عدد المشاهدات:
كثير من الناس لديه ذنب يصاحبه , يكاد أن يدمنه منذ فترة طويلة , يصاحبه في حله وترحاله , يكثر من الوقوع فيه بشكل متكرر متتابع ..!
القلوب اللاهية لا تتأثر بذلك الذنب الملاصق , ولا تتألم له , ولا تعاني من وجوده , بل قد تتمادى فيه , وقد تضم إليه غيره من المعاصي , حتى تفسد عليه حياته !
فمن الناس من أدمن الفساد , وارتاحت له نفسه , فصار يغلق عينيه عن رؤية الفساد , ولو رآه لبرره , واحتج بكونه ضعيف لايقوى على رفضه , ثم تراه يصبح ترسا في منظومته , ومشجعا عليه , ويصير وصوليا مداحا للفاسدين , ساكتا عن كلمة الحق , مخروسا عن نقد الباطل والفساد .. فتصير حياته كلها فساد !
والبعض قد أدمن الظلم , فصار يظلم أبناءه فلا يقوم بحقهم , ويظلم زوجته فيؤذيها ويؤلمها و ويهملها , ويظلم أخواته فيغصب حقهن في الميراث , ويظلم العاملين عنده فيضيع حقهم ويقتص منه , ويماطل في أجورهم , ويظلم الناس فلا يؤدي دين من أقرضه مع غناه , ولا يرد الأمانة لمن ائتمنه ..
ومنهم من قد أدمن الرشوة , فصار يستبيحها في عمله بشكل يومي دائم , بل تطور الأمر به أنه يطلبها مباشرة , بل تطور به حتى إنه ليمتنع عن أداء العمل لمن لم يعطيه الرشوة , وصار طعامه حراما وشرابه حراما ..!
آخرون قد أدمنوا الربا , فصاروا لايبالون عن أموالهم من أين اكتسبوها , مادامت تزيد أمامهم , بل صاروا يصمون آذانهم عن فتاوى حرمة الربا , بل عن آيات القرآن في محاربة آكل الربا , وصارت حياتهم كلها ربا , متعرضون لحرب من الله ربهم .
وغيرهم قد أدمنوا العري , ووجدوا أنفسهم في رؤية العري , ومتابعته , والنظر إليه , بل والسعي نحوه , وتركوا أنفسهم نهبة للشهوات , فنهارهم لهاث نحو النساء وليلهم سقوط في حمأة الذنب !
كل واحد من هؤلاء وأمثالهم قد يفاجأ – مع مرور الوقت – بجبال من آثام قد واقعها استهانة بهذا الذنب , ثم يرتطم بجدران عازلة بينها وبين التوبة منه , وبضعف متناه في القدرة على البعد عنه , وربما قهره هذا الذنب , فظل يصاحبه حتى آخر رمق وآخر لحظة وآخر لفظة من الحياة , فيلقى ربه عليه ..
إدمان الذنب سببه الضعف في لحظة الوقوع فيه , وعدم القدرة على الصمود أمام بريقه , وتراجع مستوى يقين القلب في مواجهته , والاستسلام أمام دعوة الشيطان لتكراره , وتذكر لذة حدوثه , وعدم اتخاذ خطوات تنفيذية في طريق تركه وإبعاده .
بعض مدمني الذنوب قلوبهم طيبة , ونفوسهم مؤمنة , لكنها عاصية , تضعف أمام ذلك الذنب , وتنكسر أمامه , فيمثل لها ذلك الذنب العقدة الثقيلة , والعقبة الكؤود .
هؤلاء الطيبيون يعانون معاناة تلك العلاقة المحرمة بينهم وبين الذنب , وتنغص عليهم حياتهم , فهم يرتجون الإقلاع عنه لكنهم لايفعلون , ويتمنون التوبة منه لكنهم لاينجحون ..!
إن حياة المؤمن كلها عبارة عن صراع بين الحق والباطل , ومنازعة بين الطاعة والإثم , فليس ثم لحظة راحة , ولا توجد ساعات هدنة , إلى أن يلقى ربه , يعبر عن ذلك ما يروى عن الإمام أحمد في لحظاته الأخيرة يغشى عليه ثم يقول : ليس بعد , فيسألونه عن ذلك , فيقول يأتيني الشيطان فيقول لي : أفلت مني ياأحمد , فاقول له : ليس بعد .. ليس بعد
الشيطان – لطول صحبته للإنسان , يعرف نقائصه , ويترصد لسقطاته , ويبحث عن ثغراته للولوج له والوسوسة له , والتأثير عليه .
والحقيقة أنه ليس هناك مؤمن عديم الذنب , بل الجميع مخطىء , ومسىء , ومقصر في جنب ربه سبحانه , لكن هناك من ينجح في مواجهة الشيطان , والفوز عليه في مباراة المنازعة بين الطاعة والمعصية , ومنهم من يستسلم له فينهزم ويحمل ذنبا بعد ذنب وخطيئة تلو خطيئة ..
البداية يجب أن تكون من القلب , فهو المركز المؤثر , البداية من هنا بالفعل , هذا القلب يجب أن يمتلىء بحب ربه سبحانه , وحب رضاه , وحب توحيده , وأن يسعى أن يستشعر بلذة العبودية , وطعم الإيمان , وحلاوة التوبة من الإثم .
ثم عليه أن يقنع نفسه إقناعا بخطر ذلك الإثم وسوء أثره عليه , وعقوبته المؤلمة إن هو تهاون فيه , فيندم عليه ندما يحرق حلاوة المعصية التي يجدها , ويذكر نفسه أنه عليه أن يلبي نداء ربه في التوبة النصوح من كل إثم والمسارعة إليها .." يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا "
ثم يوقظ في نفسه القدرة على الإيجابية والمبادرة والمجاهدة , والبدء يخطوات تنفيذية حقيقية في سبيل تغيير حياته ونفسيته , ويستبدل ضعفه ثباتا ويقينا وقوة قلب ويستصحب الخوف من الله سبحانه , ويذكر نفسه بعذابه وعقابه " قوا أنفسكم وأهليكم نارا "
ثم يجب أن يقوم المؤمن بعملية أشبه بالعملية الجراحية لاستئصال ورم خبيث , فيقطع الأوردة التي تغذي هذا الورم , ويقطع الحبال التي توصله بالذنب , ويسد الطرق التي يسير فيها إليه , ويفارق أماكنه , والذين يسهلونه له , ويضع العقبات في سبيله إذا هو أراد العودة إليه .
وهو في كل ذلك يستعين بالله الرحيم اللطيف الخبير سبحانه , ويحسن الظن به سبحانه , بأنه سيتوب عليه ويغفر له , ويكثر من دعاء ربه بالتوفيق للتوبة منه .
الحقيقة أن هذه العملية المركبة في مطاردة الذنوب , ينبغي أن تكون دائمة طوال حياة الإنسان , كما ينبغي أن تكون متابعة مع كل ذنب ينتبه المؤمن أنه قد عاوده .
لكن لاينبغي أن يؤثر ذلك على حياته وإنجازاته وإيجابيته في مسايرة خطواته الفعالة في سبيل نجاحه وإصلاحه لحياته ومجتمعه , فالتوبة عملية دائمة , والإصلاح أيضا هو عملية دائمة , والإنجاز في الحياة عملية موصولة مع كل خطوة من خطوات المؤمن .
فعليك إذن أن تخطو نحو الأمام في حياتك , وتتابع قلبك وتطهره وتنقيه من آثار الخطايا , وترجو ربك وتدعوه بالتوفيق ... كله معا
القلوب اللاهية لا تتأثر بذلك الذنب الملاصق , ولا تتألم له , ولا تعاني من وجوده , بل قد تتمادى فيه , وقد تضم إليه غيره من المعاصي , حتى تفسد عليه حياته !
فمن الناس من أدمن الفساد , وارتاحت له نفسه , فصار يغلق عينيه عن رؤية الفساد , ولو رآه لبرره , واحتج بكونه ضعيف لايقوى على رفضه , ثم تراه يصبح ترسا في منظومته , ومشجعا عليه , ويصير وصوليا مداحا للفاسدين , ساكتا عن كلمة الحق , مخروسا عن نقد الباطل والفساد .. فتصير حياته كلها فساد !
والبعض قد أدمن الظلم , فصار يظلم أبناءه فلا يقوم بحقهم , ويظلم زوجته فيؤذيها ويؤلمها و ويهملها , ويظلم أخواته فيغصب حقهن في الميراث , ويظلم العاملين عنده فيضيع حقهم ويقتص منه , ويماطل في أجورهم , ويظلم الناس فلا يؤدي دين من أقرضه مع غناه , ولا يرد الأمانة لمن ائتمنه ..
ومنهم من قد أدمن الرشوة , فصار يستبيحها في عمله بشكل يومي دائم , بل تطور الأمر به أنه يطلبها مباشرة , بل تطور به حتى إنه ليمتنع عن أداء العمل لمن لم يعطيه الرشوة , وصار طعامه حراما وشرابه حراما ..!
آخرون قد أدمنوا الربا , فصاروا لايبالون عن أموالهم من أين اكتسبوها , مادامت تزيد أمامهم , بل صاروا يصمون آذانهم عن فتاوى حرمة الربا , بل عن آيات القرآن في محاربة آكل الربا , وصارت حياتهم كلها ربا , متعرضون لحرب من الله ربهم .
وغيرهم قد أدمنوا العري , ووجدوا أنفسهم في رؤية العري , ومتابعته , والنظر إليه , بل والسعي نحوه , وتركوا أنفسهم نهبة للشهوات , فنهارهم لهاث نحو النساء وليلهم سقوط في حمأة الذنب !
كل واحد من هؤلاء وأمثالهم قد يفاجأ – مع مرور الوقت – بجبال من آثام قد واقعها استهانة بهذا الذنب , ثم يرتطم بجدران عازلة بينها وبين التوبة منه , وبضعف متناه في القدرة على البعد عنه , وربما قهره هذا الذنب , فظل يصاحبه حتى آخر رمق وآخر لحظة وآخر لفظة من الحياة , فيلقى ربه عليه ..
إدمان الذنب سببه الضعف في لحظة الوقوع فيه , وعدم القدرة على الصمود أمام بريقه , وتراجع مستوى يقين القلب في مواجهته , والاستسلام أمام دعوة الشيطان لتكراره , وتذكر لذة حدوثه , وعدم اتخاذ خطوات تنفيذية في طريق تركه وإبعاده .
بعض مدمني الذنوب قلوبهم طيبة , ونفوسهم مؤمنة , لكنها عاصية , تضعف أمام ذلك الذنب , وتنكسر أمامه , فيمثل لها ذلك الذنب العقدة الثقيلة , والعقبة الكؤود .
هؤلاء الطيبيون يعانون معاناة تلك العلاقة المحرمة بينهم وبين الذنب , وتنغص عليهم حياتهم , فهم يرتجون الإقلاع عنه لكنهم لايفعلون , ويتمنون التوبة منه لكنهم لاينجحون ..!
إن حياة المؤمن كلها عبارة عن صراع بين الحق والباطل , ومنازعة بين الطاعة والإثم , فليس ثم لحظة راحة , ولا توجد ساعات هدنة , إلى أن يلقى ربه , يعبر عن ذلك ما يروى عن الإمام أحمد في لحظاته الأخيرة يغشى عليه ثم يقول : ليس بعد , فيسألونه عن ذلك , فيقول يأتيني الشيطان فيقول لي : أفلت مني ياأحمد , فاقول له : ليس بعد .. ليس بعد
الشيطان – لطول صحبته للإنسان , يعرف نقائصه , ويترصد لسقطاته , ويبحث عن ثغراته للولوج له والوسوسة له , والتأثير عليه .
والحقيقة أنه ليس هناك مؤمن عديم الذنب , بل الجميع مخطىء , ومسىء , ومقصر في جنب ربه سبحانه , لكن هناك من ينجح في مواجهة الشيطان , والفوز عليه في مباراة المنازعة بين الطاعة والمعصية , ومنهم من يستسلم له فينهزم ويحمل ذنبا بعد ذنب وخطيئة تلو خطيئة ..
البداية يجب أن تكون من القلب , فهو المركز المؤثر , البداية من هنا بالفعل , هذا القلب يجب أن يمتلىء بحب ربه سبحانه , وحب رضاه , وحب توحيده , وأن يسعى أن يستشعر بلذة العبودية , وطعم الإيمان , وحلاوة التوبة من الإثم .
ثم عليه أن يقنع نفسه إقناعا بخطر ذلك الإثم وسوء أثره عليه , وعقوبته المؤلمة إن هو تهاون فيه , فيندم عليه ندما يحرق حلاوة المعصية التي يجدها , ويذكر نفسه أنه عليه أن يلبي نداء ربه في التوبة النصوح من كل إثم والمسارعة إليها .." يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا "
ثم يوقظ في نفسه القدرة على الإيجابية والمبادرة والمجاهدة , والبدء يخطوات تنفيذية حقيقية في سبيل تغيير حياته ونفسيته , ويستبدل ضعفه ثباتا ويقينا وقوة قلب ويستصحب الخوف من الله سبحانه , ويذكر نفسه بعذابه وعقابه " قوا أنفسكم وأهليكم نارا "
ثم يجب أن يقوم المؤمن بعملية أشبه بالعملية الجراحية لاستئصال ورم خبيث , فيقطع الأوردة التي تغذي هذا الورم , ويقطع الحبال التي توصله بالذنب , ويسد الطرق التي يسير فيها إليه , ويفارق أماكنه , والذين يسهلونه له , ويضع العقبات في سبيله إذا هو أراد العودة إليه .
وهو في كل ذلك يستعين بالله الرحيم اللطيف الخبير سبحانه , ويحسن الظن به سبحانه , بأنه سيتوب عليه ويغفر له , ويكثر من دعاء ربه بالتوفيق للتوبة منه .
الحقيقة أن هذه العملية المركبة في مطاردة الذنوب , ينبغي أن تكون دائمة طوال حياة الإنسان , كما ينبغي أن تكون متابعة مع كل ذنب ينتبه المؤمن أنه قد عاوده .
لكن لاينبغي أن يؤثر ذلك على حياته وإنجازاته وإيجابيته في مسايرة خطواته الفعالة في سبيل نجاحه وإصلاحه لحياته ومجتمعه , فالتوبة عملية دائمة , والإصلاح أيضا هو عملية دائمة , والإنجاز في الحياة عملية موصولة مع كل خطوة من خطوات المؤمن .
فعليك إذن أن تخطو نحو الأمام في حياتك , وتتابع قلبك وتطهره وتنقيه من آثار الخطايا , وترجو ربك وتدعوه بالتوفيق ... كله معا