عدد المشاهدات:
السؤال الرابع والثلاثون: ما هو دور العارفين
بالله فى معالجة الناس من الوساوس الشيطانية؟.
الجواب:
الوساوس الشيطانية هي الوعود الزائفة والأماني الباطلة،
التي يُمنى بها الشيطان صاحبه ويغرية بها، ولا يزال به حتى يوقعه فى معصية الله
كدوره مع آدم عليه السلام قال الله تعالى عن كيفية وسوسة الشيطان للناس:
﴿يَعِدُهُمْ
وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا﴾. [120،النساء]. فيأخذ
الشيطان لعنه الله فى تزيين عمل الشر للإنسان ويفرش له الطريق بالورود والرياحين
الخداعة ويعد الانسان بالسعادة العريضة الزائفة، ويضع أمام الإنسان الأحلام والأماني
الكاذبة، حتى يضعف الإنسان أمام هذه المغريات فيقع فى معصية الله، وكلما هجعت هذه
الخواطر أذكاها الشيطان وهيجها حتى تكون صورة قوية فى نفس الإنسان. تستوجب عليه
سرعة المقاومة وعظيم المجاهدة ويقطع الطريق على عدوه لكيلا ينتصر عليه. وهنا يجب
على المؤمن أن يلجأ إلى العلماء العارفين بالله، ليخلصوه من هذه الوسوسة، ويعالجوه
من فتنتها بالحكمة والموعظة الحسنة والدعاء إلى الله عز وجل أن يكشف
عنه ضرر الشيطان ومكره وكيده وأن المسلمين الذين يتعرفون على هؤلاء العارفين يكون
لهم عناية خاصة فى غيابهم وحضورهم، وكثيرًا ما كان بعض الناس يعتزمون على ارتكاب
الكبائر، وفجأة يرون شيخهم أمامهم، فيفزعون إلى الله بالندم والتوبة والاستحياء من
الله ورسوله، هذا هو السر فى التعرف على العارفين بالله، زد على ذلك ما يناله
المتصل بهم من المعرفة والعلم بالله والنور الذى يستضىء به، مما يجعله يراقب الله عزَّ وجلَّ في حياته،
وفي سلوكه ولنا دليل على ذلك هو قول الله تعالى فى قصه سيدنا يوسف عليه السلام: ﴿وَلَقَدْ
هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ ﴾.[24،يوسف]. فقيل إن
البرهان الذي رآه هو صورة أبيه يعقوب عليه السلام.
ولأولياء الله نصيب من هذه الحقائق، وميراث من تلكم
المعاني، فالعارفون رضي الله عنهم لهم طاقات وهبها الله لهم، يلاحظون بها ابنائهم
وإخوانهم ومعارفهم وأحبابهم وقد ورد فى حديث شريف ما معناه: {إن الله ينظر إلى قوم كفاحا وينظر إلى قوم في قلوب قوم فتوددوا
إلى أصحاب تلك القلوب فعسى أن ينظر الله إليكم فيها فتسعدون سعادة لا تشقوا بعدها
ابدا}.
وقد قال قائلهم حول هذا المعنى :
قلوب
العارفين لها عيون ..... ترى ما لا يراه الناظرون
وأجنحة تطير بغير ريش ..... إلى ملكوت رب العالمينكتبه
فضيلة الشيخ محمد على سلامة
من كتابه حوار حول غوامض الجن