آخر الأخبار
موضوعات

الجمعة، 19 أغسطس 2016

- كيف تشرق أنوار التجليات الإلهية على القلوب

عدد المشاهدات:
قال رضي الله عنه من قصيدة للإمام أبي العزائم:
يا نور وجه حبيبي       أشـــرقت للتقريب
عطفـــــــاً عليَّ فإني       في لهفة كالغريب
يشرق نور رسول الله صلى الله عليه وسلم، في مطالعَ سعودية، وأبراج روحانية، فينتقل في هذه الأبراج كل وقت وحين، وهذه الأبراج هي الأفراد الذين يشرق منهم نور رسول الله صلى الله عليه وسلم دائما، وهذا النور لا يغرب أبدًا لأنه نور الحق الذي نور الله به الخلق.
وكل فرد من هؤلاء الأفراد يصير مطلعًا لأنوار رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيشرق منه هذا النور لتقريب عباد الله إلى الله، ولتحبيب المؤمنين والمؤمنات في الله ورسوله.
وهذا يحدث عندما يجتمع المؤمنون عند عارف بالله تعالى يتدارسون الحكمة العالية وأسرار دينهم فتشرق الأنوار، وتصبح المعاني ولآداب والأحكام الدينية بينة وظاهرة لانبلاج الأنوار وذلك مثل الأنوار الحسية كالمصابيح ونحوها، إذا ما أطفأنا أنوارها لا نستطيع أن نتبين ما في الحجرة ولا أن نتبين أنفسنا، كذلك شأن من ينعزل عن أنوار العارفين بالله والعلماء العاملين فإنه لا يعرف نفسه، ولا يعرف ربه، ولا يتبين أمور دينه فيحرم من الخير الحقيقي وهو نور رسول الله الذي تركه لنا في أئمة الهدى والرشاد.
أما السالكون في طريق الله حقا فإنهم يعيشون في انبلاج أنوار الحق التي أشرقت لهم من الهداة المرشدين والأئمة العارفين وعند ذلك يلتقي نور إيمانهم بنور العلم والمعرفة الذي يتلقونه من هؤلاء الرجال، فيكون حالهم وشأنهم كما قال الله تعالى: ﴿نُّورٌ عَلَى نُورٍ﴾، [35، النور].
فيصيرون من أهل البصيرة والرؤية الواضحة لكل ما هو خير وإسعاد وصلاح وفلاح.
ولذلك مثل في عالم المحسوسات، وهو أن الإنسان إذا أغمض عينيه في نور الشمس لم ير شيئا مما حوله ولا يرى نفسه، أما إذا فتح عينيه ليستقبل نور الشمس ويلتقي نور عينيه بنور الشمس فيصبح رائيًا للأشياء المحيطة به ولنفسه قال الله تعالى: ﴿نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾، [2، فاطر].

وإن الأنوار الحسية قد تحجبها الظلال والمباني والغيوم بل قد تنكسف الشمس وينخسف نور القمر.
أما الأنوار المعنوية وهي نور القرآن ونور رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحجب عن الطالبين ولا تغيب عن المؤمنين.

وإن نور رسول الله صلى الله عليه وسلم، نور كاشف يتسلط على آيات القرآن الكريم فيظهر معانيها ويكشف أسرارها، فلا بد من الكتاب، ولا بد من النور الكاشف الذي منحه الله ورسوله للخاصة من الأفراد والعلماء الربانيين الذين يتسلط  نورهم على الكتاب فيستخرجون منه أسرار الحكمة وحقائق المعاني وأنوار التنزيل.

منقول من كتاب بريد الى القلوب ج1
لفضيلة العارف بالله الشيخ محمد على سلامة
مدير اوقاف بور سعيد سابق
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:




شارك فى نشر الخير