عدد المشاهدات:
- حكم زيارة القبور
زيارة القبور سنة أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم وفعلها ، فعن عبد الله بن بريدة عن أبيه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا) رواه مسلم ، وفي لفظ عند الترمذي (1054) : (فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الْآخِرَةَ) .
قال ابن عبد البر رحمه الله : " في هذا الحديث من الفقه : إباحة الخروج إلى المقابر وزيارة القبور وهذا أمر مجتمع عليه للرجال ، ومختلف فيه للنساء وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ولا تقولوا هجرا فإنها تذكر الآخرة)" انتهى من "التمهيد" (20/239) .
- أحوال أهل البرزخ
- وإنَّ حياةَ البّرزَخِ حقيقةٌ لا يعلَمها إلاّ الله عزّ وجّل، وهي ليست كحياتِِنا التي نعيشُها، فهي تبدأُ بمُجرَد الموت، حيثُ يضع النّاس الميّت في القَبِر فيترُكونه ويرحلون بعد الدُعاء له، ولكنْ شاع عند البعضِ أنَّ الأموات يسمَعون الأحياء، والأحياء قد يسمعُون الصّالحين يقرؤون القُرآن كما جاء في حديث ابنْ عبّاس، ولكنْ ثبت أنَّ هذا الحديث ضعيف، ولما حَدَّثَ الرّسول "صلّ الله عليه وسلّم" شُهداء بدرٍ بالقَبر قائلاً لهم "هل وجدتُم ما وعدتُم؟"، فلا يعنِي هذا الأمر أنّ الأموات يسمعُون بطريقتنا، فقد يسمعُون في ظُروف مُعيّنة، أو بطريقة غير تلك التي نسمع بها، وقد قال بعض العُلماء أنّ الله قد أحيا شُهداء بدِرْ لنبيّه محمد "صلّ الله عليه وسلم"، وهذا كُله منْ عِلم الغيب، وشاع عند المُتصوّفين أنّ أولياء الله الصّالحين يسمعون النّداء لهم ويُلّبون، وهذا خطأٌ فادِح، وفي حقيقة الأمر فإنّ هذه الحياة قد خصَّ الله العِلم بها له وحدُه، ولكنْ أخبرنا الرسول "صلّ الله عليه وسلّم" ببعضِ ما يحدُث في القبر للصّالحين، وكيف تكون حياة القَبِر للفاسِقين، وقبّل التطّرُق في حديث ثواب القبر وعذابُه، دعونا نعرِف ما هو القبر عند المُسلِمين؟
لإبن القيم
قال صلى الله عليه وسلم : " ما من مسلم يمر بقبر أخيه كان يعرفه في الدنيا فَيُسَلم عليه ، إلا رد الله عليه روحه ، حتى يرد عليه السلام" فهذا نص في أنه يعرفه بعينه ويرد عليه السلام.
وقد شرع النبي صلى الله عليه وسلم لأمته إذا سلموا على أهل القبور أن يسلموا عليهم سلام من يخاطبونه فيقول المسلّم : " السلام عليكم دار قـومٍ مؤمنين" وقد تواترت الآثار عن السلف بأن الميت يعرف زيارة الحي له ، ويستبشر به. ويكفي في هذا تسمية المسلِّم عليه زائراً ، ولولا أنهم يشعرون به لما صح تسميته زائراً ، فإن المزور إذا لم يعلم بزيارة من زاره لم يصح أن يقال : زاره ، هذا هو المعقول من الزيارة عند جميع الأمم. وكذلك السلام عليهم أيضاً ، فإن السلام على من لا يشعر ولا يعلم بالمسَلِّم محال ، وقد ثبت في الصحيح أن الميت يستأنس بالمشيعين لجنازته بعد دفنه.
و الأرواح قسمان :
- أرواح معذبة والعياذ بالله ، فهي في شغل بما هي فيه من العذاب عن التزاور والتلاقي.
- أرواح منعمة ، وهي مرسلة غير محبوسة ، تتلاقى وتتزاور وتتذاكر ما كان منها في الدنيا ، وما يكون من أهل الدنيا. فتكون كل روح مع رفيقها الذي هو على مثل عملها ، وروح نبينا صلى الله عليه وسلم في الرفيق الأعلى. قال الله﴿ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً﴾.وهـذه المعية ثابتة في الدنيا وفي دار البرزخ وفي دار الجزاء. وقال تعالى﴿يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي﴾ أي ادخلي في جملتهم وكوني معهم. وهذا يقال للروح عند الموت. وقد أخبر الله تعالى عن الشهداء بأنهم ﴿ أحياء عند ربهم يرزقون﴾ وأنهم ﴿يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم﴾ وأنهم ﴿ يستبشرون بنعمة من الله وفضل﴾.
وهذا يدل على تلاقيهم من ثلاثة أوجه : -m- أنهم ( أحياء ) والأحياء يتلاقون. . إنهم إنما يستبشرون بإخوانهم لقدومهم عليهم ولقائهم لهم. . أن لفظ ( يستبشرون) يفيد أنهم يبشر بعضهم بعضاً.
تتلاقى أرواح الأحياء وأرواح الأموات
،تلتقي أرواح الأحياء والأموات ،كما تلتقي أرواح الأحياء قال تعالى:﴿ الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون﴾. عن ابن عباس في تفسير الآية : بلغني أن أرواح الأحياء والأموات تلتقي في المنام، فيتساءلون بينهم ، فيمسك الله أرواح الموتى ويرسل أرواح الأحياء إلى أجسادها. وقد دل على التقاء أرواح الأحياء والأموات أن الحي يرى الميت في منامه فيستخبره ، ويخبره الميت بما لا يعلمه الحي ، فيصادف خبره كما أخبر في الماضي والمستقبل.
وفي هذا حكايات متواترة. وهذا الأمر لا ينكره إلا من هو أجهل الناس بالأرواح وأحكامها وشأنها.
. تنتفع أرواح الموتى بشيء من سعي الأحياء بأمرين مجمع عليهما بين أهل السنة.
- ما تسبب إليه الميت في حياته.- دعاء المسلمين له ، واستغفارهم له ، والصدقة والحج.
أما بقية العبادات البدنية: كالصوم والصلاة وقراءة القرآن والذكر فقد اختلفوا في وصول ثوابها إليه. وقد اختار ابن القيم رحمه الله وصول ثواب ذلك كله للميت. وقال: "الذي أوصل ثواب الحج والصدقة والعتق هو بعينه الذي يوصل ثواب الصيام والصلاة والقراءة والاعتكاف ، وهو إسلام المهدى إليه ، وتبرع المهدي وإحسانه" (ص 334).
ثم قال رحمه الله: ( وبالجملة فأفضل ما يُهدى إلى الميت: العتق ، والصدقة، والاستغفار له، والدعاء له، والحج عنه) " ص 345 ".
وننقل هنا فتوي عظيمة لشيخ الإسلام الإمام ابن تيمية في هذا الموضوع كما جاء في الفتاوى الكبرى: سئل الشيخ عن الأحياء إذا زاروا الأموات هل يعلمون بزيارتهم؟ هل يعلمون بالميت إذا مات من قرابتهم أو غيره؟ فأجاب: الحمد لله نعم جاءت الآثار بتلاقيهم وتساؤلهم وعَرْضِ أعمال الأحياء على الأموات كما روي ابن المبارك عن أبي أيوب الأنصاري قال (إذا قُبِضَتْ نَفْسُ المؤمن تلقاها الرحمة من عباد الله كما يلتقون البشير في الدنيا فيقبلون عليه ويسألونه فيقول بعضهم لبعض: انظروا أخاكم يستريح فإنه كان في كرب شديد قال: فيقبلون عليه ويسألونه: ما فعل فلان؟ وما فعلت فلانة؟ هل تزوجت؟) الحديث وأما عِلْمُ الميت بالحيِّ إذا زاره وسلَّم عليه ففي حديث ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مَا مِنْ أحدٍ يَمُرُّ بقبر أخيه المؤمن كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا عَرَفَهُ وردَّ عليه السلام) قال ابن المبارك: ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم وصححه عبد الحق صاحب الأحكام (أ. هـ.)[1]
وجاء في موضع آخر أيضا سئل الشيخ ابن تيمية: هل الميت يسمع كلام زائره ويري شخصه؟ وهل تُعاد روحه إلى جسده في ذلك الوقت أم تكون ترفرف على قبره في ذلك الوقت وغيره؟ وهل تُجمع روحه مع أرواح أهله وأقاربه الذين ماتوا قبله؟ فأجاب: الحمد لله رب العالمين نعم يسمع الميت في الجملة كما ثبت في الصحيحين عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال (يسمع خفق نعالهم حين يولون عنه) ثم ساق أحاديث متعددة في هذا المعني ثم قال: فهذه النصوص وأمثالها تبين أن الميت يسمع في الجملة كلام الحي ولا ينبغي أن يكون السمع له دائماً بل قد يسمع في حال دون حال كما يعرض للحيِّ فإنه قد يسمع أحياناً خطاب من يخاطبه وقد لا يسمع لعارض يعرض له وهذا السمع سمع إدراك ليس يترتب عليه جزاء ولا هو السمع المنفي بقوله{إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} فإن المراد بذلك سمع القبول والامتثال فإن الله جعل الكافر كالميت الذي لا يستجيب لمن دعاه وكالبهائم التي تسمع الصوت ولا تفقه المعني فالميت وإن سمع الكلام وفقه المعني فإنه لا يمكنه إجابة الداعي ولا امتثال ما أمر به ونهي عنه فلا ينتفع بالأمر والنهي وكذلك الكافر لا ينتفع بالأمر والنهي وإن سمع الخطاب وفهم المعني كما قال تعالى {وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَّأسْمَعَهُمْ} وأما رؤية الميت فقد روي في ذلك آثار عن عائشة وغيــرها وأما قول القائل هل تعاد روحه إلى بدنه ذلك الوقت أم تكون ترفرف على قبره في ذلك الوقت وغيره؟ فإن روحه تعاد إلى البدن في ذلك الوقت كما جاء في الحديث وتعاد أيضا في غير ذلك ومع ذلك فتتصل بالبدن متي شاء الله وذلك في اللحظة بمنزلة نزول الملك وظهور الشعاع في الأرض وانتباه النائم وهذا جاء في عدة آثار أن الأرواح تكون في أفنية القبور قال مجاهد: الأرواح تكون في أفنية القبور سبعة أيام من يوم دفن الميت لا تفارقه فهذا يكون أحياناً وقال مالك بن أنس: بلغني أن الأرواح مرسلة تذهب حيث شاءت والله أعلم. أ.هـ[2]
وقال الشيخ ابن تيمية في موضع آخر: أما ما أخبر الله من حياة الشهيد ورزقه وما جاء في الحديث الصحيح من دخول أرواحهم الجنة فذهبت طوائف إلى أن ذلك مختصٌّ بهم دون الصديقين وغيرهم والصحيح الذي عليه الأئمة وجماهير أهل السنة: أن الحياة والرزق ودخول الأرواح الجنة ليس مختصاً بالشهيد كما دلَّت على ذلك النصوص الثابتة ويختص الشهيد بالذكر لكون الظانّ يظن أنه يموت فينكل عن الجهاد فأخبر بذلك ليزول المانع من الإقدام على الجهاد والشهادة كما نَهَي عن قتل الأولاد خشية الإملاق - لأنه هو الواقع - وإن كان قتلهم لا يجوز مع عدم خشية الإملاق أهـ[3]
رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً قد اتكأ على قبر فقال له (لا تؤذ صاحب القبر) ذكره المجد ابن تيمية في المنتقي (ج2 ص104) وعزاه لأحمد في المسند وكذا الحافظ ابن حجر في الفتح (ج3 ص178) وقال إسناده صحيح وأخرجه الطحاوي في معاني الآثار (ج1 ص296) من حديث ابن عمر وابن حزم بلفظ: رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم على قَبْرٍ فقال (انزل عن القبر لا تؤذ صاحب القبر ولا يؤذيك)[4] أ هـ
مشروعية زيارة قبور الانبياء والصالحين
الزائر للأولياء و الصالحين إما أن يدعوا الله لحاجته و يتوسل بسر هذا الولي فى إنجاح بغيته ، كفعل عمر فى الاستسقاء أو يستمد المزور الشفاعة له وإمداده بالدعاء(1) ، كما فى قول اويس القرني : أن الأولياء و العلماء كالشهداء أحياء فى قبورهم ، إنما انتقلوا من دار الفناء إلي دار البقاء . (2)
1- ابن حجر فى تهذيب التهذيب ( 11/260 ) :-
” وقال الحاكم سمعت أبا على النيبورى يقول : كنت فى غم شديد فرأيت النبي – صلى الله عليه وسلم – فى المنام كأنه يقول لي سر إلى قبر يحي بن يحي واستغفر وسل نقض حاجتك ، فأصبحت ففعلت ذلك فقضيت حاجتي ” . أهـ.
2- سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي ( 10 / 107 ) :-
” قال فى حديثه عن السيدة نفيسة : ( وكان أخوها القاسم رجلاً صالحاً زاهداً ، خيراً ، سكن نيسابور و له بها عقب منهم السيد العلوي الذي يروى عنه الحافظ البيهقى ، وقيل كانت من الصالحات العوابد و الدعاء المستجاب عند قبرها بل و عند قبور الأنبياء و الصالحين وفى المساجد و عرفه و مزدلفة وفى السفر المباح ) . أهـ .
3- وفى سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي : –
حديث أبو الحسن – رحمه الله تعالى – من أصول صحيحه ، سمعته يقول : رأيت النبي – صلى الله عليه وسلم – فى المنام فتبعته حتى دخل فوقف على قبر يحي بن يحي و تقدم وصف خلفه جماعه من الصحابة ، وصلى عليه ثم التفت فقال : هذا القبر امانه لأهل هذه المدينة . أهـ .
4- الحافظ ابن حبان : كان إذا همه أمر قصد قبر الإمام على الرضا ، فينكشف همه ، قال : وقد جربته مراراً وقد تم الاشاره إليه من قبل الثقات ( 8 / 457 ).
5- الحافظ البيهقى : روى عنه ابن الجوزى فى المنتظم ( 11 / 211 ) ، من مناقب احمد بن حرب استجابة الدعاء إذا توسل الداعي بقبرة .
6- الإمام أبو حنيفة – ولا يمكن أن يتهم بالشرك أو بالبدعة – قال فى نصيحته لأبى يوسف ” واكثر من زيارة القبور و المشايخ و المواضع المباركة ، واقبل من العامة ما يقصون عليك من رؤياهم للنبي – صلى الله عليه وسلم – فى المساجد و المقابر ” . ( الطبقات السنية فى تراجم الحنفية ) .
7- الإمام الشافعي قال : إني لاتبرك بأبي حنيفة ، وإذا عرضت لي حاجه صليت ركعتين و جئت إلى قبره و سالت الله تعالى الحاجة عنده ، فما تبعد عنى حتى تقضى ( تاريخ بغداد – 1 / 123 )
8- قال الحافظ الذهبي فى ترجمته الحافظ الرعينى فى سير أعلام النبلاء ( 21 / 251 – 253 ) ما نصه :
” الحجري الشيخ الإمام العلامة المعمر المقرئ المجدد المحدث الحافظ الحجة شيخ الإسلام أبو محمد عبد الله بن محمد الرعينى الحجري الأندلسي المربى المالكي ، سمعت أبا الربيع بن سالم يقول : صادف وقت وفاته قحط ، فلما وضعت جنازته توسلوا به إلى الله تعالى فسقوا ، وما اختلف الناس إلى قبره مدة الأسبوع إلا فى الوحل . قال : وهو راس الصالحين ورئيس الإثبات الصادقين ” أهـ . – كلام الحافظ الذهبي باختصار ، و أوردها أيضا السيوطى فى تذكرة الحفاظ ( 4 / 1371 ) .
(1) أي يدعوا الله عز و جل ، وحيث انه ولى من أولياء الله تعالى فدعائه أرجى بالاجابه لقربه من الله تبارك و تعالى ، وحيثما ثبتت لهم الحياة البرزخيه الكريمة ، كان دعائهم لنا خير و بركه .
(2) كلمة الشيخ عمر بن المفتى العلامة فخر المذهب المالكي أبى الفضيل قاسم المحجوب فى الرد على رسالة محمد بن عبد الوهاب بعدما شاعت هذه الرسالة .
9- ابن خلكان فى وفيات الأعيان ( 5 / 232 ) وابن العماد الحنبلي فى شذرات الذهب ( 1 / 360 ) فى ترجمه معروف الكرخى ما نصه :
” كان مشهور بإجابة الدعوة ، و اهل بغداد يستسقون بقبره و يقولون : قبر معروف ترياق مجرب ” ، و الحافظ إبراهيم الحربي توسل بقبره ( قبر معروف الكرخى هو الترياق المجرب ) . تاريخ بغداد ( 1 / 122 ) .
وهى بقاع مباركه يشغل الإنسان فيها نفسه بقراءة القرآن و التذكر و الدعاء ، وتذكر سير هؤلاء الصالحون و السير على نهجهم و التبرك بهم و التوسل إلى الله بمحبتهم و التوسل إلى الله بهم لحب الله لهم ، و الإستشفاع و القول لصاحب القبر الصالح أن يدعوا لك فان الانتفاع بدعاء الصالحين عظيم ، والإله كثيرة من فعل سلف ألائمه و فقهائها الذين حملوا لنا الشريعة و علوم الدين ، وكانوا من أولياء الله الصالحين ، و العلماء العاملين لإكرام المتفلسفين المحتجين بالأحاديث الضعيفة و الشارحون للأحاديث الصحيحة شروح على غير مجملها .
من فوائد زيارة الأولياء
هو تقوية المحبة فى الله عز و جل ، ولو بعد وفاتهم ، قال – صلى الله عليه و سلم – : ” وجبت محبتي للمتحابين فى و المتآخين فى و المتباذلين فى ” .
وفى الصحيح : ( سبعه يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل إلا ظله ….. ورجلان تحابا فى الله اجتمعا عليه و تفرقا عليه ) ، وحتى ولو بعد وفاة أحد الصالحين فالمحبة فى الله عز و جل لم تنقطع و الصلة لم تنتهي ، ففي الحديث : ” ما من أحد يمر بقبر أخيه المؤمن ، كان يعرفه فى الدنيا ، فيسلم عليه ، إلا عرفه ورد عليه السلام . (1)
(1) أفاد الحافظ العراقي أن ابن عبد البر أخرجه فى التمهيد و الاستذكار بإسناد صحيح من حديث ابن عباس و ممن صححه عبد الحق و اللفظ له .
زيارة القبور سنة أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم وفعلها ، فعن عبد الله بن بريدة عن أبيه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا) رواه مسلم ، وفي لفظ عند الترمذي (1054) : (فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الْآخِرَةَ) .
قال ابن عبد البر رحمه الله : " في هذا الحديث من الفقه : إباحة الخروج إلى المقابر وزيارة القبور وهذا أمر مجتمع عليه للرجال ، ومختلف فيه للنساء وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ولا تقولوا هجرا فإنها تذكر الآخرة)" انتهى من "التمهيد" (20/239) .
- أحوال أهل البرزخ
- وإنَّ حياةَ البّرزَخِ حقيقةٌ لا يعلَمها إلاّ الله عزّ وجّل، وهي ليست كحياتِِنا التي نعيشُها، فهي تبدأُ بمُجرَد الموت، حيثُ يضع النّاس الميّت في القَبِر فيترُكونه ويرحلون بعد الدُعاء له، ولكنْ شاع عند البعضِ أنَّ الأموات يسمَعون الأحياء، والأحياء قد يسمعُون الصّالحين يقرؤون القُرآن كما جاء في حديث ابنْ عبّاس، ولكنْ ثبت أنَّ هذا الحديث ضعيف، ولما حَدَّثَ الرّسول "صلّ الله عليه وسلّم" شُهداء بدرٍ بالقَبر قائلاً لهم "هل وجدتُم ما وعدتُم؟"، فلا يعنِي هذا الأمر أنّ الأموات يسمعُون بطريقتنا، فقد يسمعُون في ظُروف مُعيّنة، أو بطريقة غير تلك التي نسمع بها، وقد قال بعض العُلماء أنّ الله قد أحيا شُهداء بدِرْ لنبيّه محمد "صلّ الله عليه وسلم"، وهذا كُله منْ عِلم الغيب، وشاع عند المُتصوّفين أنّ أولياء الله الصّالحين يسمعون النّداء لهم ويُلّبون، وهذا خطأٌ فادِح، وفي حقيقة الأمر فإنّ هذه الحياة قد خصَّ الله العِلم بها له وحدُه، ولكنْ أخبرنا الرسول "صلّ الله عليه وسلّم" ببعضِ ما يحدُث في القبر للصّالحين، وكيف تكون حياة القَبِر للفاسِقين، وقبّل التطّرُق في حديث ثواب القبر وعذابُه، دعونا نعرِف ما هو القبر عند المُسلِمين؟
لإبن القيم
قال صلى الله عليه وسلم : " ما من مسلم يمر بقبر أخيه كان يعرفه في الدنيا فَيُسَلم عليه ، إلا رد الله عليه روحه ، حتى يرد عليه السلام" فهذا نص في أنه يعرفه بعينه ويرد عليه السلام.
وقد شرع النبي صلى الله عليه وسلم لأمته إذا سلموا على أهل القبور أن يسلموا عليهم سلام من يخاطبونه فيقول المسلّم : " السلام عليكم دار قـومٍ مؤمنين" وقد تواترت الآثار عن السلف بأن الميت يعرف زيارة الحي له ، ويستبشر به. ويكفي في هذا تسمية المسلِّم عليه زائراً ، ولولا أنهم يشعرون به لما صح تسميته زائراً ، فإن المزور إذا لم يعلم بزيارة من زاره لم يصح أن يقال : زاره ، هذا هو المعقول من الزيارة عند جميع الأمم. وكذلك السلام عليهم أيضاً ، فإن السلام على من لا يشعر ولا يعلم بالمسَلِّم محال ، وقد ثبت في الصحيح أن الميت يستأنس بالمشيعين لجنازته بعد دفنه.
و الأرواح قسمان :
- أرواح معذبة والعياذ بالله ، فهي في شغل بما هي فيه من العذاب عن التزاور والتلاقي.
- أرواح منعمة ، وهي مرسلة غير محبوسة ، تتلاقى وتتزاور وتتذاكر ما كان منها في الدنيا ، وما يكون من أهل الدنيا. فتكون كل روح مع رفيقها الذي هو على مثل عملها ، وروح نبينا صلى الله عليه وسلم في الرفيق الأعلى. قال الله﴿ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً﴾.وهـذه المعية ثابتة في الدنيا وفي دار البرزخ وفي دار الجزاء. وقال تعالى﴿يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي﴾ أي ادخلي في جملتهم وكوني معهم. وهذا يقال للروح عند الموت. وقد أخبر الله تعالى عن الشهداء بأنهم ﴿ أحياء عند ربهم يرزقون﴾ وأنهم ﴿يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم﴾ وأنهم ﴿ يستبشرون بنعمة من الله وفضل﴾.
وهذا يدل على تلاقيهم من ثلاثة أوجه : -m- أنهم ( أحياء ) والأحياء يتلاقون. . إنهم إنما يستبشرون بإخوانهم لقدومهم عليهم ولقائهم لهم. . أن لفظ ( يستبشرون) يفيد أنهم يبشر بعضهم بعضاً.
تتلاقى أرواح الأحياء وأرواح الأموات
،تلتقي أرواح الأحياء والأموات ،كما تلتقي أرواح الأحياء قال تعالى:﴿ الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون﴾. عن ابن عباس في تفسير الآية : بلغني أن أرواح الأحياء والأموات تلتقي في المنام، فيتساءلون بينهم ، فيمسك الله أرواح الموتى ويرسل أرواح الأحياء إلى أجسادها. وقد دل على التقاء أرواح الأحياء والأموات أن الحي يرى الميت في منامه فيستخبره ، ويخبره الميت بما لا يعلمه الحي ، فيصادف خبره كما أخبر في الماضي والمستقبل.
وفي هذا حكايات متواترة. وهذا الأمر لا ينكره إلا من هو أجهل الناس بالأرواح وأحكامها وشأنها.
. تنتفع أرواح الموتى بشيء من سعي الأحياء بأمرين مجمع عليهما بين أهل السنة.
- ما تسبب إليه الميت في حياته.- دعاء المسلمين له ، واستغفارهم له ، والصدقة والحج.
أما بقية العبادات البدنية: كالصوم والصلاة وقراءة القرآن والذكر فقد اختلفوا في وصول ثوابها إليه. وقد اختار ابن القيم رحمه الله وصول ثواب ذلك كله للميت. وقال: "الذي أوصل ثواب الحج والصدقة والعتق هو بعينه الذي يوصل ثواب الصيام والصلاة والقراءة والاعتكاف ، وهو إسلام المهدى إليه ، وتبرع المهدي وإحسانه" (ص 334).
ثم قال رحمه الله: ( وبالجملة فأفضل ما يُهدى إلى الميت: العتق ، والصدقة، والاستغفار له، والدعاء له، والحج عنه) " ص 345 ".
وننقل هنا فتوي عظيمة لشيخ الإسلام الإمام ابن تيمية في هذا الموضوع كما جاء في الفتاوى الكبرى: سئل الشيخ عن الأحياء إذا زاروا الأموات هل يعلمون بزيارتهم؟ هل يعلمون بالميت إذا مات من قرابتهم أو غيره؟ فأجاب: الحمد لله نعم جاءت الآثار بتلاقيهم وتساؤلهم وعَرْضِ أعمال الأحياء على الأموات كما روي ابن المبارك عن أبي أيوب الأنصاري قال (إذا قُبِضَتْ نَفْسُ المؤمن تلقاها الرحمة من عباد الله كما يلتقون البشير في الدنيا فيقبلون عليه ويسألونه فيقول بعضهم لبعض: انظروا أخاكم يستريح فإنه كان في كرب شديد قال: فيقبلون عليه ويسألونه: ما فعل فلان؟ وما فعلت فلانة؟ هل تزوجت؟) الحديث وأما عِلْمُ الميت بالحيِّ إذا زاره وسلَّم عليه ففي حديث ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مَا مِنْ أحدٍ يَمُرُّ بقبر أخيه المؤمن كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا عَرَفَهُ وردَّ عليه السلام) قال ابن المبارك: ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم وصححه عبد الحق صاحب الأحكام (أ. هـ.)[1]
وجاء في موضع آخر أيضا سئل الشيخ ابن تيمية: هل الميت يسمع كلام زائره ويري شخصه؟ وهل تُعاد روحه إلى جسده في ذلك الوقت أم تكون ترفرف على قبره في ذلك الوقت وغيره؟ وهل تُجمع روحه مع أرواح أهله وأقاربه الذين ماتوا قبله؟ فأجاب: الحمد لله رب العالمين نعم يسمع الميت في الجملة كما ثبت في الصحيحين عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال (يسمع خفق نعالهم حين يولون عنه) ثم ساق أحاديث متعددة في هذا المعني ثم قال: فهذه النصوص وأمثالها تبين أن الميت يسمع في الجملة كلام الحي ولا ينبغي أن يكون السمع له دائماً بل قد يسمع في حال دون حال كما يعرض للحيِّ فإنه قد يسمع أحياناً خطاب من يخاطبه وقد لا يسمع لعارض يعرض له وهذا السمع سمع إدراك ليس يترتب عليه جزاء ولا هو السمع المنفي بقوله{إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} فإن المراد بذلك سمع القبول والامتثال فإن الله جعل الكافر كالميت الذي لا يستجيب لمن دعاه وكالبهائم التي تسمع الصوت ولا تفقه المعني فالميت وإن سمع الكلام وفقه المعني فإنه لا يمكنه إجابة الداعي ولا امتثال ما أمر به ونهي عنه فلا ينتفع بالأمر والنهي وكذلك الكافر لا ينتفع بالأمر والنهي وإن سمع الخطاب وفهم المعني كما قال تعالى {وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَّأسْمَعَهُمْ} وأما رؤية الميت فقد روي في ذلك آثار عن عائشة وغيــرها وأما قول القائل هل تعاد روحه إلى بدنه ذلك الوقت أم تكون ترفرف على قبره في ذلك الوقت وغيره؟ فإن روحه تعاد إلى البدن في ذلك الوقت كما جاء في الحديث وتعاد أيضا في غير ذلك ومع ذلك فتتصل بالبدن متي شاء الله وذلك في اللحظة بمنزلة نزول الملك وظهور الشعاع في الأرض وانتباه النائم وهذا جاء في عدة آثار أن الأرواح تكون في أفنية القبور قال مجاهد: الأرواح تكون في أفنية القبور سبعة أيام من يوم دفن الميت لا تفارقه فهذا يكون أحياناً وقال مالك بن أنس: بلغني أن الأرواح مرسلة تذهب حيث شاءت والله أعلم. أ.هـ[2]
وقال الشيخ ابن تيمية في موضع آخر: أما ما أخبر الله من حياة الشهيد ورزقه وما جاء في الحديث الصحيح من دخول أرواحهم الجنة فذهبت طوائف إلى أن ذلك مختصٌّ بهم دون الصديقين وغيرهم والصحيح الذي عليه الأئمة وجماهير أهل السنة: أن الحياة والرزق ودخول الأرواح الجنة ليس مختصاً بالشهيد كما دلَّت على ذلك النصوص الثابتة ويختص الشهيد بالذكر لكون الظانّ يظن أنه يموت فينكل عن الجهاد فأخبر بذلك ليزول المانع من الإقدام على الجهاد والشهادة كما نَهَي عن قتل الأولاد خشية الإملاق - لأنه هو الواقع - وإن كان قتلهم لا يجوز مع عدم خشية الإملاق أهـ[3]
رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً قد اتكأ على قبر فقال له (لا تؤذ صاحب القبر) ذكره المجد ابن تيمية في المنتقي (ج2 ص104) وعزاه لأحمد في المسند وكذا الحافظ ابن حجر في الفتح (ج3 ص178) وقال إسناده صحيح وأخرجه الطحاوي في معاني الآثار (ج1 ص296) من حديث ابن عمر وابن حزم بلفظ: رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم على قَبْرٍ فقال (انزل عن القبر لا تؤذ صاحب القبر ولا يؤذيك)[4] أ هـ
مشروعية زيارة قبور الانبياء والصالحين
الزائر للأولياء و الصالحين إما أن يدعوا الله لحاجته و يتوسل بسر هذا الولي فى إنجاح بغيته ، كفعل عمر فى الاستسقاء أو يستمد المزور الشفاعة له وإمداده بالدعاء(1) ، كما فى قول اويس القرني : أن الأولياء و العلماء كالشهداء أحياء فى قبورهم ، إنما انتقلوا من دار الفناء إلي دار البقاء . (2)
1- ابن حجر فى تهذيب التهذيب ( 11/260 ) :-
” وقال الحاكم سمعت أبا على النيبورى يقول : كنت فى غم شديد فرأيت النبي – صلى الله عليه وسلم – فى المنام كأنه يقول لي سر إلى قبر يحي بن يحي واستغفر وسل نقض حاجتك ، فأصبحت ففعلت ذلك فقضيت حاجتي ” . أهـ.
2- سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي ( 10 / 107 ) :-
” قال فى حديثه عن السيدة نفيسة : ( وكان أخوها القاسم رجلاً صالحاً زاهداً ، خيراً ، سكن نيسابور و له بها عقب منهم السيد العلوي الذي يروى عنه الحافظ البيهقى ، وقيل كانت من الصالحات العوابد و الدعاء المستجاب عند قبرها بل و عند قبور الأنبياء و الصالحين وفى المساجد و عرفه و مزدلفة وفى السفر المباح ) . أهـ .
3- وفى سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي : –
حديث أبو الحسن – رحمه الله تعالى – من أصول صحيحه ، سمعته يقول : رأيت النبي – صلى الله عليه وسلم – فى المنام فتبعته حتى دخل فوقف على قبر يحي بن يحي و تقدم وصف خلفه جماعه من الصحابة ، وصلى عليه ثم التفت فقال : هذا القبر امانه لأهل هذه المدينة . أهـ .
4- الحافظ ابن حبان : كان إذا همه أمر قصد قبر الإمام على الرضا ، فينكشف همه ، قال : وقد جربته مراراً وقد تم الاشاره إليه من قبل الثقات ( 8 / 457 ).
5- الحافظ البيهقى : روى عنه ابن الجوزى فى المنتظم ( 11 / 211 ) ، من مناقب احمد بن حرب استجابة الدعاء إذا توسل الداعي بقبرة .
6- الإمام أبو حنيفة – ولا يمكن أن يتهم بالشرك أو بالبدعة – قال فى نصيحته لأبى يوسف ” واكثر من زيارة القبور و المشايخ و المواضع المباركة ، واقبل من العامة ما يقصون عليك من رؤياهم للنبي – صلى الله عليه وسلم – فى المساجد و المقابر ” . ( الطبقات السنية فى تراجم الحنفية ) .
7- الإمام الشافعي قال : إني لاتبرك بأبي حنيفة ، وإذا عرضت لي حاجه صليت ركعتين و جئت إلى قبره و سالت الله تعالى الحاجة عنده ، فما تبعد عنى حتى تقضى ( تاريخ بغداد – 1 / 123 )
8- قال الحافظ الذهبي فى ترجمته الحافظ الرعينى فى سير أعلام النبلاء ( 21 / 251 – 253 ) ما نصه :
” الحجري الشيخ الإمام العلامة المعمر المقرئ المجدد المحدث الحافظ الحجة شيخ الإسلام أبو محمد عبد الله بن محمد الرعينى الحجري الأندلسي المربى المالكي ، سمعت أبا الربيع بن سالم يقول : صادف وقت وفاته قحط ، فلما وضعت جنازته توسلوا به إلى الله تعالى فسقوا ، وما اختلف الناس إلى قبره مدة الأسبوع إلا فى الوحل . قال : وهو راس الصالحين ورئيس الإثبات الصادقين ” أهـ . – كلام الحافظ الذهبي باختصار ، و أوردها أيضا السيوطى فى تذكرة الحفاظ ( 4 / 1371 ) .
(1) أي يدعوا الله عز و جل ، وحيث انه ولى من أولياء الله تعالى فدعائه أرجى بالاجابه لقربه من الله تبارك و تعالى ، وحيثما ثبتت لهم الحياة البرزخيه الكريمة ، كان دعائهم لنا خير و بركه .
(2) كلمة الشيخ عمر بن المفتى العلامة فخر المذهب المالكي أبى الفضيل قاسم المحجوب فى الرد على رسالة محمد بن عبد الوهاب بعدما شاعت هذه الرسالة .
9- ابن خلكان فى وفيات الأعيان ( 5 / 232 ) وابن العماد الحنبلي فى شذرات الذهب ( 1 / 360 ) فى ترجمه معروف الكرخى ما نصه :
” كان مشهور بإجابة الدعوة ، و اهل بغداد يستسقون بقبره و يقولون : قبر معروف ترياق مجرب ” ، و الحافظ إبراهيم الحربي توسل بقبره ( قبر معروف الكرخى هو الترياق المجرب ) . تاريخ بغداد ( 1 / 122 ) .
وهى بقاع مباركه يشغل الإنسان فيها نفسه بقراءة القرآن و التذكر و الدعاء ، وتذكر سير هؤلاء الصالحون و السير على نهجهم و التبرك بهم و التوسل إلى الله بمحبتهم و التوسل إلى الله بهم لحب الله لهم ، و الإستشفاع و القول لصاحب القبر الصالح أن يدعوا لك فان الانتفاع بدعاء الصالحين عظيم ، والإله كثيرة من فعل سلف ألائمه و فقهائها الذين حملوا لنا الشريعة و علوم الدين ، وكانوا من أولياء الله الصالحين ، و العلماء العاملين لإكرام المتفلسفين المحتجين بالأحاديث الضعيفة و الشارحون للأحاديث الصحيحة شروح على غير مجملها .
من فوائد زيارة الأولياء
هو تقوية المحبة فى الله عز و جل ، ولو بعد وفاتهم ، قال – صلى الله عليه و سلم – : ” وجبت محبتي للمتحابين فى و المتآخين فى و المتباذلين فى ” .
وفى الصحيح : ( سبعه يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل إلا ظله ….. ورجلان تحابا فى الله اجتمعا عليه و تفرقا عليه ) ، وحتى ولو بعد وفاة أحد الصالحين فالمحبة فى الله عز و جل لم تنقطع و الصلة لم تنتهي ، ففي الحديث : ” ما من أحد يمر بقبر أخيه المؤمن ، كان يعرفه فى الدنيا ، فيسلم عليه ، إلا عرفه ورد عليه السلام . (1)
(1) أفاد الحافظ العراقي أن ابن عبد البر أخرجه فى التمهيد و الاستذكار بإسناد صحيح من حديث ابن عباس و ممن صححه عبد الحق و اللفظ له .