عدد المشاهدات:
تجديد أحوال أهل المدينة المنورة
إن من أهم
غايات الصالحين السابقين والمعاصرين تجديد حال أهل المدينة المنورة لمن التف حولهم
من المحبين ......
بحيث يكون كل
من انتمى إليهم ......
أو وصل بفضل
الله عزوجل إليهم في أي مكان وفي أي زمان ......
صورة مطابقة
سلوكاً وعملاً وحالاً واعتقاداً لأهل مدينة النبي العدنان صلى الله عليه وسلم.
وهذه منية كل
الواصلين، وأمل كل العارفين، وبغية كل الأفراد الوارثين:
أن يجدد في
مجتمعه الذي يعيش فيه أحوال سيد الأولين والآخرين ومن حوله من الأنصار والمهاجرين
والصحابة السابقين رضوان الله تبارك وتعالى عليهم أجمعين.
ولذلك ينبغي
لكل من توجه إليهم أو جلس بين أيديهم .....
أن تكون هذه
بغيته ......
وأن يكون هذا
أمله ......
أن يجدد في
نفسه، وفي بيته، وفي الإخوان الذين يلتف بهم في المكان الذي يقيم فيه حال أهل
المدينة المنورة.
فإذا أكرمنا
الله عزوجل وأعاننا بعونه، وأمدنا بحوله وطوله وقوته وصنعنا على قدرنا ذلك – ولو
كنا أفراداً قليلين – كنا لأهل الأرض .......
كالنجوم التي
يستضيئون بها في ظلام الليل في السماء.
نجوم
الاقتداء والاهتداء
ما النجوم التي
يستضيء بها أهل الأرض في هديهم وفي سيرهم وفي سلوكهم وفي أخلاقهم؟ أهي النجوم التي
في السماء؟ لا، ولكن النجوم التي في الأرض، والتي يقول فيها إمامنا أبو العزائم رضى الله عنه
وأرضاه:
وي عجيب صارت الأرض سما
|
والسما قد سُخِّرت بالمجمل
|
أيها الأرض بمن نلت العُلا؟
|
بالحبيب محمد وبآله بالأمثل
|
نالت العلا
بالحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، وبآله الطيبين، وبمن مشوا على مثليته وهديه
وسيرته من التابعين والصادقين إلى يوم الدين، وفيهم يقول صلى الله عليه وسلم:
{ إِنَّمَا أَصْحَابِي
كَالنُّجُومِ، فَبِأَيِّهِمُ اقْتَدَيْتُمُ اهْتَدَيْتُمْ }[1]
وهل بعد انقضاء
العصر الأول خفتت النجوم وانتثرت النجوم؟ حاشا لله عزوجل، لا يموت نجم إلا ويقوم
مقامه نجم آخر، يُظهره الله يضيء لعباد الله، ويتبعه من اهتدى بهداه، ويسيرون معه
حتى يوصلهم إلى أرقى الأحوال التي كان عليها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم،
ونسأل الله عزوجل أن نكون منهم أجمعين.رضى الله عنه
ولذلك قُصَّاد
العارفين والصالحين غير بقية الخلق أجمعين، لا بد لهم من أوصاف ظاهرة وباطنة تختلف
عما نراه من أهل الدنيا، وأهل الأهواء، وأهل الحظوظ، وأهل الشهوات أجمعين.
لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد
حمل الكتاب مجانا