آخر الأخبار
موضوعات

الأحد، 9 أكتوبر 2016

- إدراكات ومهارات تربوية

عدد المشاهدات:
جميل أن يشعر المتربي بأنك تشاطره همومه الخاصة، وأجمل من ذلك أن تساعده عملياً على حلها.
• عندما يكون المربي قادراً على أداء خدمات عملية للمتربي ثم يكتفي بالمشاركة الشعورية والكلامية فحسب؛ عندها قد تنقلب هذه المشاركة من صورتها الإيجابية إلى العكس تماماً!!
• جزماً إنك لا تملك عصا موسى لتزيل كل الصعوبات لدى المتربي.. إلا أن شعور المتربي أنك لو ملكت  تلك العصا؛ لكان هو أول من تفكر به، يغنيه عن كثير من الأعمال الميدانية تجاهه.
• احرص على أن تستمد قوة تأثيرك في المتربي من واقع اهتمامك به. وتذكر أن واقعك مهما كان جيداً فإنه يفقد بريقه عندما لا يكون المتربي من ضمن اهتماماتك، فالناس ينطلقون من أنفسهم غالباً.
• إن تحقيق المشاركة الشعورية والعملية  للآخرين أسهل بكثير مما نظن. إنها قد تتحقق باتصال خارج نطاق الهموم المشتركة .. أو بسؤال إضافي عما يسأله كل الناس.. إنها قد تكون أي تصرف صغير وغير متكلف تقوم به كل يوم.
• لا يستطيع الآخرون تقبلك لمجرد أنك تساندهم في بعض أزماتهم وأنت بعيد عنهم إنهم يطلبون ما هو فوق ذلك وأسهل في آن واحد.. إنهم يطلبون أن تعيش معهم أزماتهم؛ حتى وإن لم تستطيع حينها أن تقدم أي شيء لهم!!.
• ثق تماما أن المشاعر الإيجابية ليست شيء يصنع، وإنما اهتمام صادق تظهر آثاره قسراً.
• قال له: هذه مشكلتي فهل بقدرتك مساعدتي بمبلغ كذا.. أطرق إلى الأرض معتذراً بصمت العاجز وفي الصباح الباكر  فاجأه بقوله لقد رأيت في المنام أني أعطيك نفس المبلغ الذي طلبته!! وهنا أجابه قائلاً: حسبي منك هذه الرؤيا، فقد أعطيتني بالفعل ما هو أغلى من المال.
• افتح في قلبك ملفاً خاصاً بالمتربي تتابع فيه كل ما يحتاجه وما يستجد له، وتعامل مع هذا الملف باهتمام وسرية تدفع المتربي إلى مزيد من الثقة والانفتاح في تقبل ما تقدمه له من حلول وأفكار.
• لا تستطيع أن تشيد بناءً عالياً  على أرض هشة.. كما أنك لا تستطيع أن تحصل على الكثير من شخصية هشة لا ترى نفسها شيئاً.. أو ترى نفسها شيئاً حقيراً.
• تذكر دائما أن ثقة عالية مع قدرات متواضعة أنفع وأجدى من قدرات عالية مع ثقة متواضعة.
• قد يكون من المهم أن ترتقي بالمتربي فتجعله كبيراً، ولكن ربما كان من الأهم أن تشعره بأنه فعلاً أصبح كذلك.. فالذي يحرك الناس ليس كونهم كبارا وإنما شعورهم بذلك.. والمرء حيث يضع نفسه.
• إياك أن تكون منهم!، أولئك المربون الذين لا تعرف شفاههم كلمة الثناء ظناً منهم أن إشعار الناس المستمر بالنقص هو السبيل الأفضل لحثهم على بلوغهم الكمال!.
• لا شيء يولد الثقة مثل النجاح.. اجعل الآخرين ينجحون ولو نجاحاً موهوماً أنت الذي صنعته، وبعد ذلك سينجحون نجاحاً حقيقياً ربما تعجز عن مثله.
• هل تعلم من هو المربي الناجح في بث الثقة؟
• إنه ذلك المربي الذي يحمل شعور الأب.. ويتعامل تعامل الأخ.. إن هذه الثنائية الرائعة هي التي تحقق العطف على المتربي وأخطائه.. معاً لتقدير ذاته وكيانه.. ومن هنا تنبعث الثقة.
• صرخ الضابط في جنوده قائلا: ارفعوا رؤوسكم إلى الأعلى أيها الأذلاء!!.. إنه ضابط أحمق ولا شك ولكنه يمثل صورة مكررة للذين يحطمون من يربون ثم يتذمرون من ضعف ثقتهم بأنفسهم.
• تذكر أنك مربي وليس شرطياً.... فالمربي مع معالجته للخطأ إلا أنه يطور الصواب، أما الشرطي فهو لا يتعامل إلا مع الأخطاء فحسب.
• استخدم التشجيع واجعل الخطأ الذي تريد تصحيحه يبدو بسيطاً  والشيء الذي تريد أن يقوم به المتربي يبدو سهلاً.
• سئل نابليون: كيف استطعت أن تمنح الثقة في أفراد جيشك؟؟ فقال: من قال لي لا أقدر قلت له: حاول...ومن قال لي لا أعرف، قلت له: تعلّم.. ومن قال لي مستحيل قلت له: جرِّب.
• لا يمكن  أن تنجح في بث الثقة في الآخرين إذا كنت غير واثق بقدراتهم.
• ليست عملية بث الثقة شعور أو تشجيع تنقله إلى المتربي فحسب.. وإنما كذلك خبرات ومهارات توجدها عنده تساعده في تنمية ثقته بنفسه.
• لاانفكاك بين عملية التربية وعملية التقويم، وكلماكانت مهاراتك  عالية في التقويم، كلما كنت أكثر دقة في تحديد شخصية المتربي وما الذي يحتاجه بالضبط.
• تكمن خطورة التقويم في كونها الأرضيةالتي تبني عليها كل خططك المستقبلية مع المتربي،إنك عندما تخطئ فيتقدير احتياجات  المتربي فإن هذا يعني أنك ستضيع جهوداً  كبيرة في أمور لايحتاجها المتربي  أوأنه تجاوزا منذ زمن بعيد.
• أظنك توافقني علىأن النفس لها عاطفتهاالشخصية فتحب وتكره  وتود وتند إياك أن تجعل هذه الميولات حكماً على آرائك وتقويمك للأفراد، وإذا كنت منأصحاب العاطفة الجياشة  فاحرص علىأن تجعل تقييمك بعيداً عنالاجتهادا الشخصي مضبوطاً بالحقائق والإنجازات.
• يتأثر بعض المربين في تقويمهم بميولاتهم واهتماماتهم الخاصة، فيحتفون بالأفراد الذين تتوافق قدراتهم، ومواهبهم مع مواهبهم، إنه مزلق خطير قد تقع فيه دون أن تشعر بذلك.
• كم يخطئ أولائك المربون الذين يحصرون مفهوم التقويم في الجرح والنقد، إن تقويم المتربي يهتم بتطوير الصواب تماماً كمايهتم  بتصحيح الخطأ، فالتقويم ليس عملية جرح خالية من التعديل.
• لابد أن يكون لكنظرة فاحصة واضحة ومستقلة في المتربي، إن استئناسك برأي الآخرين واستشارتهم لاتعني أن تكون  أسيراً لنظراتهم وتقويماتهم.
• تذكر أنك لا تقوِّم تمثالاً جامداً،وإنما إنساناً حيوياً متغيراً، إن هذا يجعلك تعيد تقويمك للمتربي بين كل فرتة وأخرى، فالناس قد يتغيرون وتثبيت التقويم يظلمهم أويظلمك أنت.
• أرجو  ألا تكون منأولائك المتأثرين بقاعدة: (أبيض أواسود) إنهم أصحاب تلك النظرة التقويمية التي لا ترى في المقوَّم إلا صوابا خالصاأو سواداً خالصاً، إن النفوس تحتوي على خطوط متداخلة كثيرة، والمربي الحاذق هو الذي يستطيع أن يميز بين هذه الخطوط بشكل دقيق وواضح.
لا يكفي أن تزوّد المتربّي بالمعارف والسلوكيّات الحسنة، وإنما لابد من تحوير شخصيته، وجعلها مستقرةً نفسياً، بعيداً عن الشذوذات الحادّة والمفاجئة، وبعيداًً عن ردود الفعل، وبعيداً عن الالتواءات النفسيّة المعقدة.
الاستقرار النفسي يعني الإنتاج والعطاء؛ إنّك لا تستطيع أن تخاطب عقول الناس ومعدة كلّ منهم فارغة، فكيف عندما تكون أفئدتهم هائمة وغير مستقرة؟!.
من أبرز ما تستطيع أن تقوم به في سبيل بثّ الاستقرار النفسي أن تشغل المتربّي بالهموم الكبار، وأن تخرجه من عالمه الضيّق الذي يعيش فيه، أمّا إذا حاولت أن تعالج كلّ همّ شخصي صغير عنده فربما اضطررت أن تتنازل أنت عن همومك الكبيرة!.
احرص على أن تُنَمّي ثقة المتربّي بنفسه، فهي عامل مهمٌّ في سبيل تحقيق نفسيّة مستقرة، أمّا إذا عجزت فلا أقل من أن تُنَمّي ثقة المتربّي بك أنت، فالناس عندما لا يجدون من صفاتهم الشخصية ما يستندون إليه، فإنهم يبحثون فيمن حولهم ليجدوا عنده ما فقدوه في أنفسهم.
تمثّل نفسيّة المتربّي الوعاء أو الزجاجة التي إذا كُسِرَت أولم تستقر لم يستقر فيها كل ما تقوم بوضعه فيه وتربّيه عليه من أهدافك التربوية والدعوية.
لا شيء يزعج المتربّي مثل ألا يستطيع تحديد شخصيّة من يقوم بتوجيهه وتربيته، إنّه عندئذٍ يُتَوَقّع منه أيّ شيء مهما كان شاذّاً، مما يفقده الأمان! فاستقرار المربّي واتزانه سمة مهمّة، تنعكس إيجابياتها وسلبياتها على استقرار المتربّي أيضاً.
كلما استطعت أن تطرق وتحوّر وتعدّل في نفسية المتربّي كلما ساعدك ذلك في نثر بذورك في هذه الأرض التي حرثتها سابقاً، لا تغتر كثيراً بالمكاسب الخارجية الظاهرة عند المتربّي؛ ذلك أنّ أيّ تغيّرات خارجيّة ظاهرة لا تستند إلى تغيّرات داخليّة باطنة، فإنّها مهيأة للانهيار في أيّ لحظة!.
ركّز على أصول الأخلاق في النفس. قال ثوثو: "مقابل كل ألف ركلة على أوراق الشجر، هناك ضربة واحدة علىالجذور".
• إن فهم شخصية المتربي هي بمثابة رؤية موضع قدمك أو مكان نثر بذورك ومن هنا تستمد أهميتها.إ
• إياك أن تعتمد على فراستك وراحتك في فهم الشخصية المقابلة فحسب، بل ركز على المعايير الموضوعية،والأمور المحسوسة، فهي الأداة التي لا تتمايل مع تمايل العاطفة.
• يعاني بعض الناس من فقر حاد في باب العلاقات الاجتماعية، لا تجعل ذلك يصدك عن الخوض في حقيقة هذا الصنف من الناس، وتذكر دائماً أن الكثير المثمر الطيب إنما تحوطه قشرة غليظة مرة.
• استفد من آراء الآخرين وتحليلاتهم، ولكن حذار أن تكون ظلاً لهم فقد تلحظ ما لا يلحظون.
• الخلفية المسبقة للمقيِّم أو لقبيلته،أو عائلته، أو بلدته، قد تساعدك في فهم الشخصية، ولكن إياك أن تجعلها أداتك الوحيدة، فلكل قاعدة شواذ –كما تعلم-.
• لا تظن أنك قادر على فهم الآخر من خلال لقاءاتك الأولى اعتماداً على قدرتك الفذة في معرفة الرجال! ولا تنس أن كثيراً من الانطباعات الأولية سرعان ما تصبح مثارا للضحك والاستهجان في وقت لاحق.
• يرتاح الكثير للآراء المجملة في تحليل الشخصية المقابلة، لا تكن منهم وتذكر أن كلمة تحليل تعني التفصيل والتدقيق في مجمل جوانب الشخصية المقابلة.
• إذا كنت تعتقد أنك قادر على إطلاق تحليل الآخرين دون أن ترقبهم أو تقترب منهم فأنت مخطئ، إن الصياد الماهر هو الذي يرقب ويقترب بدقة من هدفه قبل أن يطلق العيار.
• تمثل البيئة الخرجية للمتربي ميداناً مهماً لفهم  واقعه النفسي، إن هذه البيئة الخارجية تعني أصدقاءه وميوله وحتى عاداته الاجتماعية السائدة.
• يملك بعض الناس قدرة جيدة على إظهار بعض المهارات في فنون الاتصال وما شابهها، ضع هذه الاعتبارات في بالك أثناء تقييم شخصية المتربي وسبرها، وتنبه ألا يسوقك الاغترار بالمظهر عن النفوذ إلى الجوهر.
• حتى تستطيع أن تفهم الآخرين فاسمع منهم أكثر مما تُسمعهم،ولاتكن من أولائك الذين يقيمون الآخرين من خلال تقويم استجابتهم وتفاعلهم مع ما يلقونه عليهم فحسب.
• تنبئ الأفعال التي يقوم بها الإنسان عن خلفيات وأبعاد نفسه،ولكن لا تبالغ في هذه الرؤية فتجعل من الموقف الواحد معياراً شاملاً للتقييم. فالنفس البشرية أعقد من أن تربط أو تفهم من خلال موقف واحد.
• قد تفلح البرامج الجماعية في إبراز أو إظهار بعض ما يملكه الآخرون من قدرات ومواهب. ولكن تذكر أن كثير من الجوانب الشخصية الخفية لا تكاد أن تظهر إلا من خلال الاحتكاك الشخصي والبرامج الخاصة.
• افهم نفسك أولاً حتى تنجح في فهم الآخرين، فالطرائق والأساليب التي نفكر بها لها أكبر الأثر على الحكم الذي نصدره على من حولنا، ولأن فشلنا في تعديل هذه الأساليب الخاطئة في التفكير فلا أقل من أن نجعلها تحت ملاحظتنا الدقيقة.
كن مبدعاً، فالتفكير الابتكاري أحد سمات الشخصيّة الجذابة؛ وهو يعني عدم تقبّل الأوضاع الراهنة على ما هي عليه، بل محاولة إيجاد طرق جديدة، ومخارج مبتكرة للوصول إلى الهدف.
فكّر بإيجابية.. لن تكون أبداً مربّياً جذّاباً ومُلْهِماً للآخرين مادمت كثير الشكوى دائم التذمّر؛ فالذين يتمتّعون بالجاذبيّة الشخصيّة دائماً إيجابيون.
اظهر الحماس لما تريد فعله.. فالذين يتمتّعون بالجاذبية الشخصية يتّقدون حماساً تجاه العمل الذي يؤدونه؛ فالمعلم الذي يقول لتلاميذه في اليوم الأول من الدراسة: أنتم على وشك أن تتعلموا أهم مادة دراسية في حياتكم!.. لا شكّ أنه سيأسر قلوبهم طوال مدة الدراسة.
قد لا نطالبك بأن تكون خفيف الظّل، حاضر البديهة، جميل العشرة، ذلك أنّها صفات جِبِلّيَّة ليس من السهل الوصول إليها!.. ولكننا بالمقابل نطالبك بأن لا تكون ثقيل الظل، غليظ الطبع، من خلال تجنبك لبعض القضايا كالتطلّع والتكلّف والتنطّع، ومراعاتك آداب الكلام والتعامل، ونحوها مما يخرجك من دائرة الثّقلاء، حتى وإن لم ينقلك لدائرة الظرفاء.
لا تتوقع أنّك ستكون جذّاباً بمجرد أنك قررت ذلك.. إنّما أَهِّل نفسك من خلال خلفيّة ثقافيّة واجتماعيّة جيّدة، ومن خلال مهارات جيّدة على الحديث، من خلال رصيد جيّد من التجارب أو القصص، ومن خلال قدوة عمليّة صادقة.. وغير هذا وذاك مما هو بمثابة المغناطيس لقلوب الآخرين.
عندما تفقد جاذبيتك وتلجأ إلى استخدام نفوذك في التأثير على متربّيك، فإنّك تكون قد فقدت استحقاقك للتربية!.. فالمربّي الناجح هو من يجذب لا من يفرض!.
لا يحتاج المربّي الناجح أن يدعو الآخرين إلى تقدير كلامه، ذلك أنّ جاذبيته الشخصيّة قد قامت بالمهمّة قبله.
تقبّل الناسَ على ما هم عليه دون أن يتكلّفوا لك حتى يحظوا بتقبّلك لهم، ورضاك عنهم، فالناس لا ينجذبون نحو من يتكلّفون من أجله.
ينفرُ الناس من الذين يكثرون الحديث حول أنفسهم, أولئك الذين يجعلون من أنفسهم محور الدنيا كلّها! ويجعلون من قصصهم وتجاربهم وحياتهم وِرْدَاً يردده المتربّون صباح مساء!.
إنّ الذي يتمتع بجاذبية في الغالب؛ هو ذلك الذي لا تشغله همومه الخاصّة عن هموم الآخرين.. بل هو الذي يجعل هموم الآخرين همّاً من همومه الخاصة.
قد نكون أرشدناك إلى بعض الوسائل الظاهرة والعمليّة في سبيل تحقيق شخصية جذابة، ولكننا في النهاية نتعدى ذلك كله لنقول: إنّ صدقك الظاهر في محبة الخير هو الجاذب الأكبر نحو استجابته لأهدافك.
• عليك قبل أيّ شيء أن تُحْسِن تحديد المشكلة بشكل واضح.. والذي سيساعدك بعد ذلك على تحليلها وفهمها.. من أجل وضع حلول ناجحة وعمليّة لها، يتم تقييمها ثم تنفيذها.
• سوف تكون رائعاً عندما لا تنتظر ظهور المشاكل على السّطح لأجل حلّها، وإنما عندما تقوم باقتلاع أصولها قبل أن تظهر وتشتد، فالحكيم ليس من يجيد إطفاء الحرائق بعد اشتعالها.. وإنما من يؤمِّن من وسائل السلامة ما يمنع الحرائق إبتداءاً.
• تذكّر أنّ أهمّ صفة من صفات الذي يتصدّى لحل المشاكل أن يكون مستمعاً جيّداً، بل إنّ الكثير من المشاكل تنتهي عند أصحابها بمجرد أن يجدوا من يستمع إلى كل ما يقولون، ويَتَفَهّم ما يريدون.
• إيّاك أن تواجه المشاكل بحلول مسبقة ومغلّفة.. إنّك ستفقد مرجعيتك في حلِّ المشاكل عندما يتنبأ الآخرون مسبقاً بما سوف تقوم به لأجلهم عندما يعرضون عليك مشاكلهم!.
• فكّر بحريّة دون قيود.. إنّ هذا التفكير الحرّ سوف يمنحك قوةً وتَمَيُّزاً، وقدرةً على ابتكار أنجع الحلول.
• احرص قدر المستطاع ألا تُوجِدَ أيّ فراغ، أو فجوة بين قطبي المشكلة، حاول أن تُكْثِر من جلسات المصارحة.. ذلك أنّ الفجوات التي تحصل بين قطبي المشكلة سبب رئيس في توليد الأفكار الخاطئة، والظنون السيئة، والتفسيرات والتأويلات البعيدة غير المحتملة.
• لا تكن مثاليّاً فتطلب من الآخرين الخروج من المشكلة بمجرّد أنّك أقنعتهم بذلك! فالقناعة ليست كل شيء!.. اعط الآخرين فرصة لتشرُّب الحلِّ من خلال الزمن الذي سوف يرسّخ لحلولك، أو يهدئ من حدّة المشكلة في نفوسهم, وتذكّر أنّ المصطفى صلى الله عليه وسلم أباح للمتخاصمين ثلاثة أيام من الهجر، تمثّل في الحقيقة المهلة لإطفاء روح الغضب في نفس كلا الطرفين.
• أمرٌ أحذّرك أن تفعله، كما أحذّرك أن تتركه كذلك! إنّه التعامل مع صاحب المشكلة من خلال الخلفيّة المسبقة عنه. فتجريد المشكلة عن صاحبها قد يؤدي إلى حلول غير عمليّة، أو فاشلة! كما أنّ الانطلاق من الخلفيّة دائماً يؤدي بك إلى الحكم على صاحب المشكلة، لا على المشكلة نفسها!.
• كما تهتم بتصدّيك لمشاكل من تربّيه، اهتم كذلك برصد حلولك لها، وتقويمها. لأنّك بذلك سوف تحل مشاكل أخرى عندك، تتعلق بطريقة تفكيرك، ومعالجتك للأمور.
• من طرق حلِّ المشاكل - أحياناً - ترك حلِّ المشاكل! إنّ عدم التعرّض للمشكلة ومناقشتها قد يكون هو الحلُّ في بعض الأحيان! فالزمن، والنسيان، والانشغال بالأهم كفيل بأن يحلَّ كثيراً من مشاكل الناس.
• قبل أن تربي المتربي على تحمّل المسئولية: أقنعه أولاً بأنها مسئولية؛ فالأعمال التي لا تستند إلى قدر جيّد من القناعة لا تصمد طويلاً.
• إنّ مطالبتك للمتربي بتحمّل مسئوليةٍ ما، ينبغي أن يكون منسجماً مع القدرات التي يملكها، والتي من المفترض أن تكون أنت أحد أهم من ساهم، أو يساهم في إيجادها.
• كيف يمكن للمتربي أن يتحمل المسئولية، وهو لم يعط فرصة الفشل!.. نعم إنّ حرصك على نجاح المتربي يجب ألا يجعلك تحرمه فرصة الفشل!.. اجعل المتربي يقم بمفرده ببعض المسئوليات، ولو بشكل ركيك.. وبعدها سترى.
• لن تستطيع أن تبثّ روح المسئولية في المتربي من خلال بضع كلمات تلقيها على سمعه فحسب، وإنما عندما توكل إليه عمليّاً بعض المسئوليات المناسبة لقدراته.
• تذكّر أنّ شعور المتربي بالانتماء إلى شيء هو السبيل إلى التضحية من أجله، عزّز في نفس المتربي روح الانتماء إلى ما تريد أن ينجزه قبل كل شيء.
• لن تستطيع أن تذكي روح تحمّل المسئولية لدى المتربي من خلال التلويح له دائما بأنه مقصّر في أدائه لهذه المسئولية، أو تلك، وإنما من خلال التأكيد على قدرته على أدائها وحملها.
• احرص على أن تزيد من التفريغ العمليّ كلما زدت من الشحن النّظريّ.. ذلك أنّ إشعار المتربي بكمّ هائل من المسئوليات المناطة به، ثم عدم إيجاد آليات عملية للتنفيس عن هذا الشعور يصيب المتربي بالإحباط، والفتور والعجز.
• لا تجعل المتربي يغرق في بحار من المسئولية لا يعرف السباحة فيها، فالمسئولية التي ينبغي أن يملأ قلب المتربي بها هي مسئوليته عمّا يستطيع، لا عمّا لا يستطيع.
• قبل أن تعزّز روح المسئولية الإيجابي أزل العوائق السلبية، فالشعور بقلّة الإمكانيات، وضعف الثقة، والعجز، وعقدة الخوف، والرتابة، والانشغال بالهموم الخاصّة، وما شابهها، جدران صلبة، لابد من هدمها للنفوذ إلى نفسية المتربي، وإشعاره بالمسئولية.
• إنّ شعورك أنّ المتربي لا يملك مؤهلات تحمّل المسئولية، يُعَدُّ أحد أهم العوائق في سبيل تأهيله لتحمل المسئولية فعلاً.
• راجع قناعاتك قبل أن تحكم على إنسانٍ ما بأنه غير مؤهل لحمل أيّ مسئولية، فالأحكام السلبية أحكام سهلة، ويجيدها كل الناس.
• إنّك بالتأكيد، لا تريد أن تخرّج رجلاً معزولاً عن واقعه، فاشلاً في التفاعل الاجتماعي، أياً كان موضعه: أباً، أو موظفاً، أو مواطناً، أو قريباً، أو صديقاً.. إنني لا أعني مهارات الاتصال فحسب، وإنما مهارات التأقلم، والانسجام والتفاعل كذلك.. وهو بالضبط ما أسميناه بالكفاءة الاجتماعية.
• لا تبالغ بحقن المتربي بإبرٍ تحمل النقد، والحقد على مجتمعه، لأنه مجتمع فاسد!. إنك بذلك تبني في نفسه حاجزاً نفسياً ضد هذا المجتمع؛ والذي يحتوي على أقرب المقربين له.. ومن ثم تحكم عليه بالانطواء، ثم الموت!.
•  ( حين نعتزل الناس لأننا نشعر أننا أطهر منهم قلباً، أو أنقى منهم روحاً، لا نكون قد صنعنا شيئاً كبيراً.. إنّ العظمة الحقيقة هي أن نخالط هؤلاء الناس، ونحن مشبعون بما نملك من تصورات ومبادئ، ثم نرفعهم إلينا دون النزول إليهم..) إنّه لون من ألوان الكفاءة الاجتماعية.. يعلّمُنا إيّاه سيد قطب رحمه الله.
• لا يكفي أن تقنع المتربي بضرورة التفاعل الاجتماعي دون أن تقدم له آليات عملية لبناء ذلك التفاعل. وجّهه نحو مهارات الاتصال. ومهارات عملية، أو مهنية سائدة في مجتمعه.
• وسّع دائرة ثقافة المتربي.. لست أعني الثقافة الشرعية، أو التربوية فقط.. بل أيضاً الثقافة الاجتماعية المتمثلة في الإلمام بواقع الناس، ومعاشهم، وعاداتهم، وأنسابهم، وأمثالهم.
• لا تظهر المتربي بمظهر المتخلّف عن واقعه ومجتمعه انطلاقاً من كونه ذو اهتمام شرعيّ متخصّص فحسب، لأنه عندئذ لن يكون قادراً على أن يتقدم بهم إلى الأمام.
• عزّز في قلب المتربي روح الرّحمة لهذا المجتمع، لا روح السخط والعداء.. وعلّمْه أنّ الرحمة لا تعني التغاضي عن خطأ المذنب، وإنما كَفُّه، وتخليصه منه، ومن ثم التفاعل الإيجابي معه.
• أهّل المتربي لحياة ماديّة جيّدة.. فالقصور الماديّ الشديد يشعر المتربي بشيء من القصور الاجتماعي.. فإنْ سَلِمَ هو من ذلك، فربما لم يسلم من نظرة الآخرين تجاهه!.. فإنْ سَلِمَ من هذه وتلك، فإن دائرة تأثيره ربما بقيت قاصرة لانشغاله بلقمة عيشه، أو لضيق يده عن ترجمة كثير من قناعاته مع من حوله!.
• انزل المتربي من برجه العاجي، ورسّخ في نفسه: أنّ الناس يتقبّلون من يشعرون أنّه يحيا حياتهم، وليس ممن هو قادم عليهم من كوكب آخر!.
• حتّى تكون متوازناً في تربيتك، وناجحاً في تأهيلك للمتربي لكفاءة اجتماعية مناسبة، فلا بد بالإضافة لما تقوم به من تهذيب سلوكه وشخصيته.. لا بد أن تربّيه اجتماعياً، من خلال توعيته بفنون التعامل البيتي، عندما يكون أباً، أو زوجاً، وتزويده كذلك بمهارات الاستهلاك، بل وحتى بعض المهارات المهنية المنزلية الضرورية!.
• أنت بالتّأكيد لم تفهم من مطالبتك بالتأهيل الاجتماعي للمتربي أن تقوم بإلقاء درس عليه في فنون الطبخ، أو كيفية تغيير عجلة سيارته، أو كيفية الشراء من السوق، أو إنهاء معاملة حكومية؟! ولكن: ألا توافقني أنّ إهمال المتربي في هذه الجوانب، وعزله عنها، من خلال عدم إقحامه فيها، بدعوى أنها توافه، وأن هناك ما هو أهم منها، قد تشكّل مشكلة له فيما بعد؟! وقديماً قيل: ليست الكوارث، وعظائم الأمور إلا أشياء تافهة أُهملت!.
• يحتاج المربي الناجح إلى القدرة على إقناع الطرف الآخر، وليس على إرغامه.
•  لا تظن أنّ مهمّتك تنتهي بمجرد إلقاء ما عندك على أذن المتربي.. ذلك أنّه من السهل قيادة الحصان إلى النبع.. ولكن من الصعب إجباره على أن يشرب منه!.
• قد يخيف القلب القاسي المتربين، ويجعل منهم طائعين مطأطئين، ولو لم يكونوا مقتنعين!.. ولكني لا أظنك تقبل العمل مع العبيد من أجل خدمة هدف مقدس؟
• اقنع المتربي بكل ما تريده، أو تطلبه منه.. وعندما ترى أنّه من الأفضل أن لا تظهر له حكمة ما تريده منه.. فأقنعه كذلك بهذا الأمر! فالتوجيهات غير المبررة تقتل المتربي، ولا تنميه.
• إنّ خير وسيلة لإقناع المتربي هي نثر التجارب أمامه، وهو أسلوب قرآني فريد.. واحرص قدر المستطاع أن تكون تلك التجارب والقصص قريبة العهد، فاقتراب زمن الحدث أحد المؤثرات المهمّة في عملية الإقناع.
• اعترف بعقل المتربي؛ وإيّاك أن تلغيه من خلال المبالغة منك في طلب التسليم غير المبرر لما تريد لمجرد أنك أوفر منه عقلاً، وأكثر منه تجربة.. لأنّك إنْ عاملته كذلك، فمن أين سيأتيه العقل الراجح، والتجربة الثرية؟!.
• اقنع المتربي، ولو كانت فكرتك غير محسومة الصواب، وإيّاك أن ترغمه ولو كانت فكرتك صائبة.. ذلك أن خطأ إرغام المتربي - ولو على الصواب - قد يكون أكبر من خطأ إقناعه بفعلٍ ما، ولو كان خاطئاً.
• لا يمكن أن تصنع مبدعاً، أو صاحب همّة من شخص مهزوز القناعة بما تريده منه.
• قد تكون مُفحماً جيداً، ولكن هذا لا يعني أنك مقنع جيد! ذلك أنّ هناك فرق كبير بين الإقناع، وبين الإفحام؛ إلا أنّ المشكلة أنّ الكثير ممن يمارسون الإفحام إنما يظنون أنهم يمارسون الإقناع!.
• استفد من الأشياء المادية المحسوسة لتقريب الفكرة النظرية التي تريد المتربي أن يقتنع بها.  إنّ تخيير الفتاة مثلاً بين قطعتين من الحلوى، إحداهما مغلّفة والأخرى مكشوفة.. ثم اختيارها الفطري للمغلفة، أجدى أثراً في إقناعها عن مائة موعظة تسمعها عن الفضيلة، والحجاب.
• لا بد أن تكون مقتنعاً تماماً بما تريد أن تقنع به الآخرين، فالأفكار المهزوزة في نفوس أصحابها، لا يمكن أن تكون ثابتة في نفوس الآخرين، ذلك أن وراء كل فكرة قوية قناعات حارة آمنت بها، وربما ضحّت من أجلها.
• لا يقتنع الآخرون لأن صوتك أعلى، أو مقامك أكبر، أو نبرتك أشدّ، وأحدّ..وإنما لأن حجّتك أقوى، وأجلى.
• إيّاك أن تستخدم مهاراتك الكلامية في إقناع الآخر بخلاف الصواب لمجرد أنك تريد أن تخرج من موقف محرج، أو مناقشة ساخنة، إنّك إن فعلت ذلك فربما أخرجت نفسك من ذلك الموقف، ولكن بعد أن تكون فقدت مقام التربية في عين من تربيه..
•  أسلوب غير رفيع قد يقع فيه بعض من يتصورون التربية.. وهو أشبه ما يسمى بـ ( ليّ الذراع ) حيث يستخدم هؤلاء إحسانهم إلى المتربي كورقة ضغط على قناعات، وقرارات، ومواقف من يربونهم!؟
• إيّاك أن تُعمي المتربي عن رؤية أيّ شيء إلا من خلال رؤيتك أنت له، لأنّك بذلك إنّما تعلّمه كيف يكون أعمى؟!.
• تذكّر أنّ المتربي ليس قطعة أثاث خاصة بك.. وسّع دائرة علاقاته، وإيّاك أن تمارس حجراً فكرياً قد يكون أول المتضررين منه.
• لا بد للمتربي أن يشعر بمرجعيته لك، ولكن لا تجعل من نفسك الميزان الذي يجب أن يزن المتربي من خلاله كل أقواله، وأعماله.
• في بعض الأحيان لا بأس من إغضاء الطرف عن بعض اجتهاداتك التي ترجّح صحتها.. أعط نفسك، وغيرك فرصة لالتقاط الهواء.


• الاعتراف بالخطأ، وفتح الحوار، وإقناع المتربي، والمراجعة.. هي بمثابة الكوابح، والفرامل لأخطائك التربوية مع المتربي.. ولو بعد حين.

• عندما تتجاوز بالمتربي مرحلة التقدير لك، إلى مرحلة التعظيم.. فإنك - وبغضّ النظر عن السلبيات النفسية عليه - تؤسس قواعد متينة لقبول كل أخطائك معه، دون نظر، أو مراجعة.
• قبل أن تفكّر في علاج أثار أخطائك مع المتربي.. احرص على أن لا تقع في الخطأ ابتداءاً - قدر الطاقة - من خلال بعض الوسائل والتي من أهمها أن تشرك أكثر من مربي في سيرك مع المتربي.
• الاعتراف بالخطأ محمدة، ولكن عندما يتكرّر ذلك بكثرة، ينقلب إلى منقصة تدل على قصورك فيما يتكرر خطؤك فيه، واعتذارك منه
• لا تملأ أذن، وعين، وقلب المتربي بالحديث عن شئونك الشخصية، وما تعتاد أن تفعله، وما تحب وما تكره، وكيف تقود سيارتك؟ وكيف تنام، وتأكل، وتشرب؟ و... إنّك بذلك تعزّز في نفسه أن لا يرى في الوجود أحداً سواك، فكيف تريده بعد ذلك أن يتجنّب آثار أخطائك التربوية معه؟!.
• قد يقوم اثنان بتصحيح خطأ ما لشخص ما.. إلا أنه يتقبّل من الأول دون الآخر!.. ذلك أنّ الأول يُخَطِّئُ الفعل.. بينما يتعدّاه الثاني إلى الفاعل.
• مهما كانت أخطاء من تربّيه كثيرة فلابد أن تبحث عن محاسنه وتبرزها، وإلا تحولت في نظره إلى مصدر إزعاج، وتوبيخ، لا مصدر تربّيه، وتوجيه.
• لا تجعل المتربي يجهد في محاولته تخليص نفسه من الخطأ. قم أنت بذلك.. وستجد صدراً مفتوحاً لك، ولتوجيهاتك.
• إيّاك أن تقع وأنت تصحح خطأ المتربي في خطأ آخر (كسوء الأسلوب، أو المبالغة، أو عدم التفريق بين الخطأ وصاحبه، أوغير ذلك) لأنه حينئذ سوف ينسى خطأه، ولا يذكر إلا خطأك.
• ليست مهمّتك أن تشير بإصبعك دائماً نحو الخطأ. وإنّما أن تَمُدَّ يدك للمتربي لتعينه على الخروج من الخطأ.. فمهمّة الطبيب أن يعالج الحُمّى؛ لا أن يهجوها.  وهذا أحد الفروق الهامة بين المربي والشرطي.
• قد تقوم بتصحيح خطأ ما عند المتربي.. ولكن من خلال إشعاره بأنك تطوّر صواباً.. أو بعد أن تكون قد انطلقت من شيء من الصواب لديه، لتصحّح شيئاً من الخطأ عنده.. وهنا سوف يذهب حرَّ هذا بردُ ذاك " نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللَّهِ لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنْ اللَّيْلِ " متفق عليه .
• قبل أن تقوم بتصحيح خطأ ما عند المتربي. احرص على أن تعالج الأسباب الدافعة لهذا الخطأ.. فالمربي اللبيب لا ينشغل بتبديد الدخان عن إطفاء الحريق.
• لا تنس مهمّتك.. فأنت مربٍّ.. والمربي يهتم بتصحيح الخطأ.. لا بإثباته.. فكم ستكون رائعاً عندما تستطيع أن تطوّر من حال المتربي إيمانياً - على سبيل المثال - دون أن تشعره بأنه المقصّر، المذنب، العاصي، الغافل. لا تكن من أولئك الذين ينسون وظيفتهم، فيحرصون على إثبات الخطأ، لا على تصحيحه.
• ربما احتجت في تصحيحك للخطأ إلى المواجهة المباشرة.. لا بأس بذلك.. ولكن تذكر أن هذه الخطوة قد تكون في كثير من الأحيان من الخطوات الأخيرة.. فالتعريض، والتعميم، والإشارة، وصمت المغضب، والدعابة.. كلها أدوات من الممكن البدء بها قبل المكاشفة، والمصارحة.
• عندما تكون مربياً ناجحاً فأنك ستستثمر الأخطاء لدى المتربي وتجعلها مكاسب في تقويمك التربوي له.. ألا تذكر أنّ الكثير من النّقلات الكبرى في حياة الناس كانت نتيجة لخطأ أحسن الاستفادة منه بشكلٍ ما.
لا بأس أن تمارس في بعض الأحيان دور الغبي في اكتشاف أخطاء الآخرين؛ فالتنقيب عن أخطاء الآخرين بمهارة وذكاء، هو نوع من أنواع الغباء، بينما يكمن الذّكاء في التغابي عن هذه الأخطاء مع محاولة علاجها بهدوء، وخفية.
• لا تجعل هدفك مع المتربي تنمية قدرته على اتخاذ القرار فحسب، وإنما تنمية قدرته علىاتخذا القرار الصائب كذلك.
• إنها عملية وأد الشخصية عندماتقوم لتخاذ القرار علىالمتربي ، إياك أن تفعل وإنما انثر له رأيك فيما تراه صائباً ودع القرار له.
• يمارس بعض المربين إرهاب فكري يتعسر فيه على المتربي اتخاذ  قرار أو رأي مخالف للمربي هذه الممارسة قد ينظر إليها المربي على أنها تأثير محمود لاتخاذ القرار الصائب!
• ليس من المهم أن تجعل المتربي يتخذ القرار الصائب.. وإنما المهم أن نعلمه كيف يتخذ هذا القرار باستمرار ودون تأثيرات أخرى خارجية يغيب القرار الصائب بغيابها.. وكما قيل لا تهدني سمكة.. ولكن علمني كيف أصيد .
• عندما تريد أن تغرس في نفس المتربي القدرة على اتخاذ القرار.. فإنك تحتاج أن تغرس كذلك القدرة على تحمل ضريبة هذا القرار في حال خطئه أو حتى صوابه!!.. وإلا تحولت حياة المتربي إلى ندم مستمر .
• اغرس التوكل في قلب المتربي.. فالقدرة على اتخاذ القرار تحتاج إلى قدر من التوكل يكل عليه المتربي ما لا يستطيع تقديره مما يغيب عن البشر.
• تنمية اتخاذ القرار لا تعني إلغاء المشورة بل هي من عوامل نجاحها.. ولكن لا تجعل المتربي يدور في دائرة كبيرة من المشورات التي تشتت الفرد ولا تهديه.
• عزز في نفس المتربي الاستشارة.. ولكن عزز معها كذلك أن القرار في النهاية هو قراره هو وليس قرار من استشاره.
• قد تعجب عندما تعلم أنك عندما تحطم أو تلغي شخصية المتربي بقصد أو بدون قصد فإنك لم تشارك فقط في قتل القدرة على اتخاذ القرار في شخصيته فحسب، وإنما ساهمت كذلك في جعله يتخذ قرارات فاشلة كذلك فعدم اتخاذ القرار هو اتخاذ لقرار الفشل.
• لا تحمل القلم الأحمر، ثم تقوم بتصويب وتخطئة كل مواقف وقرارات المتربي، إنك بذلك ترتكب خطأ أكبر من خطأه هو في بعض قراراته.. لأنه في الحقيقة يرى أن قلمك الأحمر يشطب عقله وشخصيته لا آرائه وقراراته.
• قد يرشدك الكثيرون إلى جوانب عدّة، ووسائل كثيرة، لتنمية الجانب التعبديّ عند الآخرين.. ولكن تذكّر أنّك بشخصك، وقدوتك، ستبقى الوسيلة الأكبر، والأقوى بين تلك الوسائل.
• كما أنّك سوف تكون من خلال القدوة الحسنة من أكثر الوسائل إيجابية في المتربي، فإنّك بالمقابل ستكون بقدوتك السيئة من أكثرها سلبية على المتربي، مهما كانت وسائلك الأخرى حسنة.
• يزداد أثرك السلبيّ على المتربي.. كلما ازداد نصحك وتوجيهك له. وذلك بالطبع عندما تخلق من خلال تصرفاتك فجوة كبيرة بين ما تقول، وما تعمل.
• إيّاك أن تشعل عند المتربي فتيل الإيمان دون أن تحميه من الانطفاء بزجاج العلم، والتربية، والإدراك. ولكن أيضاً: إياك أن تُمَلِّك زجاجة السراج تلك، دون أن تُمَلِّك السراج نفسه!.
• علِّق المتربي بالجنة والنار.. واجعلها حيّة في ذهنه.. تماماً كما يفعل الأب مع طفل صغير، ليرغَبه أو يرهّبه من أي شيء.. فالنّفس كما أنَّها تحتاج إلى رؤية الأهداف المرحليّة القريبة، إلا أنَّها ستبقى في أشد الحاجة إلى النظر إلى ذلك الهدف الأخير، والذي تصبّ كلّ الأهداف المرحلية فيه.
• ليست تلك الروحانية الانعزالية، هي ما تحتاج أن تغرسه في نفس المتربي.. وإنَّما تلك الروحانية الاجتماعية التي تغذيه، دون أن تعزله.
• عندما تظنّ أنَّك استكملت وسائل التنمية الروحية لدى المدعو، لمجرد أنك قمت بأداء أكبر قدر ممكن من الوسائل التربوية التي تصب في هذا الجانب، فإنك تكون على قدر كبير من الخطأ.. أُدْع الله أن يفتح قلب صاحبك، وتذكّر أن استنفاذ الوسائل الحسيّة، لا يعني تحقّق النتائج حتماً.
• لا تشارك في رسم أولويّات للمتربي عمليّاً من خلال اهتماماتك العمليّة، وأحاديثك الشخصيّة، ثم تطالبه بعد ذلك بأولويات أخرى نظرياً، لم تخدمها في نفسه عمليّاً.
• يجب ألا يغيب عن بالك أنَّ كلّ بناء فكريّ، أو علميّ، أو دعويّ لم يبن على أرض إيمانيّة صلبة.. فهو عرضة للانقضاض في أية لحظة، بل إنه كلّما علا البناء، دون وجود الأساس كلما كان السقوط مريعاً!.
• في كثير من الأحيان يُحقنُ المريضُ إبرةً في غير موضع الألم المباشر.. لأنها ستسير في دمه، لتعالج الموضع المقصود.. تذكّر ذلك.. فربما عالجت الضعف التعبديّ من خلال إبر عمليّة، لا تباشر الداء، كحسن الصلة، والقدوة، وترك الجدال، والتركيز على سِيَر العظماء.. ولكنّها أنجع دواء.
• لعلك تدرك معي خطورة إهمال الجانب الإيماني عندما تعلم: أنّ كل ما تزوّد به المتربي من معارف، ومهارات، وقدرات، قد تنقلب ضد أهدافك تماماً، عندما يفقد المربي قاعدته الإيمانية التي ينطلق منها.. فيوظّفها لأهدافه الشخصية.. إنّك في الحقيقية قد ربّيْت عدوّاً لك، ولمبادئك، دون أن تشعر!.
وليد الرفاعي

• إيّاك والتكلّف، وتأكّد أنّ الصورة التي سوف يتقبّلك المتربي عليها هي صورتك أنت، لا أي صورة أخرى، حتى وإن كانت أفضل من صورتك! لأنّك خير من يمثّل شخصّيتك.

• من المهمّ أن يشعر المتربي بالاهتمام نحوه. ولكن احذر من أن تجرّك المبالغة في ذلك إلى نتائج عكسية لما تريد. (مراجعة وتفقّد الطّير: سيد قطب 5/ 2638).

• تعامل مع المتربي باعتبار أنّك من الممكن أن تستفيد من شيء مما عنده. وهنا سوف تحقّق له أكبر فائدة منك، فالشعور بالعطاء من أبرز وسائل الأخذ، والاستفادة.

• اجعل من خفّة ظلّك، وحسن عشرتك بديلاً، ومتنفساً عمّا قد يجده المتربي منك من ثقل التكاليف.. أمّا إن شئت أن تجمع له بين ثقل التكاليف، وثقل النفس.. فإنّك قد لا تجد من تربيه حينئذ!.
• اجعل هدفك ماثلاً أمامك.. وإيّاك أن تجعل من الممارسات، والخلطة اليومية سبباً في تمييع هدفك، أو عدم جلائه، فيدخلك المتربي في الدائرة التي كنت تريد أن تخرجه منها!.
• لا أظنّك من أولئك الذين يظنون أن جدية المربي تقتضي عدم الضحك! كما أنّي لا أظنّك من أولئك الذي لا يعرفون الطريق إلى القلوب، إلا من خلال الضحك كذلك!.
• حتى تصل إلى هدفك بدقّة فلابدّ أن تُحَسّن بعض المهارات الكلامية عندك، وتطوعها لأهدافك، مثل: فن الحوار والإقناع، والإيحاء، والإصغاء، وما شابه ذلك
• كن لائقاً في مظهرك.. فالاهتمام بالجوهر لا يعني إهمال المظهر.. ذلك أن البعض قد يربط بين الأمرين.. وخاصّة في البدايات الأولى للعلاقة.
• قال جنديّ لضابطه وقت تخرّجه: ( إنني يا سيدي؛ لم أرَ ضابطاً يحسن التحدث مع الجندي مثلكم، كنتم تحدثونه وكأنه ضابط مثلكم! لقد رأيت كثيراً من الضباط يحاولون تقليدكم، فيتحدثون مع الجنود، وكأنهم قد غدوا جنوداً مثلهم! وهذا هو الخطأ بعينه! ).
• أظنّك توافقني أنّ العمل بفكرة واحدة من اقتراحات الآخرين أبلغ في تنمية المبادرة عند أحدهم من العشرات من كلمات الثناء، والإعجاب بأفكارهم، واقتراحاتهم فحسب.
• معادلة مستحيلة التحقّق تريد إيجادها؛ عندما تتتبع كل أفعال من تربيه، وآرائه، لتزيد عليها، أو تنقص، ثم بعد ذلك تطالبه بالمبادرة، والإبداع!.
• إنّ الصورة التي تشجّع المبادر على مبادرته.. هي صورتك وأنت مُحْتَفٍ بصوابه، متجاوزاً عن خطئه، وليست صورتك وأنت مُنَقّبٌ عن الخطأ، مُتَعَامٍ عن الصواب.
• من الصّعب عليّ أن أتصوّر مربيّاً يقتل روح المبادرة فيمن يربيهم عن طريق البحث عن أخطائهم باستمرار!. ولكنّي وللأسف أشاهد كثيراً ممن يقوم بنفس الدّور، عندما يحاول أن يُلَوِّح بالكمال، وبالصورة الأفضل لما يجب أن تكون عليه الأمور، متناسياً التّشجيع، والتّحفيز لما تمّ، وكان.
• قم بالثّناء الخالص على الماضي، ولو أحياناً، وبدون تعقيبات بـ (لكن) أو (لو)، وعندها ستكون ممن يخلق المبادرة، وينميها.
• كيف تريد من شخصٍ ما أن يقوم بمبادرةٍ ما، وأنت قد سددت عليه كل منافذ المبادرة من خلال تعليمات، أو أوامر صريحة، في أصغر تفصيلاتها لا تقبل روح الاجتهاد، أو الإبداع فيها، أو عليها.
• حتى تجني المبادرة ممن تربّيه.. ازرع الهمّ في قلوبهم.. فالذي يحمل همّاً لا ينتظر منْ يبدع له طرقاً، ووسائل تكون تفريغاً، وتعبيراً عن هذا الهمّ
• العقوبة القاسية على الاجتهاد الخاطئ، لا تقتل روح المبادرة فحسب، بل ربما قتلت شخصية ذلك المجتهد كذلك.
• لا يكفي أن توافق على صحة المبادرة التي عملت، وإنما ابتهج لها. أمّا عندما تكون المبادرة خاطئة خطأ غير فادح، فيكفيك ألا تثني، دون أن تحتاج إلى الذم!.
• من المهم أن تعامل الشخص على مقصده الحسن، لا على مبادرته الخاطئة، هذا إن لم يثبت عندك مقصده، ونيته السيئة.
• القدوة تعني أن تتمثّل ما تعتقد، وتقول.. لا أن تمثِّله! ذلك أنّه من أكبر المحاذير أن يتحوّل المربي إلى ممثّل.
• كما أنّك سوف تكون من خلال القدوة الحسنة من أكثر الوسائل إيجابية في المتربي، فإنّك بالمقابل ستكون بقدوتك السيئة من أكثرها سلبيّة عليه، مهما كانت وسائلك الأخرى حسنة.
• إن كنت ممن يقول دائماً ما لا يفعله، فسترى دوماً فيمن توجّهه ما لم تقله!.
• احذر أن تكون ممن يوبّخ نفسه.. فمن كان كلامه لا يوافق فعله، فإنما يوبّخ نفسه!
• وجّه من تربّيه بفعلك قبل أن توجهه بقولك، فالثّرثرة زبد الكلام، والفعل قطرة من ذهب.
• إنّ ساعة من التعاون والعمل المشترك بينك وبين المتربي، أبلغ في التأثير عليه من سيل منهمر من التوجيهات، والنصائح المجردة عن الاحتكاك، والتمازج.
• في أوقات الشدائد، وعند المحكّات، والاختبارات، لا يتذكّر المتربي ما سمعه منك، وإنما ما رآه!.
• لا تعرف "القدوة" مكاناً معيّناً تُمَارس فيه، لأنّها ليست وظيفة تقوم بها، وإنما مبادئ تنطلق منها.
• لا تلائم مهنة التربية "المتكلمين" الذين يعتقدون بأنّ توجيه المتربي تكفي فيه الأقوال، متناسين أنّ من يزرع الأقوال، لا يحصد إلا الأوهام!.
• يزداد أثرك السلبيّ على المتربي، كلما ازداد نصحك، وتوجيهك له، ولكن بالطبع بعدما تكون قد أنشأت من خلال تصرفاتك فجوة كبيرة بين ما تقوله، وما تقوم به.
• لا يمكن لرجل يخجل من مبادئه العليا، أن يكون مربيّاً ناجحاً، أو قائداً للرجال!.
• فرقٌ كبيرٌ بين من يكن للعمل أصلٌ في قلبه، فيظهره للإقتداء والتأسي.. وبين من يتكلف إنشاء العمل ابتداءاً، بحجة الإقتداء والتّأسي!.
• المرحليّة والتدرّج سمة من سمات المربي الرئيسة، والتي لا يمكن أن يكون مربيّاً إذا فقدها، وإنّما ربّما كان مصلحاً، أو مبلّغاً، أو آمراً بالمعروف، أو ناهياً عن المنكر فحسب.
• المربي الناجح ليس هو ذلك الذي يرسم الهدف الرائع... وإنّما من يستطع أن يطوّع جميع خطواته، وبرامجه، لخدمة ذلك الهدف الرائع.
• تذكّر أنّ توفير الماء، والهواء، والتربة، لا يكفي وحده لنموء النبتة، فالزّمن الطويل واحد من أهم تلك الوسائل، والذي تشتدُّ النبتة كلما طال، وتضعف كلما قصر.
• لا تحتاج السنبلة لأكثر من بضعة أيام لإنباتها، بينما تحتاج النخلة إلى بضع سنين، وبالمقابل لا تحتاج السنبلة لأكثر من هبّة ريح لكسرها، بينما قد تعجز الأعاصير عن كسر النخلة السامقة!.
• لا يطمعنّك النّبوغ، وشدة الإقبال، والتّقبّل عند المتربي لحرق المراحل، أو تجاوز بعض الجرعات معه.. ولكن لا بأس بالمقابل من إعطائه جرعة أكبر من أقرانه، دون إفراط، أو تفريط.. وعلى التوازن قامت الدنيا.
• لا تظن أن التربيّة فقط هي التي تبنى على المرحليّة والتدّرج! فالحياة كلها بُنيت على التدرّج، بدءاً من خلق السماوات والأرض في ستة أيام، ثم خلق الإنسان، ونمو جسمه، وعقله، إلى تنزيل الشرائع والأحكام، وكل ذلك كان بالإمكان خلقه بـ(كن) فيكون!.
• إيّاك أن تلقي كل ما عندك، ذلك أنّ  البِرْكَةَ الضحلةَ تُظهر كلَّ ما فيها، بينما يحول عمق البحر عن رؤية كل ما فيه!.
 • في بعض الأحيان لا تكتسب بعض الأشياء أثرها من قوة الضربة، وإنّما من تتابعها...حيث  يفعل الزمن ما لا تفعله القوة.. تماماً كما تنحت قطرات الماء المتتابعة في الصخر ما تعجز بحار الدنيا أن تصنعه فيها.

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:




شارك فى نشر الخير