عدد المشاهدات:
إن لله قوماً ملأ قلوبهم بمحبته وهيئ أبدانهم لخدمته وأعانهم بعونه وأمدهم بحوله وطوله وقوته، وهم يحنون إليه حنين الأرواح إلى أجسامها والطيور إلى أوكارها والحقائق الراقية إلى نعيمها في الجنان، وتطالبهم قلوبهم بمواصلة محبوبهم والسعي في العمل الموصل إلى حبه ورضاه، ويعوقهم عن الوصول إلى ذلك إبليس وجنوده، والنفس وحشودها، والهوى وأتباعه، ويساعد على ذلك مجالسة الغافلين ومخالطة البطالين.
أردنا أن نستعين بالله ونعين إخواننا المحبين الصادقين الطالبين لرضاه جل في علاه على تبيان السبيل الموصل إلى فضل الله والذي ينال به العبد إكرام مولاه وتفتح له به خزائن عطاياه.
فبينا العوائق التي ينبغي أن يتخلى عنها العبد المراد لأنها آفات تقطعه عن طريق الله تعالى وتحرمه من قربه سبحانه وتعالى ورضاه وتمنع عنه جوده ونفحاته وعطاياه.
وذكرناهم بما ينبغي أن يتجملوا به من الأحوال العلية والصفات المرضية التى بها يصيرون من الأتقياء الأنقياء الذين يسخر الله تعالى لهم ما في الأرض وما في السماء:
(وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه ) [ 13الجاثية]
وكذلك يصيرون من الوجهاء يوم العرض واللقاء.
وأسال الله تعالى ان ينفع بهذه الآداب كل من تاب إلى الله وأناب واتبع هدي الحبيب المصطفى وعمل بما في السنة والكتاب وأن يجعله نبراساً للمجدين وميزاناً للمخلصين ونافعا لكل من قرأه أو عمل به من الصادقين.
- كتاب آداب المحبين لله
لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد
حمل الكتاب مجانا
0 التعليقات
