عدد المشاهدات:
السؤال الثالث والعشرون: هل
درجة علم الجن بالشريعة الاسلامية مثل درجة علم الانسان بها؟
الجواب:
إن الإنسان أسبق إلى العلوم الدينية
باعتبار أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قد بلغ الرسالة لهم أولاً قبل الجن،
وبقدر هذا السبق فى الزمن بقدر ما بينهم من تفاوت فى درجات العلم بالدين.
وإن الجن المؤمن قد أخذ من الشريعة
الاسلامية الأمور المتعلقة بعباداته ومعاملاته التى تتلاءم مع ظروفه وفطرته وحياته،
وأن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها، وذلك لأن معاملاته مع بني جنسه غير معاملات
الانسان مع بقية اخوانه.
وإن الإنسان الذي جعله الله شيخًا أو أستاذًا
للملائكة هو كذلك بالنسبة إلى الجن وأزيد.
فإن الجن يتعلم من مشايخ المسلمين
وائمتهم الكثير والكثير من أمور دينه.
وقد أخبرني بعض العارفين أنهم كانوا
يشاهدون عالم الجن وهم يصلون خلفهم الصلوات المكتوبة وخاصة فى خلوتهم ومساجدهم
الخاصة، فالإمام دائما أعلم بدين الله من المأموم وأفضل منه.
ولم نسمع أن إنسانا صلى خلف أحد من رجال
الجن.
مع ملاحظة أن الجن تلقى الإيمان والإسلام وفرائض
الدين عن سيدنا رسول الله صلى
الله عليه وسلم وتشرف بصحبته، كما ورد فى القرآن الكريم فى قوله تعالى: ﴿وَإِذْ صَرَفْنَا
إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ
قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ﴾. [29،الأحقاف]. إلى آخر الآيات التي تدل على تشرف الجن بصحبة رسول الله
صلى الله عليه وسلم فإن صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو لحظة فى عمر الكائن العاقل إنْسِيًّا كان م
جنيًّا أم ملكًا مقربًا نعمةٌ لا تَعْدِلهَا أي نعمة أخرى من نعم الدنيا كلها لأن
لحظة واحدة بين يديه صلى
الله عليه وسلم خير
من عبادة سبعين سنة، وهذا المعنى قد ورد فى بعض الآثار فإن نظرة منه صلى الله عليه وسلم للمُؤْمِن
ترفعه إلى الدرجات العالية، وتجعله في مصاف المقربين، اللهم عطف علينا قلبه الرحيم
إنك يا مولانا مجيب الدعاء وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.