آخر الأخبار
موضوعات

الأحد، 8 يناير 2017

- الشعبة الحادية عشر: صلة الأرحام.

عدد المشاهدات:
الشعبة الحادية عشر: صلة الأرحام.
والأرحام عن الأقارب أيضاً. فإذا كان القريب ليس له حق عندك أوجبته الشريعة كما تقدم ذكره في الشعبة العاشرة، فإن له عليك حق الصلة.
والصلة هى أن تنفح قريبك مما رزقك الله. كثيراً كان ذلك أو قليلاً من غير أن تنتظر منه مقابلاً لذلك. لأنك تصله بحكم الرحم الذي بينك وبينه والذي يفرض عليك هذه الصلة. قال صلى الله عليه وسلم:{من سره أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أجله فليصل رحمه}.[1] وقال صلى الله عليه وسلم:{ليس الواصل بالمكافئ وإنما الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها}.[2]
وقال الله في الحديث القدسى: ﴿ أنا الرحمن وهى الرحم اشتققت له إسما من إسمى فمن وصلها وصلته، ومن قطعها قطعته[3].
وصلة الرحم أمر زائد على حق ذى الرحم. وذلك حتى يقوى الترابط والتماسك الأسرى. وتنمو وتزداد المحبة بين الأقارب والأرحام. ويرضى الله ورسوله. ويعم الرخاء والأمن.
قال الله تعالى ناعياً على الكافرين أمرهم: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ﴾. [22-23، محمد].
وليس هناك تشنيع ولا تقريع ولا تهديد أفظع من ذلك الذي توعدهم الله به.
كم من المسلمين من أصيب بما أصيب به أهل الكفر بالله !؟. والعياذ بالله. فكم منهم من هجر الأرحام. وقطع أسباب الصلات والعلاقات الكريمة فيما بينهم بل إن منهم من يتمادى في ذلك إلى أبعد مدى ويقول: (إللى يزورنى أزوره، واللى يجينى أروح له، واللى يسأل عنى أسأل عنه).  إلى غير ذلك من عبارات أهل الجهل بدين الله. ويظن المسكين أنه على حق !!
وهناك من المسلمين من يرتكب حماقات أكبر من ذلك. فيسيء إلى أرحامه وأقاربه ويؤذيهم. علاوة على قطيعتهم. وذلك أنكى جرما وأشد إثماً.
وهذه الأمراض علاجها في الإيمان بما جاء عن الله وعن رسوله في هذه الناحية من أحكام وآداب. والاقتناع بها. والرجوع إليها والاعتصام بها. فإنها الشفاء من هذه الآلام والأسقام الروحانية والدينية.
وسماها الله رحماً إما لأنهم يجتمعون ويلتقون في رحم أم واحدة، وإما لأنهم متراحمون فيما بينهم بحكم الفطرة والعادة لقرابتهم من بعضهم، وإما لأن الله رحمهم ببعضهم فرحم الآباء والأمهات أبناءهم وأحفادهم ورحم الأبناء آباءهم وأمهاتهم وأجدادهم وما تفرع منهم. وذلك لأن الله ألقى في قلوبهم هذه الرحمة. وإن الذي يشذ عن هذه الفطرة فقد اعتراه داء عضال ومرض مهلك. وهو الصم والعمى. وعليه أن يتناول الشفاء من يمين الله عزَّ وجلَّ ويمين رسوله صلى الله عليه وسلم والله يهدينا إلى سواء السبيل.

شعب الايمان لفضيلة الشيخ محمد على سلامة


[1] رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة.
[2] البيهقي في شعب الإيمان عن عمر.
[3] الحكيم عن ابن عباس.
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:




شارك فى نشر الخير