عدد المشاهدات:
- الشرك الخفى
( وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ
بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ)
فالأكثرية إيمانهم
فيه شرك كيف يكون ذلك ؟ الشرك الخفى فالشرك الخفى أعذنا الله بفضله منه جميعاً لكن
المقصود بالشرك الآية الشرك الأصغر ويقصد به أن يعمل العمل لا يبغى به وجه الله
وإنما يريدج به الفخر بين الناس أو السمعة عند الناس أو يريد أن يكتسب به منزلة
كريمة عند الناس ويقولون : فلان هذا يا سلام على علمه ، يا سلام على كرمه ، يا سلام على جوده ، يا سلام على مقابلته
فيفرح
بهذا الكلام ويسر به وهذا غاية مناه وهو بهذا أخذ أجره طالما أن هذا هو الذى
يتمناه ( والجاهل من الأكوان منا وهو يظن أنه يعبد الله )
فالذى
يعمل من أجل شئ فى الكون يظهر به أو يظهر عليه يكون جاهلاً بدين الله وجاهلاً
بكتاب الله عز وجل أما المؤمن فيعمل العمل لله عز وجل ولا يزال يتحرى الإخلاص فى
عمله حتى يصل إلى حال لا يتحرك حركة ولا يسكن سكنه ولا يفعل صغيراً أو كبيراً إلا
وله فيه نيات كثيرة كلها يبغى بها وجه الله عز وجل ، وليست حتى الدار الآخرة 0
فالجماعة الراغبين فى الدار الآخرة ربنا قال فيهم
( يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا ( (19) فعبادتهم الخوف من جهنم وطامعين فى جنة الله ورضوان الله عز وجل ، لكـن الآخـرين
( يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا ( (19) فعبادتهم الخوف من جهنم وطامعين فى جنة الله ورضوان الله عز وجل ، لكـن الآخـرين
(يَدْعُونَ رَبَّهُم
بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ) (20)
فارق كبير بين الذين ديعون ربهم خائفين أو طامعين وبين الذين يدعون ربهم
ولا يريدون إلا وجهه الكريم (يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ
يُرِيدُونَ وَجْهَهُ )
فهؤلاء الذين يريدون وجه الله ومنازل
الرضوان عند الله يريدون لعملهم أن يطلع عليه خبير قرآنى حتى ينبهم إلى ما فيه من
دقائق الرياء وما فيه من آفات العجب والإعجاب بالعمل والإعجاب بالنفس ويخلص لهم
هذا العمل من الشرك بكل أنواعه الذى يقول فيه صلى الله عليه وسلم ) الشرك أخفى من دبيب النمل السوداء على الصخرة الصماء فى الليلة
الظلماء (
الشـرك أخفى مـن دبيب النمـل أســرع فـراراً منك للتوحيـد
- الخــلاص
مــن الشـرك الخفى :-
ما الذى يخلص الإنسان ؟ التوحيد الخاص بالديان عز وجل وما التوحيد الذى
يخلصنى من الشرك الخفى والأخفى ؟ لأنه يوجد شرك خفى وشرك أخفى
(يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى )(21)
والأخفى أخفى من الخفى من الذى يعرفه لى ؟ لا بد
وان يكون رجل خبير علمه العلى الكبير عز وجل فأطلعه على عملى ويرشدنى
ويوجهنى كما كان النبى صلى الله عليه وسلم يفعل مع أصحابه الكرام حتى مع العظام
منهم فقد رأى سيدنا عمر وسدنا أبو بكر يقرءان القرآن فقال ) كيف تقرأ
القرىن يا أب بكر ؟ فقال له : فى السر . قال له لماذا ؟ قال لأسمع من أنجى قال
وكيف تقرأ القرآن يا عمر ؟ قال له بالجهر قال لماذا ؟ قال لأوقظ الوثنان ( النائم
) وأطرد الشيطان
قال صلى الله عليه وسلم أما أنت يا أبا بكر فارفع قليلاً
0 وأما أنت يا عمر فاخفض قليلاً ( لماذا ؟ لسر يعلمه صادق الوعد
صلوات الله وسلامه عليه وهم كما أدبهم الله يسارعون فى مراد رسول الله صلى الله عليه
وسلم ، ولا يزال صلى الله عليه وسلم يعالج المرء حتى يطهر فؤاده من
الشرك الخفى ويهـر قلبه من الشرك الأخفى ومتى يطهر المرء من كل لك ؟ كما قال ربنا
إذا كان العمل
(بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ )(22)
(بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ )(22)
فالعمل الذى ليس فيه ليس ظ للجسم وهو الفرث أو للنفس التى هى الدم يكون هو العمل
الخاص لله عز وجل كل عمل لله فكل عمل له حظ ونصيب فى ظهور جسمك وفى بيان رسمك ، أو
له حظ تفرح به نفسك يكون مازال عمل فيه نوع من أنواع الشرك لكن العمل الذى ليس
للجسم حظ فيه ولا النفس لها أمل أو غرض فيه يكون هو العمل الخالص لوجه الله عز وجل
كيف نعرفه يا إخوانى ؟
نجالس
المخلصين ونعرض أحوالنا على المخلصين فيكاشفونا بخالص أسرار التوحيد حتى نخلص
العبادة للحميد المجيـد عز وجل واسمعوا معى إلى رجل من أهل التوحيد وهو يبين
عبـادته للحميد المجيد عز وجل
كلام يحير العقـلاء لحضرته سبحانه وتعالى لا يستطيع
الإنسان إفراد ذات الله بالعبادة إلا إذا رأى ما فيه من نفس وجسم وحس وعقـل رؤية
يقينية ليست حية بذاتها ولا قائمة بنفسها وإنما هى حية بربها قائمة بذات الله عز
وجل ، فـيرى أنه لا إرادة له إلا إذا أمده الله بإرادته ولا قوة له إلا إذا أمده
الله بقوته ولا حول ولا طول له إلا إذا أمده الله بحوله وطوله وعزيمته ولا علم له
ولا فهم له إلا إذا أمده الله عز وجل بعلمه وإلهامه وتذكيره عز وجل له فيرى أنه
عبد ضعيف قام بأمر حضرة اللطيف عز وجل فيفرح بتوفيق الله له وبمعونة الله له فيقول
له كما نقول
{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} (23)
نعبدك لكن لا نستطيع عبادتك من غير إعانة منك ومن غير توفيق منك ، ومن غير إلهام
وتيسير منك ، فيكون الأمر فى البدء وفى النهاية بتوفيق الله ، نعبد الله وبمعونة
الله نذكر الله ، وبقوة الله نحرك الأعضاء لتطيع الله ، وبإلهام الله يتحرك
الإنسان ليذكر ما ذكره به الله ، ولو تخلت عنا عناية الله ما استطعنا عبادته طرفة
عين ولا أقل ، دائرة كبيرة يسوح فيها المريد ومعه المرشد الربانى والطبيب الروحانى
حتى يصل إلى مقام الهناء والصفاء الذى يعبد الله عز وجل فيه عبادة صحيحة على أرض
مقام الفناء فيقول فى هذا الأمر الرجل الصالح ليبين عبادته
أنا بمن
فى جودى
|
من بالصفا
أتحفنى
|
|
تلك
التكاليف رمز
|
لما بها
شرفنى
|
فيرى
العبادات ليست تكليفا بل تشريفا وبعد التشريف يرها تعريف وبعد التعريف يعطيه فيه
التصريف وبعد التصريف يصير فى مقام العبودية لحضرة اللطيف فيقول
كما
قال الله( وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا
بَيْنَ ذَٰلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا
)(24)
فالذى يريد لقاء الله
لا بد له من عارف بالله يخلص سره من الشرك الخفى وقلبه من الشرك الأخفى وينزع
العوائق والحجب من أمام روحه وهذه كما يقول فيها نبينا صلى الله عليه وسلم ) إن لله سبعين حجابا من النور لو كشف واحد منها لأحرقت سبحات وجه
ما أدركه بصره ( فيكشف عنى هذه الحجب
الظلمانية ثم الحجب النورانية حتى يتحـقق المرء ويقول بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ:
{قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ . اللَّـهُ الصَّمَدُ . لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ . وَلَمْ
يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ}
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد
)19) سورة السجدة الآيـــة ( 16 ) 0
)20) سورة الأنعام
الآيــــة ( 52 ) 0
)21) سورة طــه
الآيــة ( 7 ) 0
)22) سورة النحل
الآيــة ( 66 ) 0
)23) سورة
الفاتحة الآيـــة ( 5 ) 0
)24) سورة مريم
الآيــــة ( 64)