آخر الأخبار
موضوعات

الأحد، 8 يناير 2017

- الشعبة الثانية عشر: إكرام الجار.

عدد المشاهدات:
الشعبة الثانية عشر: إكرام الجار.
والجار هو من يجاور الإنسان في بيته أو عمله. وسمي بذلك أيضاً لأن له عليك حق الإجارة. أى الإنقياد والإغاثة والمعونة في كل الملمات والمهمات. إذ أنك أول من يحس به ويشعر بحاجاته لمجاورتك له. ومن هنا يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ما زال جبريل يوصينى بالجار حتى ظننت أنه سيورثه}.[1]ويقول الله تعالى: ﴿وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا﴾. [36، النساء].
وحقوق الجار أن تحسن معاشرته. وأن تمنع عنه أذاك وأن تستر عورته. وأن تعفو عن زلاته. وأن تغيثه في لهفته. وأن تساعده في حاجته. وأن تسأل عنه إذا غاب عنك. وأن تسلم عليه وتصافحه وتبش في وجهه عند لقاءه وأن تعوده إذا مرض. وأن تشيع جنازته إذا مات.
وأن تغرف له من طعامك إن كان محروما منه. وأن تحافظ على مشاعره في كل مناسبة.
والجار أحد أشخاص ثلاثة: إما أن يكون قريبك، فله حق الجوار وحق القرابة وحق الإسلام. وإما أن يكون أجنبيا، فله حق الجوار وحق الإسلام. وإما أن يكون غير مسلم، فله حق الجوار.
أما حق الجوار فقد أشرنا إليه وهو حق كل جار على جاره، مسلما وغير مسلم، قريبا وغير قريب. أما حق القرابة فقد سبق تقريره في الشعبتين العاشرة والحادية عشر. وأما حق الإسلام فهو إسداء النصح والتوجيه له في الدين، والتعاون معه على البر والتقوى والتآخى معه في الله ورسوله، وإيثاره على نفسك بما يحتاج إليه، وأن تبره هو وأولاده وأن تعلمه مما علمك الله، وأن تتواصى معه بالحق والصبر والمرحمة، وأن تأخذ بيده وتنقذه في عثراته، وأن تذكر محاسنه وتسكت على مساوئه وتداريها، وأن تترفق معه في الأمر كله، يسره وعسره، فرحه وحزنه، وأن تنزله منك منزلة نفسك في كل شئ، قال صلى الله عليه وسلم: {لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ويكره لأخيه ما يكره لنفسه}.[2]
ولا يكون الأمر كذلك حتى تحبه هو أولا مثل حبك لنفسك، ثم تحب له الخير الذي تحبه لك، وتكره له الشر الذي تكرهه لك. قال الشاعر الحكيم:
صديقك من صفا لك في البعاد     وجارك من أذم على الوداد
يعنى إعطاك عهداً وذمة على الوفاء والمحبة.
وقد يكون الجار جائراَ. ويجب على جاره حينئذ أن يصبر ويحتسب، ويدفع بالتي هى أحسن، وأن يقابل السيئة بالحسنة فإنه بذلك لا يلبث إلا أن ينقلب صديقاً حميماً وأخاً وفياً. وصدق الله العظيم حيث يقول:﴿وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾. [ 34، فصلت ].
وقد استعاذ نبي الله داود من جار السوء، فقال عليه السلام في دعاءه الطويل:{ وأعوذ بك من جار سوء إن رأى مني حسنة كتمها وإن رأى سيئة نشرها}.
ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {والله لا يؤمن والله لا يؤمن. والله لا يؤمن. قالوا من يا رسول الله؟ قال من لا يأمن جاره بوائقه}.[3]
وقد ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لا يبيتن أحدكم شبعان وجاره جائع وهو يعلم فإن الملائكة تلعنه}.[4] وذلك لأنه يعلم بحاله ولم يقدم له ما يسد به رمقه.

شعب الايمان لفضيلة الشيخ محمد على سلامة

[1] متفق عليه من حديث عائشة.
[2] رواه مسلم عن عائشة.
[3] رواه أحمد والبخاري عن ابن شريح.
[4] رواه البزار والطبرانى في الكبير عن أنس
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:




شارك فى نشر الخير