عدد المشاهدات:
السؤال الحادى والستون: إننا
نرى الكفرة والمشركين لا يعرفون التحصن من الشيطان ولم يضرهم الشيطان بشيء. فما هو
السر فى ذلك؟.
الجواب:
إن الكفرة والمشركين هم شياطين الجن
وبذلك صار بينهم اتفاق على الكفر والضلال وقليلاً ما نرى الجن يصيبهم إلا إذا آذوه أو اعتدوا عليه لأن طبيعة الجن لا
تتغير حتى مع رفقائه من شياطين الإنس إلا انه لا يتعامل معهم مثل معاملته للمؤمنين
وقد بين الله تعالى أن شياطين الإنس والجن يتعاونون مع بعضهم على الشر والإثم
والعدوان فقال عز شانه: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ
وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا﴾. [112،الأنعام].
وتلك العداوة التي قامت بينهم وبين الأنبياء
صلوات الله عليهم أجمعين قد قامت كذلك بينهم – لعنهم الله – وبين المؤمنين أتباع
الأنبياء وورثتهم والمحافظين على عهدهم وهذه سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلاً
حتى يستمر جهاد المؤمنين لأولئك الشياطين على طول الزمان ويكتب الله للمؤمنين شرف
الجهاد الدائم وأجره وثوابه.
هذا مع ملاحظة أن الله سبحانه وتعالى
يعلم غدر شياطين الجن وخيانتهم لبنى آدم عمومًا المسلم منهم والكافر، فأمر الله
الملائكة بحراسة الإنسان من خيانة الشياطين وغدرهم به حيث قال الله تعالى : ﴿ لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن
بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ
اللّهِ﴾. [11،الرعد].
ولو علم الكفار بعناية الله بهم وقرأوا
هذه الآية وأدركوا معانيها، وكيف أن الله يحفظهم بالملائكة من شر الجن ولولا ذلك
لتخطفهم الجن وأهلكوهم عن آخرهم في لحظات قليلة.
ولو أن المشركين والكفار علموا بذلك لآمنوا
فورًا بالله ورسله، ولم يتأخروا لحظة واحدة، وهذه الآية الشريفة من الإعجاز القرآني
بمكان لأن قوة الجن غيبية ولا يقدر بنوا الإنسان على حربه ولو اجتمعوا لذلك وكان
بعضهم لبعض ظهيرًا، ولكن الله ردهم عن الإنسان ودفعهم عنه بملائكته ، وهم جند من جنود
الله الغيبية القوية فسبحان من بيده الملك والملكوت، وسبحان ذي العزة والجبروت،
وسبحان ذي القدرة والعظموت، لا نحصي ثناء عليه كما أثنى هو على نفسه، له الحمد فى
الأولى والآخرة وله الحكم وإليه المرجع والمصير، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى
اله وصحبه وسلم.