آخر الأخبار
موضوعات

الثلاثاء، 6 ديسمبر 2016

- كتاب دلائل الفرح بالرحمة المهداة

عدد المشاهدات:
نبذة عن الكتاب
كان الدافع لنا لكتابة هذه الرسالة ما ينتشر في هذه الأيام في بعض الوريقات والمطويات التى يتداولها العوام من الناس والتى شحنت بما لا ينبغى حول ما يختص بالاحتفال بالمولد النبوى الشريف فرأيت أنه من الواجب علىَّ أن أبين للناس جلية الأمر في هذا الموضوع ولا أتركهم في حيرة من أمرهم.
وقد تعجبت أن يبلغ الحال ببعض المسلمين أن يكون إحياء ذكرى يوم ولادته صلى الله عليه وسلم موضع تساؤل واستفهام وجدل وانقسام وتفسيق وتبديع واتهام بل ويزيد الأمر عند بعضهم إلى تكفير وإخراج من يحتفل بمولده من دائرة الإسلام دون خشية من الملك العلام مع وجود من يجيز هذا الاحتفال من الأئمة الأعلام ووراث علم سيد الأنام صلى الله عليه وعلى آله البررة الكرام

مقدمة
الحمد لله الذى أضاء الوجود بنور الشمس المشرقة بهداه لكل موجود والصلاة والسلام على سيدنا محمد حامل لواء الحمد ومفتاح دار الخلد وآله وصحبه الركع السجود وكل من تبعهم وحف بألطافهم يوم الورود وعلينا معهم أجمعين آمين يارب العالمين .
وبعد،
فينبغى على كل مسلم أن يكون في احتفال دائم واهتمام بالغ برسول الله صلى الله عليه وسلم فالمسلم اذا سمع ذكر رسول الله بادر بالصلاة والتسليم عليه وإذا تذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم حنّ واشتاق إليه لأنه يعلم أن رسول الله أولى به من نفسه ومن كل شئ بعد الله سبحانه وتعالى ويعتقد أن رسول الله هو أصل عزه ومجده وسعادته في الدنيا والآخرة .
ولذلك فالمسلم على أقل تقدير يذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحتفى به في كل آذان وإقامه وفى كل صلاة فرضا ونفلا وكل يوم وليلة أكثر من ستين مرة وهذا فضلا عن خارج العبادات فإن رسول الله لم يغب عن أى مسلم من المسلمين وقتا من الأوقات وإنما عندما تأتى على المسلم أيام مولده صلى الله عليه وسلم يتذكر أن هذه الأيام هى بداية إشراق شمسه على الكائنات الأرضية والحسية فيزداد فرح المسلم برسول الله صلى الله عليه وسلم وتقوى رعايته لفضل الله عليه في هذه الأيام وتعظم حفاوته برسول الله وتزكوا بهجته ومسراته فيها ويتخذ من هذه الأيام عيداً أكبر يوسع فيه على نفسه وعلى عياله وأهله وعلى فقراء المسلمين فرحا بنعمة الله الكبرى عليه التى أكرمة الله بها في هذه الأيام وهى ميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقد كان الدافع لنا لكتابة هذه الرسالة ما ينتشر في هذه الأيام في بعض الوريقات والمطويات التى يتداولها العوام من الناس والتى شحنت بما لا ينبغى حول ما يختص بالاحتفال بالمولد النبوى الشريف فرأيت أنه من الواجب علىَّ أن أبين للناس جلية الأمر في هذا الموضوع ولا أتركهم في حيرة من أمرهم.
وقد تعجبت أن يبلغ الحال ببعض المسلمين أن يكون إحياء ذكرى يوم ولادته صلى الله عليه وسلم موضع تساؤل واستفهام وجدل وانقسام وتفسيق وتبديع واتهام بل ويزيد الأمر عند بعضهم إلى تكفير وإخراج من يحتفل بمولده من دائرة الإسلام دون خشية من الملك العلام مع وجود من يجيز هذا الاحتفال من الأئمة الأعلام ووراث علم سيد الأنام صلى الله عليه وعلى آله البررة الكرام وقد استندوا في دعواهم على قول خير الأنام:
{وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ ، وَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ }[1]
وقوله صلى الله عليه وسلم: { مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ }[2].
فرأيت أنه من الواجب أن أوضح أولا مفهوم البدعة من أقوال العلماء لإخوانى المعارضين هداهم الله مستندا على أقوال الحفاظ والمحدثين قبل أن أشرع في ذكر أدلة الاحتفال بالمولد النبوى الشريف حتى لايقعوا في أعراض المسلمين وعلمائهم وعامتهم وذلك لما رأيت من سوء فهمهم لحديث البدعة.
هذا مع العلم أن الله تعالى قال في قرآنه:( وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ) [5ابراهيم]، وأيام الله هى أيام الانتصارات الكبرى والوقائع العظمى وأعظم هذه الأيام على الإطلاق هو يوم ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه سبب كل نعمة وأصل كل خير وقال الله تعالى أيضا (وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا )[103آل عمران]، والنعمة التى ألف الله بها بين القلوب هى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
والاحتفال بالمولد النبوى له أصل كالشمس في رابعة النهار فإنه كان صلى الله عليه وسلم يعظم يوم مولده ويشكر الله عليه ويصومه كما جاء في الحديث الصحيح عندما سئل عن صيام يوم الإثنين فقال: { ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ}[3]، فإذا كان ليوم الجمعة كما في الحديث الصحيح فضل لأن آدم علية السلام خلق فيه وهو تشريف للزمان فكيف باليوم الذى ولد فيه خير الأنام صلى الله عليه وسلم ؟
فإن قيل أن النبى صلى الله عليه وسلم اعتنى بمولده بالصيام وأنتم تحتفلون بالإجتماع وغيره من أنواع القربات والأعمال التى لم يفعلها صلى الله عليه وسلم وهذا من البدع .
فالجواب على ذلك : أن هذا يرجع إلى كيفية الاحتفال وهيئته وبما أنه ثبت أنه صلى الله عليه وسلم احتفل به في صورة الصيام فالكيفيات المطلقه مسائل اجتهاديه أى أن هذا أمر مفتوح للأمة بحسب اجتهادهم ونظرهم وأحوالهم .
فإن قيل : إن المسلمين الأولين لم يحتفلوا بالمولد فنقول:
أن المسلمين الأوائل رضى الله عنهم لم يكونوا في حاجة إلى من يذكرهم بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا بشئ من سيرته وحياته ولا بشئ من معجزاته وكراماته لأن رسول الله كان صورة حية ماثله أمام أعينهم لا تغيب – مع قول سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه: ( كنا نعلم أبنائنا سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومغازيه ( يعنى غزواته ) كما نعلمهم السورة من القرآن )
ولكن لما ضعف المسلمون وانتشر بينهم الجهل بهذه المعانى اضطر العلماء الى أن يجعلوا مناسبات يجمعون المسلمون بها وحولها على مائدة العلم والمعرفة والقرآن والذكر والفكر والشكر والصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم وعلى تشويق الناس وتحبيبهم في رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أسأل الله تعالى ....
أن يجمع شمل إخواننا المسلمين ويؤلف بين قلوبهم . ولا يجعل بأسهم بينهم وأن يجعلهم إخوة متآلفين متعاونين على الدوام وأذكر نفسى وإخوانى المسلمين أجمعين بحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم الذى أخرجه أبو يعلى رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
{ إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ قَرَأَ الْقُرْآنَ , حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ بَهْجَتَهُ عَلَيْهِ ، وَكَانَ رِدْءًا لِلإِسْلامِ انْسَلَخَ مِنْهُ وَنَبَذَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ ، وَسَعى عَلَى جَارِهِ بِالسَّيْفِ , وَرَمَاهُ بِالشِّرْكِ " . قُلْتُ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ! أَيُّهُمَا أَوْلَى بِالشِّرْكِ الرَّامِي ، أَوِ الْمَرْمِيِّ ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: " بَلِ الرَّامِي }[4].
(رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً  إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ).[8آل عمران]
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم.
الجميزة في يوم الإثنين الموافق 28 من صفر 1438 هجرية
                                28 من نوفمبر 2016 ميلاديه.





[1] رواه أبوداود والنسائي والإمام أحمد عن عرباض بن سارية.
[2] صحيح البخارى عن عائشة رضي الله عنها
[3] صحيح مسلم عن أبي قتادة الانصارى.
[4] قال الحافظ ابن كثير اسناده جيد (( المجلد الثانى صفحة 353 ))


كتاب دلائل الفرح بالرحمة المهداة
لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:




شارك فى نشر الخير