عدد المشاهدات:
السؤال السابع والأربعون:
نرجو إفادتنا عن كيفية تلبيس الشيطان على المسلم وكيفية التخلص منه و في أي مقام
لا يقدر الشيطان على المؤمن؟.
الجواب:
إن الشيطان لعنه الله له طرق كثيرة لإغراء
المسلم، وذلك بأن يحسن له المعاصى ويزين له الشهوات حتى يوقعه فى معصيه الله
ورسوله، فإذا كان المسلم يقظا ومتنبها لخداعه ودحره على عقبيه دخل عليه الشيطان من
ناحية أخرى وهى تلبيس الأمور عليه وخلط الباطل بالحق ويفتح على المسلم باب الشبهات،
ويجره إليها ثم يدخل عليه من باب حب السمعة والشهرة والظهور فيقع المؤمن فى الرياء
والنفاق العملي، ويقع المؤمن في العُجْبِ والفخر والركون إلى جاهه وماله وعلمه
وسلطانه وغير ذلك من الأمور الفانية، ويحرمه من الإخلاص الذي هو روح الإيمان.
هذا وإن الشيطان لا يزال يتعرض للمؤمن
في جميع أطواره، فيدخل على العابد فيقول له من مثلك في الناس يعمل كذا وكذا من أنواع
العبادات التي تقوم بها من صلاة و صيام وذكر وتسبيح وتقديس وغير ذلك ويدخل على الزاهد
فيقول له من يستطيع أن يجاهد نفسه مثلك في ترك اللذات والطيبات والمتع التي أباحها
الله للناس ويدخل الشيطان كذلك على العالم فيقول له أنت اليوم ألقيت درسًا أبهر
السامعين وأخذ بمجامع قلوبهم فأين العلماء الذين يستطيعون هذا الأداء الرائع،
وكذلك فإن للشيطان مداخل يُلبس بها على السالكين بل على الواصلين، ولكنه لا يقدر أن
يدخل على المتمكنين لكمال يقينهم وقوة تمكينهم سر قوله الله تعالى: ﴿إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ﴾.
[42،الحجر].
ولقد قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم فى شأن سيدنا عمر رضى الله
عنه
:
{لو سلك عمر فجا لسلك الشيطان فجًا آخر}. [متفق عليه].
وذلك ليقظة سيدنا عمر وشدة مجاهدته للشيطان.
هذا وقد دخل الشيطان لعنه الله على رسول
الله صلى
الله عليه وسلم وهو يصلي في مسجده الشريف بقصد أن يسأل
رسول الله عن أمور يشغله بها عن صلاته فأمره رسول الله ان يلتزم مكانه بجوار عمود
المسجد، وظل كذلك لم يستطع أي حركة حتى أفرج عنه رسول الله وأطلقه وذلك لنعلم أن للشيطان
(عليه لعنه الله) تلبسًا شديدا على المؤمنين حتى يحذره كل مؤمن ومؤمنة، ويجاهد آناء
الليل وأطراف النهار، وذلك هو الجهاد الأكبر في ذات الله تعالى قال جل شأنه:
﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾. [69،العنكبوت]. جعلنا الله من المجاهدين إلى يوم الدين
آمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.