عدد المشاهدات:
أدلة
الاحتفال بالمولد النبوى الشريف
وتنقسم هذه الأدلة إلى:-
أولا : القرآن الكريم
ثانيا : السنة النبوية
ثالثا : الاستحسان
رابعا: أقوال العلماء
وننتقل تباعا إلى الأدلة :
أولا
:- القران الكريم:-
الدليل
الأول
أن الفرح به صلى الله عليه وسلم مطلوب بأمر
القرآن من قوله تعالى:
( قُلْ بِفَضْلِ اللَّه وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ
فَلْيَفْرَحُوا ) [58يونس]
فالله تعالى أمرنا أن نفرح بالرحمة ، والنبي صلى
الله عليه وسلم أعظم رحمة، قال الله تعالى:
(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)
[107الأنبياء].
ويؤيد هذا تفسير حبر الأمة وترجمان القرآن
الإمام ابن عباس رضي الله عنهما ، فقد روى أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما
في الآية قال: { يَعْنِي بِفَضْلِ اللَّهِ الْقُرْآنَ وَبِرَحْمَتِهِ
يَعْنيِ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم } . قال
الله تعالى :
(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)
[107الأنبياء].
وقال السيوطى في نفس المرجع السابق أخرج الخطيب
وابن عساكر عن ابن عباس رضى الله عنهما أن شرحه لقوله تعالى قل بفضل الله قال فضل
الله هو النبى صلى الله عليه وسلم وجاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :
وقوله تعالى: (بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) [128التوبة]، وقال
صاحب أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن الشيخ الشنقيطى:
لاشك فى أن الآية
الكريمة تشمل النبى فهو رحمة الله التى أمرنا الله بالفرح بها، فالفرح به صلى الله عليه وسلم مطلوبٌ في كل وقت وفي كل نعمة وعند كل
فضل ولكنه يتأكد في كل يوم الإثنين وفي كل شهر الربيع لقوة المناسبة وملاحظة
الوقت، ومعلومٌ أنه لا يغفل عن المناسبة ويعرض عنها في وقتها إلا مغفلٌ أحمق.
الدليل الثاني من القرآن:
أن الله تعالى قال:
(وَكُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ
بِهِ فُؤَادَكَ ) [120هود]
فهذا يظهر منه أن الحكمة في قص أنباء الرسل عليهم
السلام تثبيت فؤاده الشريف فقد ثبت الله فؤاده الشريف بذلك بذكر قصة ميلاد عدد من
الأنبياء عليهم السلام كقصة مولد سيدنا موسى عليه السلام في سورة القصص ومثل ذلك
قصة مولد سيدنا يحى بن زكريا عليهما السلام في سورة مريم وسورة آل عمران وكذلك قصة
ميلاد مريم وقصة ميلاد عيسى عليهما السلام في سورتى آل عمران ومريم، ونقول وهل
يقتفى الذى يفعل المولد بقراءة قصة مولد سيدنا رسول الله على الأسماع إلا المنهج
القرآنى الكريم؟
وعلى هذا ينبغى أن نشكر الله تعالى على هذه
النعمة بالاحتفال بها في يوم مولده خاصة وفى كل وقت بصفة عامة وذلك لذكر قصة مولده
وبعثته وجهاده وشمائله وهذه صورة من الصور المعبرة عن الشكر، ومن أجل ذلك قال
الحافظ ابن حجر: " وإذا نظرنا إلى ما منَّ الله به على
العالم بمولده وجدنا أن هذا الميلاد أعظم النعم المستحقة للشكر والمستوجبة للسرور
والحبور " ،
ولا شك أننا اليوم نحتاج إلى تثبيت أفئدتنا
بأنباءه وأخباره أشد من احتياجه هو صلى الله عليه وسلم.
الدليل الثالث من القرآن الكريم:
أن المولد الشريف يبعث على الصلاة والسلام
المطلوبين بقوله تعالى:
«إن الله وملائكته يصلُّون على النبي» محمد صلى
الله عليه وسلم «يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً» [56الأحزاب]
وما كان يبعث على المطلوب شرعاً فهو مطلوب
شرعاً ، فكم للصلاة من فوائد نبوية ، وإمدادات محمدية ، يسجد القلم في محراب
البيان عاجزاً عن تعداد آثارها ومظاهر أنوارها.
ثانياً:
الأدلة من السنة النبوية
الدليل الأول من السنة:
أن الإحتفال بالمولد النبوي الشريف تعبير عن
الفرح والسرور بالمصطفى صلى الله عليه وسلم وقد انتفع به الكافر.
فقد جاء في البخاري أنه يخفف عن أبي لهب كل
يوم الاثنين بسبب عتقه لثويبة جاريته لما بشّرته بولادة المصطفى صلى الله عليه
وسلم.
ويقول في ذلك الحافظ شمس الدين محمد بن ناصر
الدين الدمشقي:
إذا كان هذا كافراً جاء ذَمُّهُ
|
بتبَّت يداه في الجحيم مخلدا
|
أتى أنه في يوم الاثنين دائماً
|
يخفف عنه للسرور بأحمدا
|
فما الظن بالعبد الذي طول عمره
|
بأحمد مسروراً ومات موحداً
|
وهذا الخبر رواه البخارى في الصحيح في كتاب
النكاح معلقاً ونقله الحافظ ابن حجر في الفتح ورواه الإمام عبدالرزاق الصنعاني في
المصنف ج7 ص 478 والحافظ البيهقي في الدلائل وابن كثير في السيرة النبوية من البداية
ج1 ص 224 وابن الديبع الشيباني في حدائق الأنوار ج1 ص 134 والحافظ البغوى في شرح
السنة ج9 ص192 والعامرى في بهجة المحافل ج1 ص41، وهذه الرواية وإن كانت مرسلة إلا
أنها مقبولة لأجل نقل البخارى لها واعتماد العلماء من الحفاظ لذلك ولكونها في
المناقب والخصائص لا في الحلال والحرام، وطلاب العلم يعرفون الفرق في الاستدلال
بالحديث بين المناقب والأحكام، وأما انتفاع الكفار بأعمالهم ففيه كلام بين العلماء
ليس هذا محل بسطه ، والأصل فيه ما جاء في الصحيح من التخفيف عن أبي طالب بطلب رسول
الله صلى الله عليه وسلم
الدليل الثاني من السنة:
أنه صلى الله عليه وسلم كان يعظم يوم مولده
ويشكر الله تعالى فيه على نعمته الكبرى عليه ، وتفضله عليه بالجود لهذا الوجود، إذ
أسعد به كل موجود، وكان يعبر عن ذلك التعظيم بالصيام كما جاء في الحديث عن أبي
قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم الاثنين؟ فقال: { ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ
، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ}[2].
وهذا في معنى الإحتفال به إلا أن الصورة
مختلفة ولكن المعنى موجود سواء كان ذلك
بصيام أو إطعام طعام أو اجتماع على ذكر أو صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أو
سماع شمائله الشريفة.
الدليل الثالث من السنة:
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلاحظ
ارتباط الزمان بالحوداث الدينية العظمى التى مضت وانقضت فإذا جاء الزمان الذي وقعت
فيه كان فرصة لتذكرها ، وتعظيم يومها لأجلها ولأنه ظرف خاص.
وقد أصَّل صلى الله عليه وسلم هذه القاعدة
بنفسه كما صرح في الحديث الصحيح:
{
لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
الْمَدِينَةَ وَجَدَ الْيَهُودَ يَصُومُونَ
عَاشُورَاءَ , فَسُئِلُوا عَنْ ذَلِكَ ، فَقَالُوا : هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي
أَظْفَرَ اللَّهُ فِيهِ مُوسَى وَبَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى فِرْعَوْنَ وَنَحْنُ
نَصُومُهُ تَعْظِيمًا لَهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : "
نَحْنُ أَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ
ثُمَّ أَمَرَ بِصَوْمِه"}[3].
الدليل الرابع من السنة:
يؤخذ من قوله صلى الله عليه وسلم في فضل يوم
الجمعة ، وعدّ مزاياه: { فِيهِ خُلِقَ آدَمُ عَلَيْهِ
السَّلامُ }[4] تشريف الزمان الذي ثبت أنه ميلاد لأى نبي كان من الأنبياء عليهم
السلام ، فكيف باليوم الذي ولد فيه أفضل النبيين وأشرف المرسلين؟!
ولا يختص هذا التعظيم بذلك اليوم بعينه بل
يكون له خصوصاً ولنوعه عموما مهما تكرر كما هو الحال في يوم الجمعة، شكراً للنعمة
، وإظهاراً لمزية النبوة، وإحياء للحوادث التاريخية الخطيرة ذات الإصلاح المهم في
تاريخ الإنسانية وجبهة الدهر وصحيفة الخلود كما يؤخذ تعظيم المكان الذي ولد فيه
نبي من أمر جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم بصلاة ركعتين ببيت لحم ،
ثم قال له: أتدرى أين صليت ؟ قال : لا
قال: صليت ببيت لحم حيث ولد عيسى ، كما جاء
في حديث شداد بن أوس الذي رواه البزار وأبو يعلى والطبراني ، قال الحافظ الهيثمي
في مجمع الزوائد : ورجاله رجال الصحيح ج1 ص47 ، وقد نقل هذه الرواية الحافظ ابن
حجر في الفتح ج7 ص199 وسكت عنها.
ثالثاً:
أدلة الاستحسان:
الدليل الاول:
أن المولد أمر استحسنه العلماء والمسلمون في
جميع البلاد وجرى به العمل في كل صقع فهو مطلوب شرعاً للقاعدة المأخوذة من حديث
ابن مسعود الموقوف:
{ فَمَا
رَآهُ الْمُسْلِمُونَ حَسَنًا فَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ حَسَنٌ ، وَمَا رَأَوْهُ
سَيِّئًا فَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ سَيِّئٌ }[5].
الدليل الثاني:
أن المولد الشريف يشتمل على ذكر مولده الشريف
ومعجزاته وسيرته والتعريف به:
أولسنا مأمورين بمعرفته ومطالبين بالاقتداء
به، والتأسي بأعماله، والإيمان بمعجزاته والتصديق بآياته؟ وكتب المولد تؤدي هذا المعنى
تمام.
الدليل الثالث
التعرض لمكافأته بأداء بعض ما يجب له علينا
ببيان أوصافه الكاملة وأخلاقه الفاضلة:
وقد كان الشعراء يفدون إلي الحبيب المصطفى
صلى الله عليه وسلم بالقصائد ويرضى عملهم ويجزيهم على ذلك بالطيبات والصلاة، فإذا
كان يرضى عمن مدحه، فكيف لا يرضى عمن جمع شمائله الشريفة ، ففى ذلك التقرب له عليه
السلام باستجلاب محبته ورضاه.
الدليل الرابع:
أن معرفة شمائله ومعجزاته وإرهاصاته تستدعى
كمال الإيمان به عليه الصلاة والسلام، وزيادة المحبة إذ الإنسان مطبوع على حب
الجميل خلقا وخلقا علما وعملا حالا واعتقادا ولا أجمل ولا أكمل ولا أفضل من أخلاقه
وشمائله صلى الله عليه وسلم وزيادة المحبة وكمال الإيمان مطلوبان شرعا فما كان
يستدعيهما فهو مطلوب كذلك.
الدليل الخامس:
أن تعظيمه صلى الله عليه وسلم مشروع:
والفرح بيوم ميلاده الشريف بإظهار السرور
وصنع الولائم والاجتماع للذكر وإكرام الفقراء من أظهر مظاهر التعظيم والإبتهاج
والفرح والشكر لله، بما هدانا لدينه القويم ، وما منَّ به علينا من بعثه عليه أفضل
الصلاة والتسليم.
الدليل السادس:
أن المولد اشتمل على اجتماع وذكر وصدقة ومدح
وتعظيم للجناب النبوي فهو سنة، وهذه أمور مطلوبة شرعاً وممدوحة ، وقد جاءت الآثار
الصحيحة بها وبالحث عليها.
الدليل السابع:
أن الاحتفال بالمولد إحياء لذكرى المصطفى صلى
الله عليه وسلم وذلك مشروع عندنا في الإسلام، فأنت ترى أن أكثر أعمال الحج إنما هي
إحياء لذكريات مشهودة ومواقف محمودة؛ فالسعي بين الصفا والمروة ورمي الجمار والذبح
بمنى كلها حوادث ماضية سابقة يحيي المسلمون ذكراها بتجديد صُورها في الواقع؛
والدليل على ذلك قوله تعالى:
(وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ
) [27الحج]،
وقوله تعالى حكاية عن إبراهيم وإسماعيل
عليهما السلام:
(وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا
) [128البقرة].
رابعاً:
أقوال العلماء:
أولاً: قول الحافظ ابن حجر العسقلاني
قال الإمام الحافظ أبوالفضل أحمد بن حجر
العسقلاني: وقد ظهر لي تخريجه على أصل ثابت
وهو ما ثبت في الصحيحين: { لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صلى
الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وَجَدَ الْيَهُودَ يَصُومُونَ عَاشُورَاءَ ,
فَسُئِلُوا عَنْ ذَلِكَ ، فَقَالُوا : هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي أَظْفَرَ اللَّهُ
فِيهِ مُوسَى وَبَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى فِرْعَوْنَ وَنَحْنُ نَصُومُهُ
تَعْظِيمًا لَهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " نَحْنُ
أَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ ثُمَّ أَمَرَ بِصَوْمِه"}[6].
فيستفاد منه فعل الشكر على ما منَّ به في يوم
معين من إسداء نعمة أو دفع نقمة ويعاد في نظير ذلك اليوم من كل سنة ، والشكر لله
يحصل بأنواع العبادة كالسجود والصيام والصدقة وتلاوة القرآن وأي نعمة أعظم من بروز
هذا النبي نبي الرحمة في ذلك اليوم، قال تعالى: [164آل عمران]
( َقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ
بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ )
ثانياً: قول الحافظ جلال الدين السيوطي:
وقال السيوطي : وقد ظهر لي تخريجه على أصل
آخر وهو ما أخرجه البيهيقي عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم عقّ عن نفسه بعد النبوة
مع أنه قد ورد أن جده عبدالمطلب عقّ عنه في سابع ولادته، والعقيقة لا تعاد مرة
ثانية، فيحمل ذلك على أن الذي فعله النبي صلى الله عليه وسلم إظهار للشكر على
إيجاد الله إياه رحمة للعالمين وتشريع لأمته، فيستحب لنا أيضاً إظهار الشكر بمولده
صلى الله عليه وسلم باجتماع الإخوان وإطعام الطعام ونحو ذلك من وجوه القربات
وإظهار المسرات.
ثالثاً: قول الحافظ شمس الدين الجزري:
وقال السيوطي: ثم رأيت إمام القراء الحافظ
شمس الدين الجزرى قال في كتابه المسمى "عرف التعريف بالمولد الشريف" ما
نصه:
وقد رؤي أبولهب بعد موته في النوم فقيل له:
ما حالك؟ فقال : في النار، إلا أنه يخفف عنى كل ليلة إثنين، وأمص بين أصبعيّ هاتين
ماء بقدر هذا، وأشار برأس أصبعه –وإن ذلك باعتاقي لثويبة عندما بشرتني بولادة
النبي صلى الله عليه وسلم وبإرضاعها له.
فإذا كان أبولهب الكافر الذي نزل القرآن بذمه
جوزي (في النار) بفرحه ليلة مولد النبي صلى الله عليه وسلم به، فما حال المسلم
الموحّد من أمة النبي صلى الله عليه وسلم، يسر بمولده، ويبذل ما تصل إليه قدرته في
محبته صلى الله عليه وسلم.
ولعمري إنما يكون جزاؤه من المولى الكريم أن
يدخله بفضله جنات النعيم.
رابعاً: قول الحافظ شمس الدين بن ناصر الدين
الدمشقي:
وقال الحافظ شمس الدين بن ناصر الدين الدمشقي
في كتابه المسمى: بـ "مورد الصادي في مولد الهادي":
وقد صح أن أبا لهب يخفف عنه عذاب النار في
مثل يوم الاثنين لإعتاقه ثويبة سروراً بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم أنشد:
إذا كان هذا كافراً جاء ذَمُّهُ
|
بتبَّت يداه في الجحيم مخلدا
|
أتى أنه في يوم الاثنين دائماً
|
يخفف عنه للسرور بأحمدا
|
فما الظن بالعبد الذي طول عمره
|
بأحمد مسروراً ومات موحداً
|
خامسا : قول الشيخ ابن تيمية :-
قال ابن تيمية في كتابة اقتضاء الصراط
المستقيم طبعة دار الحديث :
" فتعظيم المولد واتخاذه موسما قد يفعله بعض الناس ويكون له فيه أجر عظيم لحسن قصده وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم . ولهذا قيل للإمام أحمد صاحب المذهب عن بعض الأمراء أنه أنفق على مصحف ألف دينار ونحو ذلك فقال دعه فهذا أفضل ما أنفق فيه الذهب مع أن مذهبه أن زخرفة المصاحف مكروهه".
" فتعظيم المولد واتخاذه موسما قد يفعله بعض الناس ويكون له فيه أجر عظيم لحسن قصده وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم . ولهذا قيل للإمام أحمد صاحب المذهب عن بعض الأمراء أنه أنفق على مصحف ألف دينار ونحو ذلك فقال دعه فهذا أفضل ما أنفق فيه الذهب مع أن مذهبه أن زخرفة المصاحف مكروهه".
وقال ابن تيمية أيضا في الفتاوى المجلد 23
صفحة 132 ما نصه:
" وقد روى في الملائكة السيارين الذين يتتبعون مجالس الذكر الحديث المعروف فلو أن قوما اجتمعوا بعض الليالى على صلاة تطوع من غير أن يتخذوا من ذلك عادة راتبة تشبة السنة الراتبة لم يكره وكذلك القول في ليلة المولد وغيره".
" وقد روى في الملائكة السيارين الذين يتتبعون مجالس الذكر الحديث المعروف فلو أن قوما اجتمعوا بعض الليالى على صلاة تطوع من غير أن يتخذوا من ذلك عادة راتبة تشبة السنة الراتبة لم يكره وكذلك القول في ليلة المولد وغيره".
سادسا :قول الشيخ ابن الجوزى :-
نقل صاحب السيرة الحلبية عن ابن الجوزى أنه
قال عن المولد الشريف أنه " أمان في ذلك العام وبشرى عاجلة لنيل البغية
والمرام".
سابعا : قول الحافظ العراقى :-
فقد جاء في شرح المواهب اللدنية للزرقانى أنه
قال : "إن اتخاذ الوليمة لإطعام الطعام مستحب في كل وقت فكيف إذا إنضم إلى
ذلك الفرح والسرور لظهور النبى صلى الله عليه وسلم في هذا الشهر الشريف ولا يلزم
من كونه بدعة أن يكون مكروها فكم من بدعة مستحبة بل قد تكون واجبة".
ثامنا : قول الحافظ السخاوى :-
جاء في السيرة الحلبية أنه قال: -
لم يفعله أحد من السلف في القرون الثلاثة
الأولى وإنما حدث بعد ثم لازال أهل الإسلام من سائر الأقطار والمدن يعملون المولد
ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات ويعتنون بقراءة مولده الكريم ويظهر عليهم من
بركاته كل فضل عميم.
تاسعا : قول الإمام ابن عابدين :-
قال في شرحه على مولد ابن حجر ما نصه :
" اعلم أن من البدع المحمودة عمل المولد الشريف من الشهر الذى ولد فيه صلى
الله عليه وسلم وقال أيضا : فالاجتماع لسماع قصة صاحب المعجزات عليه أفضل الصلوات
وأكمل التحيات من أعظم القربات لما يشتمل عليه من المعجزات وكثرة الصدقات".
عاشراً : قول الإمام محمد متولى الشعراوى :
قال في كتابه على مائدة الفكر الإسلامى صفحة
295 : واكراما لهذا المولد الكريم فإنه يحق لنا أن نظهر معالم الفرح والإبتهاج
بهذه الذكرى الحبيبة لقلوبنا كل عام وذلك بالاحتفال بها من وقتها" وقال أيضا
في نفس الصفحة "إذا كان بنوا البشر فرحين بمجيئة لهذا العالم وكذلك المخلوقات
الجامده فرحة لمولده وكل النباتات فرحة لمولده وكل الحيوانات فرحة لمولده وكل الجن
فرحة لمولده فلماذا تمنعونا من الفرح لمولده؟:
وضابط كل ما سبق مما ذكرناه من الوجوه في
مشروعية احتفالات المولد النبوي الشريف إنما هو احتفالاته التى خلت من المنكرات
المذمومة التى يجب الإنكار عليها ، أما إذا اشتمل المولد على شيء مما يجب الإنكار
عليه كاختلاط الرجال بالنساء وارتكاب المحرمات وكثرة الإسراف مما لا يرضى به صاحب
المولد الشريف صلى الله عليه وسلم، فهذا لا شك في تحريمه ومنعه لما اشتمل عليه من
المحرمات، لكن تحريمه حينئذ يكون عارضياً لا ذاتياً كما لا يخفى على من تأمل ذلك.
منقول كتاب دلائل الفرح بالرحمة المهداة
لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد
[3] صحيح البخارى عن ابن عباس
رضي الله عنهما.