آخر الأخبار
موضوعات

الاثنين، 8 أغسطس 2016

- الإخلاص عند أهل التمكين

عدد المشاهدات:
الإخلاص عند أهل التمكين هنا ينبغى أن أمسك القلم عن البيان إلا بقدر معلوم، الإخلاص عندهم شهود معانى تجليات الأسماء والصفات حال العمل، وإشراق أنوار المواجهة بتمييز الحضرتين بعد العمل، ليكون الخلاص خلوص العمل من الإخلاص فيه، بالفرار من رؤية الإخلاص فى حال التحقق به، فإن رؤية الإخلاص توجب الشوب فى شهود التوحيد بالتوحيد، لما يترتب عليها من إثبات الإخلاص للعامل، ونسبة العمل إليه، وهو الشرك الأخفى عنده، لأنه يؤدى إلى نسيان الواحد الفاعل المختار، ونسيانه يؤدى إلى نسيان النفس، قال الله تعالى: (نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ) سورة الحشر آية 19، ومعنى ذلك عندهم، أن المخلص إذا شهد الإخلاص، وشهد العمل، نسى المنان الموفق الهادى المعين، ومتى والعياذ بالله نسيه أنساه الله نفسه، ومعنى أنساه نفسه: أى أنساه حقيقتها من العدم، والذل، والعجز، والضعف، وباقى معانى العبدية، فإذا نسى نفسه أعاذنى الله وإخوانى المؤمنين، أثبت لنفسه صفات الحق، فصار فرعون زمانه، إما بالغرور ظاهراً، وإما بالشرك الأخفى، وأهل التمكين أصحاب نفس، والسالكون أصحاب أحوال، والواصلون أصحاب وقت، وحصن الأمن لأهل التمكين، إن لم يكونوا فى صحبة الوارث المحمدى، كتاب الله تعالى، وعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبهما يذوقون مشاهدهم، فإن وافقت الكتاب والسنة، فمشهد حق بحق، وإن خالفت الكتاب والسنة، فمن لمة الشيطان، وكل شهود عندهم يخالف كتاب الله وسنة رسول الله كفر وضلال، وإنى أضع ضابطاً لأهل التمكين، به يدفع الله عنى وعنهم شر الوسواس الخناس، من شيطان الإنس والجن، وهو يسير فى عمله مسير العلم، ويشاهد العامل فى سيره الحكم، حتى يكون حراً من رق الرسم، عبداً صرفاً لذات الله تعالى، مشهده الحكم، اقتداء بالسيد الأكمل صلى الله عليه وسلم لتتميز الحضرتان، وسيره العلم، ليحفظه الله تعالى بالعلم من الشرك الخفى والأخفى، وهذا من أدعياء الطريق من يكون مشهده العلم، فيهدم أسوار الشريعة، ويستظهر على حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم الذين استهوتهم الشياطين، كما قال تعالى: (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) سورة المائدة آية 13، فإذا اشتدت الحيرة، حتى همدت نار البشرية، وتطهرت النفس من دخان الإبليسية، تحقق أهل التمكين بحق اليقين، وصار الحق معالم بين أعينهم، ويخلصون من الإخلاص بترك الإخلاص، قال صلى الله عليه وسلم: (والمخلصون على خطر عظيم) ولا ينجو من الإخلاص إلا من تخلص بالإخلاص منه، وهو مقام قوله صلى الله عليه وسلم: (إن لله عباداً تركوا حظوظ أنفسهم، ثم تركوا الدنيا، ثم تركوا العقبى، ثم تركوا الرؤيا، ثم تركوا الشهود، ثم تركوا الترك).



أسأل الله تعالى أن يحققنى وإخوتى بحقيقة الإخلاص له تعالى به حتى نفنى عن شهود الإخلاص، بشهود الفاعل المختار، الهادى، الموفق المعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:




شارك فى نشر الخير