عدد المشاهدات:
كثيراً ما تحدث الأزمات والمصائب والمشكلات للأسر المسلمة، تهزها وتعصف بها، تمتحنها وتختبر ثباتها وإيمانها وقوتها، كثير منها يخور ويتهدم على ساكنيه فيصبح يبابا، فتتفرق الأسر وسط العواصف وتذوب علاقاتها أمام الهزات، وقليل منها الثابت العنيد أمام الزلازل، فيتثبت بالتشبث بإيمانه بربه وعلاقته بمولاه إذ علموا أنه لا ملجأ إلا إليه ولا مفرج للكربات إلا هو ولا ناصر إلا قدرته - سبحانه -.
أتصور بيوتنا التي تحتوي أسرنا المسلمة ويتربى فيها أبناؤنا الطيبون كلما مرت بها شدة أو أزمة وكأنها خلايا نحل تدور تبحث عما يرضي الله - سبحانه - من العمل فتسارع في إنجازه وترجو القربى من ربها ليفرج عنها كربتها.
وأتصورها وكأنها معامل تكرير لنفوس أفرادها من الخبث الذي علق ببعضها في الأيام الخاليات، وأتصورها وكأنها مولدات طاقة دينامية تبعث النشاط والحراك في النفس والجسد ليقوم بعبوديته المرجوة، وأتصورها كدافعات إيمانية خلفية لكل امرئ غفل عن حق ربه فغفل أو لهى ثم أدرك حاجته الماسة للقرب من ربه - سبحانه - والتقرب إليه.
إن بيوتا في شمال الأرض وجنوبها وشرقها وغربها - قد حرمت نفسها من معنى الإيمان وغفلت عن رونق العبودية -، لتشكو ليل نهار من قسوة الحياة، وضيق الصدر، وظلام الداخل، وقسوة نفوس أبنائها على بعضهم البعض، فنراها - برغم أموالها المتكاثرة، وإمكاناتها التكنولوجية الباهرة، - وقد تفسخت أوصالها، وسكن الشيطان في صدور أفرادها، فصاروا أنماطا متفردة مستقلة متنازعة، لا رابط بينها، إلا ماديات الحياة.
ومن تأمل البيوت التي خلت من الإيمان والهدى، علم كم للإيمان من قيمة في بناء الأسرة المؤمنة، وفهم مقدار التأثير الإيجابي لتعاليم الإسلام على نفوس الكبار والصغار فيها.
إن طمأنينة علوية تعلو البيت المؤمن قد تٌسكن قلب الكبير، فتدعوه لرفع يديه داعيا ربه لولده الصالح أن يحفظه من كل سوء، وربتة حانية على ظهر طفل صغير ترسم بسمة صافية على شفاهه، فيسارع إلى تقليد أبيه في الصلاة والسجود.
ونظرة مشفقة من عين أم لابنتها، تدعوها بها إلى الإفصاح عما يحزنها ويدور بخلدها، فتقترب البنت، وتبوح بكل ما يزعجها، فتعلمها أمها الصواب والخير.
وموقف حرص ونصح أمين من أخ لأخيه، يمنعه به عما يضره، لينقش رسما صالحا في ذاكرة الأخ، فلا ينسى عبر السنين.
وصلة رحم نقية من قريب إلى قريب لتبارك الرزق وتنسأ الأثر.
ومن مثلنا نحن أمة الإسلام - في بيوتنا؟! فالوالد في بيوتنا: راع، ومرب، وخطيب، ومعلم، وإمام، وقدوة، وحارس، ونبع شفقة.
والأم في بيوتنا: رقة وحنان، وخدمة، وعطر يملأ جنبات البيت، وحبل ارتباط بين الجميع، مربية ومعلمة، وناصحة وموجهة وقاضية بالعدل، وحافظة لحدود الله.
والابن في بيوتنا: نتاج حلال وبركة، ثمرة حلوة نضرة، مذاقها حلو وريحها حلو، يحفظ الآداب، وينبغ في العلم، ويتفوق في المروءة، وينشأ في طاعة الله.
والبنت: زهرة متفتحة، وحياء بالغ، وحجاب مسدل، وقيم ومبادئ، وشخصية قوية وأثر إيجابي فعال.
والجد في بيتنا كهف علم، وقاموس تجربة، ونبع حكمة، له الوقار والتقدير، والمحبة والاحترام، ومنه العطاء الدائم، وعلى يديه تصير البركات والصالحات.
فمن مثلنا إذن؟!
وإذا حدث لذلك البيت المؤمن المهيب أوقات شدة أو ألمت به أزمة، اجتمع أبناؤه فتعاونوا على البر والتقوى، فتعاهدوا على الصيام، وتداعوا إلى الصدقة، وصنعوا منظومة لصلة الأرحام ورعاية الجار، وكتبوا أجندة للطاعات، وخرجوا في مظاهرة حب وعبودية لدعوة الخلق من حولهم للعودة إلى الله وإعلان الفقر له ورجاء نصرته.
لكأنني أراهم في بيوتنا وقد نزعوا ثياب الغفلة، وتخلوا عن أنماط الكسل، وألقوا بالنفعية والأنانية عبر البحر، أقدموا ولم يحجموا، وفاقوا في خطوهم آثار الخيال، قد تبدى الإخلاص من حركاتهم وسكناتهم، ورسم التواضع محياهم، وداعب عيونهم البكاء كلما التقوا صغيراً محتاجاً، أو عاجزاً مقيداً، أو فقيراً حيياً.
فما أحسن أثرهم على من حولهم من الناس، وما أطيب عطرهم العبق الفائح تهذيباً وتأديباً، وما أعمق بصماتهم على وجه الأيام بين الناس إصلاحاً وتقويماً.
إن تلك البيوت على الحال التي ذكرناها، لتعد نموذجاً نورانياً في مجتمعاتنا، ولبنة صلبة تقيم عود المجتمع وتشد جيده، وتقوي عزمه، وترفع قدره وقيمته نحو الإنجازات العاليات.
فهل لي أن أسائل نفسي وقارئي: متى الأيام تنجب مثل ذاك النموذج التربوي الساحر؟ ومتى المجتمع المسلم المعاصر يرعى أمثال تلك اللبنات المجتمعية الفائقة الروعة؟ فلا يقتصر حديثنا حولها حول الرجاءات والآمال والأمنيات، فتتحول من أمل إلى واقع، ومن منى إلى تطبيق، ذاك أن ديننا ميسور مقدور التنفيذ، ومنهجنا التربوي قابل العمل سريع الأثر، وبين أيدينا كلام ربنا، ووصايا نبينا، وقلوبنا النابضة بالوحدانية والدعاء.
أتصور بيوتنا التي تحتوي أسرنا المسلمة ويتربى فيها أبناؤنا الطيبون كلما مرت بها شدة أو أزمة وكأنها خلايا نحل تدور تبحث عما يرضي الله - سبحانه - من العمل فتسارع في إنجازه وترجو القربى من ربها ليفرج عنها كربتها.
وأتصورها وكأنها معامل تكرير لنفوس أفرادها من الخبث الذي علق ببعضها في الأيام الخاليات، وأتصورها وكأنها مولدات طاقة دينامية تبعث النشاط والحراك في النفس والجسد ليقوم بعبوديته المرجوة، وأتصورها كدافعات إيمانية خلفية لكل امرئ غفل عن حق ربه فغفل أو لهى ثم أدرك حاجته الماسة للقرب من ربه - سبحانه - والتقرب إليه.
إن بيوتا في شمال الأرض وجنوبها وشرقها وغربها - قد حرمت نفسها من معنى الإيمان وغفلت عن رونق العبودية -، لتشكو ليل نهار من قسوة الحياة، وضيق الصدر، وظلام الداخل، وقسوة نفوس أبنائها على بعضهم البعض، فنراها - برغم أموالها المتكاثرة، وإمكاناتها التكنولوجية الباهرة، - وقد تفسخت أوصالها، وسكن الشيطان في صدور أفرادها، فصاروا أنماطا متفردة مستقلة متنازعة، لا رابط بينها، إلا ماديات الحياة.
ومن تأمل البيوت التي خلت من الإيمان والهدى، علم كم للإيمان من قيمة في بناء الأسرة المؤمنة، وفهم مقدار التأثير الإيجابي لتعاليم الإسلام على نفوس الكبار والصغار فيها.
إن طمأنينة علوية تعلو البيت المؤمن قد تٌسكن قلب الكبير، فتدعوه لرفع يديه داعيا ربه لولده الصالح أن يحفظه من كل سوء، وربتة حانية على ظهر طفل صغير ترسم بسمة صافية على شفاهه، فيسارع إلى تقليد أبيه في الصلاة والسجود.
ونظرة مشفقة من عين أم لابنتها، تدعوها بها إلى الإفصاح عما يحزنها ويدور بخلدها، فتقترب البنت، وتبوح بكل ما يزعجها، فتعلمها أمها الصواب والخير.
وموقف حرص ونصح أمين من أخ لأخيه، يمنعه به عما يضره، لينقش رسما صالحا في ذاكرة الأخ، فلا ينسى عبر السنين.
وصلة رحم نقية من قريب إلى قريب لتبارك الرزق وتنسأ الأثر.
ومن مثلنا نحن أمة الإسلام - في بيوتنا؟! فالوالد في بيوتنا: راع، ومرب، وخطيب، ومعلم، وإمام، وقدوة، وحارس، ونبع شفقة.
والأم في بيوتنا: رقة وحنان، وخدمة، وعطر يملأ جنبات البيت، وحبل ارتباط بين الجميع، مربية ومعلمة، وناصحة وموجهة وقاضية بالعدل، وحافظة لحدود الله.
والابن في بيوتنا: نتاج حلال وبركة، ثمرة حلوة نضرة، مذاقها حلو وريحها حلو، يحفظ الآداب، وينبغ في العلم، ويتفوق في المروءة، وينشأ في طاعة الله.
والبنت: زهرة متفتحة، وحياء بالغ، وحجاب مسدل، وقيم ومبادئ، وشخصية قوية وأثر إيجابي فعال.
والجد في بيتنا كهف علم، وقاموس تجربة، ونبع حكمة، له الوقار والتقدير، والمحبة والاحترام، ومنه العطاء الدائم، وعلى يديه تصير البركات والصالحات.
فمن مثلنا إذن؟!
وإذا حدث لذلك البيت المؤمن المهيب أوقات شدة أو ألمت به أزمة، اجتمع أبناؤه فتعاونوا على البر والتقوى، فتعاهدوا على الصيام، وتداعوا إلى الصدقة، وصنعوا منظومة لصلة الأرحام ورعاية الجار، وكتبوا أجندة للطاعات، وخرجوا في مظاهرة حب وعبودية لدعوة الخلق من حولهم للعودة إلى الله وإعلان الفقر له ورجاء نصرته.
لكأنني أراهم في بيوتنا وقد نزعوا ثياب الغفلة، وتخلوا عن أنماط الكسل، وألقوا بالنفعية والأنانية عبر البحر، أقدموا ولم يحجموا، وفاقوا في خطوهم آثار الخيال، قد تبدى الإخلاص من حركاتهم وسكناتهم، ورسم التواضع محياهم، وداعب عيونهم البكاء كلما التقوا صغيراً محتاجاً، أو عاجزاً مقيداً، أو فقيراً حيياً.
فما أحسن أثرهم على من حولهم من الناس، وما أطيب عطرهم العبق الفائح تهذيباً وتأديباً، وما أعمق بصماتهم على وجه الأيام بين الناس إصلاحاً وتقويماً.
إن تلك البيوت على الحال التي ذكرناها، لتعد نموذجاً نورانياً في مجتمعاتنا، ولبنة صلبة تقيم عود المجتمع وتشد جيده، وتقوي عزمه، وترفع قدره وقيمته نحو الإنجازات العاليات.
فهل لي أن أسائل نفسي وقارئي: متى الأيام تنجب مثل ذاك النموذج التربوي الساحر؟ ومتى المجتمع المسلم المعاصر يرعى أمثال تلك اللبنات المجتمعية الفائقة الروعة؟ فلا يقتصر حديثنا حولها حول الرجاءات والآمال والأمنيات، فتتحول من أمل إلى واقع، ومن منى إلى تطبيق، ذاك أن ديننا ميسور مقدور التنفيذ، ومنهجنا التربوي قابل العمل سريع الأثر، وبين أيدينا كلام ربنا، ووصايا نبينا، وقلوبنا النابضة بالوحدانية والدعاء.