عدد المشاهدات:
حكم التوسل بالانبياء والمرسلين والصالحين
الوسيلة:هى كل قربة يتقرب بها العبد الى الله وفرض الله الوسيلة على عباده المؤمنين قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ)مخالفة لليهود والنصارى كانوا يتكبرون على انبيائهم ويقتلونهم . ويدعون انهم ابناء الله واحباءه وليدرك العبد المؤمن مكانة هؤلاء الرجال عند ربهم وان الله اكرم الناس بسببهم وعلى ايديهم باعظم المكرومات وهى هداية الناس واخراجهم من الظلمات الى النور وتعليمهم وارشادهم . وبذلك يتحقق المؤمن بكرامتهم على ربهم وان الله وهب لهم مايشاؤن وانهم عند ربهم يرزقون .ورسل الله واولياء الله قامو باسداء الخير وقد تحملوا فادح الالام من اجل اسعاد البشرية .هذا وان العبد المتوسل يعتقد يقينا انهم عبيد لله لايملكون لانفسهم ولا لغيرهم ضرا ولا نفعا ويتوسل العبد المؤمن بهم لمكانتهم من ربهم وانهم سبب من اسباب بلوغ الخير . كالماء سبب فى الحياة والشمس فى الضياء ولان الله جعل لكل شيىء سببا
أراء العلما فى التوسل
اجع علماء الامه ان التوسل جائز ويكون بالله وباسماءه وبالعمل الصالح وبصالح الامة الاحياء.
ومنهم من اجاز التوسل بالانبياء والمرسلين وبصالح الامه الاحياء والاموات . لانهم احياء فى قبورهم .والمتوسل يتوسل بمكانة الرجل الصالح عند ربه ويرون ان بموته لاتزول مكانته ويجوز التوسل بالصالحين الاموات
اخرج الإمام مسلم ج- الدليل علي ذلك ما ذكره ابن القيم في ذاد المعاد عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم) من خرج رجل من بيته إلي الصلاة فقال اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك وبحق ممشاي هذا إليك فإني لم أخرج بطرا ولا أشرا ولا رياء ولا سمعة وإنما خرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك أسألك أن تنقذني من النار وأن تغفر لي ذنوبي فانه لا يغفر الذنوب إلا أنت. إلا وكل الله به سبعين ألف ملك يستغفرون له وأقبل الله عليه بوجهه حتى يقضي صلاته. ورواه أيضا ابن ماجه عن أبن مسعود( أنه كان يضرب غلاما فجعل يقول"أعوذ بالله قال:فجعل يضربه فقال:أعوذ برسول الله: فتركه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والله,لله أقدر عليك منك عليه قال فاعتقه أخرجه الإمام مسلم ٣\1281 حديث ابن مسعود أعوذ برسول الله منك
- وابن كثير
وفي مقدمة علوم الحديث الإمام النووي ( ص3 ):
فالله العظيم - الذي بيده الضر والنفع والإعطاء والمنع - أسأل وإليه أضرع وأبتهل متوسلا إليه بكل وسيلة متشفعا إليه بكل شفيع أن يجعله مليا بذلك وأملى وفيا بكل ذلك وأوفى . وأن يعظم الأجر والنفع به في الدارين إنه قريب مجيب
اللهم إنا نستسقي ونستشفع إليك بعبدك فلان كما روى البخاري أن عمر رضي الله عنه استسقى بعباس رضى الله عنه وقال جاء الاستسقاء بأهل الخير والصلاح عن معاوية رضى الله عنه وغيره
قال الإمام ابن حجر العسقلان
(استسقاء عبد المطلب بالنبي " صلى الله عليه وآله وسلم " وهو رضيع : لقد استسقى عبد المطلب بالنبي " صلى الله عليه وآله وسلم " وهو طفل صغير ، حتى قال ابن حجر : إن أبا طالب يشير بقوله : وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال * اليتامى عصمة للأرامل إلى ما وقع في زمن عبد المطلب حيث استسقى لقريش والنبي " صلى الله عليه وآله وسلم " معه غلام)
فتح الباري : ٢ /
توسل الإمام أحمد بن حنبل بالإمام الشافعي
ثبت أنّ أحمد توسَّل بالشافعي حتى تعجّب ابنه عبد الله، فقال له أبوه : إنّ الشافعي كالشمس للناس وكالعافية للبدن ) الخيرات الحسان
ومن الأدلّةِ على جوازِ التوسُّلِ الحديثُ الذي رواهُ الطبرانيُّ وصحَّحَهُ والذي فيه أن الرسولَ صلى الله عليه وسلم عَلَّم الأعمَى أن يتوسلَ به فذهَبَ فتوسَّل به في حالة غيبتِهِ وعادَ إلى مجلسِ النبي وقد أَبصَرَ، وكانَ مما علّمَهُ رسولُ الله أن يقول: "اللهم إني أسألكَ وأتوجَّهُ إليك بنبيّكَ محمَّدٍ نبيّ الرّحمةِ يا محمَّدُ إنّي أتوجَّهُ بكَ إلى ربّي في حاجتي (ويسمّي حاجته) لِتُقضَى لي
رَوى البَيهقيُّ بإسْنادٍ صَحِيح عن مَالكِ الدَّارِ وكانَ خَازِنَ عُمرَ قالَ: أصَابَ النّاسَ قَحْطٌ في زَمانِ عُمَرَ فَجاءَ رَجُلٌ إلى قبرِ النَّبي صلى الله عليه وسلم فقالَ: يا رسُولَ الله اسْتَسْقِ لأُمّتِكَ فَإنَّهُم قَدْ هَلَكُوا فأُتِيَ الرجلُ في المََنامِ فقِيْلَ لَهُ: أقْرِىء عُمرَ السَّلامَ وأخْبِرْهُ أنَّهُم يُسْقَوْنَ، وقُلْ لَهُ: عَليكَ الكَيْسَ الكَيْسَ. فأَتَى الرَّجلُ عُمَرَ فأَخْبرَهُ، فَبكَى عُمَرُ وقَالَ: يا رَبّ مَا ءَالُو إلا مَا عَجَزْتُ. وقَد جاءَ في تَفْسِيرِ هذَا الرَّجُلِ أنّهُ بلالُ بنُ الحارِثِ المُزَنيُّ الصّحَابِيُّ.
9ـ حكم التبرك باثار الصالحين
يستنكر بعض الناس التبرك ويحكمون بأنه كفر وشرك بالله تعالى ، فهم يفهمون التبرك على أنه عبادة للشخص المتبرك به ، والغريب هو أن هذا المفهوم يخالف مفهوم النبي صلى الله عليه وسلم ، حيث أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يتبركون ببقايا وضوءه صلى الله عليه وسلم ، كما نقرأ في صحيح البخاري عن أبي جحيفة قال:
"أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في قبة حمراء من أدم (جلد) ورأيت بلالاً أخذ وَضوء النبي صلى الله عليه وسلم والناس يبتدرون لوضوء فمن أصاب منه شيئًا تمسح به، ومن لم يُصب منه شيئًا أخذ من بلل يد صاحبه."
بل وقسّم صلى الله عليه وسلم شعره على أصحابه وهم يتلقفونه كما في صحيح مسلم عن أنس قال:
"قد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والحلاق يحلقه وأطاف به أصحابه فما يريدون أن تقع شعرة إلا في يد رجل".
وقصص تبرك الصحابة بالنبي صلى الله عليه وسلم كثيرة ، إلا أن المعارض يجيب بنقطتين:
بأن تبرك الصحابة لا يقصدون به النفع.
بأن التبرك جائز في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فقط وليس بعد مماته.
فأولاً: القول بأن التبرك ما كان الصحابة يقصدون به النفع ، هو قول باطل ، فقد قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (الجزء12 صفحة 599(:
"والماء الذي توضأ به النبي صلى الله عليه وسلم هو أيضاً ماء مبارك ، صب منه على جابر وهو مريض ، وكان الصحابة يتبركون به."
ثانياً: إن المخالف الذي يقول بأن التبرك مخصوص بحياة النبي صلى الله عليه وسلم فقط وأن التبرك بعد مماته شرك إنما هو يكفر الصحابة وهو لا يدري ، ففي صحيح مسلم أن الصحابية الجليلة أسماء بنت أبي بكر قالت لعبدالله بن كيسان:
"هذه جبة رسول الله صلى الله عليه وسلم . فأخرجت إلى جبة طيالسة كسروانية . لها لبنة ديباج . وفرجيها مكفوفين بالديباج . فقالت : هذه كانت عند عائشة حتى قبضت . فلما قبضت قبضتها . وكان النبي صلى الله عليه وسلم يلبسها . فنحن نغسلها للمرضى يستشفى بها."