عدد المشاهدات:
قصة إسلام روجيه جارودي (Roger Garaudy)
أشَهرُ مَن أنصف الإسلامَ في الغرب في القرن العشرين الفيلسوف الفرنسي روجيه جارودي، الذي كان من أكبر المتحمِّسين للشيوعية والفلسفة الماركسية المادية، وأُصيب بصدمةٍ بعدما اكتشف زَيْفَ الشيوعية، بدايةً من عام 1956 بعد أن كَشَف الرئيس الروسيُّ "خرشوف" فضائح عهدِ "ستالين".
وبدأ جارودي -كمفكِّرٍ- رحلةَ الشكِّ بحثًا عن اليقين بدراسةِ الأديان، إلى أن توقَّفَ عند الإسلام لدراسته كدينٍ وحضارة، وقارَنَ بينَ ما في القرآن مِن الإشاراتِ العِلميةِ، والاكتشافات العلميةِ الحديثة.
روجيه جارودي (Roger Garaudy)
روجيه جارودي أو رجاء جارودي (بالفرنسية: Roger Garaudy)؛ (17 يوليو 1913 - 13 يونيو 2012 [4]) هو فيلسوف وكاتب فرنسي ، ولد في فرنسا، لأم كاثوليكية وأب ملحد. اعتنق البروتستانتية وهو في سن الرابعة عشرة، درس في كل من جامعة مرسيليا وجامعة إيكس أون بروفانس وانضم إلى صفوف الحزب الشيوعي الفرنسي، وفي عام 1937 عين أستاذا للفلسفة في مدرسة الليسيه من ألبي، خلال الحرب العالمية الثانية أُخذ كأسير حرب لفرنسا الفيشية في الجلفة بالجزائر بين 1940 و1942.وفي عام 1945 انتخب نائبا في البرلمان، وصدر أول مؤلفاته عام 1946، حصل جارودي على درجة الدكتوراه الأولى سنة 1953 من جامعة السوربون عن النظرية المادية في المعرفة، ثم حصل على درجة الدكتوراه الثانية عن الحرية عام 1954 من جامعة موسكو.
وكان عام 1956م حافلاً في حياة جارودي حيث انتخب نائبًا في البرلمان الفرنسي، ونائبًا لرئيس البرلمان ، طرد من الحزب الشيوعي الفرنسي سنة 1970م وذلك لانتقاداته المستمرة للاتحاد السوفياتي، وفي نفس السنة أسس مركز الدراسات والبحوث الماركسية وبقي مديرا له لمدة عشر سنوات.
وفي عام 1972م أصدر كتاب البديل، وفي عام 1974م أصدر مجلة باسم (البدائل الاشتراكية)، وفي عام 1976م أسس في جنيف (المعهد الدولي للحوار بين الحضارات)، وفي عام 1977م أصدر كتابه (حوار الحضارات)، وفي عام 1979م أصدر كتابه (نداء إلى الأحياء)، وساهم في أعمال ملتقى الفكر الإسلامي في الجزائر. وفي سنة 1981م أصدر كتابه (مبشرات الإسلام).
حياة روجيه جارودي قبل إسلامه
عاش روجيه جارودي جُلَّ المحطات المهمة التي شهدها القرن العشرون، فقد ولد سنة 1913م بمدينة مرسيليا جنوب فرنسا قُبيل سنة واحدة من اندلاع الحرب العالمية الأولى، وعايش انتهاء الحرب الأولى وتوقيع الهدنة سنة 1918م، وعرف صعود النازية في ألمانيا؛ ومن ثَمَّ إعلانها الحرب في أوروبا ومقاومتها التي شارك فيها (جارودي) وسُجن على إثر ذلك من قِبل المارشال بيرتان المتعاون الفرنسي مع النازية، كما واكب جارودي سقوط ألمانيا النازية وصعود الاتحاد السوفيتي عقب الحرب، حيث كان متبنيًا متحمسًا للشيوعية.
وكان أول مترجم فرنسي لمؤلفات لينين، حيث ناقش في موسكو أول دكتوراه لفرنسي في جامعة موسكو بعنوان (الحرية)، غير أن جارودي تمرَّد على الأفكار الشيوعية ليستقيل أو ليطرد من الحزب الشيوعي سنة 1970م، ويمضي في جولة في العالم يقابل فيها أبرز الشخصيات والزعامات العالمية آنذاك، مثل: الزعيم الكوبي فيديل كاسترو، والزعيم الليبي معمر القذافي، والرئيس الجزائري هواري بومدين، والعديد من الرؤساء العرب الآخرين.
ثم قُدِّم للمحاكمة بعد مقال في جريدة (لوموند) الفرنسية ينتقد فيها الجرائم الإسرائيلية في لبنان على إثر الغزو. وبطبيعة الحال فإن جارودي واكب فيما بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وقيام ما يُسمَّى بالنظام العالمي الجديد، والحربين على العراق من قبل بوش الأب والابن.
قصة إسلام روجيه جارودي
ن أحد أسباب انجذاب جارودي نحو الإسلام هي حياة المسلمين العاديين، وإخلاصهم لقيمهم، واحترامهم للإنسان؛ يروي جارودي القصة بنفسه :" لقد عشت في بداية الحرب العالمية الثانية تجربة فريدة من نوعها؛ لأن قوات الاحتلال الألماني قبضت على المجموعة الأولى للمقاومة الفرنسية حين سقطت باريس، وصدر الأمر بنقلها إلى معسكر (الجلفة) في جنوب الجزائر، وكنت أحد أفراد هذه المجموعة، فدعوت رفاقي إلى تمرد في السجن، وفي مارس من سنة 1941م دعوت حوالي خمسمائة منهم إلى التظاهر لتأكيد اعتراضنا على السياسة النازية ..
وبعد ثلاثة إنذارات من قائد المعسكر .. أصدر أوامره للجنود بإطلاق النار علينا ففوجئنا برفض الجنود ذلك حتى بعد تهديدهم بالسياط .. ولم أفهم للوهلة الأولى سبب رفضهم، ثم عرفت أن هؤلاء الجنود كانوا من الجزائريين المسلمين، الذين يرون أن شرف وأخلاق المحارب المسلم تقتضي ألا يطلق النار على إنسان أعزل" .
ويضيف جارودي: " لقد صوروا لنا المسلم على أنه متوحش همجي، فإذا بي أمام منظومة قيم متكاملة لها اعتبارها لقد علمني هذا الموقف، واستفدت منه أكثر من استفادتي عشر سنوات بالسوربون".
لم يسلم جارودي بمحض الصدفة بل جاء إسلامه بعد بحث طويل في حضارات وديانات العالم كله؛ يقول جارودي:
"أحب أن أقول: إن انتمائي للإسلام لم يأتِ بمحض الصدفة، بل جاء بعد رحلة عناء وبحث، ورحلة طويلة تخللتها منعطفات كثيرة، حتى وصلت إلى مرحلة اليقين الكامل، والخلود إلى العقيدة أو الديانة التي تمثل الاستقرار، والإسلام -في نظري- هو الاستقرار".
عَبَّر عن هذه المرحلةِ من حياتِه قائلاً: "كلَّما تعمَّقتُ في الدراسةِ والمقارنةِ، ازددتُ اقتناعًا بأن الإسلامَ هو الدينُ الذي أبحثُ عنه"، وأعلن "جارودي" إسلامه في شهر رمضان عام 1982، وأصبح اسمُه "رجاء جارودي"، وأصدر كتابَه الشهير "وعود الإِسلام"، فكان ذلك الكتابُ بدايةَ حربٍ شعواءَ شُنَّت عليه مِن أكثرَ مِن جهة، خاصةً أنه قد أعلن في كتابه هذا "أنه لا توجدُ اليومَ أمة تَحملُ كلمةَ الله بأمانةٍ وصدقٍ غيرُ الأمةِ الإسلامية، ولا يوجدُ كتابٌ سماويٌّ يُمثِّلُ كلمةَ الله بحقٍّ -دون تحريفٍ- إلاَّ القرآن، ولا أملَ في إنقاذ الغربِ إلاَّ بأن يعترفَ بأنه مَدِينٌ لحضاراتٍ أخرى، ويُغيِّرُ موقفَه المعنِّتَ من الإسلام؛ لأن الغربَ الذي رَفض رُوحانياتِ الإِسلام هو اليومَ أحوجُ ما يكونُ إليها، ورَفَض الغربُ عقيدةَ التوحيد، وغَرِق في المادةِ، فانتهى به الأمرُ إلى خَواءٍ رُوحيٍّ وتمزُّقٍ بين الأيديولوجيات ..
والإسلامُ ليس كفرًا -كما رَوَّج المُغرِضون القُدامى في الحرب الصليبية-، وليس إرهابًا -كما يُصوِّرُه ألمُغرِضون الجُدد- .. إنه الدينُ العَمليُّ الذي يُقدِّمُ للإِنسان نظامًا كاملاً شاملاً لحياةٍ إنسانيةٍ بكلِّ احتياجاتِها، وليس مجردَ عقيدةٍ منعزلةٍ عن دنيا الناس".
ويَحكي "جارودي" تجربةَ دخولِه في الإسلام منذ بدايتها، فيقول: "بدأتُ إسلامي بالشهادتين، وهذا ركنُ الإسلام الأولُ، وبه يُسلِمُ الإنسانُ قلبَه لله الواحدِ الخالقِ المدبِّرِ الجديرِ بالعبادةِ وحدَه دون شريك .. {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الأنعام: 103]، ومحمدٌ - صلى الله عليه وسلم - رسولُ الله المبعوثُ من الله للناس كافةً ..
ووَجدتُ في الصلاةِ تعبيرًا جميلاً عن اتصالِ الإنسانِ بالله، وتَشعُرُ بعظمةِ الإسلام حين ترى المسلمين وقد وَقفوا في وقتٍ واحدٍ صفوفًا منتظمةً متَّجهينَ إلى قِبلةٍ واحدة، وقبلَ الصلاة يكونُ الوضوءُ -وهو نوعٌ من الطهارةِ الجسديةِ- تمهيدًا للوقوف بين يَدَي الله"، ويتحدَّثُ عن الزكاة فيقول: "إنها في الإِسلام لا تُعتبرُ صدقةً .. بل هي حقٌّ معلومٌ للفقراء من أموالِ الأغنياء، والمالُ كلُّه لله في مفهومِ الإسلام، فالزكاةُ وسيلةُ التكافلِ والتضامنِ الاجتماعيِّ في المجتمعِ الإسلاميِّ، تُزيلُ الحقدَ من نفوسِ الفقراء، كما تُزيلُ الجَشعَ من نفوسِ الأغنياء .. أمَّا الحج، فإنه يَجمعُ المسلمين في وقتٍ واحدٍ، ومكانٍ واحدٍ أمامَ الله بلا تمييزٍ طَبَقي، ليُشعرَهم بعظمةِ دينِهم، وُيقوَّي فيهم الإحساسَ بالترابطِ، ويؤكِّدَ المساواةَ بين المسلمين أمام الله".
ويَسخرُ "جارودي" من زيادةِ الأطفالِ غيرِ الشرعيين في المجتمعاتِ الغربيةِ والتفاخُرِ بحريةِ العلاقات الجنسيةِ خارجَ الزواج، ويتساءل: "أيهما أفضلُ وأكثرُ حمايةً للمرأة وللأبناء: تعدُّد الزوجات في إطار الشرعية، أو تعدد العلاقات غير الشرعية؟! "
إسهامات روجيه جارودي
تأليفه كتاب (الإسلام وأزمة الغرب)، وهو لا يتحدث فيه عن الإسلام عمومًا بل عن الإمكانات الجديدة لانتشاره في العالم الغربي، والأسباب التي ترجع إلى جوهر العقيدة الإسلامية وتشكل هذه الإمكانيات.
ويقرر جارودي حقيقة تاريخية وإنسانية مستمرة وهي "أن الإسلام أنقذ العالم من الانحطاط والفوضى، وأن القرآن الكريم أعاد لملايين البشر الوعي بالبُعد الإسلامي، ومنحهم روحًا جديدة".
ويقدِّم جارودي في هذا الكتاب مثالاً بالأرقام لما وصل إليه العالم من استبعاد الروح الإنسانية، وتحطيم القيم الإنسانية، واتباع نموذج جنوني للتنمية؛ فيقول موضحًا انحطاط الحضارة الغربية من هذا الجانب، وأثر ذلك في البشرية كلها:
"بعد خمسة قرون من هيمنة الغرب هيمنة لا يشاركه فيها أحد، يمكن أن ننظر إلى الأرقام الثلاثة الآتية:
عام 1982م تظهر لنا ملامح وقسمات الحضارة الغربية؛ فمع حوالي 600 مليار دولار من الإنفاق على التسليح، وصنع ما يعادل أربعة أطنان من المتفجرات فوق رأس كل إنسان من سكان كوكب الأرض، مات حوالي 50 مليون نسمة في العالم من الجوع وسوء التغذية في نفس العام الذي أنفق الغرب ملياراته على أسلحة التدمير، ومن ثَمَّ فمن الصعب أن نُطلق كلمة تقدُّم على هذه المرحلة التي قطعتها الحضارة الغربية في تاريخ البشرية. ويرى جارودي أن الإسلام يمكن أن يقدِّم للعالم المعاصر ما ينفعه وما يفتقده عالم اليوم، وهو معرفة غاية الإنسان ومعنى الحياة".
ومن مؤلفات روجيه جارودي أيضًا كتاب (الإرهاب الغربي Le Terrorisme occidental ) عام 2004م.
وفي محاضرةٍ شهيرةٍ في جامعة الأزهر في مارس 1983، بدأ "روجيه جارودي" حديثَه بعباراتٍ قاطعة فقال: "إن الإِسلامَ اليوم هو الدينُ الذي ما زال في حالةِ تقدُّم مستمر، وإنْ كان قد أصاب المسلمين الضعفُ في القرن الثامن في الأندلس، إلاَّ أن الإسلامَ ما زال ينتشرُ في آسيا، والهند، وأندونيسيا، وفي أماكنَ أبعدَ مِثل ماليزيا، وبورما، وتايلاند، والصين، وكوريا، واليابان، وفي الفترة التي وقف فيها "عبدُ الناصر" في مواجهةِ الغرب حَدَث اندحارٌ للاستعمار في أفريقيا، وتحرَّر كثيرٌ من الدول.
فأصبحت القارةُ الأفريقيةُ بأكملها في سبيلها لأن تكونَ قارَّةً إسلامية، كما وصلت هذه المَوجةُ أيضًا إلى الولاياتِ المتحدة وآسيا الوسطى.. وهكذا فإنَّ هناك صورةً جديدةً للإِسلام بدأت في الظهور تُكمِلُ نَهضَته وتَفتُّحَه حتى في البلادِ التي تَسُودُها الضغوطُ السوفيتية، وعندما تتفجَّرُ هذه الآفاق سيظهرُ للعالَم أنَّ الإسلامَ حيٌّ يستطيعُ مواجهةَ تحدياتِ القرن، كما استجاب في الماضي لمتطلَّباتِ عصورٍ ومجتمعاتٍ عديدة".
ويَرصُد" جارودي" كتاباتٍ في الغرب اتَّجهت إلى إنصافِ الإسلام ومحاولةِ فهمه، ويقول: "إن هذه الكتاباتِ كانت في ألمانيا فقط؛ لأنها لم تَستعمرْ بلادَ المسلمين كما فعلت بريطانيا وفرنسا، وهذا ما جَعل المفكِّرَ "هيردر" (1744 - 1803) يعترفُ بأن العربَ هم "أساتذة أوروبا"؛ فنجدُ "فردريك شليجل" يُشيدُ بالفنون الشرقية الإسلامية، والشاعرَ الألماني الكبير "جوته" الذي كَتب عام 1774 قصيدةً في تمجيدِ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، ودعا في كتابه "الديوان الشرقي" إلى الهجرةِ إلى الشرقِ لِينهلَ الغربُ منه شبابًا جديدًا، وقد أُعجب "جوته" بالشعراء الصوفيين الكبارِ أمثال ابن الرومي، وحافظ الشيرازي، والسعدي، وكان المستشرق "سلفستر دي ساسي" قد تَرجم بعضَ أشعارهم، كما كان "جوته" أولَ من قال في الغرب: "إذا كان الإسلامُ يعني التسليمَ لله، فإننا جميعًا نعيشُ ونموتُ على الإسلام".
وأبدى الفيلسوفُ الألماني "هيجل" تقديرَه للإسلام؛ لأن اللهَ الواحدَ الأحدَ في الدين الإسلامي يُحرِّمُ التمييزَ العِرْقيَّ والطائفي، ويُحرِّمُ استعلاءَ طبقةٍ على أساسِ المِلكيةِ وحدها، ويُعوِّدُ المسلمين الدقَّةَ في حياتِهم بفروضٍ أهمُّها الصومُ والصلاةُ والزكاة.
وكان الفيلسوف الألماني: "أوزوالد شبلنجر" أكثَرَ جُرأةً في إنصافِه للإسلام في كتابِه الشهير "سقوط الغرب" عام 1917، حيث قال: "لم يكن لغزُ النجاحِ الخارقِ للإسلام بسبب اندفاعِه الحربي؛ ولكن لأنه استوعب كلَّ الديانات".
أين هذا من نظرةِ الاستعلاءِ والصَّلَف عند الصليبيِّ "لورانس العرب" -رجل المخابرات البريطانية- الذي يقولُ في كتابه "أعمدة الحكمةِ السبعة": "إنَّ جميعَ ولاياتِ الإمبراطورية العثمانيةِ لم تكنْ تُساوِي -في نظري- حياةَ إنسانٍ بريطانيٍّ واحد"؟!.
ويعارضُ "جارودي" التيارَ الغربيَّ الذي يتهمُ الإسلامَ بأنه دينٌ ينتمي إلى الماضي، فيقول: "إنَّ الإسلامَ قوةٌ رُوحيَّةٌ عظيمةٌ للإِصلاح والتقدم في المستقبل كما كان دائمًا".
لقد كرَّس هذا المفكر الكبير حياته منذ إسلامه عام 1982م في الدفاع عن الإسلام، وكان آخر أعماله كتابه (الأساطير التي قامت عليها السياسة الإسرائيلية) الذي حوكم من أجله.
محاكمات روجيه جارودي
لأن المبادىء لا تتجزأ ، فقد اعلنت موقفي صريحاً مدوياً برفضي الحاسم للاجتياح الاسرائيلي لجنوب لبنان في صيف 1982م على صفحة كاملة بصحيفة اللوموند الفرنسية اشتريتها لحسابي الخاص من 17 يونيو 1982 موجهاً نقداً لاذعاً لاسرائيل والصهيونية لإقدامها على اجتياح لبنان لتغذي غرور الغطرسة والهوس المزمن الذي تزكية أمريكا ، وكانت هذه المقالة بمثابة الطلقة الأولى التي خرجت من حنجرتي لتعلن بداية حرب ضروس ضدي .
ثمن هدم خرافات اسرائيل ..
1990م صدر قانون جديد باسم (فابيوس جاسبو) لمحاكمة كل من يحاول انكار المحارق النازية لليهود في المانيا وهكذا وجدت طريقي إلى المحاكمة الثانية عام 1998م من باريس بسبب آرائي في كتاب (الاساطير المؤسسة للسياسة الاسرائيلية) حيث رصدت بداخله خرافة اسطورة حرق 6 ملايين يهودي في أفران هتلر فكيف يحدث حرق 6 ملايين يهودي وعدد اليهود في أوربا كلها لم يكن يتجاوز انذاك 3.5 مليون يهودي ، وهكذا نكتشف خرافة الاسطورة ، في حين أن هتلر قتل من الروس والشيوعيين اكثر مما قتل من اليهود ، واسجل هنا أنني ضد قتل فرد واحد بسبب دينه أو رأيه او فكره ، وقد انتهت المحاكمة هذه إلى الحكم علي بالسجن لمدة 9 شهور مع ايقاف التنفيذ وغرامة مالية 100 فرنك فرنسي
وفاة روجيه جارودي
توفي روجيه أو رجاء جارودي في 13 من يونيو 2012م في بلدية شينفيير في سور مارن، جنوب شرق باريس عن عمر يناهز 99 عامًا.
أشَهرُ مَن أنصف الإسلامَ في الغرب في القرن العشرين الفيلسوف الفرنسي روجيه جارودي، الذي كان من أكبر المتحمِّسين للشيوعية والفلسفة الماركسية المادية، وأُصيب بصدمةٍ بعدما اكتشف زَيْفَ الشيوعية، بدايةً من عام 1956 بعد أن كَشَف الرئيس الروسيُّ "خرشوف" فضائح عهدِ "ستالين".
وبدأ جارودي -كمفكِّرٍ- رحلةَ الشكِّ بحثًا عن اليقين بدراسةِ الأديان، إلى أن توقَّفَ عند الإسلام لدراسته كدينٍ وحضارة، وقارَنَ بينَ ما في القرآن مِن الإشاراتِ العِلميةِ، والاكتشافات العلميةِ الحديثة.
روجيه جارودي (Roger Garaudy)
روجيه جارودي أو رجاء جارودي (بالفرنسية: Roger Garaudy)؛ (17 يوليو 1913 - 13 يونيو 2012 [4]) هو فيلسوف وكاتب فرنسي ، ولد في فرنسا، لأم كاثوليكية وأب ملحد. اعتنق البروتستانتية وهو في سن الرابعة عشرة، درس في كل من جامعة مرسيليا وجامعة إيكس أون بروفانس وانضم إلى صفوف الحزب الشيوعي الفرنسي، وفي عام 1937 عين أستاذا للفلسفة في مدرسة الليسيه من ألبي، خلال الحرب العالمية الثانية أُخذ كأسير حرب لفرنسا الفيشية في الجلفة بالجزائر بين 1940 و1942.وفي عام 1945 انتخب نائبا في البرلمان، وصدر أول مؤلفاته عام 1946، حصل جارودي على درجة الدكتوراه الأولى سنة 1953 من جامعة السوربون عن النظرية المادية في المعرفة، ثم حصل على درجة الدكتوراه الثانية عن الحرية عام 1954 من جامعة موسكو.
وكان عام 1956م حافلاً في حياة جارودي حيث انتخب نائبًا في البرلمان الفرنسي، ونائبًا لرئيس البرلمان ، طرد من الحزب الشيوعي الفرنسي سنة 1970م وذلك لانتقاداته المستمرة للاتحاد السوفياتي، وفي نفس السنة أسس مركز الدراسات والبحوث الماركسية وبقي مديرا له لمدة عشر سنوات.
وفي عام 1972م أصدر كتاب البديل، وفي عام 1974م أصدر مجلة باسم (البدائل الاشتراكية)، وفي عام 1976م أسس في جنيف (المعهد الدولي للحوار بين الحضارات)، وفي عام 1977م أصدر كتابه (حوار الحضارات)، وفي عام 1979م أصدر كتابه (نداء إلى الأحياء)، وساهم في أعمال ملتقى الفكر الإسلامي في الجزائر. وفي سنة 1981م أصدر كتابه (مبشرات الإسلام).
حياة روجيه جارودي قبل إسلامه
عاش روجيه جارودي جُلَّ المحطات المهمة التي شهدها القرن العشرون، فقد ولد سنة 1913م بمدينة مرسيليا جنوب فرنسا قُبيل سنة واحدة من اندلاع الحرب العالمية الأولى، وعايش انتهاء الحرب الأولى وتوقيع الهدنة سنة 1918م، وعرف صعود النازية في ألمانيا؛ ومن ثَمَّ إعلانها الحرب في أوروبا ومقاومتها التي شارك فيها (جارودي) وسُجن على إثر ذلك من قِبل المارشال بيرتان المتعاون الفرنسي مع النازية، كما واكب جارودي سقوط ألمانيا النازية وصعود الاتحاد السوفيتي عقب الحرب، حيث كان متبنيًا متحمسًا للشيوعية.
وكان أول مترجم فرنسي لمؤلفات لينين، حيث ناقش في موسكو أول دكتوراه لفرنسي في جامعة موسكو بعنوان (الحرية)، غير أن جارودي تمرَّد على الأفكار الشيوعية ليستقيل أو ليطرد من الحزب الشيوعي سنة 1970م، ويمضي في جولة في العالم يقابل فيها أبرز الشخصيات والزعامات العالمية آنذاك، مثل: الزعيم الكوبي فيديل كاسترو، والزعيم الليبي معمر القذافي، والرئيس الجزائري هواري بومدين، والعديد من الرؤساء العرب الآخرين.
ثم قُدِّم للمحاكمة بعد مقال في جريدة (لوموند) الفرنسية ينتقد فيها الجرائم الإسرائيلية في لبنان على إثر الغزو. وبطبيعة الحال فإن جارودي واكب فيما بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وقيام ما يُسمَّى بالنظام العالمي الجديد، والحربين على العراق من قبل بوش الأب والابن.
قصة إسلام روجيه جارودي
ن أحد أسباب انجذاب جارودي نحو الإسلام هي حياة المسلمين العاديين، وإخلاصهم لقيمهم، واحترامهم للإنسان؛ يروي جارودي القصة بنفسه :" لقد عشت في بداية الحرب العالمية الثانية تجربة فريدة من نوعها؛ لأن قوات الاحتلال الألماني قبضت على المجموعة الأولى للمقاومة الفرنسية حين سقطت باريس، وصدر الأمر بنقلها إلى معسكر (الجلفة) في جنوب الجزائر، وكنت أحد أفراد هذه المجموعة، فدعوت رفاقي إلى تمرد في السجن، وفي مارس من سنة 1941م دعوت حوالي خمسمائة منهم إلى التظاهر لتأكيد اعتراضنا على السياسة النازية ..
وبعد ثلاثة إنذارات من قائد المعسكر .. أصدر أوامره للجنود بإطلاق النار علينا ففوجئنا برفض الجنود ذلك حتى بعد تهديدهم بالسياط .. ولم أفهم للوهلة الأولى سبب رفضهم، ثم عرفت أن هؤلاء الجنود كانوا من الجزائريين المسلمين، الذين يرون أن شرف وأخلاق المحارب المسلم تقتضي ألا يطلق النار على إنسان أعزل" .
ويضيف جارودي: " لقد صوروا لنا المسلم على أنه متوحش همجي، فإذا بي أمام منظومة قيم متكاملة لها اعتبارها لقد علمني هذا الموقف، واستفدت منه أكثر من استفادتي عشر سنوات بالسوربون".
لم يسلم جارودي بمحض الصدفة بل جاء إسلامه بعد بحث طويل في حضارات وديانات العالم كله؛ يقول جارودي:
"أحب أن أقول: إن انتمائي للإسلام لم يأتِ بمحض الصدفة، بل جاء بعد رحلة عناء وبحث، ورحلة طويلة تخللتها منعطفات كثيرة، حتى وصلت إلى مرحلة اليقين الكامل، والخلود إلى العقيدة أو الديانة التي تمثل الاستقرار، والإسلام -في نظري- هو الاستقرار".
عَبَّر عن هذه المرحلةِ من حياتِه قائلاً: "كلَّما تعمَّقتُ في الدراسةِ والمقارنةِ، ازددتُ اقتناعًا بأن الإسلامَ هو الدينُ الذي أبحثُ عنه"، وأعلن "جارودي" إسلامه في شهر رمضان عام 1982، وأصبح اسمُه "رجاء جارودي"، وأصدر كتابَه الشهير "وعود الإِسلام"، فكان ذلك الكتابُ بدايةَ حربٍ شعواءَ شُنَّت عليه مِن أكثرَ مِن جهة، خاصةً أنه قد أعلن في كتابه هذا "أنه لا توجدُ اليومَ أمة تَحملُ كلمةَ الله بأمانةٍ وصدقٍ غيرُ الأمةِ الإسلامية، ولا يوجدُ كتابٌ سماويٌّ يُمثِّلُ كلمةَ الله بحقٍّ -دون تحريفٍ- إلاَّ القرآن، ولا أملَ في إنقاذ الغربِ إلاَّ بأن يعترفَ بأنه مَدِينٌ لحضاراتٍ أخرى، ويُغيِّرُ موقفَه المعنِّتَ من الإسلام؛ لأن الغربَ الذي رَفض رُوحانياتِ الإِسلام هو اليومَ أحوجُ ما يكونُ إليها، ورَفَض الغربُ عقيدةَ التوحيد، وغَرِق في المادةِ، فانتهى به الأمرُ إلى خَواءٍ رُوحيٍّ وتمزُّقٍ بين الأيديولوجيات ..
والإسلامُ ليس كفرًا -كما رَوَّج المُغرِضون القُدامى في الحرب الصليبية-، وليس إرهابًا -كما يُصوِّرُه ألمُغرِضون الجُدد- .. إنه الدينُ العَمليُّ الذي يُقدِّمُ للإِنسان نظامًا كاملاً شاملاً لحياةٍ إنسانيةٍ بكلِّ احتياجاتِها، وليس مجردَ عقيدةٍ منعزلةٍ عن دنيا الناس".
ويَحكي "جارودي" تجربةَ دخولِه في الإسلام منذ بدايتها، فيقول: "بدأتُ إسلامي بالشهادتين، وهذا ركنُ الإسلام الأولُ، وبه يُسلِمُ الإنسانُ قلبَه لله الواحدِ الخالقِ المدبِّرِ الجديرِ بالعبادةِ وحدَه دون شريك .. {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الأنعام: 103]، ومحمدٌ - صلى الله عليه وسلم - رسولُ الله المبعوثُ من الله للناس كافةً ..
ووَجدتُ في الصلاةِ تعبيرًا جميلاً عن اتصالِ الإنسانِ بالله، وتَشعُرُ بعظمةِ الإسلام حين ترى المسلمين وقد وَقفوا في وقتٍ واحدٍ صفوفًا منتظمةً متَّجهينَ إلى قِبلةٍ واحدة، وقبلَ الصلاة يكونُ الوضوءُ -وهو نوعٌ من الطهارةِ الجسديةِ- تمهيدًا للوقوف بين يَدَي الله"، ويتحدَّثُ عن الزكاة فيقول: "إنها في الإِسلام لا تُعتبرُ صدقةً .. بل هي حقٌّ معلومٌ للفقراء من أموالِ الأغنياء، والمالُ كلُّه لله في مفهومِ الإسلام، فالزكاةُ وسيلةُ التكافلِ والتضامنِ الاجتماعيِّ في المجتمعِ الإسلاميِّ، تُزيلُ الحقدَ من نفوسِ الفقراء، كما تُزيلُ الجَشعَ من نفوسِ الأغنياء .. أمَّا الحج، فإنه يَجمعُ المسلمين في وقتٍ واحدٍ، ومكانٍ واحدٍ أمامَ الله بلا تمييزٍ طَبَقي، ليُشعرَهم بعظمةِ دينِهم، وُيقوَّي فيهم الإحساسَ بالترابطِ، ويؤكِّدَ المساواةَ بين المسلمين أمام الله".
ويَسخرُ "جارودي" من زيادةِ الأطفالِ غيرِ الشرعيين في المجتمعاتِ الغربيةِ والتفاخُرِ بحريةِ العلاقات الجنسيةِ خارجَ الزواج، ويتساءل: "أيهما أفضلُ وأكثرُ حمايةً للمرأة وللأبناء: تعدُّد الزوجات في إطار الشرعية، أو تعدد العلاقات غير الشرعية؟! "
إسهامات روجيه جارودي
تأليفه كتاب (الإسلام وأزمة الغرب)، وهو لا يتحدث فيه عن الإسلام عمومًا بل عن الإمكانات الجديدة لانتشاره في العالم الغربي، والأسباب التي ترجع إلى جوهر العقيدة الإسلامية وتشكل هذه الإمكانيات.
ويقرر جارودي حقيقة تاريخية وإنسانية مستمرة وهي "أن الإسلام أنقذ العالم من الانحطاط والفوضى، وأن القرآن الكريم أعاد لملايين البشر الوعي بالبُعد الإسلامي، ومنحهم روحًا جديدة".
ويقدِّم جارودي في هذا الكتاب مثالاً بالأرقام لما وصل إليه العالم من استبعاد الروح الإنسانية، وتحطيم القيم الإنسانية، واتباع نموذج جنوني للتنمية؛ فيقول موضحًا انحطاط الحضارة الغربية من هذا الجانب، وأثر ذلك في البشرية كلها:
"بعد خمسة قرون من هيمنة الغرب هيمنة لا يشاركه فيها أحد، يمكن أن ننظر إلى الأرقام الثلاثة الآتية:
عام 1982م تظهر لنا ملامح وقسمات الحضارة الغربية؛ فمع حوالي 600 مليار دولار من الإنفاق على التسليح، وصنع ما يعادل أربعة أطنان من المتفجرات فوق رأس كل إنسان من سكان كوكب الأرض، مات حوالي 50 مليون نسمة في العالم من الجوع وسوء التغذية في نفس العام الذي أنفق الغرب ملياراته على أسلحة التدمير، ومن ثَمَّ فمن الصعب أن نُطلق كلمة تقدُّم على هذه المرحلة التي قطعتها الحضارة الغربية في تاريخ البشرية. ويرى جارودي أن الإسلام يمكن أن يقدِّم للعالم المعاصر ما ينفعه وما يفتقده عالم اليوم، وهو معرفة غاية الإنسان ومعنى الحياة".
ومن مؤلفات روجيه جارودي أيضًا كتاب (الإرهاب الغربي Le Terrorisme occidental ) عام 2004م.
وفي محاضرةٍ شهيرةٍ في جامعة الأزهر في مارس 1983، بدأ "روجيه جارودي" حديثَه بعباراتٍ قاطعة فقال: "إن الإِسلامَ اليوم هو الدينُ الذي ما زال في حالةِ تقدُّم مستمر، وإنْ كان قد أصاب المسلمين الضعفُ في القرن الثامن في الأندلس، إلاَّ أن الإسلامَ ما زال ينتشرُ في آسيا، والهند، وأندونيسيا، وفي أماكنَ أبعدَ مِثل ماليزيا، وبورما، وتايلاند، والصين، وكوريا، واليابان، وفي الفترة التي وقف فيها "عبدُ الناصر" في مواجهةِ الغرب حَدَث اندحارٌ للاستعمار في أفريقيا، وتحرَّر كثيرٌ من الدول.
فأصبحت القارةُ الأفريقيةُ بأكملها في سبيلها لأن تكونَ قارَّةً إسلامية، كما وصلت هذه المَوجةُ أيضًا إلى الولاياتِ المتحدة وآسيا الوسطى.. وهكذا فإنَّ هناك صورةً جديدةً للإِسلام بدأت في الظهور تُكمِلُ نَهضَته وتَفتُّحَه حتى في البلادِ التي تَسُودُها الضغوطُ السوفيتية، وعندما تتفجَّرُ هذه الآفاق سيظهرُ للعالَم أنَّ الإسلامَ حيٌّ يستطيعُ مواجهةَ تحدياتِ القرن، كما استجاب في الماضي لمتطلَّباتِ عصورٍ ومجتمعاتٍ عديدة".
ويَرصُد" جارودي" كتاباتٍ في الغرب اتَّجهت إلى إنصافِ الإسلام ومحاولةِ فهمه، ويقول: "إن هذه الكتاباتِ كانت في ألمانيا فقط؛ لأنها لم تَستعمرْ بلادَ المسلمين كما فعلت بريطانيا وفرنسا، وهذا ما جَعل المفكِّرَ "هيردر" (1744 - 1803) يعترفُ بأن العربَ هم "أساتذة أوروبا"؛ فنجدُ "فردريك شليجل" يُشيدُ بالفنون الشرقية الإسلامية، والشاعرَ الألماني الكبير "جوته" الذي كَتب عام 1774 قصيدةً في تمجيدِ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، ودعا في كتابه "الديوان الشرقي" إلى الهجرةِ إلى الشرقِ لِينهلَ الغربُ منه شبابًا جديدًا، وقد أُعجب "جوته" بالشعراء الصوفيين الكبارِ أمثال ابن الرومي، وحافظ الشيرازي، والسعدي، وكان المستشرق "سلفستر دي ساسي" قد تَرجم بعضَ أشعارهم، كما كان "جوته" أولَ من قال في الغرب: "إذا كان الإسلامُ يعني التسليمَ لله، فإننا جميعًا نعيشُ ونموتُ على الإسلام".
وأبدى الفيلسوفُ الألماني "هيجل" تقديرَه للإسلام؛ لأن اللهَ الواحدَ الأحدَ في الدين الإسلامي يُحرِّمُ التمييزَ العِرْقيَّ والطائفي، ويُحرِّمُ استعلاءَ طبقةٍ على أساسِ المِلكيةِ وحدها، ويُعوِّدُ المسلمين الدقَّةَ في حياتِهم بفروضٍ أهمُّها الصومُ والصلاةُ والزكاة.
وكان الفيلسوف الألماني: "أوزوالد شبلنجر" أكثَرَ جُرأةً في إنصافِه للإسلام في كتابِه الشهير "سقوط الغرب" عام 1917، حيث قال: "لم يكن لغزُ النجاحِ الخارقِ للإسلام بسبب اندفاعِه الحربي؛ ولكن لأنه استوعب كلَّ الديانات".
أين هذا من نظرةِ الاستعلاءِ والصَّلَف عند الصليبيِّ "لورانس العرب" -رجل المخابرات البريطانية- الذي يقولُ في كتابه "أعمدة الحكمةِ السبعة": "إنَّ جميعَ ولاياتِ الإمبراطورية العثمانيةِ لم تكنْ تُساوِي -في نظري- حياةَ إنسانٍ بريطانيٍّ واحد"؟!.
ويعارضُ "جارودي" التيارَ الغربيَّ الذي يتهمُ الإسلامَ بأنه دينٌ ينتمي إلى الماضي، فيقول: "إنَّ الإسلامَ قوةٌ رُوحيَّةٌ عظيمةٌ للإِصلاح والتقدم في المستقبل كما كان دائمًا".
لقد كرَّس هذا المفكر الكبير حياته منذ إسلامه عام 1982م في الدفاع عن الإسلام، وكان آخر أعماله كتابه (الأساطير التي قامت عليها السياسة الإسرائيلية) الذي حوكم من أجله.
محاكمات روجيه جارودي
لأن المبادىء لا تتجزأ ، فقد اعلنت موقفي صريحاً مدوياً برفضي الحاسم للاجتياح الاسرائيلي لجنوب لبنان في صيف 1982م على صفحة كاملة بصحيفة اللوموند الفرنسية اشتريتها لحسابي الخاص من 17 يونيو 1982 موجهاً نقداً لاذعاً لاسرائيل والصهيونية لإقدامها على اجتياح لبنان لتغذي غرور الغطرسة والهوس المزمن الذي تزكية أمريكا ، وكانت هذه المقالة بمثابة الطلقة الأولى التي خرجت من حنجرتي لتعلن بداية حرب ضروس ضدي .
ثمن هدم خرافات اسرائيل ..
1990م صدر قانون جديد باسم (فابيوس جاسبو) لمحاكمة كل من يحاول انكار المحارق النازية لليهود في المانيا وهكذا وجدت طريقي إلى المحاكمة الثانية عام 1998م من باريس بسبب آرائي في كتاب (الاساطير المؤسسة للسياسة الاسرائيلية) حيث رصدت بداخله خرافة اسطورة حرق 6 ملايين يهودي في أفران هتلر فكيف يحدث حرق 6 ملايين يهودي وعدد اليهود في أوربا كلها لم يكن يتجاوز انذاك 3.5 مليون يهودي ، وهكذا نكتشف خرافة الاسطورة ، في حين أن هتلر قتل من الروس والشيوعيين اكثر مما قتل من اليهود ، واسجل هنا أنني ضد قتل فرد واحد بسبب دينه أو رأيه او فكره ، وقد انتهت المحاكمة هذه إلى الحكم علي بالسجن لمدة 9 شهور مع ايقاف التنفيذ وغرامة مالية 100 فرنك فرنسي
وفاة روجيه جارودي
توفي روجيه أو رجاء جارودي في 13 من يونيو 2012م في بلدية شينفيير في سور مارن، جنوب شرق باريس عن عمر يناهز 99 عامًا.
Speaking of thé same person Roger Garaudy let his name be spelled the same all through the article
ردحذفThanks