آخر الأخبار
موضوعات

السبت، 7 يناير 2017

- شعب الايمان الثامنة: الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.

عدد المشاهدات:
الشعبة الثامنة: الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.
وهو فرض عين على العلماء المتمكنين الراسخين في العلم. والأمر بالمعروف هو بيان الخير والهدى، والواجبات والسنن للمسلمين، وأمرهم بها بصفة مستمرة في كل وقت، حتى يعيش المسلمون في حالة التذكر الدائم، ولا يغيب عنهم شئ من أمور دينهم، لأن العلماء يسعون بينهم بنور الله الذي وهبه لهم، فإنهم سرج الدنيا ومصابيح الآخرة. قال تعالى: ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾.[ 104، آل عمران]. وتوصيتهم للناس بهذه الأحكام والآداب، إنما يكون بالطريق المعروف عن رسول الله وصحابته وأئمة الهدى في هذا الشأن، حتى يستميلوا قلوب الناس ومشاعرهم إلى دين الله قال تعالى: ﴿قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾. [108، يوسف]. وتسبيح الله في هذا المقام يفيد تعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن على نهجه، من الإنسان الذي لا يهتدى بعد دعوته بهذا الأسلوب الكريم، الذي يجعل الأحجار والأشجار تحن لصاحبه وتستجيب إليه فما بال هذا الإنسان المتحجر القلب، القاسى الفؤاد:﴿ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾. [74، البقرة].
والنهى عن المنكر إنما يكون بتوضيح المنكر وبيانه للمسلمين وإظهار فضائحه وفظائعه، وآثاره المؤلمة على المسلمين في كل نواحى حياتهم، وبيان وعيد الله وعذابه للمرتكبين له في الآخرة، حتى يقشعر جسم المؤمن، وترعوى نفسه، وينزعج قلبه، فيتوب إلى الله ويندم على ما فعله.
وتوجيه النصح في هذا الشأن يكون مرتبطاً بالغاية المرجوة منه وهو هداية الناس وتخليصهم من المنكرات. ولا يكون بالتشنيع عليهم أو التعريض بهم، أو مس مشاعرهم من قريب أو بعيد فإن ذلك ينفرهم من الدين ويحرمهم من نور التوبة والإنابة إلى الله وكذلك يكون التوجيه مشمولا ببيان وسعة رحمة الله ومغفرته وإكرامه للتائبين، وحبه لهم، وثناءه عليهم بعبارات تشد القلوب وتجذب النفوس إلى فضل الله ورحمته.
ولكل موقف من تلك المواقف حديث يتناسب معه. وحوار يتجلى فيه الصبر والحلم والرحمة بعباد الله. من الآمر بالمعروف والناهى عن المنكر، وكم أفسد الجهال أمثالي قلوب المسلمين وأحوالهم بالأسلوب الخشن والقول الجاف، والكلام الغليظ، مما أنتج النتائج العكسية، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.
ومن هنا كان الآمر بالمعروف والناهى عن المنكر، لا بد وأن يكون حكيما حليما، رحيماً صبوراً قبل أن يكون عالماً لأنه يأمر المسلمين وينهاهم، والمسلمون رحماء فيما بينهم. رزقنا الله سبحانه الأهلية لهذا العمل المجيد إنه مجيب الدعاء.
شعب الايمان لفضيلة الشيخ محمد على سلامة


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:




شارك فى نشر الخير