عدد المشاهدات:
أبطال الثجديد هؤلاء، الذين نذروا أنفسهم لإحياء الإنسانية كافة، ستجدهم قد عقدوا العزمَ على توظيف ما منحهم الله من قابليات وطاقات حتى آخر قطرة لإقامة صروح “هدفهم الأسمى”، وحلّقوا بأبهى مشاعر البذل والتضحية والعطاء، وتحققوا بأنبل خصائص المسؤولية في حفظ ورعاية الأمانة التي حملوها على عواتقهم، وترقّبوا بأعمق مشاعر الاستسلام و”الصبر الفعال” ما سيجود به الحق تعالى من ألوان التقدير والتكريم.. وتلك -والله- سجايا روح بطولية نذرت نفسها للحق جل وعلا.
وبينما يقوم هؤلاء الأبطال بما يجب من مسؤوليات ليجتمع الشملُ ويستوي العُود ويحصل التمكينُ، يعلمون يقينًا أنه (لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ)(الرعد:38)، فلا يضطربون ولا يرتبكون، بل يجيدون الترقب والانتظار سنين عديدة.
أجل، أحيانًا رغم أداء الواجبات والمسؤوليات كافة قد لا يتحقق الاستواء والنهوض، ولا يُمَكَّن فارسُ البعث من التعبير عن ذاته والقيام بمهمته وتنفيذ مشاريعه في المدى القريب، ولا تؤتي جهودُه ثمارَها المرتقبة في حينها. ويرجع ذلك أحيانًا إلى قصور الفارس -الذي ينشد بعثًا- في بلوغ المستوى المطلوب من النضج، وبالتالي إلى عجزه في توظيف طاقته كلها لإقامة صرح روحه.. ويرجع في أحيان أخرى إلى انشغاله بقضايا لا تعنيه مباشرة، ومن ثمة تعرّضِه للتشتت وضياع البوصلة، وانسياقه في سياق آخر من وتيرة الأحداث.
أبطال البعث هؤلاء، الذين نذروا أنفسهم لإحياء الإنسانية كافة، ستجدهم قد عقدوا العزمَ على توظيف ما منحهم الله من قابليات وطاقات حتى آخر قطرة لإقامة صروح “هدفهم الأسمى”، وحلّقوا بأبهى مشاعر البذل والتضحية والعطاء، وتحققوا بأنبل خصائص المسؤولية في حفظ ورعاية الأمانة التي حملوها على عواتقهم، وترقّبوا بأعمق مشاعر الاستسلام و”الصبر الفعال” ما سيجود به الحق تعالى من ألوان التقدير والتكريم..
والحقّ أنه إذا كان انبعاثنا من جديد وعودتُنا إلى ذاتنا هبة ربانية -وهو كذلك بلا شك- فإنَّنا لن نقدرها قدرها لو جاءت قبل أن ننضج نضجًا يؤهّلنا لحملها، وستذهب أدراج الرياح دفعة واحدة، فنعرّض أنفسنا بذلك لألوان جديدة من الشقاء والحرمان يصعبُ تغييرها وتلافيها. زد على هذا أنّ المولى -عز وجل- قد أناطَ مِنحَه المادية والمعنوية بأن يوفِّي الناسُ إرادتَهم حقَّها؛ ومن ثم فالتوجه الإلهي سوف يتأخر إلى أن تأتي اللحظة التي يستثمرون فيها كلّ الفرص والإمكانات التي يملكونها.
وفي هذا الباب مخاطر أخرى، منها أن روّاد هذا الطريق قد يتوهمون أحيانًا أن قدراتهم وطاقاتهم ومواهبهم الذاتية هي كل شيء، فيقعون في شِباك غفلة الثقة بها والركون إليها، أو يوشك أن يقعوا في مثل هذا المهوى. لذا لا يعطيهم الله كلّ ما يسألون، ولا يحقق لهم فورًا كل ما يرغبون، صونًا لهم من الانزلاق في مهاوي الشرك، فكأنه بهذا يكون قد حَوّل وجوهَهم من الشرك إلى التوحيد باقتيادٍ “جبريّ لطفيّ”.
وحريّ بالذكر أن المؤمنين الذين لا يحملون في صدورهم غاية سامية أو هدفًا نبيلاً، ومن شحبت عواطفُهم وخمدت جذوةُ حماستهم.. لا يمكن أن يَبعثوا الحياة في أحد أبدًا بعد أن أخفقوا في تحقيق الانبعاث التامِّ في ذواتهم.
وأحيانًا تجد أن كل شيء قد وُضع في موضعه الصحيح، لكن أبطال الانبعاث لمّا يبلغوا بعدُ المستوى المطلوبَ في التوجه التام إلى الله، فيتركهم الحق -عز وجل- عُرضةً لألوان من الشدة والعدوان والتضييق، ولا يستجيب لجهودهم الانبعاثية، ولا يلبي رغباتهم كما يطلبون، ليتوجهوا إليه وقد اصطبغوا بحالة الاضطرار، شاكِين إليه مكابداتهم بإخلاص المضطرين. وأحيانًا أخرى، قد تزِلّ أعين هؤلاء الأبطال بشكل مّا إلى تطلعات دنيوية، ولا يستطيعون تصفية قلوبهم من أن تَشُوبها خواطر نيل المقام والمنصب والجاه والشهرة، ومن ثم لا يمكنهم استيفاء معايير التجرد الكامل و”الحسبيّة” الخالصة لوجه الله. فإلى أن تأتي اللحظة التي ينسلخ فيها هؤلاء جَذريًّا عن التفكير بـغير ما يرضي الله، ويُخلِصوا التوجّه إليه سبحانه، لا يمكنهم حيازةُ نفخة البعث.
أضف إلى كل ما سبق نقطةً في غاية الأهمية، وهي ضرورة تمييز الجيّد من الرديء، وتمحيص الخبيث من الطيب في نظر الناس عامة، وضرورةُ انكشافِ الظَّالمين والمستبدين لشرائح المجتمع كافة.. وذلك أن فئات من المجتمع، لديها قابلية للانخداع والاستفزاز، لذلك قد يُلمَح عندها انحيازٌ إلى جبهة أهل الإلحاد، وأفعالٌ مسيئة إلى أبطال الانبعاث ومواقفُ سلبية ضدهم؛ ومردّ ذلك غالبًا إلى غموض في الصورة وخفاء في الحقيقة. ولهذا يمنح الله الناس جميعًا فرصة للتأمل ومهلة للتفكّر حتى يأتي يوم يتبين فيه الخيط الأبيض من الخيط الأسود، ويتضح فيه أين وقف أو سيقف الناس أجمعون خواصهم وعوامهم؛ وهذا يؤدي إلى تأخّر النتيجة المرتقبة بعض الشيء.
وأيًّا كان السبب، فالذي يقع على عاتقنا هو أن نقوم بمهمتنا وفق ما تقتضيه من أسس وواجبات، ووفق ما تقتضيه الحكمةُ، ثم نَكِل الباقي إلى الله.
ولْيعلم “فرسان البعث” جميعًا أنهم إذا استجابوا لدعوة الله ونداء رسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم-، فإنه لن يُسلِمهم لعَثَرات الطريق يسقطون في حُفَرها أو يتيهون في مجاهيلها، بل سيهديهم سبل الانبعاث سبحانه.
وبينما يقوم هؤلاء الأبطال بما يجب من مسؤوليات ليجتمع الشملُ ويستوي العُود ويحصل التمكينُ، يعلمون يقينًا أنه (لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ)(الرعد:38)، فلا يضطربون ولا يرتبكون، بل يجيدون الترقب والانتظار سنين عديدة.
أجل، أحيانًا رغم أداء الواجبات والمسؤوليات كافة قد لا يتحقق الاستواء والنهوض، ولا يُمَكَّن فارسُ البعث من التعبير عن ذاته والقيام بمهمته وتنفيذ مشاريعه في المدى القريب، ولا تؤتي جهودُه ثمارَها المرتقبة في حينها. ويرجع ذلك أحيانًا إلى قصور الفارس -الذي ينشد بعثًا- في بلوغ المستوى المطلوب من النضج، وبالتالي إلى عجزه في توظيف طاقته كلها لإقامة صرح روحه.. ويرجع في أحيان أخرى إلى انشغاله بقضايا لا تعنيه مباشرة، ومن ثمة تعرّضِه للتشتت وضياع البوصلة، وانسياقه في سياق آخر من وتيرة الأحداث.
أبطال البعث هؤلاء، الذين نذروا أنفسهم لإحياء الإنسانية كافة، ستجدهم قد عقدوا العزمَ على توظيف ما منحهم الله من قابليات وطاقات حتى آخر قطرة لإقامة صروح “هدفهم الأسمى”، وحلّقوا بأبهى مشاعر البذل والتضحية والعطاء، وتحققوا بأنبل خصائص المسؤولية في حفظ ورعاية الأمانة التي حملوها على عواتقهم، وترقّبوا بأعمق مشاعر الاستسلام و”الصبر الفعال” ما سيجود به الحق تعالى من ألوان التقدير والتكريم..
والحقّ أنه إذا كان انبعاثنا من جديد وعودتُنا إلى ذاتنا هبة ربانية -وهو كذلك بلا شك- فإنَّنا لن نقدرها قدرها لو جاءت قبل أن ننضج نضجًا يؤهّلنا لحملها، وستذهب أدراج الرياح دفعة واحدة، فنعرّض أنفسنا بذلك لألوان جديدة من الشقاء والحرمان يصعبُ تغييرها وتلافيها. زد على هذا أنّ المولى -عز وجل- قد أناطَ مِنحَه المادية والمعنوية بأن يوفِّي الناسُ إرادتَهم حقَّها؛ ومن ثم فالتوجه الإلهي سوف يتأخر إلى أن تأتي اللحظة التي يستثمرون فيها كلّ الفرص والإمكانات التي يملكونها.
وفي هذا الباب مخاطر أخرى، منها أن روّاد هذا الطريق قد يتوهمون أحيانًا أن قدراتهم وطاقاتهم ومواهبهم الذاتية هي كل شيء، فيقعون في شِباك غفلة الثقة بها والركون إليها، أو يوشك أن يقعوا في مثل هذا المهوى. لذا لا يعطيهم الله كلّ ما يسألون، ولا يحقق لهم فورًا كل ما يرغبون، صونًا لهم من الانزلاق في مهاوي الشرك، فكأنه بهذا يكون قد حَوّل وجوهَهم من الشرك إلى التوحيد باقتيادٍ “جبريّ لطفيّ”.
وحريّ بالذكر أن المؤمنين الذين لا يحملون في صدورهم غاية سامية أو هدفًا نبيلاً، ومن شحبت عواطفُهم وخمدت جذوةُ حماستهم.. لا يمكن أن يَبعثوا الحياة في أحد أبدًا بعد أن أخفقوا في تحقيق الانبعاث التامِّ في ذواتهم.
وأحيانًا تجد أن كل شيء قد وُضع في موضعه الصحيح، لكن أبطال الانبعاث لمّا يبلغوا بعدُ المستوى المطلوبَ في التوجه التام إلى الله، فيتركهم الحق -عز وجل- عُرضةً لألوان من الشدة والعدوان والتضييق، ولا يستجيب لجهودهم الانبعاثية، ولا يلبي رغباتهم كما يطلبون، ليتوجهوا إليه وقد اصطبغوا بحالة الاضطرار، شاكِين إليه مكابداتهم بإخلاص المضطرين. وأحيانًا أخرى، قد تزِلّ أعين هؤلاء الأبطال بشكل مّا إلى تطلعات دنيوية، ولا يستطيعون تصفية قلوبهم من أن تَشُوبها خواطر نيل المقام والمنصب والجاه والشهرة، ومن ثم لا يمكنهم استيفاء معايير التجرد الكامل و”الحسبيّة” الخالصة لوجه الله. فإلى أن تأتي اللحظة التي ينسلخ فيها هؤلاء جَذريًّا عن التفكير بـغير ما يرضي الله، ويُخلِصوا التوجّه إليه سبحانه، لا يمكنهم حيازةُ نفخة البعث.
أضف إلى كل ما سبق نقطةً في غاية الأهمية، وهي ضرورة تمييز الجيّد من الرديء، وتمحيص الخبيث من الطيب في نظر الناس عامة، وضرورةُ انكشافِ الظَّالمين والمستبدين لشرائح المجتمع كافة.. وذلك أن فئات من المجتمع، لديها قابلية للانخداع والاستفزاز، لذلك قد يُلمَح عندها انحيازٌ إلى جبهة أهل الإلحاد، وأفعالٌ مسيئة إلى أبطال الانبعاث ومواقفُ سلبية ضدهم؛ ومردّ ذلك غالبًا إلى غموض في الصورة وخفاء في الحقيقة. ولهذا يمنح الله الناس جميعًا فرصة للتأمل ومهلة للتفكّر حتى يأتي يوم يتبين فيه الخيط الأبيض من الخيط الأسود، ويتضح فيه أين وقف أو سيقف الناس أجمعون خواصهم وعوامهم؛ وهذا يؤدي إلى تأخّر النتيجة المرتقبة بعض الشيء.
وأيًّا كان السبب، فالذي يقع على عاتقنا هو أن نقوم بمهمتنا وفق ما تقتضيه من أسس وواجبات، ووفق ما تقتضيه الحكمةُ، ثم نَكِل الباقي إلى الله.
ولْيعلم “فرسان البعث” جميعًا أنهم إذا استجابوا لدعوة الله ونداء رسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم-، فإنه لن يُسلِمهم لعَثَرات الطريق يسقطون في حُفَرها أو يتيهون في مجاهيلها، بل سيهديهم سبل الانبعاث سبحانه.