آخر الأخبار
موضوعات

الأربعاء، 21 فبراير 2018

السؤال الثاني والعشرون: هل الجن أعلم من بني آدم في الفنون والعلوم الكونية؟.

عدد المشاهدات:

السؤال الثاني والعشرون: هل الجن أعلم من بني آدم في الفنون والعلوم الكونية؟.
الجواب:
إن العلم كله ينحصر فى العلم كله، لكل نوع من انواع الكائنات علمهم، الذي به قوام حياتهم، وإن الاختراع وليد الحاجة، فإذا احتاج الكائن الحي لشيء، أخذ يفكر في كيفية الحصول على هذا الشيء، والجن قد يعلم بحاجات كثيرة، لا علم للإنسان بها، لأن الإنسان لا حاجة له فى العلم بها، حتى يبحث عنها، ولكن الإنسان هو أكمل الأنواع العاقلة علما، ودليل ذلك ان آدم عليه السلام أمره الله سبحانه وتعالى أن يعلم الملائكة وهم أفضل من الجن وأرقى منه فقال جل شأنه: ﴿ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ﴾. [33،البقرة]. وذلك بعد أن عجز الملائكة عن معرفة أسماء ما عرض عليهم من أشياء، وبناءً على ذلك فالإنسان أعلم من الجن بالفنون والعلوم المادية لأن الإنسان هو الذي أمره الله بعمارة الدنيا لشدة حاجته إليها، من المأكل والمشرب والملبس والمسكن والانتقال والتعامل مع غيره من بنى جنسه والكائنات من حوله، والدفاع عن نفسه والتعلم والزواج وغير ذلك بخلاف الجن، فإنه يعيش عالة على الإنسان في كثير من حاجاته، كما مرت الاشارة الية فى هذا السفر ولأن الجن بسيط فى تكوينه، والإنسان مكون من جميع عناصر الوجود من الماء والهواء والتراب والنار ومن الروح، وإن كبر المبنى يدل على عظم المعنى، ولما وصف الله عمل الجن المسخرين لسيدنا سليمان عليه السلام بين الله ذلك بقوله : ﴿يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاء مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ﴾. [13،سبأ]. فكان سيدنا سليمان يأمرهم بعمل أشياء يرسمها لهم ويحددها لهم، هذا هو العلم الذى تميز به الإنسان عن الجن، والجن لم يزد كونه عمالاً ينفذون المخطط الذى وضعه لهم عليه السلام، وقد ظهر من ذلك أن علمهم وفنهم يقصر عن الإنسان بكثير جدًا هذا وإن كبار العارفين رضى الله عنهم، كان لهم حكم على من يعتدى على الجن، وكان الجن يطيع أمرهم وقد رأيت منهم رجالاً لا يستطيع الجن مخالفتهم، لأن الله جعل لهم سلطاناً يقهرون به المعتدين من الجن على بني الإنسان. هذا النوع من الرجال اصبح نادرًا في هذا الوقت لأن صلتهم بالله عزَّ وجلَّ أخافت منهم السباع الكاسرة، والشياطين المتمردة، والظُّلام والجبابرة، مصدقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: {من خاف الله أخاف الله منه كل شيء ومن لم يخف الله أخافه الله من كل شيء}. [رواه أبو الشيخ عن أبي أمامة].
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:




شارك فى نشر الخير