عدد المشاهدات:
السؤال السادس عشر : كيف آمن
الجن بالإسلام؟
الجواب :
إن الجن لما منعوا من استماع أخبار السماء كما كانوا من قبل، ورجموا بالشهب أخذوا يبحثون
عن علة ذلك، فعرفوا أن النبي الخاتم قد بعثه الله، فانصرفوا إليه وتوجهوا إلى رسول
الله يطلبون منه أن يبلغهم ما أرسل به، وفى هذا المعنى يقول الله تعالى: ﴿وَإِذْ
صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا
حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم
مُّنذِرِينَ﴾. [29،الأحقاف]. وكان هذا النفر من
الجن هم من أكابرهم ورؤساءهم، فآمنوا وصدقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم
وبكل ما جاء به من عند الله، ثم ذهبوا بعد ذلك إلى أقوامهم، يبلغونهم دين الله
الحق. وبطبيعة الحال كان من الجن من قَبِلَ الدعوة وآمن. وكان منهم من أعرض وكفر،
ولما توجه رسول الله إليهم ليبلغهم رسالة الله قال لأصحابه وهو بمكة: {من أحب منكم أن يحضر أمر الجن الليلة فليفعل}. فلم يذهب
معه أحد غير عبد الله بن مسعود قال فانطلقنا حتى إذا كنا بأعلى مكة خط لي رسول
الله برجله خطاً ثم أمرني أن أجلس فيه، ثم انطلق، فافتتح القرآن فغشيته أسودة
كثيرة، حالت بيني وبينه حتى ما أسمع صوته ثم طفقوا يتقطعون مثل قطع السحاب ذاهبين
حتى بقي منهم رهط ففرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم
مع الفجر فانطلق فتبرز ، ثم أتاني فقال: {ما فعل الرهط؟}
قلت هم أولئك يا رسول الله فأعطاهم عظمًا وروثًا زادًا ثم نهى أن يستطيب أحد بروث
أو عظم، وهذا الحديث رواه ابن جرير بسنده عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه،
وإن هذا الحديث الشريف يبين كيفية دعوتهم ودخولهم في الإسلام، ويبين أيضا من هم
حيث جعل رسول الله صلى
الله عليه وسلم خطا لابن مسعود لا يتعداه ولو تخطاه لأذوه.