عدد المشاهدات:
النبي صلى الله عليه وسلم عرَّف المسلم بكلمة واحدة، من هو المسلم يا رسول الله؟ لم يقل اسمه محمد أو اسمه علىّ أو إبراهيم .. ليس للإسم علاقة به ...،
لكنه قال:{ المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسانِهِ وَيَدهِ }.
وهذا هو التعريف الجامع للمسلم وهو الذى يسلم المسلمون من لسانه ويده، ومن هو المؤمن؟
قال: { مَا هُوَ بِمُؤْمِنٍ مَنْ لَمْ يَأْمَنْ جَارُهُ بَوَائِقَهُ }
لا يوجد ضررٌ منه أبداً .. بالنسبة للجيران فالجيران يحبوه، ويقبلوا عليه.
ولذلك عندما طلب عمر من رجلٍ أن يأتيه بشاهدٍ يشهد له فسمح له بذلك، وأتى بالشاهد فشهد الرجل له بأنه كذا وكذا فقال عمر: هل أنت جاره الذي تعرف بوائقه؟ قال: لا، قال فهل سافرت معه؟ فالسفر يسفر عن مكارم الأخلاق، قال: لا، قال: فهل عاملته؟ والمعاملة تكشف حقيقة مراقبة الكريم الخلاق، قال: لا، قال:
{ أظنك لاتعرفه، إنك رأيته يركع ركيعات ويسجد سجدات فقلت أنه رجلٌ صالح! }.
فالذي يبين الصلاح هو التقى ومكارم الأخلاق، والتي دعا إليها وكان عليها الذي قال فيه مادحاً الكريم الخلاق:
( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ )(4القلم)،
أنتم تعلمون أنه كان يقوم الليل حتى تتورّم قدماه، وكان يذكر الله عزوجل على كل أحيانه صلوات ربى وتسليماته عليه، وكان يصوم صيام الوصال حتى كان يقال أنه لايفطر.
ومع ذلك لايثني عليه بهذه العبادات، وإنما أثنى عليه بالغاية التي هي من وراء فرضية هذه العبادات وهي مكارم الأخلاق: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)وهو صلى الله عليه وسلم القائل: {كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ}
كان يوفر لكل زوجة من زوجاته طعام يكفيها لمدة عام عندما رزقه الله عزوجل بسهم خيبر، فكان يوزع السهم على زوجاته الكرام ويؤتي لكل واحدة منهن مايكفيها لمدة عام.
صحيح أنه كان ينفد لأنهن كنّ كريمات مع الضيفان، فكان يعطيها ما يكفيها لمدة عام، وكان لا يمر يوم إلا ويذهب إلى جميع زوجاته يتفقدهنّ قبل أن يذهب إلى صاحبة النوبة، فلا بد أن يمر على البيوت كلها وكانت تسع بيوت.
وأحيانا يكونوا عشرة، فكان لا بد وأن يمر عليهن ويذهب لكل واحدة يجلس معها ويؤنسها ويواصلها ويتفقد أحوالها قبل أن يذهب للأخرى، لماذا؟
لأنه يدعو إلى الوسطية بفعله وقوله صلى الله عليه وسلم، فكان يأكل ما وجد ويشكر الله عزوجل عليه، لكنه لم يحرم طيبات الدنيا، ويأكل ما وجد على حسب التيسير، لكنه ماحرّم شيئاً أحله الله
لأنه سمع الله يقول في كتاب الله: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ )(32الأعراف).
..................................................................
🌱 اشراقة من كتاب اصلاح الافراد والمجتمعات فى الاسلام
🌱 لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد
لكنه قال:{ المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسانِهِ وَيَدهِ }.
وهذا هو التعريف الجامع للمسلم وهو الذى يسلم المسلمون من لسانه ويده، ومن هو المؤمن؟
قال: { مَا هُوَ بِمُؤْمِنٍ مَنْ لَمْ يَأْمَنْ جَارُهُ بَوَائِقَهُ }
لا يوجد ضررٌ منه أبداً .. بالنسبة للجيران فالجيران يحبوه، ويقبلوا عليه.
ولذلك عندما طلب عمر من رجلٍ أن يأتيه بشاهدٍ يشهد له فسمح له بذلك، وأتى بالشاهد فشهد الرجل له بأنه كذا وكذا فقال عمر: هل أنت جاره الذي تعرف بوائقه؟ قال: لا، قال فهل سافرت معه؟ فالسفر يسفر عن مكارم الأخلاق، قال: لا، قال: فهل عاملته؟ والمعاملة تكشف حقيقة مراقبة الكريم الخلاق، قال: لا، قال:
{ أظنك لاتعرفه، إنك رأيته يركع ركيعات ويسجد سجدات فقلت أنه رجلٌ صالح! }.
فالذي يبين الصلاح هو التقى ومكارم الأخلاق، والتي دعا إليها وكان عليها الذي قال فيه مادحاً الكريم الخلاق:
( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ )(4القلم)،
أنتم تعلمون أنه كان يقوم الليل حتى تتورّم قدماه، وكان يذكر الله عزوجل على كل أحيانه صلوات ربى وتسليماته عليه، وكان يصوم صيام الوصال حتى كان يقال أنه لايفطر.
ومع ذلك لايثني عليه بهذه العبادات، وإنما أثنى عليه بالغاية التي هي من وراء فرضية هذه العبادات وهي مكارم الأخلاق: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)وهو صلى الله عليه وسلم القائل: {كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ}
كان يوفر لكل زوجة من زوجاته طعام يكفيها لمدة عام عندما رزقه الله عزوجل بسهم خيبر، فكان يوزع السهم على زوجاته الكرام ويؤتي لكل واحدة منهن مايكفيها لمدة عام.
صحيح أنه كان ينفد لأنهن كنّ كريمات مع الضيفان، فكان يعطيها ما يكفيها لمدة عام، وكان لا يمر يوم إلا ويذهب إلى جميع زوجاته يتفقدهنّ قبل أن يذهب إلى صاحبة النوبة، فلا بد أن يمر على البيوت كلها وكانت تسع بيوت.
وأحيانا يكونوا عشرة، فكان لا بد وأن يمر عليهن ويذهب لكل واحدة يجلس معها ويؤنسها ويواصلها ويتفقد أحوالها قبل أن يذهب للأخرى، لماذا؟
لأنه يدعو إلى الوسطية بفعله وقوله صلى الله عليه وسلم، فكان يأكل ما وجد ويشكر الله عزوجل عليه، لكنه لم يحرم طيبات الدنيا، ويأكل ما وجد على حسب التيسير، لكنه ماحرّم شيئاً أحله الله
لأنه سمع الله يقول في كتاب الله: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ )(32الأعراف).
..................................................................
🌱 اشراقة من كتاب اصلاح الافراد والمجتمعات فى الاسلام
🌱 لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد