آخر الأخبار
موضوعات

الأحد، 29 أكتوبر 2017

- الإنسانَ المثاليّ وقت المِحَن

عدد المشاهدات:
أجل، حتى لو أصابت الإنسانَ المثاليّ أشدُّ المِحَن قسوة وفتكًا، وأحدقت به أكبرُ الدوامات رهبة وعتوًّا، فلسوف يرى نفسه سائرًا في ممرّ طويل من الامتحانات، ينتهي به إلى ألوان شتى من التوفيق المؤكد والفوز المبين، ولسوف يحس -في أسوء خطوبه وعند أصعب لحظاته- بنسمات من الأنس والسكينة القادمة من وراء الحُجُب تطوف في أرجاء روحه بِرقّة ونعومة، فيركع بين يدي الله تعالى خاضعًا منكسرًا وقد امتلأت نفسه بمشاعر الحمد والعرفان، وفاضت بأحاسيس الشكر والامتنان.

الإنسان المثالي، يمتلك ثقة لا حدّ لها، وطمأنينة لا غاية بعدها، لأنه يؤمن إيمانًا لا يخالجه شكّ بعناية القدرة المطلقة، ويوقن بأن الله قادر على كل شيء، وأن حكمه نافذ في كل شيء. وإنّ ذلكم الإيمان الصافي الرقراق المتجذّر في أعمق أعماق قلبه، وكذلك تصوّرُه ورؤيتُه وعقيدتُه التي أكسبت عالم روحه أبعادًا جديدة تتجاوز جميع مقاييس العقل.. كلُّ ذلك يرقى به إلى قمة تسمو على كلّ إحساس، وتتفوق على كلّ شعور. فلو تَمكّن في تلك اللحظة من أن يُنصت إلى ذاته بأذُن تعي تلك الأعماق، فلسوف يسمع همسات (أَلاَّ تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ)(فصلت:30)، أو (سَلاَمٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)(النحل:32)، ولسوف يَسبح في متعة أكرِم بها من متعة، ويغوص في نشوة ما بعدها نشوة.
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:




شارك فى نشر الخير