح للمحجة. وإنما يرتل القرآن من منح العيان بعد البيان.
الإبدال والصديقون:
شهود الوجود بعد وجود الشهود تلوين، ومحو وجود الشهود تسليماً للقرآن تمكين، وإتباع الحبيب فى التمكين برهان على محبة الله للمتمكن الأواه المنيب.
ومتى أحب الله العبد اقتطعه، أو اصطنعه، أو اختطفه فاصطفاه، فجمله بجمال ظهور العبد وظهور الرب سبحانه، فيكون محباً لله لأنه طلبة الله، ويكون محبوباً لله لأنه صورة استجلاء معانى صفاته العلية، وهذا هو الفرد الأكمل والإِنسان الكلى سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم.
ويفوز بقسط من ميراثه الصديقون الذين ضين الله بهم عن أن يشهد غيرهم جلية ما نالوا من عنده، وما حفظوا به من لدنه، وهم سراج الدنيا ومصابيح الآخرة، والأنجم المضيئة فى ظلمات الشبه، قال تعالى: (وَقَلِيلٌ مَا هُمْ) سورة ض آية 24 يظهر الله منهم من يظهر، ومع إظهاره، فهو لدنه أو عنده، ويخفى الله من يخفى، ومع إخفائه فهو يمشى بما جعله الله له من النور فى الناس، ومن ظفر بالخفى منهم مسلماً، صار بنفسه عالماً، ومن ظفر بمن أظهره الله صار عالماً بالله، وهو فرد من الأفراد الذين عند ربك، قال سبحانه: (اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ) سورة الحج آية 75 وهؤلاء هم الذين انطوت النبوة بين جوانبهم إلا أنه لا يوحى إليهم، أعاننا الله على شكره، وأقامنا عمالاً بالإِخلاص، متمتعين بالحضور فى ذكره.
وقد بينت لك أن الله غرس الإنسان بيده فى جنة عدنه، فالإِنسان شجرة ربه، وهو السدرة التى رأسها مغروس فى العرش وأطرافها مدلاه على الجنة، وتلك الشجرة التى هى صورة الحق لها ثمر هو جمالها الذى يجب أن يحفظ لزارعها سبحانه، فإذا تجاوز الإنسان حد العبودية وتناول ما هو خاص بربه، عصى وغوى لحكمة بينت لك بعضها، فرد إلى الأرض ليرتقى إلى مقامات القرب وليتجمل بجمال الخلافة، فيكون مرآة لظهور معانى صفات ربه، وحقيقة هى مظهر لظهور صفات نفسه وهى العبودية، واسمع وسلم إن لم تذق، فإن من حرم التسليم والذوق حرم الخير كله.
أودع الله أمانته فى آدم فنسى آدم ونسب لنفسه ما ليس له فكان ما كان من ظهور سوءته ومن شدة وجله، والله غالب على أمره، قال سبحانه: (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) سورةالأنبياء آية 35 وإن ما أكل آدم ما فيه من أمانة باريه، منحنا الله الذوق، وجملنا بالشوق، وحفظنا من الإنكار، إنه مجيب الدعاء.
من المضنون فى القرآن:
القرآن المجيد مورد آل العزائم الروى، وروضهم الجنى وحوضهم المورود، وكوثرهم المشهود، وميزان أحوالهم، ومرجع مقاماتهم، يسألونه قبل العلم، فإن أذن سارعوا، وإن منع تركوا واستغفروا، فهو الإمام الناطق وإن صمت، لأنهم يسمعونه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فتسمعه آذان قلوبهم حضوراً ووجوداً، وإن كان التالى له إنساناً آخر.
وقفت بهم همتهم العلية على القرآن فأحلو حلاله وحرموا حرامه، لو أمرهم بقتل أنفسهم لقتلوها، أو مفارقة أموالهم وأولادهم لفارقوها فرحين بالسمع والطاعة، تجلت لهم حقائق القرآن جلية، وانبلجت لهم أنواره العلية ظاهرة، فلم تبق بهم همة إلا فى القرآن، ولا رغبة إلا فيه.
أحبوا القرآن حبا ينبئ عن كمال حبهم للمتكلم سبحانه، كاشفهم الله بمراده فى كلامه، وبحكمته فى أحكامه، فكان سبحانه وتعالى أقرب إليهم من أنفسهم، وتجلى لهم سبحانه فى كلامه العزيز حتى كان الرجل منهم إذا سئل لم تعمل هذا؟ يقول: أمرنى القرآن، ولم تترك هذا؟ يقول: نهانى القرآن، وإذا طلب منه أمر يقول: مه حتى أستشير القرآن، فيقرأ القرآن المرة والمرتين، حتى تتضح له حقيقة حاله، وسر قصده، فيسارع إلى التنفيذ أو إلى الترك.
فالقرآن طهور الحب، وحلل القرب، ولا يوفق للعمل بالقرآن إلا من جذبته العناية، واقتطعته المشيئة، واختطفته محبة الله السابقة له.
واعلم أنه لا يجد فهم القرآن عبد فيه أدنى بدعة، أو مصر على ذنب، أو فى قلبه كبر، أو مقارف لهوى قد استكن فى قلبه، أو محب للدنيا، أو عبد غير متحقق بالإيمان، ولا مَن هو واقف عند مبناه غافل عن معناه، ولا ناظر إلى قول مفسر ساكن إلى علمه الظاهر، ولا راجع إلى معقوله. فهؤلاء كلهم محجوبون بعقولهم، مردودون إلى ما يقرر فى علومهم،موقوفون مع ما تقرر فى عقولهم.
أما العبد الذى يجد حلاوة القرآن، ويكاشف بمشاهدته فهو من قرأ ملقياً السمع بين يدى سميعه، مصغياً إلى سر كلامه، شهيد القلب لمعانى صفات شهيده، ناظراً إلى قدرته، تاركاً لمعقوله، متبرئاً من حوله وقوته، معظماً للمتكلم، واقفاً على حدوده، مفتقراً إلى الفهم بحالٍ مستقيم، وقلب سليمٍ، وصفاء يقينٍ، وقوة علم وتمكين، سمع فصل الخطاب، وشهد علم غيب الجواب.
قبس من المضنون فى القرآن:
رتل القرآن فى الاتحاد، واتل كتاب ربك فى الاصطناع وأصغ بأذن روحك لقراءة القرآن من مُنزله، ثم اتبع قرآنه ترتيلاً ولا تعجل، فإنك فى مقام بقاء بعد فناء، فالترتيل للقرآن شهود معانى صفات المتكلم فى كلامه، وانبلاج أنوار حقائق الغيب المصون من الأسماء والصفات، والغيب المضنون من مجلى الذات. وإنما يرتل القرآن ويتلو الكتاب ويقرأ القرآن السامع له من المتكلم سبحانه.
فالقرآن: إشارة إلى الكمال الذاتى، وسورة الإخلاص ثلث القرآن، وآية الكرسى ربع القرآن، لبيانها للغيب المصون. والكتاب المرتل: أحكام وحكم. والذكر: أخبار وعبر. والنور تبيان للوصول والفرقان. بيان للحجة، واتضاح للمحجة. وإنما يرتل القرآن من منح العيان بعد البيان.
الإبدال والصديقون:
شهود الوجود بعد وجود الشهود تلوين، ومحو وجود الشهود تسليماً للقرآن تمكين، وإتباع الحبيب فى التمكين برهان على محبة الله للمتمكن الأواه المنيب.
ومتى أحب الله العبد اقتطعه، أو اصطنعه، أو اختطفه فاصطفاه، فجمله بجمال ظهور العبد وظهور الرب سبحانه، فيكون محباً لله لأنه طلبة الله، ويكون محبوباً لله لأنه صورة استجلاء معانى صفاته العلية، وهذا هو الفرد الأكمل والإِنسان الكلى سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم.
ويفوز بقسط من ميراثه الصديقون الذين ضين الله بهم عن أن يشهد غيرهم جلية ما نالوا من عنده، وما حفظوا به من لدنه، وهم سراج الدنيا ومصابيح الآخرة، والأنجم المضيئة فى ظلمات الشبه، قال تعالى: (وَقَلِيلٌ مَا هُمْ) سورة ض آية 24 يظهر الله منهم من يظهر، ومع إظهاره، فهو لدنه أو عنده، ويخفى الله من يخفى، ومع إخفائه فهو يمشى بما جعله الله له من النور فى الناس، ومن ظفر بالخفى منهم مسلماً، صار بنفسه عالماً، ومن ظفر بمن أظهره الله صار عالماً بالله، وهو فرد من الأفراد الذين عند ربك، قال سبحانه: (اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ) سورة الحج آية 75 وهؤلاء هم الذين انطوت النبوة بين جوانبهم إلا أنه لا يوحى إليهم، أعاننا الله على شكره، وأقامنا عمالاً بالإِخلاص، متمتعين بالحضور فى ذكره.