عدد المشاهدات:
واجب المسلم فى هذا الزمان
إن أوجب الواجبات على كل مسلم في هذا الوقت العصيب، الحرص على وحدة الشمل، على جمع الصف، على عدم الفرقة بين المسلمين، على عدم إثارة الخلافات والمنازعات بين الموحدين، أن نكون كما قال الله عزَّ وجلَّ في ألسنتنا أجمعين:
(وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ) (24الحج)
لا نقول لإخواننا إلا خيراً، ولا نقول في حقهم إلا براً، لا نغتاب أحداً من المسلمين، فإن صغير المسلمين عند الله عظيم، ولا نحقر واحداً من المؤمنين فربما يكون له شأن كبير عند أكرم الأكرمين، لأنه يقول في قرآنه:
(إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) (13الحجرات)
نظن بإخواننا المؤمنين أجمعين الخير كل الخير، لأن الله عزَّ وجلَّ لم يطلعنا على قلوبهم، والأعمال بالنيات، والمكافأة عند الله بالسرائر الطيبات،
كفوا عن التنفير واجمعوا المسلمين، وليكن لنا أسوة في الرحمة العظمى للخلق أجمعين، يجب أن يكون المسلمون فيما بينهم متراحمين،
كيف تنزل الرحمة من الله علينا؟ قال صلَّى الله عليه وسلَّم في ذلك:
{ ارْحَمُوا مَنْ فِي الأرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ }
نحن في حاجة إلى صحوة أخلاقية، تطابق فيها أخلاقنا أخلاق كتاب الله، وأخلاق حبيب الله ومصطفاه، حتى نكون محسنين إلى هذا الدين، ونحسن عرضه على العالم أجمع.
فإننا نعرض الإسلام على غيرنا بأخلاقنا، وليس بالعباداتنا، وعباداتنا بيننا وبين الله،
لكن الخلق ينظرون إلينا الآن، فقد تفرق جمعنا، وقد أخذنا نسب في بعضنا، ونشتم كبارنا ولا نرحم صغارنا، والكل يتوعد أخاه،
أصبح الجهاد بين المسلمين والمسلمين!!، بين المؤمنين والمؤمنين!!، لا أتصور كيف لقلب خالط بشاشة الإيمان تطاوعه يده أن يمسك سكيناً فيضرب به أهل الإيمان، أو يدوس على زناد فيقتل رجلاً يصلي لربِّ العالمين، بحجَّة أنه على خلاف فيما بينه وبينه!!!
أي خلاف هذا؟!! خلاف سياسي؟!! خلاف حتى ولو كان شرعي؟!! يجب أن تحتكم إلى من فوقك من الفقهاء، وتذهبا سوياً إلى من هو أعلى منكما من العلماء.
لكن ما هكذا أمرنا الله، ولا طلب منا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، قال صلَّى الله عليه وسلَّم في المؤمن إذا ساب أخاه وردَّ عليه:
{ الْمُسْتَبَّانِ شَيْطَانَانِ، يَتَهَاذَيَانِ وَيَتَكَاذَبَانِ }
وقال في المؤمنين إذا رفع أحدهما السلاح على أخيه:
{ إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا، فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا الْقَاتِلُ، فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ؟ قَالَ: إِنَّهُ كَانَ حَرِيصًا عَلَى قَتْلِ صَاحِبِهِ }
لا ينبغي حتى لمسلم أن يقول كلمة لأخيه المؤمن يؤذيه بها، أو يعيبه بين الخلق بها، فقد قال صلَّى الله عليه وسلَّم:
{ مَنْ أَشَاعَ عَلَى امْرِئٍ مُسْلِمٍ كَلِمَةَ بَاطِلٍ لِيُشِينَهُ بِهَا فِي الدُّنْيَا، كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُذِيبَهُ بِهَا مِنَ النَّارِ حَتَّى يَأْتِيَ بِنَفَاذِهَا }
بئس هذه الصفات، وبئس هذه الأخلاق، فإن المؤمنين يقول فيهم سيد الأولين والآخرين:
{ مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ، مَثَلُ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ، تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى }
نريد أن ترجع بيننا الألفة والمودة، أن تمتلئ قلوبنا بالحب لجميع الأحبة، أن تكون نياتنا كلها خالصة ومخلصة لله عزَّ وجلَّ، حتى يزيح الله عنا هذه الغمة، ويجمع شملنا، ولا يشمت الكافرين واليهود ومن عاونهم فينا، ويجعلنا في خير حال.
آمين أمين يا ربَّ العالمين ...
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.