آخر الأخبار
موضوعات

الأربعاء، 4 أكتوبر 2017

- كيف ينظر العالم الآن إلى الإسلام والمسلمين؟

عدد المشاهدات:
كيف ينظر العالم الآن إلى الإسلام والمسلمين؟!!ونحن نمثل الإسلام وينظرون للإسلام من خلال حركاتنا وأفعالنا وسكناتنا، إننا نُظهر لهم صورة قبيحة لهذا الدين جعلت كما ترون العالم كله يقول إن الإسلام دين الإرهاب، لأنهم لا يرون إلا الفزاعة وإلا الشدة وإلا استخدام القوة في إجبار الناس على آراء الإسلام
مع أن الله قال في القرآن ( لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ) (256البقرة)
لا إكراه لإنسان على الدخول في دين الله، دخل سلفنا الصالح إلى هذا البلد الآمن المطمئن، لو أكرهوا أهله على الدخول في الإسلام ما وُجد في بلدنا واحد يدين بغير الإسلام، لكنهم علموا علم اليقين أن الدين لله، وأن الله عزوجل هو الهادي لمن يحبه بهداه وأن الهُدى هُدى الله، فدعوا الخلق بأخلاقهم وأعمالهم وأحوالهم وتركوا لهم حرية الإختيار: (فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ) (29الكهف).
ما مهمة المسلم في الكون؟ أن يدخل الناس في دين الله أفواجاً ..كيف أدخلهم ؟ هل أحرجهم ؟ أم هل أعلن عليهم الحرب لأدخلهم في الدين؟ وهل هناك أحدٌ يدخل بالحرب في الدين؟ فماذا أفعل إذاً؟ .... أظهر لهم جمال هذا الدين، وبعد أن يُعجبوا بهذا الدين يدخلون فيه، وهو المنهج الذى سار عليه رسول الله وأصحابه الكرام ومن تابعهم .. ولننظر كيف كانوا يتعاملون مع هؤلاء القوم؟
وصفحات التاريخ مملوءة، فنجد المعاملة في غاية الإعجاز والروعة في الأخلاق القرآنية والهدى الإلهي الذى كانوا سائرين عليه، لماذا؟ لأنهم ساروا وعملوا بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم .. مالذي يحبب الناس في الإسلام؟ العدل، فكان أساس الإسلام هو العدل، والعدل أساس المُلك .. العدل الذي لايفرّق بين هذا وذاك ... العدل الذي جعل أمير المؤمنين عمر رضى الله عنه - والقضية كانت بين الإمام علىّ ورجلٍ آخر - أرسل إلى الإثنين، ليأتياه، فقال تعالَ هاهنا يا أبا الحسن -ليجلس الإمام عليّ بجواره، والآخر بجوار القاضي، فغضب الإمام على وظهر عليه ذلك، وبعد إنتهاء المحكمة عاتبه سيدنا عمر وقال له: لِمَ رأيتك غضبت عندما ناديتك؟ قال : لسببين، لأنك كنَّيتني ولم تُكنِّ خصمي ولم يثبت الحق بعد لي!، وأنك طلبت مني أن أجلس بجوارك! وخصمي واقف أمام القاضى.
ولو تدبرت صفحات التاريخ تجد أن من دخلوا في دين الله أفواجاً كان السبب الرئيسي لذلك هو سماحة المسلمين، وعدالة حكامهم، والأخلاق الكريمة التي يرونها حتى من مقاتلي المسلمين، أخلاق فوق العظمة وهي التى جذبتهم إلى هذا الدين، لا التقتيل ولا الترويع ولا التفجيرات، هل هذا في الإسلام؟ هل فيه ترويع الآمنين؟ لا! إنما فيه أنَّه إذا كان في الحرب
فالقائد المسلم لايبدأ الحرب إلا بعد أن يُعلن عدوَّه:( فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ)، فيقول لهم من البداية إنني سأحاربكم، لماذا؟ قال:( إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ ) (58الأنفال)، ولذلك كانت الحروب الإسلامية بهذه الكيفية .
قائد الفرس رستم طلب من سعد بن أبي وقاص أن يرسل إليه رسولاً ليخبرهم لماذا جاؤا لحربهم؟ فأرسل إليه رجلاً فقيراً من المسلمين إسمه ربعي بن عامر رضى الله عنه:
{ فدخل عليه وقد زيَّنوا مجلسه بالنَّمارق المذهَّبة، والزَّرابي الحرير، وأظهر اليواقيت واللآلىء الثمينة والزينة العظيمة، وعليه تاجه وغير ذلك، وقد جلس على سرير من ذهب. ودخل ربعي بثياب صفيقة وسيف وترس وفرس قصيرة، ولم يزل راكبَها حتى داس بها على طرف البساط، ثم نزل وربطها ببعض الوسائد، وأقبل وعليه سلاحُه ودرعه و خوذته على رأسه. فقالوا له: ضع سلاحك فقال: إني لم آتِكم وإِنّما جئتكم حين دعوتموني، فقال رستم: إئذنوا له، فأقبل يتوكأ على رمحه فوق النَّمارق فخرَّق عامتها، فقالوا له: ما جاء بكم؟ فقال: الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضِيق الدنيا إلى سعَتَها، ومن جَوْر الأديان إلى عدل الإِسلام }.
هذا كان هدفهم .... تحرير الناس من ظلم الحكام الظالمين.
..................................................................
🌱 اشراقة من كتاب اصلاح الافراد والمجتمعات فى الاسلام
🌱 لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:




شارك فى نشر الخير