عدد المشاهدات:
إن التصوف منهج مجرب صحيح لتربية الروح بالعلم والعمل.
فالعلم ليس غاية فى ذاته ، بل هو وسيلة للعمل .
والعمل ليس غاية فى ذاته ، بل هو وسيلة لمعرفة الله تعالى معرفة مذاق وإحساس .
فإذا عرف العبد ربه قويت صلته به ، ولم يدخر مجهوداً إلا بذله فى ابتغاء مرضاته سبحانه ، فآثره على هواه ، وعلى كل ما سواه ، لينال آخر الأمر رضاه . فإن نال الرضا فقد بلغ غاية الغايات ونهاية النهايات ، وظفر بأسعد السعادات . وصدق الإمام الغزالى رضى الله عنه إذ يقول : فرق بين أن يعلم الإنسان حد الصحة والشبع ، وبين أن يكون صحيحاً وشبعاناً . ويقول الإمام البخارى رضى الله عنه : حضرت العلم عن ألف وثمانين شيخاً ، كلهم أجمعوا على أن الإيمان علم وعملا يزيد وينقص . كيف يزيد الإيمان : زيادة الإيمان لا تكون فى جوهره وأصله ، لأن الإيمان فى جوهره إيمان واحد . فإما أن يكون العبد مؤمناً ، وإما أن يكون كافراً ، ولا ثالث لهما . وإنما المقصود بزيادة الإيمان هو زيادة نشاط العبد فى متعلقات الإيمان التى يزداد بها قوة ورسوخاً وتثبيتاً وتمكيناً فى الايمان ولهذا فرض الله على عباده بعد توحيده العبادات ونوعها ليعالج بها جوانب الضعف البشرى فيهم . فجعل منها عبادة بدنية ، وأخرى مالية ، وثالثة مالية بدنية ، كما جعل فيها السر والجهر . فإذا أحسن العبد تأدية العبادات انتهى عن الفحشاء والمنكر . فتخلى عن الرذائل ، وتحلى بالفضائل ، وغلب نور روحه على ظلمة جسده ، فكان فى أحواله كالملاك ، وإن كان فى جنسه من البشر. النفس أمارة بالسوء : ابتلاء الله لعبده كامن فى أن تتحرك نفسه للشهوات بفطرتها واستعدادها البشرى بينما هو سبحانه ينهاه عن المعاصى ، ويحذره من شرها وعاقبتها ؛ كما أن نفسه تتثاقل عن الطاعات لمشقاتها بينما هو سبحانه يأمره بها ويبشره بخيرها ومآلها جهاد النفس وأثره : ومن هنا تفاضلت علاقة العباد بربهم ، وتفاوتت درجاتهم فى جهاد النفس . وعلى قدر معرفتهم به سبحانه يكون قربهم منه ، قرب مكانة وعبودية ، لا قرب مكان مادى ؛ إذ ليس بين العبد وربه مسافة يطويها العبد وإنما هى معرفته بربه أو غفلته عنه . وتعالى الله عن القرب بالذات لأنه يتقدس عن الحدود والأقطار والنهاية والمقدار . فيلزم العبد أن يجاهد نفسه فى هواها ليثبت أنه يخاف مقام ربه الأعلا (( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هى المأوى )) .
الاستعانة بالشيخ المربى
ولما كانت النفس أمارة بالسوء ، والعبد يميل بطبعه لإجابة أوامرها العنيفة الملحة ، ويضعف فى مخالفتها ؛ فيلزمه أن يستعين فى مغالبة هواها بالأئمة الصادقين من العارفين بالله ، الذين سماهم الله فى القرآن (( عباد الرحمن )) فشرف أقدارهم بالانتساب إليه سبحانه وأضافهم إلى حماه ، وإن كان الكل عباده من حيث الخلقة ، فما أفخر نسب العارفين ، وما أعظم حسبهم . وقد نصح الله عباده المؤمنين بالتزام الصادقين والأخذ عنهم ، فقال تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين )) . وهؤلاء الصادقون يدعون إلى الله سبحانه ويقومون بتربية المؤمنين فى جنبه تنفيذا لقوله تعالى : (( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون )) . وأمر سبحانه بالتعاون على البر والتقوى لعلمه بضعف الفرد أمام النفس والشيطان ، وأن قوة الفرد بقوة الجماعة ، فقال تعالى : (( وتعاونوا على البر والتقوى )) . وطريق القلوب فى سلوكها إلى ليست ظاهرة جلية للعموم مثل طريق الأسفار البرية ؛ بل هى مستترة خفية لا يعرفها إلا أهل الخصوص من ذوى البصيرة النافذة الذين يجب أن يكون إمامك منهم ، لأنهم نواب عن مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الدعوة إلى الله تعالى (( قل هذه سبيلى أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعنى )) . فمن أراد الآخرة لزمه أن يسترشد فى سعيه إليها بالشيخ المربى العارف بالله ، الذى سلك طريق الحق على يد عارف قبله حتى استنارت بصيرته.. ،والبصيرة نور يقذفه الله فى القلوب (( ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور.... ))
فالعلم ليس غاية فى ذاته ، بل هو وسيلة للعمل .
والعمل ليس غاية فى ذاته ، بل هو وسيلة لمعرفة الله تعالى معرفة مذاق وإحساس .
فإذا عرف العبد ربه قويت صلته به ، ولم يدخر مجهوداً إلا بذله فى ابتغاء مرضاته سبحانه ، فآثره على هواه ، وعلى كل ما سواه ، لينال آخر الأمر رضاه . فإن نال الرضا فقد بلغ غاية الغايات ونهاية النهايات ، وظفر بأسعد السعادات . وصدق الإمام الغزالى رضى الله عنه إذ يقول : فرق بين أن يعلم الإنسان حد الصحة والشبع ، وبين أن يكون صحيحاً وشبعاناً . ويقول الإمام البخارى رضى الله عنه : حضرت العلم عن ألف وثمانين شيخاً ، كلهم أجمعوا على أن الإيمان علم وعملا يزيد وينقص . كيف يزيد الإيمان : زيادة الإيمان لا تكون فى جوهره وأصله ، لأن الإيمان فى جوهره إيمان واحد . فإما أن يكون العبد مؤمناً ، وإما أن يكون كافراً ، ولا ثالث لهما . وإنما المقصود بزيادة الإيمان هو زيادة نشاط العبد فى متعلقات الإيمان التى يزداد بها قوة ورسوخاً وتثبيتاً وتمكيناً فى الايمان ولهذا فرض الله على عباده بعد توحيده العبادات ونوعها ليعالج بها جوانب الضعف البشرى فيهم . فجعل منها عبادة بدنية ، وأخرى مالية ، وثالثة مالية بدنية ، كما جعل فيها السر والجهر . فإذا أحسن العبد تأدية العبادات انتهى عن الفحشاء والمنكر . فتخلى عن الرذائل ، وتحلى بالفضائل ، وغلب نور روحه على ظلمة جسده ، فكان فى أحواله كالملاك ، وإن كان فى جنسه من البشر. النفس أمارة بالسوء : ابتلاء الله لعبده كامن فى أن تتحرك نفسه للشهوات بفطرتها واستعدادها البشرى بينما هو سبحانه ينهاه عن المعاصى ، ويحذره من شرها وعاقبتها ؛ كما أن نفسه تتثاقل عن الطاعات لمشقاتها بينما هو سبحانه يأمره بها ويبشره بخيرها ومآلها جهاد النفس وأثره : ومن هنا تفاضلت علاقة العباد بربهم ، وتفاوتت درجاتهم فى جهاد النفس . وعلى قدر معرفتهم به سبحانه يكون قربهم منه ، قرب مكانة وعبودية ، لا قرب مكان مادى ؛ إذ ليس بين العبد وربه مسافة يطويها العبد وإنما هى معرفته بربه أو غفلته عنه . وتعالى الله عن القرب بالذات لأنه يتقدس عن الحدود والأقطار والنهاية والمقدار . فيلزم العبد أن يجاهد نفسه فى هواها ليثبت أنه يخاف مقام ربه الأعلا (( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هى المأوى )) .
الاستعانة بالشيخ المربى
ولما كانت النفس أمارة بالسوء ، والعبد يميل بطبعه لإجابة أوامرها العنيفة الملحة ، ويضعف فى مخالفتها ؛ فيلزمه أن يستعين فى مغالبة هواها بالأئمة الصادقين من العارفين بالله ، الذين سماهم الله فى القرآن (( عباد الرحمن )) فشرف أقدارهم بالانتساب إليه سبحانه وأضافهم إلى حماه ، وإن كان الكل عباده من حيث الخلقة ، فما أفخر نسب العارفين ، وما أعظم حسبهم . وقد نصح الله عباده المؤمنين بالتزام الصادقين والأخذ عنهم ، فقال تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين )) . وهؤلاء الصادقون يدعون إلى الله سبحانه ويقومون بتربية المؤمنين فى جنبه تنفيذا لقوله تعالى : (( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون )) . وأمر سبحانه بالتعاون على البر والتقوى لعلمه بضعف الفرد أمام النفس والشيطان ، وأن قوة الفرد بقوة الجماعة ، فقال تعالى : (( وتعاونوا على البر والتقوى )) . وطريق القلوب فى سلوكها إلى ليست ظاهرة جلية للعموم مثل طريق الأسفار البرية ؛ بل هى مستترة خفية لا يعرفها إلا أهل الخصوص من ذوى البصيرة النافذة الذين يجب أن يكون إمامك منهم ، لأنهم نواب عن مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الدعوة إلى الله تعالى (( قل هذه سبيلى أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعنى )) . فمن أراد الآخرة لزمه أن يسترشد فى سعيه إليها بالشيخ المربى العارف بالله ، الذى سلك طريق الحق على يد عارف قبله حتى استنارت بصيرته.. ،والبصيرة نور يقذفه الله فى القلوب (( ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور.... ))