عدد المشاهدات:
تَعْرِيفُ التَّصَوُّف
((التصوف علم تعرف به أحوال تزكية النفوس، وتصفية الأخلاق، وتعمير الظاهر والباطن لنيل السعادة الأبدية))
وقال ابن عجيبة رحمه الله:
((التصوف هو علم يعرف به كيفية السلوك إلى حضرة ملك الملوك، وتصفية البواطن من الرزائل، وتحليتها بأنواع الفضائل، وأوله علم، ووسطه عمل، وآخره موهبة)) ، فعماد التصوف تصفية القلب من أوحال المادة، وقوامه صلة الإنسان بالخالق العظيم، فالصوفي من صفا قلبه لله وصفت معاملته، فصفت له من الله تعالى كرامته.
ونحن إذ ندعو إلى التصوف إنما نقصد به تزكية النفوس وصفاء القلوب، وإصلاح الأخلاق، والوصول إلى مرتبة الإحسان، نحن نسمي ذلك تصوفا. وإن شئت فسمه الجانب الروحي في الإسلام، أو الجانب الإحساني، أو الجانب الأخلاقي، أو سمه ما شئت مما يتفق مع حقيقته وجوهره.
نشأة علم التَّصوُّف
فالصحابة والتابعون – وإن لم يتسموا باسم المتصوفين – كانوا صوفيين فعلاً وإن لم يكونوا كذلك اسماً، وماذا يراد بالتصوف أكثر من أن يعيش المرء لربه لا لنفسه، ويتحلى بالزهد وملازمة العبودية، والإقبال على الله بالروح والقلب في جميع الأوقات، وسائر الكمالات التي وصل بها الصحابة والتابعون من حيث الرقي الروحي إلى أسمى الدرجات.(راجع تفصيل نشأة التصوف بكتابنا الصوفية فى القرآن والسنة).
أهمِّيةُ التَّصوُّف
إن التكاليف الشرعية التي أمر بها الإنسان في خاصة نفسه ترجع إلى قسمين:
أحكام تتعلق بالأحكام الظاهرة، وأحكام تتعلق بالأعمال الباطنة، أو بعبارة أخرى: أحكام تتعلق ببدن الإنسان وجسمه، وأعمال تتعلق بقلبه ، فالأعمال الجسمية نوعان: أوامر ونواه، فالأوامر الإلهية هي: كالصلاة والزكاة والحج ..وأما النواهي فهي: كالقتل والزنى والسرقة وشرب الخمر ...، وأما الأعمال القلبية فهي أيضاً: أوامر ونواهي، أما الأوامر: فكالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله ... وكالإخلاص والرضا والصدق والخشوع والتوكل ، وأما النواهي: فالكفر والنفاق والكبر والعجب والرياء والغرور والحقد والحسد.
ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوجه اهتمام الصحابة لإصلاح قلوبهم، ويبين لهم أن صلاح الإنسان متوقف على إصلاح قلبه وشفائه من الأمراض الخفية والعلل الكامنة، وهو الذي يقول:
{، أَلاَ وَإِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً : إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ ، أَلاَ وَهِيَ القَلْبُ " }
كما كان عليه الصلاة والسلام يعلمهم أن محل نظر الله لعباده إنما هو القلب:
{ إِنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إِلَى أَجْسَادِكُمْ وَلا إِلَى صُوَرِكُمْ ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ }
فما دام صلاح الإنسان مربوطا بصلاح قلبه الذي هو مصدر أعماله الظاهرة، تعين عليه العمل على إصلاحه بتخليته من الصفات المذمومة التي نهانا الله عنها، وتحليته بالصفات الحسنة التي أمرنا الله بها.
قال الإمام جلال الدين السيوطي رحمه الله :((وأما علم القلب ومعرفة أمراضه من الحسد والعجب والرياء ونحوها، فقال الغزالي: إنها فرض عين)) ، فتنقية القلب، وتهذيب النفس، من أهم الفرائض العينية وأوجب الأوامر الإلهية، بدليل ما ورد في الكتاب والسنة وأقوال العلماء.
1- فمن الكتاب:قوله تعالى:
﴿ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ﴾ 33 الأعراف
﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ۖ ﴾ 151الأنعام
والفواحش الباطنة كما قال المفسرون هي : الحقد والرياء والحسد والنفاق.
2- ومن السنة: كل الأحاديث التي وردت في النهي عن الحقد والكبر والرياء والحسد، وأيضاً الأحاديث الآمرة بالتحلي بالأخلاق الحسنة والمعاملة الطيبة.
3- وأما أقوال العلماء: لقد عد العلماء الأمراض القلبية من الكبائر التي تحتاج إلى توبة مستقلة
يقول الفقيه الكبير العلامة ابن عابدين في حاشيته الشهيرة:
(( إن علم الإخلاص والعجب والحسد والرياء فرض عين، ومثلها غيرها من آفات النفوس، كالكبر والشح والحقد والغش والغضب والعداوة والبغضاء والطمع والبخل والبطر والخيلاء والخيانة والمداهنة، والإستكبار عن الحق والمخادعة والقسوة وطول الأمل، ونحوها مما هو مبين في ربع المهلكات من "الإحياء" . قال فيه : ولا ينفك عنها بشر، فيلزمه أن يتعلم منها ما يرى نفسه محتاجا إليه ، وإزالتها فرض عين، ولا يمكن إلا بمعرفة حدودها وأسبابها وعلاماتها وعلاجها، فإن من لا يعرف الشر يقع فيه))
ويقول صاحب "مراقي الفلاح" : ((لا تنفع الطهارة الظاهرة إلا مع الطهارة الباطنة، بالإخلاص، والنزاهة عن الغل والغش والحقد والحسد، وتطهير القلب عما سوى الله من الكونين، فيعبده لذاته لا لعلة، مفتقراً إليه، وهو يتفضل بالمنِّ بقضاء حوائجه المضطر إليها عطفاً عليه، فتكون عبداً فرداً للمالك الأحد الفرد، لا يسترقك شيء من الأشياء سواه، ولا يستملك هواك عن خدمتك إياه.))
قال الحسن البصري رحمه الله:
ربَّ مستور سبته شهوته
قد عرى من ستره وانهتكا
صاحب الشهوة عبداً فإذا
ملك الشهوة أضحى ملكا
فإذا أخلص لله، وبما كلَّفه به وارتضاه، قام فأداه، حفَّته العناية حيثما توجَّه ويَمَّم، وعلَّمه ما لم يكن يعلم .
فكما لا يحسن بالمرء أن يظهر أمام الناس بثياب ملطخة بالأقذار والأدران لا يليق به أن يترك قلبه مريضاً بالعلل الخفية، وهي محل نظر الله سبحانه وتعالى:
تطبِّب جسمك الفاني ليبقى
وتترك قلبك الباقي مريضاً
لأن الأمراض القلبية سبب بعد العبد عن الله تعالى، وبعده عن جنته الخالدة ، وقد تخفى على الإنسان بعض عيوب نفسه، وتدق عليه علل قلبه، فيعتقد في نفسه الكمال، وهو أبعد ما يكون عنه...!!
فما السبيل إلى اكتشاف أمراضه، والتعرف على دقائق علل قلبه ؟ ، وما الطريق العملي إلى معالجة هذه الأمراض ؟، والتخلص منها ؟
إن التصوف هو الذي اختص بمعالجة الأمراض القلبية، وتزكية النفس والتخلص من صفاتها الناقصة.
فالتصوف هو الذي اهتم بهذا الجانب القلبي بالإضافة إلى ما يقابله من العبادات البدنية والمالية، ورسم الطريق العملي الذي يوصل المسلم إلى أعلى درجات الكمال الإيماني والخلقي.
وليس التصوف -كما يظن بعض الناس- قراءة اوراد وحلق أذكار فحسب.
فلقد غاب عن أذهان الكثيرين، أن التصوف منهج عملي كامل، يحقق انقلاب الإنسان من شخصية منحرفة إلى شخصية مسلمة مثالية متكاملة، وذلك من الناحية الإيمانية السليمة، والعبادة الخالصة، والمعاملة الصحيحة الحسنة، والأخلاق الفاضلة ، قال حجة الإسلام الإمام الغزالي بعد أن اختبر طريق التصوف، ولمس نتائجه، وذاق ثمرته: ((الدخول في الصوفية فرض عين، إذ لا يخلو أحد من عيب إلا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام))
وقال أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه:
((من لم يتغلغل في علمنا هذا مات مصراً على الكبائر وهو لا يشعر)).
وسبيل الصوفية إلى ذلك يتم أولاً عن طريق الصحبة الصالحة .
التصوف هو منهج
أو طريق يسلكه العبد للوصول إلى الله، أي الوصول إلى معرفته والعلم به، وذلك عن طريق
الاجتهاد في العبادات واجتناب المنهيات، وتربية النفس وتطهير القلب من الأخلاق السيئة،
وتحليته بالأخلاق الحسنة. وهذا المنهج يستمد أصوله وفروعه من القرآن والسنة النبوية
واجتهاد العلماء (ويكون على يد معلم او مربى)وهو مقام الاحسان الذى ذكره حديث سيدنا جبريل عندما سأل
عن الاسلام . والايمان. والاحسان وهو ان تعبد الله كأنك تراه .فإن لم تكن تراه
فإنه يراك .
والتصوف إنما نقصد به تزكية النفوس وصفاء القلوب، وإصلاح الأخلاق، والوصول إلى مرتبة الإحسان، نحن نسمي ذلك تصوفا. وإن شئت فسمه الجانب الروحي في الإسلام، أو الجانب الإحساني، أو الجانب الأخلاقي، أو سمه ما شئت مما يتفق مع حقيقته وجوهره.
قال القاضي شيخ الإسلام زكريا الأنصاري رحمه الله تعالى:
وقال ابن عجيبة رحمه الله:
((التصوف هو علم يعرف به كيفية السلوك إلى حضرة ملك الملوك، وتصفية البواطن من الرزائل، وتحليتها بأنواع الفضائل، وأوله علم، ووسطه عمل، وآخره موهبة)) ، فعماد التصوف تصفية القلب من أوحال المادة، وقوامه صلة الإنسان بالخالق العظيم، فالصوفي من صفا قلبه لله وصفت معاملته، فصفت له من الله تعالى كرامته.
ونحن إذ ندعو إلى التصوف إنما نقصد به تزكية النفوس وصفاء القلوب، وإصلاح الأخلاق، والوصول إلى مرتبة الإحسان، نحن نسمي ذلك تصوفا. وإن شئت فسمه الجانب الروحي في الإسلام، أو الجانب الإحساني، أو الجانب الأخلاقي، أو سمه ما شئت مما يتفق مع حقيقته وجوهره.
نشأة علم التَّصوُّف
فالصحابة والتابعون – وإن لم يتسموا باسم المتصوفين – كانوا صوفيين فعلاً وإن لم يكونوا كذلك اسماً، وماذا يراد بالتصوف أكثر من أن يعيش المرء لربه لا لنفسه، ويتحلى بالزهد وملازمة العبودية، والإقبال على الله بالروح والقلب في جميع الأوقات، وسائر الكمالات التي وصل بها الصحابة والتابعون من حيث الرقي الروحي إلى أسمى الدرجات.(راجع تفصيل نشأة التصوف بكتابنا الصوفية فى القرآن والسنة).
أهمِّيةُ التَّصوُّف
إن التكاليف الشرعية التي أمر بها الإنسان في خاصة نفسه ترجع إلى قسمين:
أحكام تتعلق بالأحكام الظاهرة، وأحكام تتعلق بالأعمال الباطنة، أو بعبارة أخرى: أحكام تتعلق ببدن الإنسان وجسمه، وأعمال تتعلق بقلبه ، فالأعمال الجسمية نوعان: أوامر ونواه، فالأوامر الإلهية هي: كالصلاة والزكاة والحج ..وأما النواهي فهي: كالقتل والزنى والسرقة وشرب الخمر ...، وأما الأعمال القلبية فهي أيضاً: أوامر ونواهي، أما الأوامر: فكالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله ... وكالإخلاص والرضا والصدق والخشوع والتوكل ، وأما النواهي: فالكفر والنفاق والكبر والعجب والرياء والغرور والحقد والحسد.
ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوجه اهتمام الصحابة لإصلاح قلوبهم، ويبين لهم أن صلاح الإنسان متوقف على إصلاح قلبه وشفائه من الأمراض الخفية والعلل الكامنة، وهو الذي يقول:
{، أَلاَ وَإِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً : إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ ، أَلاَ وَهِيَ القَلْبُ " }
كما كان عليه الصلاة والسلام يعلمهم أن محل نظر الله لعباده إنما هو القلب:
{ إِنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إِلَى أَجْسَادِكُمْ وَلا إِلَى صُوَرِكُمْ ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ }
فما دام صلاح الإنسان مربوطا بصلاح قلبه الذي هو مصدر أعماله الظاهرة، تعين عليه العمل على إصلاحه بتخليته من الصفات المذمومة التي نهانا الله عنها، وتحليته بالصفات الحسنة التي أمرنا الله بها.
قال الإمام جلال الدين السيوطي رحمه الله :((وأما علم القلب ومعرفة أمراضه من الحسد والعجب والرياء ونحوها، فقال الغزالي: إنها فرض عين)) ، فتنقية القلب، وتهذيب النفس، من أهم الفرائض العينية وأوجب الأوامر الإلهية، بدليل ما ورد في الكتاب والسنة وأقوال العلماء.
1- فمن الكتاب:قوله تعالى:
﴿ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ﴾ 33 الأعراف
﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ۖ ﴾ 151الأنعام
والفواحش الباطنة كما قال المفسرون هي : الحقد والرياء والحسد والنفاق.
2- ومن السنة: كل الأحاديث التي وردت في النهي عن الحقد والكبر والرياء والحسد، وأيضاً الأحاديث الآمرة بالتحلي بالأخلاق الحسنة والمعاملة الطيبة.
3- وأما أقوال العلماء: لقد عد العلماء الأمراض القلبية من الكبائر التي تحتاج إلى توبة مستقلة
يقول الفقيه الكبير العلامة ابن عابدين في حاشيته الشهيرة:
(( إن علم الإخلاص والعجب والحسد والرياء فرض عين، ومثلها غيرها من آفات النفوس، كالكبر والشح والحقد والغش والغضب والعداوة والبغضاء والطمع والبخل والبطر والخيلاء والخيانة والمداهنة، والإستكبار عن الحق والمخادعة والقسوة وطول الأمل، ونحوها مما هو مبين في ربع المهلكات من "الإحياء" . قال فيه : ولا ينفك عنها بشر، فيلزمه أن يتعلم منها ما يرى نفسه محتاجا إليه ، وإزالتها فرض عين، ولا يمكن إلا بمعرفة حدودها وأسبابها وعلاماتها وعلاجها، فإن من لا يعرف الشر يقع فيه))
ويقول صاحب "مراقي الفلاح" : ((لا تنفع الطهارة الظاهرة إلا مع الطهارة الباطنة، بالإخلاص، والنزاهة عن الغل والغش والحقد والحسد، وتطهير القلب عما سوى الله من الكونين، فيعبده لذاته لا لعلة، مفتقراً إليه، وهو يتفضل بالمنِّ بقضاء حوائجه المضطر إليها عطفاً عليه، فتكون عبداً فرداً للمالك الأحد الفرد، لا يسترقك شيء من الأشياء سواه، ولا يستملك هواك عن خدمتك إياه.))
قال الحسن البصري رحمه الله:
ربَّ مستور سبته شهوته
قد عرى من ستره وانهتكا
صاحب الشهوة عبداً فإذا
ملك الشهوة أضحى ملكا
فإذا أخلص لله، وبما كلَّفه به وارتضاه، قام فأداه، حفَّته العناية حيثما توجَّه ويَمَّم، وعلَّمه ما لم يكن يعلم .
فكما لا يحسن بالمرء أن يظهر أمام الناس بثياب ملطخة بالأقذار والأدران لا يليق به أن يترك قلبه مريضاً بالعلل الخفية، وهي محل نظر الله سبحانه وتعالى:
تطبِّب جسمك الفاني ليبقى
وتترك قلبك الباقي مريضاً
لأن الأمراض القلبية سبب بعد العبد عن الله تعالى، وبعده عن جنته الخالدة ، وقد تخفى على الإنسان بعض عيوب نفسه، وتدق عليه علل قلبه، فيعتقد في نفسه الكمال، وهو أبعد ما يكون عنه...!!
فما السبيل إلى اكتشاف أمراضه، والتعرف على دقائق علل قلبه ؟ ، وما الطريق العملي إلى معالجة هذه الأمراض ؟، والتخلص منها ؟
إن التصوف هو الذي اختص بمعالجة الأمراض القلبية، وتزكية النفس والتخلص من صفاتها الناقصة.
فالتصوف هو الذي اهتم بهذا الجانب القلبي بالإضافة إلى ما يقابله من العبادات البدنية والمالية، ورسم الطريق العملي الذي يوصل المسلم إلى أعلى درجات الكمال الإيماني والخلقي.
وليس التصوف -كما يظن بعض الناس- قراءة اوراد وحلق أذكار فحسب.
فلقد غاب عن أذهان الكثيرين، أن التصوف منهج عملي كامل، يحقق انقلاب الإنسان من شخصية منحرفة إلى شخصية مسلمة مثالية متكاملة، وذلك من الناحية الإيمانية السليمة، والعبادة الخالصة، والمعاملة الصحيحة الحسنة، والأخلاق الفاضلة ، قال حجة الإسلام الإمام الغزالي بعد أن اختبر طريق التصوف، ولمس نتائجه، وذاق ثمرته: ((الدخول في الصوفية فرض عين، إذ لا يخلو أحد من عيب إلا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام))
وقال أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه:
((من لم يتغلغل في علمنا هذا مات مصراً على الكبائر وهو لا يشعر)).
وسبيل الصوفية إلى ذلك يتم أولاً عن طريق الصحبة الصالحة .