آخر الأخبار
موضوعات

الاثنين، 12 فبراير 2018

- من أَكمل آداب الصحابة والتابعين فى طلب العلم

عدد المشاهدات:
 من أَكمل آداب الصحابة والتابعين فى طلب العلم
إذا كان المؤمن يروى العلم عن رجل ، ولم يكن فقيه القلب ، ورأى رجلا عالما آخر أفقه منه قلبا – ولو كان قليل العلم ، أو كان أصغر سنا وشهرة - : فعلى الأَخ المؤمن الذي يروى العلم عن الرجل : أَن يسرع إلى هذا العالم فينتفع منه ، ويترك التعصب لمن يروى عنه العلم ، لأن ذلك من سنة السلف الصالح. كان سيدنا عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما – يجلس على باب سيدنا سلمان الفارسي – رضي الله عنه – خاشعا ينتظر خروجه ليسأله . وكان أَمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – يرجع إلى رأى ابن عباس – وهو أَصغر الصحابة سنا. ودخل أَحد أَصحاب رسول الله  البصرة ، فقال أصحاب الحسن البصري : هلم تسمع كلام رسول الله  من صاحب رسول الله  فتوجه معهم الحسن البصري حتى وصلوا إلى الصحابي – رضي الله عنه – فقال الحسن : أَسمعنا يا صاحب رسول الله كلام رسول الله ، فحدثهم ثلاثة عشر حديثا ، فقال له الحسن : اشرح لنا كلام رسول الله يا صاحب رسول الله ، فقال الصحابي : إنما أنا حامل علم ، فقال له الحسن : أَتسمع منى ؟ قال : قل يا بنى ، فابتدأ يروى له الحديث ويبين ما فيه من الفقه ، وكان الصحابي – رضي الله عنه – جالسا على وسادة ، فنزل عنها وجلس على الأَرض بين يدي الحسن ، ونظر إلى أَهل البصرة وقال : عجبا لكم بين ظهرانيكم هذا وتقصدونني ! ولما دخل محمد بن إدريس الشافعي –رضي الله عنه- مدينة بغداد يطلب العلم ، بعد أن سمع الموطأ من مالك بن أَنس –رضي الله عنه - لقيه أحمد بن حنبل – رضي الله عنه – فعلم ما منحه الله تعالى من الفقه والنور ، فكان يركب الشافعي على دابته ويمشى في جواره ، فكان إِخوانه يقابلونه متعجبين منه ، ويقولون : يا ابن حنبل تترك سماع الحديث بالسند الأَعلى ، وتسمعه بالسند البعيد ، لأن ابن حنبل كان يتلقى مع إِخوانه عن العلماء الذين هم في طبقة مالك – رضي الله عنه - ، وفوق طبقته من الرواية ، فإن أَعلى سند لمالك – رضي الله عنه وأَرضاه : هو "مالك عن نافع مولى بن عمر عن سيدنا عبد الله بن عمر – رضي الله عنه – عن رسول الله  ، فيكون سند الإِمام الشافعي –رضي الله عنه- بالنسبة للرجال الذين يتلقى عنهم الإمام ابن حنبل سندا بعيدا ، فكان ابن حنبل يقول لإخوانه الذين يتعجبون من خدمته للشافعي : "لا تتعجبوا فإني إِذا فاتني تلقى الحديث بالسند العالي القريب : أَتلقاه بالسند البعيد ، وإِن فاتني فقه هذا الفتى : لم أَنله من غيره" ، وهكذا كان العلماء – رضوان الله تعالى عليهم – إِذا بلغهم أن الله قد منح الفقه لمن هو دونهم ، هاجروا إليه ، وتلقوا عنه متواضعين رغبة في رضوان الله تعالى. ومن علم أن الله قد منح الفقه لعبد من عبيده – وإن كان أقل شهرة ، وأَجهل نسبا ، وأصغر سنا ، بل ولم يُمنح الوسعة في علوم اللسان .. فإن الفقه علم من علوم القلوب لا علوم الألسنة .. ولم يبادر إليه ليتفقه على يديه ، ويتواضع لله في ذاته – ولو كان من أَكبر العلماءَ – فقد فاته خير كثير ، وحُرم أَسرار الحي القيوم . هذه سنة السلف الصالح ، وعادة الأَتقياءَ البررة.
اين نحن الان
....................................
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:




شارك فى نشر الخير