عدد المشاهدات:
أوربا تقول لتخدع والإسلام يعمل لينفع ( وشتان بينهما ) :
ليس من يقول ليخدع كمن يعمل لينفع. يظن من يجهل روح الإسلام أن دول أوربا هي دول الإصلاح والسلام، وهم في الحقيقة دول الطمع والحرب على أنفسهم قبل غيرهم، لأنهم أسسوا رقيهم في هذا العالم على ثلاثة أسس: أولها: ما اخترعوه من الآلات الجهنمية. وثانيها: ما أتقنوه من نقض العهود وخديعة الأمم. وثالثها: ما ابتدعوه من مفسدات للعقول، ومن سعى لاختلاف الأمم الإسلامية خاصة، والشرقية عامة بعضها على بعض، ومن خروج كل هيئة من الهيئات في كل أمة على بعضها. ولكن خاب فألهم، فإن غير المسلمين في الشرق تذكروا حسن المعاملة وخير الجوار بين المسلمين قروناً طويلة، وتحققوا مقاصد دول الاستعمار من إبادة النفوس، وسلب مرافق الحياة، وتدمير المدن العامرة. وليست أستراليا وأمريكا والأندلس ببعيدة عن الذاكرة، بل ولا فلسطين وسوريا والريف والهند والسودان وجاوا والموصل والعراق بغائبة عن الحس، فإن دول الاستعمار سلبت صناعات القوم وفنونهم وتجاراتهم وزراعتهم، فأصبحت كل أمة أذل من الرقيق في أوطانها. ولم يكف تلك الدول سلب مرافق الحياة حتى سلبت عاداتهم الفاضلة، وأخلاقهم الجميلة، ووحدتهم القومية. ثم تعدت ذلك حتى سلبت من قلوبهم العقيدة الحقة بزخارف كلامية، فأصبح القوم – وخصوصاً بعض من تلقى العلم منهم في الأزهر – يكذبون القرآن في أخباره، والتوراة في قصصها والإنجيل في روايته عن الأنبياء، بوقاحة يخجل أن يرتكبها إبليس، لأن إبليس يوسوس فإذا تمكن من قلب من قلب الجاهل قال: إني برئ منك، إني أخاف الله رب العالمين .
هذا هو الإصلاح والسلام اللذان تنشرهما دول الاستعمار ...
الإصلاح: إلقاء العداوة والبغضاء بين كل أمة، وخروج كل أمة على الأخرى. والسلام: التفنن في اختراع الآلات الجهنمية من الحديد والنار، فيقذفون على الأمم الحمم ( مذوب المعادن ) من الجو ومن البحر ومن البر، ومن تحت طبقات الأرض، ويعززون هذا بأن الأمة في حاجة إلى الإصلاح، ووضع السلام بينها، وتمتعها بثمرات ما لديها من المعادن والزراعات والتجارات. ويعلم الله تعالى أن القوم في لينهم شر من الوحوش الكاسرة في غضبها. لا ينكر أحد أن الإصلاح والسلام بالإسلام، إلاَّ خبيث شر على بني الإنسان من الشيطان، وأضرعليهم من سعير النار، بل ومن السيل الجارف، والله لا يهدي كيد الخائنين .
الإسلام هو القرآن وكلام رسول الله وعمله وسيرته، وما كان عليه أئمة الهدى بعده صلى الله عليه وسلم، وليس الإسلام ما عليه المسلمون الآن. ودليلنا على ذلك أنهم لو كانوا مسلمين كما يدعون لما تمكن منهم عدوهم، ولا جاس خلال ديارهم، ولا قدر أن يطعن في دينهم، ولا نشر بينهم الفحشاء والمنكر من الزنا وعمل قوم لوط والمسكرات جهراً، ومن الربا والمخدرات، بل ومما هو شر من ذلك وهو اتخاذ عدو الله وعدونا أولياء نلقي إليهم بالمودة، حتى يكون بعضنا آلة لكيدنا وضررنا .
وليس أدل على أن الإصلاح والسلام بالإسلام، من بقاء أقلية ممن يتدينون بغير الإسلام متمتعين بالحرية والمساواة، كان يقف الرجل منهم بجانب الخليفة أمام القاضي فيحكم على الخليفة، بل ويقف القبطي بجانب ابن أمير مصر فيأمر الخليفة القبطيَّ أن يلطم ابن الأمير قصاصاً في يوم الحج الأكبر، ويأمر الخليفة بهدم الدور الأعلى من بيت بعض الأمراء محافظة على عرض جاره القبطي في مصر، حتى لا ينظر من الدور الأعلى إلى عورات داره. فكان غير المسلم مع القلة والضعف، متمتعاً بما يتمتع به الأمراء من الحرية والغنى والمساواة. حتى اعتنق الإسلام أكثر الأمم من غير ترهيب ولا شدة، وإنما كان سيف الإسلام لمحوعروش الظلم المنازعين في الربوبية. ونحن المسلمون أحوج ما نكون الآن إلى الرجوع إلى ما كان عليه سلفنا الصالح، من العقيدة والعبادات والمعاملات والأخلاق، لنسعد في الدنيا بالتمكين في الأرض بالحق والعزة التي وعدنا الله بقوله: ) وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ((1) ونسعد يوم القيامة في جوار الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً .
الامام محمد ماضى ابو العزائم
الموقع الرسمى لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد
ليس من يقول ليخدع كمن يعمل لينفع. يظن من يجهل روح الإسلام أن دول أوربا هي دول الإصلاح والسلام، وهم في الحقيقة دول الطمع والحرب على أنفسهم قبل غيرهم، لأنهم أسسوا رقيهم في هذا العالم على ثلاثة أسس: أولها: ما اخترعوه من الآلات الجهنمية. وثانيها: ما أتقنوه من نقض العهود وخديعة الأمم. وثالثها: ما ابتدعوه من مفسدات للعقول، ومن سعى لاختلاف الأمم الإسلامية خاصة، والشرقية عامة بعضها على بعض، ومن خروج كل هيئة من الهيئات في كل أمة على بعضها. ولكن خاب فألهم، فإن غير المسلمين في الشرق تذكروا حسن المعاملة وخير الجوار بين المسلمين قروناً طويلة، وتحققوا مقاصد دول الاستعمار من إبادة النفوس، وسلب مرافق الحياة، وتدمير المدن العامرة. وليست أستراليا وأمريكا والأندلس ببعيدة عن الذاكرة، بل ولا فلسطين وسوريا والريف والهند والسودان وجاوا والموصل والعراق بغائبة عن الحس، فإن دول الاستعمار سلبت صناعات القوم وفنونهم وتجاراتهم وزراعتهم، فأصبحت كل أمة أذل من الرقيق في أوطانها. ولم يكف تلك الدول سلب مرافق الحياة حتى سلبت عاداتهم الفاضلة، وأخلاقهم الجميلة، ووحدتهم القومية. ثم تعدت ذلك حتى سلبت من قلوبهم العقيدة الحقة بزخارف كلامية، فأصبح القوم – وخصوصاً بعض من تلقى العلم منهم في الأزهر – يكذبون القرآن في أخباره، والتوراة في قصصها والإنجيل في روايته عن الأنبياء، بوقاحة يخجل أن يرتكبها إبليس، لأن إبليس يوسوس فإذا تمكن من قلب من قلب الجاهل قال: إني برئ منك، إني أخاف الله رب العالمين .
هذا هو الإصلاح والسلام اللذان تنشرهما دول الاستعمار ...
الإصلاح: إلقاء العداوة والبغضاء بين كل أمة، وخروج كل أمة على الأخرى. والسلام: التفنن في اختراع الآلات الجهنمية من الحديد والنار، فيقذفون على الأمم الحمم ( مذوب المعادن ) من الجو ومن البحر ومن البر، ومن تحت طبقات الأرض، ويعززون هذا بأن الأمة في حاجة إلى الإصلاح، ووضع السلام بينها، وتمتعها بثمرات ما لديها من المعادن والزراعات والتجارات. ويعلم الله تعالى أن القوم في لينهم شر من الوحوش الكاسرة في غضبها. لا ينكر أحد أن الإصلاح والسلام بالإسلام، إلاَّ خبيث شر على بني الإنسان من الشيطان، وأضرعليهم من سعير النار، بل ومن السيل الجارف، والله لا يهدي كيد الخائنين .
الإسلام هو القرآن وكلام رسول الله وعمله وسيرته، وما كان عليه أئمة الهدى بعده صلى الله عليه وسلم، وليس الإسلام ما عليه المسلمون الآن. ودليلنا على ذلك أنهم لو كانوا مسلمين كما يدعون لما تمكن منهم عدوهم، ولا جاس خلال ديارهم، ولا قدر أن يطعن في دينهم، ولا نشر بينهم الفحشاء والمنكر من الزنا وعمل قوم لوط والمسكرات جهراً، ومن الربا والمخدرات، بل ومما هو شر من ذلك وهو اتخاذ عدو الله وعدونا أولياء نلقي إليهم بالمودة، حتى يكون بعضنا آلة لكيدنا وضررنا .
وليس أدل على أن الإصلاح والسلام بالإسلام، من بقاء أقلية ممن يتدينون بغير الإسلام متمتعين بالحرية والمساواة، كان يقف الرجل منهم بجانب الخليفة أمام القاضي فيحكم على الخليفة، بل ويقف القبطي بجانب ابن أمير مصر فيأمر الخليفة القبطيَّ أن يلطم ابن الأمير قصاصاً في يوم الحج الأكبر، ويأمر الخليفة بهدم الدور الأعلى من بيت بعض الأمراء محافظة على عرض جاره القبطي في مصر، حتى لا ينظر من الدور الأعلى إلى عورات داره. فكان غير المسلم مع القلة والضعف، متمتعاً بما يتمتع به الأمراء من الحرية والغنى والمساواة. حتى اعتنق الإسلام أكثر الأمم من غير ترهيب ولا شدة، وإنما كان سيف الإسلام لمحوعروش الظلم المنازعين في الربوبية. ونحن المسلمون أحوج ما نكون الآن إلى الرجوع إلى ما كان عليه سلفنا الصالح، من العقيدة والعبادات والمعاملات والأخلاق، لنسعد في الدنيا بالتمكين في الأرض بالحق والعزة التي وعدنا الله بقوله: ) وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ((1) ونسعد يوم القيامة في جوار الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً .
الامام محمد ماضى ابو العزائم
الموقع الرسمى لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد