آخر الأخبار
موضوعات

الثلاثاء، 23 أغسطس 2016

- حياة المؤمن وصفاء القلوب

عدد المشاهدات:
التوبة
أيها المستمع الكريم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد .....
روى مسلم في صحيحه عن الأغر بن يسار المزني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب في اليوم مائة مرة}.
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. حقاً كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون.
والخطأ هو الذي يفعله الإنسان من غير قصد، ومع ذلك فإنه يجب عليه التوبة منه إلى الله عزَّ وجلَّ لأن الخطأ أحدث خللاّ في النظام أو ضرراً بأحد من الناس، ولذلك يجب على المخطئ إصلاح الخلل أو دفع الضرر ودفع التعويض اللازم عن ذلك حتى يرأب الصدع ويداوى الجرح.
إذا كان هذا في الخطأ الذي يقع من الإنسان بغير قصد فكيف بما يقصده الإنسان ويتعمده من الخطأ إنه أشد خطراً وأعظم ذنبا وهذا يتطلب من فاعله عدة أمور:
أولا: الندم على ما فعل واستغفار الله سبحانه وتعالى من هذا الفعل وتصحيح سلوكه وأفعاله على مقتضى الشرع الشريف هذا إذا كان الذنب أو الخطأ يتعلق بالله عزَّ وجلَّ.
أما إذا كان يتعلق بعباد الله فإنه يجب عليه زيادة على ما تقدم رد حقوقهم إليه أو استسماحهم وطلب العفو منهم عنها ما لم تثر فتنة أو يترتب عليها أضراراً أخرى.
وإخبار الرسول صلى الله عليه وسلم عن نفسه بأنه يتوب إلى الله في اليوم مائة مرة بيان لنا عن كيفية الاستغفار والتوبة إلى الله في كل يوم من الأيام حتى إن العبد إذا أذنب في اليوم مائة مرة أحدث لكل ذنب توبة حتى يتطهر من ذنوبه وأوزاره ويبيت طاهراً متطهراً منها قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾. [222، البقرة].
وللنظر أيها الأخوة الكرام في توبة النبي صلى الله عليه وسلم مائة مرة في كل يوم، ورسول الله مبرأ من الذنب والخطيئة ولكنه صلى الله عليه وسلم يُعلم المؤمنين والمؤمنات حكماً من أحكام الدين وهو كثرة التوبة والاستغفار حتى لو لم يكن هناك ذنب، لأن التوبة والاستغفار عبادة من العبادات وعملا من الأعمال التي يتقرب بها المؤمن إلى الله عز وجل قال الله تعالى: ﴿اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا ﴾. [10-12، نوح].
فالتوبة والاستغفار من الوسائل التي تفتح أبواب الأرزاق وتيسر الأمور وتشرح الصدور، وتبارك في الأموال والأولاد، وتكفر الخطايا والذنوب. فعلى كل مسلم أن يتوب إلى الله ويستغفره في اليوم مائة مرة اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم.
نسأل الله عزَّ وجلَّ أن يجعلنا من عباده التوابين ومن عباده المتطهرين، إنه مجيب الدعاء، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
***
فضل الدالين على الخير
بسم الله الرحمن الرحيم
روى مسلم بسنده المتصل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:{من دل على خير فله مِثْلُ أَجْرِ فاعِلِهِ}.
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إن هذا الحديث قاعدة من قواعد الإسلام، وهدى كريم من هدى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبشارة كبرى من البشائر التي تشرح الصدور وتبهج النفوس، وتفرح القلوب.
ذلكم أن الإنسان الذي يدل أخاه على الخير ولو أن يدله على الطريق الذي يسلكه ليصل منه إلى حاجته فإن له أجراً وثواباً عند الله عزَّ وجلَّ، بقدر ما نال هذا الذي دله من نفع وخير بسبب دلالاته إياه.
أما إذا دله على عمل يصلح به أمر دنياه، أو يهتدي به في دينه، فإن الله سيجعل له أجراً قدر أجر هذا الذي فعل الخير والصلاح.
وأبواب الخير واسعة جداً وقد تشتبه على المسلم الأمور  فيها، ويحتاج إلى من يرشده إليها، ويدله على خير ما  فيها، ولذلك جعل الله أجر المرشدين إلى الخير والدالين على البر، والداعين إلى الصلاح والتقوى لهم من الأجور والثواب بقدر الذين اهتدوا بهديهم وتأثروا بهم، ونهجوا على طريق الخير والفلاح، ولا ينقص من أجر العاملين والمهتدين شيئاً، وذلك لأن فضل الله واسع جدا، وعطاء الله لا حد لغايته، ولا نهاية لمداه.
هذا وقد أكرم الله الدالين على الخير بالثواب والأجر بمجرد دلالتهم عليه وذلك بشارة من الله ورسوله، وحثا لهم بطريق قوى على استمرارهم في الدلالة على الخير وهداية الناس إليه.
وهذا الخير يستوي عند الله سواء كان خيراً في الدنيا أو خيرا في الدين وشرط الأجر للدال على الخير ولفاعله الإيمان لأن الإيمان هو الأساس الذي يصحح الأعمال والأقوال وغيرها من سلوك الإنسان.
أما غير المؤمن من الفاعلين للخير والدالين عليه، فلهم أجرهم هنا في الدنيا وذلك بأن يبارك الله لهم في مالهم وأولادهم وأنفسهم، قال الله تعالى: ﴿مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ﴾. [20، الشورى].
نسأل الله أن يوفقنا للاعتصام بهدى مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم إن ربى سميع قريب مجيب الدعاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
***
حياة المؤمن
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اتبع هداه.
أيها الأخوة المؤمنون والأخوات المؤمنات. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 وبعد.
فلقد روى مسلم في صحيحه أن أبا يحي صهيب بن سنان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{عجباً لأمر المؤمن. إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له}.
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
سبحان الله. حقا إن أمر المؤمنين عجيب جداً لأن الله جعل الخير في ركابهم أين كانوا وكيف كانوا، وجعل حياتهم تفيض بالخير والبرِّ والإحسان، لأن الإيمان صحح كل شئونهم وأمورهم، وجعل كل أعمالهم وأقوالهم وأخلاقهم على أساس من تعاليم الإسلام السمحة وهدى رسول الله الكريم، فإن الإيمان بالله ورسله وبما جاءوا به من عند الله عزَّ وجلَّ طاقة خلاقة في نفس المؤمن وفى ضميره وتدفعه دائماَ إلى الخير، وتهديه إلى سواء السبيل تأخذ بيده من البطالة والانحراف والتسيب والإهمال إلى الجد والالتزام، وإلى تقوى الله سبحانه وتعالى وإلى طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم.
أيها الأخوة والأخوات: إن العجب الذي يدفع الإنسان للوقوف عنده طويلا، هو أن المؤمن قد تميزت حياته بطابع كريم من السلوك الحميد، فإنك تراه في وقت الرخاء والسراء شاكراً لله سبحانه وتعالى على جميل فضله، وعلى نعمه التي أسبغها عليه أناء الليل وأطراف النهار وهذا الشكر يكون مرة بلسانه  فيقول اللهم لك الحمد ولك الشكر، ولك الثناء الحسن الجميل ومرة بيده فينفق مما أعطاه الله بنفس راضية وروح طيبة، ومرة بالسعي في حاجات الناس ومصالحهم ليقضيها لهم، ومرة بالعفو عمن أساء إليه وظلمه، وهكذا يكون الشكر بجميع المشاعر والجوارح.
وهذه الحالة من أجمل وأحسن أحوال المؤمنين، بل ومن أخص صفاتهم التي امتدحها الله بها في كتابه العزيز حيث قال جلَّ شأنه: ﴿الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾. [134، آل عمران].
وكذلك إذا أصابته بأساء أو ضراء صبر فإن الصبر إنما يكون على ما تكرهه النفس، وما يتألم منه الإنسان، وما يقلق الراحة ويقض المضجع.
ولذلك ترى المؤمنين والمؤمنات يُصَبِرُونَ أنفسهم على هذه المكاره والشدائد، فإن الحياة الدنيا كلها مشحونة بالابتلاءات والاختبارات ولم يسلم منها إنسان على وجه هذه الأرض.
حتى رسل الله وأنبياءه قد تحملوا العب الأكبر من هذه المتاعب والمشاق، وصبروا صبراً طويلاً وجميلاً قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ﴾. [35، الأحقاف].                                                                                  
فإذا صبر المؤمن على ما يصيبه في هذه الدنيا كان له مدداً من الله عزَّ وجلَّ، وعوضه الله عن مصيبته خيراً منها، أما في الآخرة فإنه سيجنى من الثواب والأجر ما لا يستطيع أحد أن يدركه إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب.
أيها الأخوة المؤمنون والأخوات المؤمنات:
بارك الله فيكم وعليكم، ونفعنا الله جميعاً بما علمنا إنه مجيب الدعاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
***
خلال المؤمن
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين، ونعمة الله الكبرى للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد.
أيها المستمع الكريم: روى الترمذي عن أبى ذر ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:{اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن}.
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حقاً لقد أوتى رسول الله الفصاحة كلها، ووهبه الله جوامع الكلم يعنى الكلمات الجامعة التي اشتملت على معاني كثيرة في عبارة وجيزة، فلقد جمع هذا الحديث ثلاث جمل كل جملة منها خير من الجواهر والدرر. بل خير من الدنيا وما فيها وأول جملة من هذا الحديث {اتق الله حيثما كنت}.ومعنى ذلك أن يراقب المؤمن ربه، وأن يراعى جنابه، وأن يخشى جلاله، وأن يعتقد أن الله ناظر إليه ومطلع عليه وأن الله يسمعه ويحيط به في أي مكان كان وفي أي وقت كان وفى أي حال كان، وأن يعتقد أنه سبحانه وتعالى لا تخفى عليه خافية في السموات والأرض وأنه يعلم السر وأخفى من السر قال الله تعالى: ﴿وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ﴾.  [61، يونس].                                                               
والوصية الثانية في هذا الحديث الشريف: {أتبع السيئة الحسنة تمحها}. بمعنى أن المؤمن كلما فعل ذنباً أو ارتكب سيئة لا يتوانى عن التخلص منها وذلك بأن يتبعها بحسنة من نوعها فمثلاً إذا شتمت إنساناً أعتذر إليه واستسمحه، وإذا أخذت حاجة إنسان أدفع إليه حاجته أو ما يساويها واسأله أن يعفو عنك، كما أنك إذا أسأت في صلاتك فتصححها بصلاة أخرى، وهكذا كل سيئة تفعلها تعد حسنة من نوعها لتمحوها عنك، هذا علاوة عن استغفار الله والتوبة إليه، وعند ذلك لا يكون عليك ذنب ولا عيب.
والوصية الثالثة في هذا الحديث الشريف قوله عليه السلام: {وخالق الناس بخلق حسن}، والمعنى تخلَّق للناس بأجمل الأخلاق، وتصنَّع لهم بأكرم الصفات، وعاملهم بما تحب أن يعاملوك به من الرحمة والرأفة، والمسامحة والصفح والجود والكرم. فقد ورد في حديث شريف عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:{إن أحبكم إلىَّ وأقربكم منى مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً الموطئون أكنافاً الذين يألفون ويؤلفون}.
أيها السادة: وفقنا الله جميعاً لاتباع هدي النبي الكريم.... آمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
***
تمنى الموت
بسم الله الرحمن الرحيم
عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{لا يتمنين أحدكم الموت لضر أصابه، فإن كان لا بد فاعلاً فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي. وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي}.
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ما أعظم هذه التوجيهات النبوية الكريمة، وما أرفقها بالمؤمنين، فإن الإنسان تنزل به الشدائد والكروب والخطوب ويتحير أمره ويهتز موقفه من هولها، وقد يطلب الإنسان الموت بل يتمناه للتخلص مما أصابه من البأساء والضراء، ولكن الرسول الكريم يأخذ بيد المؤمن من هذه البلايا ويهديه إلى الرشاد والسداد، ويلقنه هذه الكلمات الحانية في رحمة ورفق وإحسان ولطف: {اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي. وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي}.
تربية وتعليم بعطف أبوة، ورحمة نبوة، من غير تعنيف أو تلويم، إنه هدي ينساب إلى القلوب  فيأسوا جراحها، ويشفى أمراضها، وينير طريقها، وقد ورد هذا التوجيه في حديث آخر من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن يحمل معنى آخر من المعاني الرقيقة التي تشع بالنور والمعرفة حيث يقول عليه السلام: {لا يتمنين أحدكم الموت فلعله إن كان مسيئا أن يستعتب}. أي يعاتب نفسه ويتوب إلى الله عزَّ وجلَّ من سيئاته: {وإن كان محسنا أن يزداد إحسانا}.[1]
[ رواه أحمد والبخارى والنسائى عن أبى هريرة بلفظ { لا يتمنى أحدكم الموت إما محسنا فلعله يزداد وإما مسيئا فلعله يستعتب}].
وهذا منتهى العطف والرحمة من النبي صلى الله عليه وسلم على المؤمنين والمؤمنات، وصدق الله العظيم إذ يقول: ﴿﴾.
                                                                                                      [128، التوبة].
أيها المؤمنون والمؤمنات: هذه التوجيهات الكريمة يجب على المسلم أن يلاحظها، وأن يأخذها في اعتباره، لأنها النور والهدى الذي يهدينا إلى صراط الله المستقيم. وفقنا الله وإياكم للعمل بها، إنه مجيب الدعاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
***



طهارة القلوب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على نور الله الدال على الله سيدنا محمد حبيب الله ومصطفاه وعلى آله وأصحابه وكل من اتبع هداه.
أما بعد...
فقد ورد  في صحيح مسلم عن أبى هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم}.
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الجسم هو أعضاء الإنسان وجوارحه، وهو الطويل العريض الذي نلمسه بالأيدي ونبصره بالأعين وأخذ حيزاً من المكان وشغل فراغاً من الوقت، أما الصورة فهي الشكل والهيئة واللافتة التي وضعت على هذا الجسم، وهى التي توصف بالحسن والجمال وبالدمامة والقبح وهذا الجسم وهذه الصورة قد خلقهما الله عزَّ وجلَّ من التراب أو المني، وقد جعلها الله سكناً للروح والقلب وهو حقيقة الإنسان قال الله تعالى: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾. [37، ق].                                                                                                                        
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما معناه:{ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب}.
ومن هنا كان القلب محلاً لنظر المولى عزَّ وجلَّ، وإذا نظر الله لقلب لم يعذب صاحبه أبداً فإن نظر الله إلى القلب هو الرحمة به والعطف عليه والإحسان إليه وكشف الضر عن صاحبه بحيث يشعر بود الله ومحبته وجود الله وكرمه ولطف الله وإنعامه ويدرك توفيق الله له وهدايته، وتأييد الله ومعونته، هذا بعض ما يتفضل الله به على من نظر إليه من عباده.
ولذلك وجب على المؤمن أن يطهر قلبه من الأمراض القاطعة له عن نظر الله عزَّ وجلَّ، وهى الحقد والحسد والبغضاء وكذلك يطهره من المظاهر والسمعة والرياء، ويطهره أيضاً من نوايا السوء ومن الجهل والغفلة والنسيان وقد ورد في الحكمة: القلب بيت الرب فطهره له بالحب
ويطهره من الحظوظ الفاسدة والأهواء الكاذبة ويملؤه بالإيمان والتقوى والذكر والفكر والشكر والمراقبة والمحاسبة والخشية من جلال الله سبحانه وتعالى.
أيها المستمع الكريم: جعلني الله وإياك من الذين ينظر الله إليهم ويزكيهم ويرفعهم إلى أعلى الدرجات، إنه مجيب الدعاء، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
***
خصال الخير والبر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي فتح أبواب التوبة أمام المذنبين، حتى تدنوا آجالهم وينزل بهم ريب المنون، فضل من الله وكرم، ورحمة منه سبحانه وتعالى ومنن، والصلاة والسلام على المبعوث بالدين المتين، وبالهدى والرحمة للعالمين، سيدنا محمد وعلى آله وعلى أصحابه أجمعين.
أخي يا أيها المسلم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد...
فقد روى ابن ماجة عن جابر رضي الله تعالى عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:{يا أيها الناس توبوا إلى الله قبل أن تموتوا، وبادروا بالأعمال الصالحة قبل أن تشغلوا، وصلوا الذي بينكم وبين ربكم بكثرة ذكركم له وكثرة الصدقة  في السر والعلانية، ترزقوا وتنصروا وتجبروا}.
هذا الحديث الشريف من الأحاديث الجامعة لخصال الخير والبر، فقد أمرنا  فيه النبي عليه الصلاة والسلام بالتوبة قبل الموت، وذلك لأن الموت نهاية حياة الإنسان الكونية، التي بانتهائها تبطل حركة الإنسان وتفكيره، ويتوقف علمه وعمله وقوله وحاله، وتبدأ مساءلة الإنسان ومجازاته، فقد ورد أن من مات قامت قيامته، ولذلك أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالتوبة قبل الموت، وكل مسلم  في حاجة إلى التوبة، لأن الإنسان قد يقع في المخالفات وهو لا يشعر، ومن هنا وجبت التوبة على المسلم كل يوم، حتى ينام وقد تاب الله عليه وعفا عنه.
وإن الذنوب كثيرة جداً، لأن كل جارحة  في الإنسان ترتكب الذنب بسهولة وبدون مشقة، كالنظر إلى ما حرمه الله، والاستماع إلى ما حرمه الله، والكلام بما حرمه الله، ولمس ما حرمه الله، أو أخذه أو المشي إليه، أو التفكير  فيه، أو الميل إليه بالقلب، أو اشتهاؤه بالنفس، أو ترك شئ مما فرضه الله أو سنه رسول الله، وكثير من هذه المخالفات تقع من الإنسان يوميا بقصد وبغير قصد، فلذلك وجبت التوبة كل يوم على المسلم، وقد كان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه: {اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم}.
ففي قوله عليه الصلاة والسلام: {وأستغفرك لما لا أعلم} بيان لنا جميعاً أن هناك ذنوب خفيت على الإنسان ولا يعلم من أمرها شيئاً وإن من السنة أن يتوب المؤمن إلى الله عزَّ وجلَّ منها، وقد كان رسول الله يتوب إلى الله في اليوم سبعين مرة، وفى رواية مائة مرة، وذلك تشريع لنا في هذا العمل المجيد.
ثم أمرنا النبي بقوله: {وبادروا بالأعمال الصالحة قبل أن تشغلوا}. وذلك بأن يسرع المسلم بأداء الفرائض والنوافل من جميع العبادات قبل أن يشغل بمرض أو ضعف أو عجز أو فقر، أو محنة أو فتنة فلا يقدر الإنسان على المبادرة بالصالحات، فقد انشغل عنها بما طرأ عليه من الشواغل والابتلاءات.
ثم أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن نصل الحبل الذي بيننا وبين الله، وهو المدد والعون والنصر والتأييد، والشفاء والعافية. هذه الأمور هي ما وصلنا الله بها، وأغدقها علينا، فإن أحببنا دوامها وعدم انقطاعها، فعلينا أن نستديمها بكثرة ذكر الله عزَّ وجلَّ، وكثرة الصدقة  في السر والعلن، وهذه القربات قد يسرها الله لكل مسلم، وجعلها في متناول يديه، والسعيد من وفقه الله تعالى، والشقي من حرمه الله وأبعده، نسأل الله عزَّ وجلَّ أن يلهمنا ذكره وشكره وحسن عبادته.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
***
فضائل شهر رجب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ذي الفضل العظيم اختص برحمته من يشاء من عباده، واختص بعض الأزمنة والأمكنة بمزية عن غيرها، وكذلك فضل الله بعض الناس على بعض، وذلك لحكمة اقتضتها مشيئة الله عزَّ وجلَّ، والصلاة والسلام على صاحب الخصوصية الكبرى، سيدنا محمد وعلى آله وصحابته، وعلى التابعين لهم إلى يوم الدين.
أما بعد ...
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{ألا إن رجب شهر الله الأصم، من صام من رجب يوماً إيماناً واحتساباً استوجب رضوان الله الأكبر}.
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أيها السادة المستمعون: رجب شهر الله الحرام الذي حرم الله  فيه القتال بين المسلمين وغيرهم وبين المسلمين وبين بعضهم، إلاَّ إذا اضطر المسلمون للقتال، كرد المعتدى عن عدوانه، أو الدفاع عن النفس أو المال أو العرض، أو مباغتة العدو المتربص، فإن ذلك كله جائز للضرورة، فإنها تبيح المحظور، قال الله تعالى: ﴿فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ﴾. [173، البقرة].
وإن رجب هو شهر الله الأصم الذي لا تسمع  فيه قعقعة السلاح، ولا صوت المدافع والدبابات، والطائرات والصواريخ، وغيرها، تعظيماً لهذا الشهر، واحتراماً لحرمته، إلا ما كان الإنسان مغلوباً  فيه على أمره، فإن الله يسامحه ويقبل عذره، وقد كانت الحكمة من ذلك أن يتفرغ الناس  فيه للعبادة والنسك، وأن يراجع الناس  فيه أنفسهم ويعودون لرشدهم وصوابهم، وأن يهدأ فيه الناس ليقدروا على التفكير السليم والتدبر في الأمور والتروي  فيها، وأن يأمن الناس فيه من الاعتداء والقتل والسلب، ويسود المجتمع روح من الاطمئنان والسكون، والراحة من القلق والانزعاج والتوتر.
ولقد فرض الله رجب على الناس، وجعله شهراً حراماً، يحرم فيه ما كان حلالا في غيره من الأشهر الأخرى. ولقد ميز الله هذا الشهر بميزات كثيرة منها، أن معجزة الإسراء والمعراج كانت  فيه، ومنها أن الله فرض الصلاة على المسلمين  فيه، ومنها أن من صام ثلاثة أيام منه، كتب الله له ثواب عبادة تسعمائة سنة، كما ورد ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك من صام السابع والعشرين منه كتب له صيام ستين شهرا، وهذه المنح كلها  في شهر رجب، وهو رجب الأصب الذي يصب الله  فيه الخير على الناس صباً.
وقد جاء في صحيح السنة أن النبي عليه الصلاة والسلام قال:{رجب شهر الله وشعبان شهري ورمضان شهر أمتي}.[2]
وقد خص الله تعالى رجب بالمغفرة، وشعبان بالشفاعة، ورمضان بتضعيف الحسنات، وإن على المسلمين أن يغتنموا شهر رجب، وأن يكثروا  فيه من الاستغفار والتوبة، فإن الله عزَّ وجلَّ جعله شهر التوبة والمغفرة.
وهذه الخصوصيات اختص الله بها هذا الشهر لأنه شهر تعظيم الله والخوف منه، وتمجيد الله والرهبة منه، وإن كثيراً من المسلمين يصومون هذا الشهر بأكمله تقرباً إلى الله عزَّ وجلَّ، وطمعاً في رضوانه الأكبر، وإنهم يعتمرون  فيه ويزورون  فيه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويترددون فيه على مجالس العلماء والصالحين، إلتماساً لبركتهم، وطلب العلم النافع منهم، وعمارةً لأوقات هذا الشهر الكريم بأعمال البرِّ والطاعة كذلك يقومون  فيه بالتوسعة على الفقراء والمحتاجين احتساباً لوجه الله الكريم، ومواساة لإخوانهم الضعفاء والمساكين.
فهلموا يا عباد الله إلى هذه الفرصة الكبرى، فطوبى لمن اغتنمها، وفقنا الله جميعاً.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
***
معاملة الله للظالم
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾. [227، الشعراء].
والصلاة والسلام على من حارب الظلم بكل شدة، وانتصر للمظلوم بكل قوة، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وعلى من اتبعهم إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيراً. أما بعد...
فقد جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:{إن الله ليملى للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته}.[3]
أيها السادة والسيدات: إن هذا الحديث الشريف يوضح للناس جميعاً معاملة الله جلَّ شأنه للظالم وهى معاملة  فيها الرحمة به، وفيها الشدة عليه، أما الرحمة به فإن الله عزَّ وجلَّ يمنحه فرصة الإمهال ويؤخره ويؤجله حيناً بعد حين من الزمن، حتى يتنبه ويستيقظ ويراجع نفسه، ويتفكر في أمره، ويثوب إلى رشده ويرجع إلى عقله وصوابه ويأخذ مشورة الأمناء، ويستعين بنصيحة النصحاء.
وإن من رحمة الله تبارك وتعالى أنه لا يعجل بالانتقام من الظالم، وهو قادر على إهلاكه فوراً، ولكن الله حليم وصبور، قال الله تعالى: ﴿وَلَوْ يُعَجِّلُ اللّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ﴾. [11، يونس].                                                                                                    
فقد عَلَّم الله عباده كيف يصبرون على الظالم، وكيف يعالجونه ويناشدونه الكف عن ظلمه، والرجوع عن غيه، ويتخذون الحيل والوسائل لذلك قبل مجازاته والانقضاض عليه، حتى تقوم عليه الحجة ولا يبق له عذر ولا محجة.
وهذا ما فعله الناس جميعاً مع صدام العراق، فقد مارسوا معه جميع الأساليب لكي يرجع عن ظلمه ولكنه لم يزدد إلاَّ طغياناً وعدوانا، فكان جزاؤه ما حلَّ به من البأس الشديد، والانتقام الفظيع الذي انتقم الله به منه، على أيدي هؤلاء الأحلاف الذين تحالفوا على كف الظالم عن ظلمه، وإعادة الحق السليب إلى أهله، وإن الحرب المدمرة التي ألمت به وبشعبه وبقواته التي يستعين بها على الفساد والظلم، لأكبر دليل على انتقام الله تعالى من الظُلام والطغاة، وإن الظالم إذا استبد  في ظلمه وتجاوز  فيه المدى، أخذه الله أخذ عزيز مقتدر ولم يرحمه، ولم يتركه يفلت من قبضته، ولقد صدق الله حيث يقول: ﴿وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ﴾. [102، هود].
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول في هذا الحديث الذي نقوم بشرحه الآن: {إن الله ليملى للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته}.
أيها السادة والسيدات: نناشد صدام حسين ونقول له أين حق الجوار؟ أين حق الإسلام؟ أين حق العروبة؟ أين حق الإنسانية؟ أين حق وطنك الذي صدمته بهذه الدواهي التي لا قِبَلَ له بها؟ أين حق الأطفال؟ أين حق النساء؟ أين حق الشيوخ الذين لا حيلة لهم ولا وسيلة يدفعون بها عن أنفسهم، وقد جعلتهم وقوداً لهذه النار التي أججتها بيديك الآثمتين؟
حقا فقد صدق الله العظيم حيث يقول: ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾. [227، الشعراء].
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.
 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
***



حماية الله لأوليائه
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله مفرج الكرب، كاشف الهم والغم، مجيب دعوة المضطرين، اللهم إنا لا نسألك رد القضاء بل نسألك اللطف فيه يارب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الأمي، الطاهر الصفي، النور القدسي، وعلى آله وصحبه، وسلم تسليماً كثيراً.
 أما بعد.
فقد روى البخاري عن أبى هريرة رضي الله تعالى عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:إن الله تعالى قال: ﴿من عادى لى ولياً فقد آذنته بالحرب﴾.
أيها المؤمنون الكرام: هذا جزء من حديث قدسي طويل، نقتصر منه على هذه الفقرة المباركة، ونعيش حول معانيها التي يفتح الله بها علينا في هذا الوقت الغالي من الزمن، ونود أن نعرف جميعاً من هو الولي الذي يعلن الله الحرب على أعدائه؟
الولي أيها الأخوة هو المؤمن التقى النقي، هو إنسان صدق بالله وبكل ما جاء من عند الله من رسول ونبي، ومن كتب وأخبار، واتقى الله  في نفسه وفى جميع خلق الله، فعامل الله  فيهم، وأرضاه جلَّ شأنه  في عباده، ولم يعامل الناس بما تشتهيه نفسه وهواه، بل عاملهم بما يحبه الله ويرضاه ولو كان فيه غضاضة ومرارة على نفسه، والولي هو من تولى أحكام الله وآدابه وتعهدها بالرعاية وحسن الأداء، ابتغاء وجه الله عزَّ وجلَّ، وطمعاً في رضوانه الأكبر، متشبهاً في ذلك بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومقتدياً به في كل أعماله وأقواله وأحواله، وقد صفت نفسه من الشوائب والعلل والأغراض الفاسدة، وقد تطهرت سريرته من الغل والحقد والحسد والكراهية، وقد تجمل قلبه بالخشية من الله والخوف من مقامه الأعظم والرغبة في حبه ورضاه ورحمته وإحسانه، وكل ذلك في حدود استطاعته وطاقته، فإن الله ما كلفنا بشيء إلاَّ بما تسعه أنفسنا وتقدر عليه، قال الله تعالى: ﴿لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ﴾. [ 286، البقرة].                                                             
هذا وإنني أعتقد أن كل مؤمن صادق الإيمان، اتقى الله على قدر استطاعته، هو ولى لله عزَّ وجلَّ بلا شك ولا خلاف، وأن المؤمنين جميعاً يعتقدون معي هذه العقيدة، ويقرون بها أمام الله ورسوله والناس أجمعين، وعلى ذلك فإن أي أحد يعادى هذا الولي ينذره الله بالحرب والعداوة.
وإن هذا الحديث يقول: {من عادى لى ولياً ولم يقل من اعتدى على ولىُ لي، ومعنى ذلك أن مجرد العداوة للولي توجب سخط الله ونقمته. والعداوة هي البغضاء والكراهية الشديدة، ومكر السوء والكيد، وغير ذلك من الأعمال التي لا تتعد القلب واللسان، أما إذا وصلت العداوة لحد الاعتداء والبطش، أو السرقة والسلب، أو التشريد والطرد، فإن ذلك قد تعدى حدود هذه العداوة إلى الاعتداء وحينئذ تكون نقمة الله أشد وأنكى، وغضب الله أكبر وأعظم من كل ما يتصوره الإنسان، قال الله تعالى: ﴿فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾. [ 13-14، الفجر].
وهذا إذا كان العَداء لفرد واحد من أولياء الله، فكيف إذا كانت العداوة لِكَمٍ هائل من المؤمنين؟ اللهم لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم، فمن يقدر على حرب الله؟ ومن يقوى على تحمل غضب الله؟ إنا لله وإنا إليه راجعون.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



[1] رواه أحمد والبخاري والنسائي عن أبي هريرة بلفظ(لا يتمنى أحدكم الموت إما محسنا فلعله يزداد وإما مسيئا فلعله يستعتب).
[2] رواه أبو الفتح ابن أبي ألفوارس عن الحسن.
[3] رواه البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجة عن أبي موسى.
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:




شارك فى نشر الخير