عدد المشاهدات:
قال الله تعالى:
﴿
وَيَسْأَلُونَكَ
عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي﴾، [85، الإسراء].
هذه الآية الشريفة
أوضحت لنا أن الروح من حضرة الأمر الإلهي، وذلك لأن الأمر الإلهي أسرع من حركة
الطرف في الإنسان فكان للروح تصريف عجيب، وقوة هائلة لا تحد في سرعة الحركة،
فبينما تكون الروح في الهيكل الإنساني تدبره وتدير شئونه فإذا بها في الوقت نفسه
تسبح بقوتها في عالم الملكوت الأعلى، وبينما هي كذلك إذ تشرف بلطافتها على غيوب
الأقدار الإلهية، وأسرار العلوم الربانية، ولا عجب في ذلك إذ أنها نفخة الحق تبارك وتعالى في هيكل الإنسان،
وبناء على ذلك فإن الروح إذا مست جمادًا حركته، وإذا اتصلت بميت أحيته، وفي أثناء
النوم تكون الروح مرتبطة بالجسم برباط ضعيف مثل الشعرة، وذلك لأنها تفرغت من تدبير
معظم الحركة في جسم الإنسان، فتنطلق إلى الأفق الفسيح، والفضاء الواسع، لتشاهد من
عجائب صنع الله وغرائب قدرة الله، وقد تتصل بِمُشَاكِلِهًا من عالم الروح في أقطار
السموات أو في البرزخ.
وعند الاستيقاظ تعود
الروح بكل طاقاتها إلى الجسم فيقول الإنسان: الحمد لله الذي أحياني بعد ما أماتني
وإليه النشور، شاكرًا لله فضله، وإنعامه عليه بإعادة الروح إلى جسمه مرة أخرى
ليستأنف حياته ونشاطه وحركته من جديد، قال الله تعالى:
﴿وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا
جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُّسَمًّى
ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾، [60، الأنعام].
منقول من كتاب بريد الى القلوب
لفضيلة العارف بالله الشيخ محمد على سلامة
مدير اوقاف بورسعيد سابقا