عدد المشاهدات:
0
🌻 بشرى التقرب لله بالفرائض وأولها الصلاة 🌻
*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*
وهنا نتحدث عن بشريات جاءت فى العبادات ... وأول البشريات هى بشرى المحافظة على الفرائض! ...
فبشريات العبادات جمالها أننا كلنا نؤدى العبادات، ولكن لكثرة التكرار قد يضيع منَّا روحها، أو ينفلت منَّا عيار إتقانها، فتتحول لعادات ... فنظنُّ أنها لا تبلِّغ الغاية، ولا تصل بنا للنهاية، فيزداد منا الإهمال، ونقع فى الأوحال!!
إن الله تعالى لم يفرض الفرائض إلَّا لأنها أتمُّ سبل النجاة التى أوجبها على نفسه لعباده! ويعلم أن كلهم يستطيعونها، ففرضها عليهم ليربطهم به، صلة لهم وحماية ونجاة، لا حاجة إليهم حاشاه!!! فإن أكملوها حقق لهم ما أوجبه على نفسه لهم ففازوا.
وبعد أن تشوقنا ... فإلى البشرى العظيمة، قال المصطفى صلى الله عليه وسلم رواية عن ربِّ العزَّة: { مَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ الْعَبْدُ بِمِثْلِ إِدَاءِ فَرِيضَتِي } (1)
وفى الحديث روايات عديدة وكلها تقود لنفس المعنى، وهو أن أفضل ما يتقرب به العبد إلى الله أداء الفريضة!!! ( أداء فريضتى)، أى ما افترضته أنا عليه .. لا ما فرضه أحدكم بنفسه على نفسه! … انتبهوا للإشارة!
ولذا فاستمعوا لتلك البشرى المكملة عملياً لهذا الحديث ... وهى تطبيقه العملى، وذلك فى واقعة دارت بين الصحابة وبعضهم، واحتكموا فيها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا أظنُّ أن الكثيرين منكم قرؤها!. وتبصروا فى بشرى فحواها! .. وتحذير مبناها لكل من يستخف بالمحافظين على الفرائض، لأنه يظنُّ أن القرب بالتشدِّد وإجبار الناس على الإكثار من الصلاة أو الصيام أو الصدقات أو غيرها ... اسمعوا واعوا:
{ مرّ رجل بقوم فقال رجل منهم: إني لأُبغض هذا لله، فقال القوم: والله لا يترك لها، اذهب يا فلان! فبلّغه، قال: فقال له الذى قال، فذهب الرجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن فلاناً يزعم أنه يبغضني في الله، فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: علام تبغض هذا؟
🌸 قال، هو لي جار وأنا أعلم شيء به وأخبر شيء به، والله ما رأيته صلى صلاة قط إلاّ هذه الصلاة المكتوبة التي يصليها البرُّ والفاجر. قال: سله يا رسول الله، هل رآني أخرتها عن وقتها؟، أو أسأت في وضوئها؟، أو ركوعها أو سجودها؟ قال: لا.
🌼 قال: ولا رأيته صام يوماً قط إلاّ هذا الشهر الذي يصومه البرُّ والفاجر، قال: سله يا رسول الله، هل رآني أفطرت منه يوما؟ً أو استخففت بحقه؟ قال: لا.
🌻 قال: ولا رأيته تصدق بشيء قط إلاّ هذه الزكاة التي يؤديها البر والفاجر، قال: سله يا رسول الله، هل كتمتها أو أخرتها ؟ ـ أو قال: منعتها؟ - قال: لا.
🌳 فقال رسول الله: دعه فلعله أن يكون خيراً منك }(2).
--------------------------------------------------------------------------------
(1) ابن السني عن ميمُونَةَ رضى الله عنها، جامع المسانيد والمراسيل وللحديث بقية فى فضل النوافل وسنتناولها فى بشرى فضل النوافل إن شاء الله.
(2)عبد الرزاق عن معمر عن الزهري، مصنف عبد الرزاق الصنعاني.
--------------------------------------------------------------------
منقول من كتاب: (بشائر الفضل الإلهى) لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد