عدد المشاهدات:
السؤال السادس والخمسون: إن
كان الشيطان لا يعلم ما في نفس الإنسان فكيف يسايره ويعينه على هواه؟.
الجواب:
إن هوى النفس هو ميلها إلى الشهوات
واللذات والأطماع والأماني واللهو واللعب وغير ذلك من المساوئ والمفاسد، وإن هذا
الهوى هو من دسائس الشيطان ووساوسه، وهو من إغواء الشيطان وإغرائه، وهو من تزيين
الشيطان وألاعيبه التي يخدع بها المسلم. وإن النفس في الحقيقة هي بنت الشيطان، وعن
طريقها يتم ما يريده الشيطان فلا غرابة إذن من دفع الشيطان للإنسان ومسايرته له فى
تحقيق هواه وميوله الباطلة، وإن الهوى أخو العمى، وقد يستبد الهوى بصاحبه فيتخذه إلها
من دون الله ولا حول ولا قوة الا بالله، قال الله تعالى: ﴿أَفَرَأَيْتَ
مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى
سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن
بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾. [23،الجاثية].
وهنا إشارة يجب الالتفات إليها وهو أن
المؤمنين لا تصل وسوسة الشيطان إلى قلوبهم، ولكنها تكون فى دائرة الصدور فقط قال
الله تعالى : ﴿مِن شَرِّ
الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ﴾. [4-5،الناس] وهذا
من فضل الله على المؤمنين فإنه سبحانه وتعالى
جعل قلوبهم منطقة محرمة على الشيطان، وأن الصدر دائرة فوق القلب كغلاف بالنسبة له،
ومن هنا كان المؤمن دائمًا يطرد هذه الوسوسة بمجرد وقوعها من الشيطان لعنه الله،
ولذلك يقول الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ
الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ﴾. [201،الأعراف].
فيدفع
المؤمن الشيطان بالاستعاذة منه كما قال تعالى: ﴿وَإِمَّا
يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ
السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾. [36،فصلت].
والنزغات الشيطانية هو مكره وكيده
وشباكه التى ينصبها ليوقع المؤمنين فى المحرمات والشبهات.