عدد المشاهدات:
السؤال الثانى عشر: ما معنى
قول الله تعالى: ﴿وَأَنَّهُ
كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ
رَهَقًا﴾. [6،الجن].
الجواب:
هذه الآية الشريفة من آيات سورة الجن
التي أنزلها الله على رسوله صلى الله علية وسلم
يبين فيها أحوال الجن وإسلامهم وإيمانهم بالقرآن المجيد وبرسول الله عليه السلام.
وقد أوضحت هذه الآية أن هناك رجالاً من
الإنس يلجأون إلى رجال من الجن ويتحصنون بهم ضد باقى الجن، ويتعوذون بهم من شرورهم
وأذاهم، وكانوا يقولون إذا نزلوا بواد أو بمكان قفر: (يا سيد هذا الوادى نعوذ بك من
شر ما فيه)، وكانوا يستأذنونه في النزول إلى جواره والاحتماء به من جن هذا المكان
وشياطينه وسباعه وآفاته، وهذا العمل لا يسوغ عقلا ولا يجوز شرعا، لأن فصائل الجن
لا تترك ابناء جنسها، وتقف بجانب الإنسان، وهو من غير جنسهم، وبينه وبينهم عداوة
قديمة من قديم الزمن. من لحظة أن سخر إبليس لعنه الله من أبينا آدم عليه السلام، وأغواه
وأخرجه من الجنة، ولذلك يقرر القرآن هذه الحقيقة، ويبين أن الجن ما زال يضحك على
الناس الذين يلجأون اليه. ويتحصنون به من إخوانهم الجن، وأنه لم يقف بجوارهم ولم ينصرهم
عليهم ولم يحرسهم من شرهم، ولكنه زاد هؤلاء العائذين به رهقًا ونصبًا وعناءً شديدًا،
زيادة على ما هم فيه من المخاوف والكروب.
كما أنه لا يجوز أن يستعين مسلم بكافر
على محاربة الكفار، لأن هذا الكافر سرعان ما يتغير ويكون شرًا على هذا المسلم،
وينقلب عليه لأن الكفر ملة واحدة، فإن هذا الأسلوب شاذ ومحرم.
لكن يجوز أن يستعين المسلم بالكافر في
قضاء حوائجه ومصالحه الدنيوية.
وإنني أرجو أن ينتبه إخواني المسلمين إلى
هذه الأحكام فإنها دقيقة وحساسة وغاية فى الأهمية، فكم من المسلمين يخلطون بينها،
ولا يستبينون الحق من الباطل فيها، ولا الخير من الشر منها وذلك لعدم طلبهم العلم
النافع، وان أول شيء يسأل عنه المسلم يوم القيامة هو العلم: فيقول له هل تعلمت أم
لا؟.
والحمد لله قد انتشر العلماء بين أظهرنا،
ولم يكن هناك حجة لجاهل أو غير متعلم، اللهم ارزقنا العلم النافع، والعمل به يا رب
العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.