عدد المشاهدات:
قال الله عزَّ وجلَّ:{وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ }
الكتاب هو رسول الله: { وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ } [105الإسراء]،
وأين نزل؟ .... { نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ } [193الشعراء] على: ......... { وَبِالْحَقِّ نَزَلَ } [105الإسراء]
ولذلك قال:[ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى. وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى. إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ] 9[3-4النجم]
فلا ينطق عن هوى فى نفسه ولا عن رأى فى شخصه، وإنما ينطق مبلغاً عن الله، لأنه صلى الله عليه وسلم فنى عن نفسه، ولم يعد له حظ ولا هوى ولا مطمع دنيوى أو فانى، وإنما كان كل همه أن يبلغ رسالات الله عزَّ وجلَّ إلى خلق الله:{وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ} صلى الله عليه وسلم،وذلك لأنه صورة الحق التى ظهرت بين الخلق، صورة حقية فى صورة آدمية ، باطنه حق وظاهره خلق، وظاهره مرآة تبين جمال باطنه.
إذاً فقد أصبح ظاهره حق وباطنه حق، وإلا لما أوجب الله علينا اتباعه حتى فى مشيه وفى طعامه وشرابه وفى كل أموره، وقد قال سيدنا عبد الله بن عمرو بن العاص:{ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّى أَسْمَعُ مِنْكَ أَشْيَاءَ أَفَأَكْتُبُهَا؟
قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: فِى الْغَضَبِ وَالرِّضَا؟ قَالَ: نَعَمْ، فَإِنِّى لاَ أَقُولُ فِيهِمَا إِلاَّ حَقًّا }.
فهو صورة الحق التى أجلاها للخلق ليتجملوا بهذا الجمال، فيحوزوا رضاء الحق عزَّ وجلَّ، وكأن الله عزَّ وجلَّ جعله مثالاً للكمالات التى يحبها من خلقه!!،
فمن أراد أن يكون حبيباً لله فليتخلق ويتجمل بجمال حبيب الله ومصطفاه، فيصير مثله حبيباً لله على قدره لا على قدر الحبيب الأول صلى الله عليه وسلم.ولذلك دائماً ما نقول لإخواننا ونقول لكم ولكل المحبين:
عليكم أولاً استحضار صورته الحسية لكى يتهنى بها القلب.
لكن حاول أن تتجمل ليس بصورته الحسية ولكن بأوصافه المعنوية، وعندما تتجمل بأوصافه المعنوية يمنُّ عليك الله عزَّ وجلَّ فيُجمل باطنك بأوصافه النورانية، ولما يجمل باطنك بأوصافه صلى الله عليه وسلم النورانية يفتح لك فتوحات العارفين، ويجعلك من أهل مقامات القرب من رب العالمين عزَّ وجلَّ،
وهذا هو سرُّ أهل الخصوصية مع الصور المحبوبية
الموقع الرسمى لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد