عدد المشاهدات:
السؤال الخمسون: نرجو توضيح
قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إن الشيطان لا يتمثل بى أبدًا}.
[رواه الترمذي].
الجواب :
هذا الحديث الشريف دليل على تنزيه صورة
رسول الله وهيئته من أن يتشكل الشيطان الرجيم بشكلها، ودليل على عصمة جسمه الشريف من
الشيطان، فلن يستطيع أن يمسه أو يقترب منه أو يتزى به، لأن صورة رسول الله صلى الله عليه وسلم
صورة فردية فى الوجود كله، ليس لها مثل،
وليس لها ظل وليس لها خليل من البشر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: {لو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر خليلا}.
[متفق
عليه].
وأن الشيطان قد عجز عن التمثل برسول
الله مع قدرته على التمثل بأي صورة كانت، لأن صورة رسول الله ظاهرها حق وباطنها
غيب، فليس فيها ذرة لغير الله عز وجل، وأن الشيطان إذا
حاول أن يتمثل بصورة رسول الله احترق لأن رسول الله أخبر بأنه لا يتمثل به يعني لا
يقدر ولا يستطيع أن يفعل ذلك بحال من الأحوال، ولو اجتمع الشياطين كلهم على ذلك
لعجزوا، وتلك خصوصية لذات رسول صلى الله عليه وسلم
قد اختصه الله بها دون سائر العالمين.
هذا وقد ورد أن إبليس – لعنه الله –
ينتحل لنفسه صفه الربوبية وينادى على بعض العلماء بالله بقصد إغوائهم كما نادى على
الشيخ عبد القادر الجيلانى رضى الله عنه
وقال له : عبدى عبد القادر. فقال لبيك ربى. قال : قد ابحث لك المعاصى فافعل ما
تشاء فرد عليه الشيخ بقوله: اخسأ يا ملعون ما كان الله ليحرم شيئا على لسان رسوله
ويبيحه لولى من أوليائه ففر هاربًا.