آخر الأخبار
موضوعات

الاثنين، 8 أغسطس 2016

- كيف تحفظ دينك ومالك وعرضك

عدد المشاهدات:
لكل حى من الأنواع  ألهم سبل الوصول لها فاشت الأنواع الحية فى هناء يمثل كل فرد منها مملكة عظيمة لأنه لا يحتاج إلى غيره من أفراد نوعه ولا إلى الأنواع الأخرى إى الإنسان فأن له سعادات لا تصفو حياته بدونها وأصل كل تلك السعادات هى التمسك بالدين لأن الإنسان لا يمكنه أن يقوم بنفسه بأقل ضرورياته إلا بمساعدة أكثر الناس فكيف يمكنه أن يقوم بكمالياته منفرداً قال الشاعر الحكيم

الناس للناس من بدو وحاضرة                 بعض لبعض وإن لم يشعروا خدم
ولما كانت السعادة المنشودة لا تتوفر له إلا بتلك المساعدة لزم أن يكون نعيمه ومسراته ورفعته فى الحياتين بمقدار ما يقوم هو به للمجتمع من النفع الخاص أو العام ومن قال أن السعادة صدفة جهل فأن الصدفة مفقودة عند أهل الإيمان قال الله تعالى: (هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ) سورة الرحمن آية 60، وقال صلى الله عليه وسلم: (اعملوا فكل ميسر لما خلق له).


أحفظ دينك :

لأن حفظك لدينك ولنفسك ولعرضك ولمالك وللأمة جميعها وكيف لا وقد فعل لنا ما لابد لنا منه وأكمل وبالتمسك به والعلم بوصاياه ساد سلفنا حتى دانت لهم الأمم وبلغوا مبلغاً من طاعة الله تعالى به استجاب الله لهم وخدمتهم ملائكته.

بين لنا الدين العقيدة الحقة بأجلى برهان وأوضح بيان وشرح لنا أنواع العبادات التى بها كمال الجسم والروح ونيل السعادة فى الدارين فهى من لها العقل وهى من اطمأن لها القلب وظهرت أنواره على الجوارح بالأخلاق الفاضلة فزكت النفوس وانشرحت الصدور واطمأنت القلوب وأصبح المسلم أخاً للمسلم لا يظلمه ولا يحقره ساد بالتقوى بلال حتى قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه أبو بكر سيدنا واعتق سيدنا يعنى بلالاً وضح لنا الدين المعاملة حتى علم الفرد كيف يعاشر والديه وزوجته وأولاده وأتباعه وعرف التاجر والمزارع والصانع والخادم ما يجب عليه وأصبح لا فرق بين الملك على عرشه وبين الفقير على فرشه إلا بحق من حقوق الله تعالى، فصل لنا الأخلاق التى جعلت المسلم للمجتمع كالعضو للجسم والمجتمع للفرد كالجسم للعضو.

حث الدين على العمل للدنيا والآخرة مع الإخلاص لله وجعل المال أساس كل خير إذا جمع من طرقه المشروعة أمرنا بكل خير به صفاء حياتنا فى الدنيا ونيل الخير فى الآخرة ونهانا عن كل شر  يضرنا  عمله فى الدنيا والآخرة.





احفظ مالك :

أعلم أن المال هو من عناية الله تعالى العبد به القيام بأكثر أركان الدين كالحج والزكاة والبر والصلة وبه حسن المعيشة فى الدنيا والرحمة  على الفقراء وحسن الذكر بعد الموت والأجر العظيم يوم القيامة.



المال نعمة الله علينا فكيف نستعين به على معصية الله أو كيف نبذله فى غير وجهه فيفقد المسلم ماله وراحته فى الدنيا ويعذبه الله يوم القيامة قال الله تعالى: (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ).



لا تنفق درهماً إلا إذا علمت أنك تكتسب أكثر منه من ثواب الله تعالى أو من صحة أو من منزلة بين الناس.



أجتهد أن تنمى مالك وتحفظه فى يدك حتى إذا احتجت إليه وجدته وكن رحيماً بالفقراء واعتقد أن ما تنفقه على الفقراء ابتغاء وجه الله تنال به العافية والوسعة فى رزقك فى الدنيا والنجاة من هول يوم القيامة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (داووا مرضاكم بالصدقة) وقال صلى الله عليه وسلم: (الصدقة تطفىء غضب الرب).



احفظ عرضك
أما حفظ العرض قبل أن نبين فضيلة حفظ العرض فنعرفه.
العرض هو محل المدح والذم من الإنسان وتتفاوت درجات حفظه فيحفظ الإنسان كرامته بين الناس بالتوسط فى معاملته بين الناس وبرعاية الآداب معهم.

والمحافظة على الوفاء بالعهد والإحسان إلى المحسن والعفو على المسىء وستر عوراتهم وبذل ما فى الوسع لمساعدتهم ليحفظ عرضه مما يشينه سمعة ومنزلة ثم يجب أن يكون ذا غيرة أولاً على نفسه حتى لا توقعه فى ما يخجل أو ما يشين فيحفظ جميع جوارحه مما يغضب الله ويسخط الخلق وكما يكره أن يقع فيما يشينه يجتهد أن يمنع غيره من فعل ما يشين بقدر استطاعته ويتعين على العاقل أن تكون له غيرة على رحمه تجعله يكون يقظاً إلى هذا الجناب وبقدر تلك الغيرة على أهله يجب أن يكون غيوراً على أعراض الناس فيتصور ما يؤلمه فى نفسه من حصول ما يشين ومقدار ما يلم به من الغيظ وحب الانتقام ممن آذاه فى عرضه بعد أن يتصور تلك الحقيقة يتحقق أنه إذا أطاع هواه وخالف مولاه وأضر غيره يكون قد سلط على نفسه من لا يعرف الله جل جلاله ومكن عدوه من نفسه قال أمير المؤمنين على بن أبى طالب: (فأن المرء المؤمن كالفالج الياسر، ما لم يغش دناءة تظهر فيخشع لها ويغرى بها لئام الناس) يعنى أن المؤمن ناجح رابح ما لم يعمل قبيحاً فأنه يذل ويخشع بين الناس وحفظ العرض يجعل الإنسان عظيماً بين الناس مأموناً على المال فى النفس والعرض موثوقاً به عندهم.

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:




شارك فى نشر الخير