آخر الأخبار
موضوعات

الاثنين، 19 ديسمبر 2016

- ألجأ إليك يارب

عدد المشاهدات:
القي بنفسي الى السجود بين يديك يارب، فلكأن المخاوف كلها أمن وسكينة، ولكأن الآلام تذوب جزءأ جزءا، ولكأن الهموم تحزم حقائبها للرحيل، والأحزان تختفي خلف الغيوم.

ألجأ إليك يارب، حيث لا ملجأ يؤويني سواك، ولا منجى سوى حماك، ولا سبيل إلا رضاك.

ألجأ إليك محبا، إذ الحب كله لك سبحانك، والولاء كله فيك، والرجاء كله منك، والأمل معقود في سبيلك، والخير رديف القرب اليك.

إلجأ إليك آمنا، إذ الخلق خلقك، والأمر أمرك، والعبد عبدك، والأرض أرضك، وكل شىء يحصل بمشيئتك، لا مشيئة للعباد إلا ما شئت لهم، فكيف أخاف عدوا، وكيف أرهب كائنا، وأنا ألجأ إليك، وكل الخلق لا يملكون حولاً ولا قوة إلا ما قضيت لهم، فالحول والقوة بك وحدك.

 وألجأ إليك سعيداً؛ إذ السعادة كلها في رضاك، وفي عفوك، فأرتجي العفو، وأطمع في الرضا، فلئن رضيت عني فمن ذا الذي يشقيني؟! ولئن عفوت عني فمن ذا الذي يبئسني؟!

وألجأ إليك راغباً؛ إذ القرب إليك سبحانك هو خير الخطى، فكيف لا اشتاق إليه وأسعى مجتهداً اليه؟ فكل الرغبات فانية، وكل الآمال منتهية، وكل الزينات غائبة.

وألجأ إليك مطمئناً؛ إذ الرحمة صفتك، والرزق بيدك، والقضاء قضاؤك، والأجل بتقديرك ومشيئتك.

وألجأ إليك مستشفيا، فالشفاء شفاؤك، فأنت الشافي، وأنت الذي تعافي، وعافيتك هي أوسع لي، فلئن شفيتني فلا سقم، ولئن عافيتني فلا ألم.

وألجأ إليك مسترزقاً، فالمال مالك، وخزائن السماوات والأرض بأمرك، والفضل بيدك، وأنت الرزاق لا إله إلا أنت.

وألجأ إليك مستهدياً، فالهداية بأمرك، والاستقامة في طاعتك، والتوفيق في التوكل عليك.

وألجا إليك راهباً؛ إذ النجاة كلها في جنتك، والخسارة الكبرى هي الخزي في نارك، فأعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وبك منك، لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك.

سبحانك.
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:




شارك فى نشر الخير