آخر الأخبار
موضوعات

الأربعاء، 1 مارس 2017

- تقوى المحارم باب المكارم

عدد المشاهدات:
البشرى العاشرة تقوى المحارم باب المكارم
وهذه بشرى فيها العجب العجاب لماذا؟ أكثر العوام يظنُّ أن الغنى لا يجتمع مع الإيمان وأن العبادة لا بد أن تأتى بالفقر والضعف والحرمان أو تجلب الغلظة والجفاء أو التجهُّم والشحناء وحاشا لله أن يكون هكذا أتباع دينه السعداء إنما العزة لله ولرسوله وللمؤمنين وحاشا للغنى المغنى أن يرضى لمحبيه أن يكونوا فقراء أذلاء ولايكونوا تعساء أو أشقياء فتصاريف القدر فوق عقل العقلاء فما بالك بفهم الناس البسطاء ولذا احتجنا لحكمة العلماء ولا أطيل عليكم فأظنكم متشوقون للبشرى بشرى الحبيب إلى كل حبيب ولكل عبد مقبل على الله منيب وكل من يرجو التقى والهدى والعفاف والغنى{أقبل النبى على أصحابه يوماً فسألهم مَنْ يَأْخُذُ مِنِّي هذِهِ الْكَلِمَاتِ فَيَعْمَلَ بِهِنَّ أَوْ يُعَلِّمَ مَنْ يَعْمَلُ بِهِنَّ؟قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ:أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قال: فَأَخَذَ بِيَدِي وَعَدَّ خَمْساً قالَ{اتَّقِ الْمَحَارِمَ تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ وَأَحْسِنْ إلَى جَارِكَ تَكُنْ مُؤْمِناً، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُسْلِماً، وَلاَ تُكْثِرِ الضَّحِكَ فَإنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ}[1] الله أكبر بشرى خمسة فى واحد كيف هذا وظاهرها خمسة أوامر ونواهى؟قديما قالوا:أعمال الخير والبر يقوم بها البار والفاجر ولكن المعاصى والمحرَّمات لا يتركها إلا المؤمن الصابر وهنا السرُّ ياإخوانى فاتقاء المحارم تشمل توقِّى المحرَّمات التى هى فعل المنهيَّات وترك المأمورات لأن ترك المأمورات من أوَّل المنهيَّات والمحرَّمات أفرأيتم لفظان فيهما عماد الأمر والنهى ورأس زاوية كل صلاح وغى فمن اتقى الحرمات وأتمَّ المأمورات أفتراه يحمل حسداً أو غشاً أو ضغينة أو حقدا؟ً فالأولى تجعله من أوائل العابدين والثانية نتيجة من الأولى وتجعله من الراضين الشاكرين ثم هل ترى هذا يؤذى له جاراً وأذيته من أول المنهيات والإحسان إلية من أقوى المأمورات فمثل هذا أمنه جاره وعاش بجانبه فى أمن وأمان أفمثل هذا يغشُّ إخوانه أو لا يحبَّ لهم الخير كما يحبُّه لنفسه؟لا بل قد يؤثر إخوانه على نفسه أفلا يكون التارك للمحرمات والمواظب على الطاعات إذاً مسلماً حقاً ومؤمنا صدقاً ومثله يكثر جدُّه ويقلُّ هزله وإذا مزح فلا يقول كذبا فكل تلك الخيرات فروع وثمار لشجرة ترك المحرمات والمنهيات فمن كان ترك المحرمات همه وقصده فهو عابدٌ فى صدق راضٍ فى يقين يشعُّ سلاماً لمن حوله ومحبة بل وبشاشةً ومودة فمن منكم يريد أن يكون أعبد الناس وأغنى الناس مسلماً على حق ومؤمنا بصدق من يريد هذا سيقول: ولكن الرجاء بعيد والنوال أبعد لا والله فالرجاء يسير والنوال أقرب والبشرى هائلة وعظيمة وبابها هو الأوسع الأرحب فالبشرى العظيمة ياأحبائى السعداء سرها كلمة واحدة تديرها فى رأسك وتجعلها نصب عينك:لا تقترف المحرمات ولاتنتهك الحرمات ولا تتجرأ على المنهيات هل فهمنا ووعينا تلك البشرى إن جميع الطاعات ولو ملأت الأرض والسموات يطيح بها مرتكبو المحرمات قال النبى{لأَعْلَمَنَّ أَقْوَاماً مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضاً فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُوراً قَالَ ثَوْبَانُ: يَارَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لاَ نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لاَ نَعْلَمُ قَالَ: أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ وَلكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا}[2]وحتى نكون من أهل تلك البشرى يلزم إيضاح أن الرضا بالمقسوم لا يعنى بحال أن نرضى بما قسم الله لنا حتى لو كنا فى الفقر أو المرض لأن هذا فهم سقيم لكلام النبي الكريم ولكن الفهم المستقيم أن ترضي بما قسم الله لك من أحوال الإيمان العلية أو المعيشة الهنية ولكن لا ترضى المعاصى أو الدنيَّة أو المصيبة والبليَّة ولا تحرك ساكناً وتقول رضيت بالقضية فالرضا ألا يتغير قلبك على مولاك بنزول البلاء ولكن قل هو لحكمة ظاهرةً أو خفية وتستعين به وبأسباب كونه لرفع البليَّة مع دعاء العبودية لربِّ البريَّة فالشفاء لا يأتى إلا بدواء وطبيب كما الرزق لا يأتى إلا بطرق باب الرزاق المجيب فتذهب للطبيب ثم تطلب من ربِّ الطبيب أن يجعل الشفاء على يده وترفع الدواء إلى فيك وتسأل خالقك وباريك: اللهم شفاؤك ليعافيك فيجعل الشفاء فى الدواء فهذا هو فهم الرضا بالقسمة والقضاء الذى يجعلك من أهل البشرى السعداء ولله درُّ الشاعر الحكيم الذى نظم فى بشريات الحديث شعراً رائعا جمع فأوعى فقال:
عن الـهادي أتانا لـه بشيرٌ عليه صَلِّ ما لاحَ الضياء
مقالٌ قد حوى كلَّ العطايا فعمَّ الفرح أرضاً والسماء
إِذا ما المرءُ كنَّ به خُماسٌ فذاك هو السعيد لـه الحَبَاء
فصبرٌ عن محارم ذاتِ ربي ورضى الأمر ما قسم القضاء
وأحسان الجوار ولو أساءوا وحبُّ الناس مفتاح العطاء
فعبد قد رضى آمن وأسلم له فى المزح قلُّ لا إجتراء
فمن جمع وأحسن ذا الحوايا ففى الدنيا هناه وفى اللقاء
كما قال شعراء آخرون فى بشريات إجتناب الحرام والكف عن الآثام :
وبي من حَصين الدين درعُ وِقايَة به أتَوَقّى من وقوع المآثم
ولي من جميع الطيّبات بشارةٌ بقول كفوا عن ركوب المحارم
وقال بعضهم ناصحاً إخوانه بثمرة ترك الحرام وقد تولى العمر وفات فقال:
جد في الجد قد تولى العمر فما التفريط وقد تدانى الخطر
تب فعسى لقد جاء الخبر دع الحرام تكف كل الأمر


منقول من كتاب بشائر الفضل الإلهي
لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:




شارك فى نشر الخير