عدد المشاهدات:
مقامات المقربين
قلوبنا تهفو إلى مقامات المقربين وتشتاق إلى منازل الصالحين وتحرص على أن يكون لها هذا الفضل فتلحق فى الدنيا بمعية الصالحين ويكون لها حظ وافر من ميراث سيد الأولين والآخرين لذلك نريد أن نعرف الطريق السهل الميسور الذي يوصلنا إلى ذلك؟ كلنا يذكر الحديث القدسي الذي يقول فيه رب العزة {وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُهُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لأعْطِيَنَّهُ، وَإِنِ اسْتَعَاذَنِي لأعِيذَنَّهُ}[1] وقد اعتقد جمٌّ غفير من المسلمين السابقين واللاحقين أن التقرب إلى الله بالنوافل هو سرُّ حبِّ الله وسبب ولاية الله وهو السبب المباشر لكل عطاءات الله لأولياء الله رضوان الله عليهم أجمعين فماذا فعلوا؟ تسابقوا فى النوافل اللواحق (أى النوافل القبلية والبعدية لكل صلاة ) وزادوا على ذلك بالنوافل التى حرص عليها حبيب الله ومصطفاه كقيام الليل وصلاة الضحى وصيام الأيام المتنوعة ولكن يا إخوانى هناك أمر غاب عن الأذهان هل هذه نوافل نظر المحققون من الصالحين ياإخوانى إلى هذه النوافل على أن الأليق بها أن تكون كالفرائض بالنسبة لنا وليست نوافل، ولمَ؟ لأنه لا يوجد بيننا من يؤدي فريضة كاملة لله وقد قال الحبيب {إنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَلاَتُهُ فَإِنْ وُجِدَتْ تَامَّةً كُتِبَتْ تَامَّةً وَإِنْ كَانَ انْتَقَصَ مِنْهَا شَيْءٌ قَالَ: انْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ لَهُ مِنْ تَطَوُّعٍ يُكَمِّلُ لَهُ مَا ضَيَّعَ مِنْ فَرِيضَةٍ مِنْ تَطَوُّعِهِ ثُمَّ سَائِرُ الأَعْمَالِ تَجْرِي عَلَى حَسَبِ ذٰلِكَ}[2] إذاً فالتطوع يُكْمل الصلاة وبالتالى فإن الصلوات اللواحق بالنسبة للضعفاء أمثالنا فى الحضور بين يديَّ الله وفى الخشوع لعظيم جلال الله تُكْمل الفرائض فربما تكمل الفريضة اللواحق القبلية والبعدية وربما لا تكفى لإكمال الفريضة فَيُؤتى لها بختام الصلاة وربما لا تكتمل الفريضة بذلك أيضاً فيؤتى لها بالصلوات النفلية كقيام الليل وصلاة الضحى وغيرها لقوله عليه أفضل الصلاة وأتم السلام {إنَّ الرجُلَ لـيُصَلِّـي الصلاةَ ما لَهُ مِنْهَا إلاَّ عُشْرُهَا تُسْعُهُا ثُمْنُهَا سُبْعُهُا سُدْسُهَا خُمْسُهَا رُبُعُهَا ثُلُثُهَا نِصْفُهَا}[3] وروى أيضاً { لا يكتب للمرء من صلاته إلا ماعقل منها} إذاً فالنوافل وظيفتها إكمال الفرائض ولذلك جاء بها النبى لإكمال الفرائض وتصير كاملة عند الله هذا فى نوافل الصلاة وكذلك فى نوافل الصيام وشأن الصلاة قال فيه سيدنا عمر على المنبر {إنّ الرجل ليشيب عارضاه – أى لحيته – في الإسلام وما أكمل لله تعالى صلاة قيل: وكيف ذلك؟ قال: لا يتم خشوعها وتواضعها وإقباله على الله عزَّ وجلَّ فيها}[4] ألم يرَ النبي رجلاً صلَّى ثم جاء يسلم عليه فقال له{ارجع فصلِّ فإنك لم تصلِّ حتى فعل ذلك ثلاث مراتٍ فقال الرجل: والذي بعثك بالحق ما أحسن غير هذا فعلمني وقال النبى في آخره للرجل بعد أن علَّمه الصلاة:فإذا فعلت هذا فقد تمَّت صلاتك وما انتقصت من هذا فإنما انتقصْتَه من صلاتك} [5] ويقول فى ذلك أيضاً الأئمة الأعلام {إن المرء ليصوم شهر رمضان ولا يكتب له صيام يوم واحد كامل عند الله}لأنه ظنَّ أن الذي يبطل الصيام الطعام والشراب والجماع ونسي قول الحبيب فى الحديث الشريف{خَمْسٌ يُفْطِرْنَ الصَّائِمَ وَيَنْقُضْنَ الْوُضُوءَ: الْكَذِبُ، وَالْغِيبَةُ، وَالنَّمِيمَةُ، وَالنَّظَرُ بِالشَّهْوَةِ وَالْيَمِينُ الْكَاذِبَةُ}[6] ومن الذي يسلم من هؤلاء؟ لا يسلم إلا أقل القليل لكنه قد يقع فى واحدة أو اثنتين أو أكثر ويعتقد أن صيامه صحيح لأنه يحكم عليه بالأمر الجامع أى بالطعام والشراب والجماع ونسي قول الحبيب المصيب صلوات الله وتسليماته عليه إذاً
ما النوافل المحققة التى يزيدها من يريد رتبة الصلاح والولاية عند الله غير ما ذكرناه؟ فالذي يريد ولاية الله عليه أن يؤدي النوافل التى ذكرناها ولا يُقصِّر فيها بل يكون أكثر الناس مسارعة إليها لكنه يعلم علم اليقين أنها ليست هى النوافل التى توجب له محبة الله لأنها فى نظره وعلى الحقيقة تُكْمل الفرائض التى عليه لله كل هذا الذي ذكرناه أعمالٌ صالحةٌ يعملها العبد لنفسه فإذا صلَّى فإنه يصلى لنفسه ألم يقل الله {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ} فالمصلى يصلى لنفسه والصائم يصوم لنفسه والمزكى يزكى لنفسه والحاج يحُج لنفسه لكن النوافل العظام التى لها شأن عند الملك العلام والوهاب العظيم والنبي الرؤوف الرحيم التى يستن فيها الإنسان برسل الله وأنبياء الله والثلة المباركة من أصحاب سيدنا رسول الله هى ما نسميها بالعبادة الخاصة كيف ذلك؟ يجب أن يكون لكل واحد عبادة خاصة يتميز بها خلاف العبادات العامة التى نشترك فيها جميعاً يؤديها خصوصية له إلى ربه هذه العبادات الخاصة أعلاها شأناً وأرفعها درجة عند الله ما كان نفعها يتعلق بخلق الله لا بذاته هو .
الموقع الرسمى لفضيلة الشيخ فوزى محمد ابوزيد
[1] رواه البخارى عن أبى هريرة [2] سنن النسائي الصغرى عن أبى هريرة [3] صحيح ابن حبان وسنن البيهقى الكبرى عن عبدالله بن عنمة [4] إحياء علوم الدين، المستطرف فى كل فن مستظرف وغيرها [5] أخرجه أبو داوود والترمذى والنسائى عن أبى هريرة [6] رواه اليلمى عن أنس، جامع المسانيد والمراسيل، وكنز العمال.
قلوبنا تهفو إلى مقامات المقربين وتشتاق إلى منازل الصالحين وتحرص على أن يكون لها هذا الفضل فتلحق فى الدنيا بمعية الصالحين ويكون لها حظ وافر من ميراث سيد الأولين والآخرين لذلك نريد أن نعرف الطريق السهل الميسور الذي يوصلنا إلى ذلك؟ كلنا يذكر الحديث القدسي الذي يقول فيه رب العزة {وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُهُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لأعْطِيَنَّهُ، وَإِنِ اسْتَعَاذَنِي لأعِيذَنَّهُ}[1] وقد اعتقد جمٌّ غفير من المسلمين السابقين واللاحقين أن التقرب إلى الله بالنوافل هو سرُّ حبِّ الله وسبب ولاية الله وهو السبب المباشر لكل عطاءات الله لأولياء الله رضوان الله عليهم أجمعين فماذا فعلوا؟ تسابقوا فى النوافل اللواحق (أى النوافل القبلية والبعدية لكل صلاة ) وزادوا على ذلك بالنوافل التى حرص عليها حبيب الله ومصطفاه كقيام الليل وصلاة الضحى وصيام الأيام المتنوعة ولكن يا إخوانى هناك أمر غاب عن الأذهان هل هذه نوافل نظر المحققون من الصالحين ياإخوانى إلى هذه النوافل على أن الأليق بها أن تكون كالفرائض بالنسبة لنا وليست نوافل، ولمَ؟ لأنه لا يوجد بيننا من يؤدي فريضة كاملة لله وقد قال الحبيب {إنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَلاَتُهُ فَإِنْ وُجِدَتْ تَامَّةً كُتِبَتْ تَامَّةً وَإِنْ كَانَ انْتَقَصَ مِنْهَا شَيْءٌ قَالَ: انْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ لَهُ مِنْ تَطَوُّعٍ يُكَمِّلُ لَهُ مَا ضَيَّعَ مِنْ فَرِيضَةٍ مِنْ تَطَوُّعِهِ ثُمَّ سَائِرُ الأَعْمَالِ تَجْرِي عَلَى حَسَبِ ذٰلِكَ}[2] إذاً فالتطوع يُكْمل الصلاة وبالتالى فإن الصلوات اللواحق بالنسبة للضعفاء أمثالنا فى الحضور بين يديَّ الله وفى الخشوع لعظيم جلال الله تُكْمل الفرائض فربما تكمل الفريضة اللواحق القبلية والبعدية وربما لا تكفى لإكمال الفريضة فَيُؤتى لها بختام الصلاة وربما لا تكتمل الفريضة بذلك أيضاً فيؤتى لها بالصلوات النفلية كقيام الليل وصلاة الضحى وغيرها لقوله عليه أفضل الصلاة وأتم السلام {إنَّ الرجُلَ لـيُصَلِّـي الصلاةَ ما لَهُ مِنْهَا إلاَّ عُشْرُهَا تُسْعُهُا ثُمْنُهَا سُبْعُهُا سُدْسُهَا خُمْسُهَا رُبُعُهَا ثُلُثُهَا نِصْفُهَا}[3] وروى أيضاً { لا يكتب للمرء من صلاته إلا ماعقل منها} إذاً فالنوافل وظيفتها إكمال الفرائض ولذلك جاء بها النبى لإكمال الفرائض وتصير كاملة عند الله هذا فى نوافل الصلاة وكذلك فى نوافل الصيام وشأن الصلاة قال فيه سيدنا عمر على المنبر {إنّ الرجل ليشيب عارضاه – أى لحيته – في الإسلام وما أكمل لله تعالى صلاة قيل: وكيف ذلك؟ قال: لا يتم خشوعها وتواضعها وإقباله على الله عزَّ وجلَّ فيها}[4] ألم يرَ النبي رجلاً صلَّى ثم جاء يسلم عليه فقال له{ارجع فصلِّ فإنك لم تصلِّ حتى فعل ذلك ثلاث مراتٍ فقال الرجل: والذي بعثك بالحق ما أحسن غير هذا فعلمني وقال النبى في آخره للرجل بعد أن علَّمه الصلاة:فإذا فعلت هذا فقد تمَّت صلاتك وما انتقصت من هذا فإنما انتقصْتَه من صلاتك} [5] ويقول فى ذلك أيضاً الأئمة الأعلام {إن المرء ليصوم شهر رمضان ولا يكتب له صيام يوم واحد كامل عند الله}لأنه ظنَّ أن الذي يبطل الصيام الطعام والشراب والجماع ونسي قول الحبيب فى الحديث الشريف{خَمْسٌ يُفْطِرْنَ الصَّائِمَ وَيَنْقُضْنَ الْوُضُوءَ: الْكَذِبُ، وَالْغِيبَةُ، وَالنَّمِيمَةُ، وَالنَّظَرُ بِالشَّهْوَةِ وَالْيَمِينُ الْكَاذِبَةُ}[6] ومن الذي يسلم من هؤلاء؟ لا يسلم إلا أقل القليل لكنه قد يقع فى واحدة أو اثنتين أو أكثر ويعتقد أن صيامه صحيح لأنه يحكم عليه بالأمر الجامع أى بالطعام والشراب والجماع ونسي قول الحبيب المصيب صلوات الله وتسليماته عليه إذاً
ما النوافل المحققة التى يزيدها من يريد رتبة الصلاح والولاية عند الله غير ما ذكرناه؟ فالذي يريد ولاية الله عليه أن يؤدي النوافل التى ذكرناها ولا يُقصِّر فيها بل يكون أكثر الناس مسارعة إليها لكنه يعلم علم اليقين أنها ليست هى النوافل التى توجب له محبة الله لأنها فى نظره وعلى الحقيقة تُكْمل الفرائض التى عليه لله كل هذا الذي ذكرناه أعمالٌ صالحةٌ يعملها العبد لنفسه فإذا صلَّى فإنه يصلى لنفسه ألم يقل الله {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ} فالمصلى يصلى لنفسه والصائم يصوم لنفسه والمزكى يزكى لنفسه والحاج يحُج لنفسه لكن النوافل العظام التى لها شأن عند الملك العلام والوهاب العظيم والنبي الرؤوف الرحيم التى يستن فيها الإنسان برسل الله وأنبياء الله والثلة المباركة من أصحاب سيدنا رسول الله هى ما نسميها بالعبادة الخاصة كيف ذلك؟ يجب أن يكون لكل واحد عبادة خاصة يتميز بها خلاف العبادات العامة التى نشترك فيها جميعاً يؤديها خصوصية له إلى ربه هذه العبادات الخاصة أعلاها شأناً وأرفعها درجة عند الله ما كان نفعها يتعلق بخلق الله لا بذاته هو .
الموقع الرسمى لفضيلة الشيخ فوزى محمد ابوزيد
[1] رواه البخارى عن أبى هريرة [2] سنن النسائي الصغرى عن أبى هريرة [3] صحيح ابن حبان وسنن البيهقى الكبرى عن عبدالله بن عنمة [4] إحياء علوم الدين، المستطرف فى كل فن مستظرف وغيرها [5] أخرجه أبو داوود والترمذى والنسائى عن أبى هريرة [6] رواه اليلمى عن أنس، جامع المسانيد والمراسيل، وكنز العمال.